Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استراحة من ضجيج العالم في معرض "نفس عميق"

لوحات تجسد روح الطفولة على نحو نابض بالحركة والخيال والبهجة

لوحة من معرض "نفس عميق" (خدمة المعرض)

ملخص

 في معرضه الجديد "نفس عميق" يواصل الفنان خالد سرور دعوته إلى التأمل والهدوء، مجسداً رحلته من التوتر إلى التوازن عبر لوحاته التي تتحدث لغة الروح قبل أن تُخاطب العين.

في معرض "نفس عميق" يكمن الشعور بالحاجة إلى نفس عميق، تلك اللحظة التي يتوقف فيها المرء عن الركض المتواصل ليستعيد ذاته وسط صخب الحياة اليومية، ويبرز هنا أسلوب خالد سرور المميز الذي يجمع بين ازدحام العناصر وتباعدها وبين العمق والحس الطفولي المرح، وهو أسلوب يعكس محاولته نقل حال نفسية تعبر عن الصراع بين الفوضى والسكينة.

لوحات المعرض تتتسم بألوانها الزاهية وخطوطها الحيوية المتشابكة، وتتقاطع العناصر في هذه المساحات المرسومة مع فراغات واسعة تترك للمشاهد مجالاً للتنفس والتأمل، وهذه الفراغات ليست غياباً بقدر ما هي حضور قوي يعبر عن فكرة النفس العميق، وكأنها لحظة سكون في خضم حركة لا تنتهي.

وأشار الفنان إلى أن العناصر المتراكبة داخل اللوحات ليست مجرد عناصر مكدسة فوق بعضها، بل هي انعكاس للضغط والضجيج الذي نواجهه يومياً، وفي المقابل تأتي المساحات الفارغة كاستراحة ضرورية تُجسد بفنيتها الحاجة إلى التوازن، وهنا يظهر بوضوح أن كل فراغ هو فرصة وكل لون هو نبض وكل خط هو تنفس جديد.

ويُعيدنا "نفس عميق" للأجواء الحالمة التي قدمها سرور خلال معارضه السابقة التي استعرض فيها روح الطفولة والبراءة عبر لوحات مليئة بالحياة والخيال، وهي أعمال تجسد روح الطفولة على نحو نابض بالحركة والخيال والبهجة.وفي "نفس عميق" يبدو أن الفنان قد خطا خطوة نحو العمق الروحي مستخدماً الرمزية بشكل أكبر للتعبير عن الحال الإنسانية، فاللوحات هنا ليست فقط مساحة لعب وخيال بل هي رحلة داخلية للبحث عن السكينة وسط ضجيج العالم.

وفي أعمال خالد سرور بصورة عامة يمكننا أن نلمح حساسية الفنان تجاه الطبيعة وعلاقتها بالإنسان، وفي هذه الأعمال نرى الأطفال والحيوانات والطبيعة كعناصر محورية، بينما تظهر الطبيعة في معرضه الأخير كحال رمزية أكثر نضجاً تتحدث عن انسجام الإنسان مع العالم من حوله، وعن الحاجة إلى تلك اللحظات التي نتوقف فيها لنأخذ نفساً عميقاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إن لوحات خالد سرور تمثل دعوة مفتوحة إلى البهجة والعيش في سلام مع النفس وتأمل الحياة، كما أن تراكب العناصر في لوحاته انعكاس للصراع الداخلي الذي نشعر به جميعاً، والفنان يقدم لنا الحل من خلال مساحات الفراغ التي تتيح للمشاهد استراحة بصرية ونفسية.

وعلى مدى مسيرته أثبت خالد سرور قدرته على التجديد والتعبير عن أفكار عميقة بأساليب بصرية جذابة، ومنذ معرضه "لعب عيال" الذي قدمه عام 2009 واحتفى خلاله بالطفولة والخيال، إلى "نفس عميق" الذي يدعو إلى السكينة والتوازن، يظل سرور فناناً ملتزماً بتقديم تجارب فنية تجمع بين البهجة والتأمل.

ويأتي معرضه الأخير كتجربة حسية وروحية تستحق التأمل، ودعوة إلى التوقف وإعادة التفكير في طريقة تعاملنا مع العالم، فكل لوحة هي حكاية، وكل فراغ هو رسالة تقول لكل منا "خذ نفساً عميقاً وعُد لذاتك".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة