ملخص
يتهم لبنان إسرائيل باحتلال مساحات كبيرة من أراضيه عند الحدود الجنوبية من مرتفعات مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إلى تمدد قرية الغجر السورية المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، فالنقاط الـ 13 المتنازع عليها، والمناطق الـ 18 المحتلة من قبل إسرائيل وصولاً إلى التلال والنقاط الخمس الأخيرة.
كثر الحديث الإعلامي الإسرائيلي أخيراً عن انطلاق عملية التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البرية بين البلدين في ظل إبقاء تل أبيب سيطرتها العسكرية والأمنية على نقاط حدودية خمس لم تنسحب منها مثلما انسحبت من عديد من القرى والبلدات الجنوبية الحدودية التي احتلتها ودمرتها في الحرب الأخيرة، تضاف إليها سيطرتها منذ فبراير (شباط) الماضي على كامل موقع العبّاد شرق حولا (مرجعيون) بشقيه اللبناني والإسرائيلي، إلى نقاط لبنانية عديدة سابقة تعتبر باعتراف الأمم المتحدة نقاطاً وأراضي لبنانية محتلة من إسرائيل.
يأتي حديث التفاوض مع معلومات تبث هنا وهناك عن احتمالية التطبيع بين لبنان وإسرائيل في وقت لم تزل إسرائيل تستبيح لبنان برمته جواً وبراً وبحراً، فتقصف وتدمر وتغتال وتراقب وكأن الحرب لم تنته بعد عملاً باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين البلدين برعاية أميركية وفرنسية وتمهيداً لبدء تطبيق بنود القرار الأممي 1701، الأمر الذي اعتبره عديد من المحللين السياسيين والاستراتيجيين في لبنان رغبة إسرائيلية في جر لبنان إلى مفاوضات تحت النار تملي من خلالها شروطها وقراراتها.
نقاط حدودية عالقة
لم تكن المواقع الخمسة والتلال التي لم تنسحب منها إسرائيل بعد الحرب الأخيرة هي النقاط الخلافية الوحيدة بين لبنان وإسرائيل، إذ ثمة نقاط كثيرة متراكمة وعالقة منذ عشرات السنين بين البلدين، إذ كانت إسرائيل في حالات الحرب والسلم وباعتراف أممي تعبث بالحدود فتبدلها وتتمدد داخل الأراضي اللبنانية، وتنسحب أحياناً تحت الضغط الدولي وتتردد وتؤجل في أحيان كثيرة، وهذا ما جعل الصراع مفتوحاً، إذ يتهم لبنان إسرائيل باحتلال مساحات كبيرة من أراضيه عند الحدود الجنوبية من مرتفعات مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، إلى تمدد قرية الغجر السورية المحتلة داخل الأراضي اللبنانية، فالنقاط الـ 13 المتنازع عليها، والمناطق الـ 18 المحتلة من قبل إسرائيل وصولاً إلى التلال والنقاط الخمس الأخيرة.
والنقاط الـ 13 المتنازع عليها هي في بلدات رأس الناقورة، ثلاث نقاط في علما الشعب، البستان، مروحين، رميش، يارون- مارون الراس، بليدا، ميس الجبل - حولا، العديسة، العديسة - كفركلا والمطلة - الوزاني.
ثبتت اتفاقية الهدنة المعقودة بين لبنان وإسرائيل عام 1949 الحدود اللبنانية- الإسرائيلية الدولية بناء على ترسيم حدود 1923 باتفاقية بريطانية- فرنسية عرفت باسم "اتفاقية بوليه– نيوكومب" أو "خط بوليه– نيوكومب" وعززت الاتفاقية بخرائط حدودية مفصلة وقع عليها الطرفان قبل تثبيتها في الأمم المتحدة.
ومنذ أواخر الستينيات بدأت إسرائيل تشن حروبها على لبنان تحت عناوين مختلفة فتبدل الحدود لمصلحتها مما يضطر لبنان إلى اللجوء لمجلس الأمن الدولي للضغط على إسرائيل وإلزامها الانسحاب من أراضيه، فتنجح المفاوضات أحياناً وتفشل في أحيان أخرى.
المفاوضات مصلحة لبنانية؟
نسأل العسكري السابق في الجيش اللبناني اللواء الركن جورج شريم والذي كان قائداً لمنطقة جنوب الليطاني سابقاً عما إذا كانت المفاوضات ستعيد إلى لبنان حقه المهدور، فيجيب "الكلام عن المفاوضات وما يدور من معلومات حولها في اليومين الأخيرين، لم يصدر موقف رسمي لبناني بشأنها بعد، وورد في وسائل الإعلام أنه طرحت أفكار عن بدء التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول النقاط الخمس التي لم تنسحب إسرائيل منها، إضافة إلى منطقتين عازلتين، طريق العديسة (مرجعيون) ومساحة بين يارون ومارون الراس (بنت جبيل) يضاف إليها المناطق المتنازع عليها وهي 13 منطقة تم تعريفها بعد ترسيم الخط الأزرق برعاية الأمم المتحدة في أعقاب انسحاب إسرائيل عام 2000 من الأراضي اللبنانية وصارت الأمم المتحدة تعتبر الخط الأزرق الخط الذي يجب على جميع الأطراف احترامه وعدم خرقه".
ويضيف "يجب إجراء مفاوضات حول المناطق المتنازع عليها حتى تتبين الحقوق، ولبنان يطالب بهذه المناطق باعتبارها من الأراضي اللبنانية، وإسرائيل تدعي عكس ذلك، لذلك يجب أن تكون هناك مفاوضات برعاية أممية لوضع حلول لهذه المناطق المتنازع عليها، فلبنان لا يستطيع في الوقت الحالي إجراء مفاوضات مباشرة لذلك سوف تحصل مفاوضات غير مباشرة برعاية إما أطراف دولية أو الأمم المتحدة، وهناك مفاوضات تجري بين لبنان وإسرائيل من خلال لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وكانت تتم سابقاً من خلال الاجتماعات الثلاثية التي تحصل في الناقورة ويشارك فيها الجيش اللبناني وقوات يونيفيل والجيش الإسرائيلي".
ويشير شريم إلى أن هناك "حديثاً عن نوع آخر من المفاوضات، لكن هذا الشيء لم يتضح حتى الآن ولا توجد صورة واضحة لكيفية التفاوض ومن سيرعاه وتحديد ما سيتناوله، وهناك حديث آخر لا أعلم مدى جديته أنه يمكن التوصل في نهاية المطاف إلى تطبيع بين لبنان وإسرائيل، وثمة علامات استفهام كبيرة حولها كونها وردت في وسائل إعلام إسرائيلية".
ويؤكد شريم أن "لبنان في الوقت الحاضر غير جاهز لموضوع التطبيع، فهو يخرج من حرب مدمرة ولديه آلاف الضحايا والقتلى وآلاف الجرحى، وثمة مدن دمرت، ومهجرون لبنانيون لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم وقراهم وأراضيهم التي يزرعونها بسبب الأعمال والظروف العسكرية وبسبب المناطق الحدودية التي لم تزل محتلة".
ويتابع "لذلك يجب أن يكون موضوع التطبيع خارج التداول، ولبنان لا يمكنه أن يدخل إليه بمعزل عن موقف الدول العربية، خصوصاً أن إسرائيل رفضت الخطة العربية تجاه غزة التي طرحت في مؤتمر القاهرة الأخير، ولبنان بحاجة إلى أن يدخل بالمفاوضات لأن هناك عدة مواضيع يجب حلها ومنها قضية الأسرى، وقد أفرج عن خمسة منهم أخيراً وهذا نعتبره أمراً إيجابياً، فهم أسرى لبنانيون كان يجب أن يعودوا إلى أهلهم وأعتقد أن هذا الأمر تم نتيجة الضغط اللبناني والمطالبات اللبنانية الرسمية من رأس الدولة والحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية".
ويرتاح اللواء شريم إلى أن "موقف لبنان إيجابي أمام العالم، إذ بدأ بتنفيذ النقاط المتعلقة بالقرار الأممي 1701، والجيش اللبناني بدأ ينتشر في معظم مناطق الجنوب ويقوم بواجباته، إذاً لبنان يقدم ما هو مطلوب منه وعلى الطرف الآخر أن يبادر إلى حلحلة الأمور العالقة حتى يمكننا الانطلاق بحلول للمناطق المتنازع عليها مثلما حصل في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية، ويجب أن تكون هناك مفاوضات على ترسيم الحدود البرية وصولاً إلى الهدوء والاستقرار وهذا لن يتم إلا من خلال المفاوضات برعاية دولية".
المفاوضات دفع للعهد الجديد
المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى الـ "يونيفيل" العسكري السابق في الجيش اللبناني العميد الركن منير شحادة يقول بدوره "أقرأ موضوع الحديث عن مفاوضات على النحو الآتي، هناك ضغوطات من العهد الجديد في لبنان بشخص رئيس الجمهورية جوزاف عون، أنه بعد انتخاب رئيس للجمهورية بضغط دولي وتأليف حكومة جديدة بضغط دولي، وكيفية انطلاق عجلة الإصلاح في البلد وبدء الانصراف إلى الشأن الداخلي اللبناني ولم يعط المجتمع الدولي أي قوة دفع للعهد الجديد ولم تزل إسرائيل تحتل نقاطاً لبنانية وتنفذ غارات جوية من أجوائه وتقصف، هو بمثابة أمر خطير بالنسبة إلى العهد، فيجب أن يقدم المجتمع الدولي وبخاصة أميركا الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار قوة دفع جديدة لهذا العهد في الانطلاق وكي يظهر أن الدبلوماسية التي نادى بها ولا سيما في خطاب القسم هي الطريق إلى الحل في انتهاء الحرب".
ويضيف شحادة "لذلك تحركت الإدارة الأميركية بدءاً بتحرير عدد من الأسرى اللبنانيين ثم أطلت نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بخطاب من البيت الأبيض تحدثت عن التعمير الذي يجب أن يكون بيد الدولة اللبنانية وليس بيد فريق من الفرقاء وممنوع على ’حزب الله‘ أن يعيد هو عملية التعمير، فكيف يطبق هذا الأمر على أرض الواقع وإسرائيل لم تنسحب بعد من الأراضي التي احتلتها وتمركزت فيها ولم تزل تخرق وقف إطلاق النار؟ لذلك جاء الحراك الأميركي والضغط الأميركي بهذا السياق وصدر كلام عن إنشاء لجنة لمناقشة النقاط الخلافية حول الخط الأزرق، أي النقاط الـ 13 المتنازع عليها، ونقاط الخرق الدائم الـ 18، وهذا يعطي دفعاً للعهد الجديد كونه كان محرجاً طوال هذه الفترة وينادي بأنه يريد حل الأمور بالطرق الدبلوماسية".
تحذير من نوايا سلبية
يتخوف شحادة من نوايا سلبية تجاه المفاوضات التي يحكى عنها قائلاً "أنا كخبير عسكري وكنت رئيساً للوفد المفاوض بالاجتماعات الثلاثية في الناقورة، أرى وكأن تل أبيب تحاول إدخال النقاط الخمس التي لم تنسحب منها في نقاشها مع النقاط الـ 13 وكأنها أضحت من النقاط المتنازع عليها، هذا شيء خطير، وأن تتحول 13 نقطة متنازع عليها إلى 18 نقطة، مع أن النقاط الخمس واضح احتلالها وهي داخل الأراضي اللبنانية، وقد أتت مورغن على سيرة هذه النقاط ووجوب انسحاب إسرائيل منها كونها نقاطاً محتلة، إن خلط النقاط الخمس مع النقاط الـ 13 المتنازع عليها في الخط الأزرق أراها أمراً سيئاً على لبنان في المستقبل".
وحول التصريحات الأميركية يقول العسكري السابق "تبقى العبرة بالتنفيذ وإذا كانت إسرائيل سوف تلتزم بالانسحاب، فهي أيام السلم وكانت إسرائيل تقع تحت الضغط وكانت تتهرب من جميع الاتفاقات والاجتماعات التي كانت تحصل ولا تلتزم بها، والإيجابية الوحيدة في الأمر هي الضغط الأميركي على إسرائيل كي تبدأ بالمفاوضات على الحدود البرية والخط الأزرق لتعزيز ثقة اللبنانيين بالعهد الجديد ونفع الدبلوماسية في استعادة الحقوق وأن القرارات الدولية تحمي".
النقاط الخلافية المحتلة
ويوضح شحادة النقاط الخلافية بين لبنان وإسرائيل "بدءاً من الخط الأزرق إذ هناك عدة أنواع من المشكلات، فهناك 13 نقطة متنازع عليها، مما يعني أن إسرائيل لا تعترف بإنها لبنانية ولبنان يتمسك بلبنانيتها، وهناك 18 خرقاً دائماً، الفرق بينها وبين النقاط الـ 13 المتنازع عليها أن إسرائيل لا تعترف بالـ 13 أنها للبنان ولبنان يتمسك بها استناداً إلى ترسيم الحدود عام 1923 وتأكيدها باتفاقية الهدنة عام 1949، أما الخروق الـ 18 الدائمة فإسرائيل تعترف بأنها أراض لبنانية وعلى رغم ذلك تخترق الحدود وتحتلها".
أما بالنسبة إلى مزارع شبعا "فلبنان أعد دراسة نفذتها لجنة من الجيش اللبناني يتألف من كبار الضباط، 10 ضباط يمثلون جميع الطوائف اللبنانية، وأتت بجميع الاثباتات التي تؤكد أن مزارع شبعا لبنانية، ومنها لجنة لبنانية- سورية شكلت في الخمسينيات من القرن الماضي تتألف من قاضيين وسميت بلجنة القاضيين، خطيب وغزاوي، بسبب الخلافات على المشاعات والمراعي في مزارع شبعا، وأعدت هذه اللجنة ترسيماً للحدود فأثبتت أنها لبنانية وأعدت لها خريطة بقياس 1/5000 ورفعت مع التقرير الذي وقعه قائد الجيش ووزير الدفاع حينها وأرسل إلى مجلس الوزراء ومنه إلى مجلس الأمن الدولي كي نثبت أن مزارع شبعا لبنانية".
مناطق لبنانية محتلة باعتراف أممي
ويفند القائد السابق لقطاع جنوب الليطاني في الجيش اللبناني العميد الركن خليل الجميّل، النقاط التي تستدعي المفاوضات حولها بين لبنان وإسرائيل "فالنقاط الخمس الأخيرة، أي التلال الخمس التي احتلتها إسرائيل ولم تنسحب منها، هي نقاط احتلال واضحة باعتراف الأمم المتحدة وليست من زمن بعيد، ويجب على إسرائيل أن تنسحب منها، وهناك 18 نقطة هي نقاط خرق دائم ومعناه أن إسرائيل تضع سياجها التقني داخل الأراضي اللبنانية وتخرق الخط الأزرق، أراض تقع في منطقة الحدود بين لبنان وفلسطين، من الناقورة إلى نهر الوزاني، مساحتها 17 ألف متر مربع والأمم المتحدة تقول إنها مناطق محتلة".
ويتابع "وننتقل إلى المنطقة بين لبنان وسوريا، والتي هي اليوم الجولان المحتل من قبل إسرائيل، تبدأ من نهر الوزاني والجسر الروماني القديم وتتجه صعوداً وصولاً إلى جبل الشيخ، هذه المنطقة فيها مشكلتان مشكلة الغجر الضيعة التي تمددت في الأراضي اللبنانية، ويسمى خرق منطقة الماري العقارية (الغجر)، بمساحة 719542 متراً مربعاً، وخرق في الخط الأزرق وتعترف الأمم المتحدة بأنه احتلال، والمشكلة الثانية في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا".
وبرأي الجميل "يجب أن يخرج الإسرائيليون فوراً من الأراضي التي احتلوها حديثاً، من المناطق الخمس وهي أولوية، والأولوية الثانية أن النقاط المتنازع عليها هي بمثابة خرق دائم للخط الأممي من قبل إسرائيل ولدينا مستند من الأمم المتحدة يؤكد هذا الخرق ويعتبر خرقاً لخط الهدنة 1949 وخط بوليه نيوكمب الدولي 1923 وخط الانسحاب الذي هو الخط الأزرق".
لن يضيع حق وراءه مطالب
وعن مساحة هذه الخروق والمناطق المحتلة يقول العميد الجميل "تبلغ مساحة النقاط الخمس نحو تسع كيلومترات مربعة، والخروق الـ 18 الدائمة نحو 17 ألف متر مربع في الأراضي بين لبنان وفلسطين المحتلة، و719542 متراً مربعاً بين لبنان والأراضي السورية المحتلة، لذا لم يعد لنا من خيار غير الأمم المتحدة كي نسترد أراضينا التي تعترف بها إسرائيل من خلال خط الهدنة 1949 وتقر بأنها حدود لبنانية، وكذلك الأمم المتحدة، إنها أراضينا ولبنان لا يمكنه استعادتها إلا من خلال الدبلوماسية، عام 1972 اجتاحت إسرائيل جنوب لبنان، وكذلك 1978 و1982 و2006 وعادت وانسحبت إلى خارج الحدود لماذا؟ لأننا كنا نطالب الأمم المتحدة بذلك، اليوم ثمة ضمانة أميركية وهي ستخرج الإسرائيليين من الأراضي اللبنانية المحتلة".
ويضيف الجميل "لن يضيع حق وراءه مطالب، نحن نطالب بمزارع شبعا منذ عشرات السنوات، ونحن تعلمنا طوال هذه السنين من تجاربها المرة فلبنان إذا لم تعد إليه أراضيه كاملة ستبقى هناك مشكلة دائمة، هي شوكة بخاصرة لبنان وخاصرة إسرائيل، وإذا أرادت أن تحلها فبشكل دائم ووقف مستمر لإطلاق النار وتخفيف أكثر من 75 في المئة من التوتر عند الأهالي وعند الدولة اللبنانية، يجب عليها أن تعيد إلينا كامل حدودنا".
ويعطي المتحدث مثالاً عن تمسك الناس بحقوقها وأرضها "هذه ميس الجبل لنا فيها بساتين زيتون عند الحافة الأمامية، يقصدها الأهالي كل سنة ويقطفونها برعاية وحماية قوات ’يونيفيل‘ وهذا معناه أن اللبنانيين لا يتخلون عن أرضهم وسيبقون يطالبون بها كي يستردونها، لذا يجب أن تكون هناك حلول لكن ليس على حساب لبنان الذي لن يتنازل عن حبة تراب واحدة من أرضه، مع الإشارة إلى أن إسرائيل ولا مرة استطاعت أن تحل مشكلتها مع لبنان بالقوة، ولن يتحقق ذلك إلا بالمفاوضات التي سيتولاها فريق عسكري خبير بالمفاوضات التقنية حول الحدود، فإن لم يقبل الإسرائيلي بهذه المفاوضات يعني أن لديه مشكلة، ويعني أنه بعد 10 سنوات أو 20 سنة ستندلع الحرب من جديد، وعليهم أن يحلوا الأمر اليوم قبل الغد".
التلال الخمس المحتلة أخيراً
يشار إلى أن التلال التي لم تنسحب إسرائيل منها بعد الحرب الأخيرة تتوزع على النحو الآتي:
تلال اللبونة في خراج بلدة الناقورة (في القطاع الغربي)، ومرتفع جبل بلاط بين بلدتي مروحين ورامية (في القطاع الغربي)، ومرتفع جل الدير وجبل الباط في خراج بلدة عيترون (في القطاع الأوسط)، ونقطة الدواوير على طريق مركبا – حولا وادي هونين (في القطاع الشرقي)، وتلة الحمامص بلدة المطلة الإسرائيلية (في القطاع الشرقي).