Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الألغام في سوريا وبلدان أخرى: نهاية الحروب لا تعني انتهاء الكارثة

ذخائر عمياء تنتشر في كل بقاع العالم وخصوصاً داخل بعض البلدان العربية وتنتظر ضحاياها لتنفجر فيهم

تفتح المتفجرات القديمة ومخلفات الجيوش عقب المعارك مجالاً واسعاً لانتهاك حقوق الإنسان (موقع أنسبلاش)

ملخص

تتجاهل معظم الجيوش المتحاربة القوانين الدولية التي تنص على ضرورة إزالة مخلفات الحروب بعد انتهائها. ويوجد في البلدان العربية خصوصاً في مصر وسوريا والعراق ولبنان والكويت ملايين الألغام والذخائر العمياء التي ما زالت تنتظر ضحايا لتنفجر فيهم، بعضها يعود إلى الحرب العالمية الأولى (1939) وبعضها الآخر يعود إلى حروب أهلية طاحنة ونزاعات قديمة جداً مثل الحرب الأهلية الأميركية.

تعد قضية المتفجرات التي تخلفها الحروب من ألغام وقنابل لم تنفجر في لحظتها قضية قديمة ولكنها مستمرة بالتفاعل حتى وقتنا الراهن، إذ تتجاهل معظم الجيوش المتحاربة القوانين الدولية التي تنص على ضرورة إزالة مخلفات الحروب بعد انتهائها. ويوجد في البلدان العربية خصوصاً في مصر وسوريا والعراق ولبنان والكويت ملايين الألغام والذخائر العمياء التي ما زالت تنتظر ضحايا لتنفجر فيهم. وفي هذا السياق دعت منظمات حقوقية بريطانية أخيراً عقب سقوط النظام السوري إلى بذل جهود دولية ملحوظة لإزالة مخلفات الحروب من مناطق انحسرت فيها النزاعات، ومنها الأراضي السورية واللبنانية، تمهيداً لتسهيل عودة النازحين واللاجئين الذين هجروا من بلادهم قسراً إلى بيوتهم وأراضيهم.

زراعة الألغام

لا يتوقع أحد من الجيوش المتحاربة أن تزرع الأرض ورداً بدلاً من زراعة الألغام أثناء الحروب والنزاعات الدامية. لكن القانون الدولي الذي يبدو "رومانسياً" أو حالماً بعض الشيء أمام الانتهاكات المستمرة له، ينص في نصوص كثيرة أشهرها القانون الخامس، على ضرورة إزالة مخلفات الحروب من مناطق النزاع. وعلى رغم ذلك تنتشر في العالم حتى يومنا هذا، وفق إحصاءات أجرتها منظمات صحية وهيئات دولية، مئات ملايين الألغام والقنابل الضخمة غير المنفجرة، إذ أكدت موسوعات علمية ونشرات إخبارية ودوريات صحية عديدة حول العالم، مراراً وتكراراً، أن تلك المخلفات الحربية تزداد خطورتها مع الوقت، وأنها بمثابة أفخاخ الموت التي تنتشر في كل بقاع الأرض وتنتظر ضحاياها لتنفجر فيهم، فيما بعضها يعود إلى الحرب العالمية الأولى (1939) وبعضها الآخر يعود إلى حروب أهلية طاحنة ونزاعات قديمة جداً مثل الحرب الأهلية الأميركية.


مجال واسع لانتهاك حقوق الإنسان

وتمثل المتفجرات القديمة ومخلفات الجيوش عقب المعارك مجالاً واسعاً لانتهاك حقوق الإنسان. فالدول المتحاربة تتجاهل في الغالب القانون الدولي الذي ينص في البند الخامس من معاهدة تنظيم التجارة الدولية بالأسلحة التقليدية، على أنه "عندما تنتهي الأعمال الحربية الفعلية بين طرفين يجب على كليهما مسح المناطق الخاضعة لسيطرتهما من مخلفات الحرب من المتفجرات". علماً أن الألغام الأرضية غير مشمولة بالبروتوكول الخامس، ولكن يتطلب البروتوكول الثاني للاتفاق أن تمسح الألغام عقب القتال الفعلي بين طرفين بعد انتهاء الحروب.

في دول عربية

تحتل ثلاثة بلدان عربية مراتب متقدمة في جدول الدول التي تنتشر عبر أراضيها مخلفات الحروب والذخائر غير المنفجرة بكثرة. وتعرف مخلفات الحروب والذخائر غير المنفجرة باسم "الذخائر العمياء". وتحوي الأراضي المصرية 23 مليون لغم والعراق 10 ملايين لغم والكويت 5 ملايين، وذلك وفق إحصاءات لدوريات أصدرتها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف بين عامي 2015 و2018.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعريف

تعني الذخائر غير المنفجرة أسلحة متفجرة لم تنفجر بسبب عدم توافر الظروف المناسبة لانفجارها. وتشمل هذه الأسلحة قنابل وقذائف وقنابل يدوية وقنابل أرضية وقنابل بحرية وغيرها. وتؤكد موسوعات علمية أن هذه الذخائر لا تزال تشكل خطراً، حتى بعد مرور عقود على استخدامها أو تجاهلها.

داخل الأراضي السورية

لا تعد الأراضي السورية حتى هذه اللحظة أراضي آمنة حتى بعد إزاحة النظام وتولي الإدارة العسكرية السورية الموقتة زمام الحكم، إذ تعلن وسائل الإعلام السورية المختلفة وبصورة شبه يومية عن سقوط ضحايا جراء المخلفات الحربية والألغام. وأفادت تقارير إخبارية لفضائيات سورية بسقوط خمسة ضحايا لانفجار ألغام ومخلفات حربية قديمة في منطقة دير الزور مساء أول من أمس الخميس. وكان من ضحايا تلك المتفجرات 4 أطفال عبثوا بها فتقطعت أطرافهم، فيما الخامس شخص ذو خلفية عسكرية فقد حياته على الفور. ويعد الأشخاص الذين لا ينتظرون جهات متخصصة لتفكيك هذه المخلفات أكثر ضحاياها، لذلك تحذر الهيئات العسكرية والمنظمات الحقوقية والإنسانية ذات الخبرة في هذا المجال وبصورة دائمة من العبث بهذه المخلفات والألغام بصورة غير مسؤولة.

قضايا اللاجئين

تنعكس قضية المخلفات الحربية والذخائر العمياء المنتشرة عبر العالم سلباً على قضايا اللاجئين الذين فروا من بلادهم بسبب الحروب، إذ تشكل هذه المخلفات الحربية عقبة أمام الدول التي تخطط لإعادة لاجئين إلى بلدانهم بعد انتهاء الحروب فيها. وفي هذا الصدد نشر موقع "العربية نت" تقريراً حول دعوة منظمة بريطانية العالم إلى بذل "جهد دولي" للقضاء على الألغام والقذائف غير المنفجرة في سوريا، مشيراً إلى أن آلاف الأشخاص العائدين إلى منازلهم بعد سقوط حكم الأسد "معرضون لخطر شديد". وأضاف التقرير أنه بعد أكثر من 13 عاماً من الحرب المدمرة، أصبحت مساحات شاسعة من سوريا مليئة بالألغام. ويذكر أنه خلال عام 2023 تسببت الألغام في سوريا بمقتل 933 شخصاً، لتحل بذلك في المرتبة الثانية بعد ميانمار الأولى بتسجيلها 1003 ضحايا.


الألغام والذخائر العنقودية في لبنان

من جهة أخرى، أكد الموقع الرسمي للجيش اللبناني أن مشكلة الألغام والذخائر غير المنفجرة برزت في لبنان كمرحلة أولى بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، إذ أظهرت عمليات المسح الأولية وجود عدد كبير من البقع المشبوهة والخطرة منتشرة عبر مساحات واسعة في جميع المناطق اللبنانية (نحو 150 مليون متر مربع). إلى جانب عدد كبير وغير محدد من الذخائر غير المنفجرة والمنتشرة ضمن المناطق الآهلة والأراضي الزراعية. وكان الجيش اللبناني وفور انتهاء العدوان الإسرائيلي خلال الـ14 من أغسطس (آب) 2006 تدخل لتطهير المناطق من الذخائر العنقودية، بدءاً بالأماكن التي تشكل خطراً مباشراً على المواطنين العائدين إلى قراهم.
ومن المؤكد أن الاهتمام الإعلامي بهذا الأمر يزداد بصورة ملحوظة عقب وقوع الحوادث المميتة. كما أن قضية المتفجرات والذخائر العمياء أصبحت مثاراً للإشاعات في كثير من المناسبات خصوصاً حين تقوم الجيوش النظامية بواجبها في إزالة هذا الخطر دون إعلان مسبق، إذ يتطلب قيام الجيوش النظامية بإزالة هذا الخطر إعلاناً مسبقاً عن ذلك، تجنباً لارتكاب الأخطاء ووقوع ضحايا من المدنيين أو حتى التسبب في إخافة السكان داخل المناطق التي تنتشر فيها تلك المخلفات الخطرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير