Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

لهذا السبب تعاقدت إنجلترا مع توماس توخيل

هناك عديد من الطرق التي سيختلف بها المدرب الجديد عن غاريث ساوثغيت حيث يتولى الألماني المسؤولية في مباراته الأولى ويبدأ الطريق إلى كأس العالم 2026

توماس توخيل المدرب الرئيس للمنتخب الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

توماس توخيل المدير الفني الجديد لمنتخب إنجلترا، يجلب روحاً مرحة ونهجاً تكتيكياً مكثفاً. يؤكد الألماني على أهمية استغلال اللاعبين لإمكاناتهم الكاملة مع التركيز على الهجوم والضغط العالي.

أول ما لاحظه اللاعبون الشباب في إنجلترا هو مدى حب توماس توخيل للضحك. لقد جعلهم يشعرون بالراحة. هذه النظرة مفيدة للسؤال الذي كان سيطرح عليه حتماً، إذ سئل المدير الفني الألماني الجديد لمنتخب إنجلترا بصورة طبيعية عن عام 1966، وعن الطريقة التي فاز بها المنتخب الوطني للرجال بلقبه الوحيد على الإطلاق، وهل تجاوز هدف جيف هيرست الثاني خط المرمى؟

قال توخيل وهو يضحك، "لا يزال هناك جدل. لا أعتقد ذلك، لكن لم يكن هناك نظام حكم الفيديو المساعد آنذاك، لذا فالهدف يحتسب!".

وعلى رغم روح الدعابة هذه، يجب الاعتراف بأن مدربين آخرين كانوا ليشعروا بالذعر من قول شيء دبلوماسي، لكن توخيل يتعامل مع الأمر ببساطة، مدركاً ألا يأخذ بعض الجوانب على محمل الجد، لأنه يحتفظ بذلك للعمل الفعلي. ووفقاً لذلك، يمكن أن تتحول أجواء التدريبات من الهدوء إلى الضغط والكثافة على الفور.

وهناك سبب أعمق لذلك أيضاً، إذ تحدث توخيل في الماضي عن كيف كان هيرمان بادشتوبر، والد لاعب بايرن ميونيخ السابق هولغر بادشتوبر، هو معلمه عندما كان مدرباً لفريق تحت 15 عاماً في نادي شتوتغارت، وكان يتحدث دائماً عن كيف كان بادشتوبر الأب أفضل مدرب عمل معه من الناحية الإنسانية، حيث غرس في توخيل الشاب أهمية تحقيق إمكاناته. لذا، عندما توفي بادشتوبر عام 2009، عقد توخيل العزم على إثبات نفسه على أعلى مستوى.

وهذا هو السبب في أن إحدى أكبر أزمات مدرب إنجلترا تتلخص في اللاعبين الذين لا يبدو أنهم يستغلون موهبتهم بالكامل، وهو ما قد يكون مفيداً في عمليات اختيار اللاعبين المستقبلية. دعونا لا ننسى فترة توخيل في تشيلسي، عندما اقترب مرة من كالوم هدسون أودوي وربت على قميصه الجاف، ثم أشار توخيل إلى قميص سيزار أزبيليكويتا، الذي كان غارقاً في العرق، وعلق على "الفارق".

هذه النظرة هي التي أوصلت توخيل إلى هنا، إلى أول مباراة له كمدرب لإنجلترا في "ويمبلي"، والتي يأمل الجميع أن تكون أيضاً الخطوة الأولى نحو الفوز بأكبر بطولة في كرة القدم.

يعترف المدرب الفائز بدوري أبطال أوروبا بمفاجأة أنه يشعر ببعض "التوتر"، وهو أمر صحي.

فعلى رغم الرغبة التي ظهرت أخيراً في تجاهل أسابيع التوقف الدولي التي تشهد مباريات المنتخبات في السنوات الفاصلة بين البطولات، فإن اليوم الجمعة يمثل لحظة تاريخية حقيقية، حيث أصبح توخيل المدير الـ16 الذي يتولى قيادة أحد أقدم المنتخبات الوطنية في العالم، ولهذا السبب، فإن مناقشة التاريخ الفعلي، مثل عام 1966، أمر مناسب بطريقته الخاصة، حتى لو اعترف توخيل بأنه استوعب فقط أساطير الفريق بدلاً من الخوض في تفاصيلها.

وقال، "في سانت جورج بارك، هناك صور لجميع المدربين وكؤوس العالم السابقة. بالطبع، كنت طفلاً صغيراً، أحببت كرة القدم، رأيت هؤلاء اللاعبين، القمصان، هذه الأسماء، ثم لاحقاً ريو فيرديناند وستيفن جيرارد وواين روني، ولهذا السبب لا يزال شعوري هو الشرف بأن أحصل على فرصة لكوني المدرب الرئيس لإنجلترا".

جلب المؤتمر الصحافي الأول لتوخيل بصورة طبيعية أسئلة حول الطبيعة المعقدة لهذا المنصب، إضافة إلى صعوبات كرة القدم الدولية، وكيف يمكن أن تكون البطولات مختلفة. يضحك وهو يقول إنه بالتأكيد لا يحتاج إلى العناصر السياسية التي تأتي مع الوظيفة، نظراً إلى أن غاريث ساوثغيت شعر أحياناً بأنه متحدث باسم الأمة أكثر من كونه مدرباً لكرة القدم. وقال، "أعتقد أن لدينا أفضل فرصة عندما يسمح للمدرب بالتركيز على كرة القدم"، مشيراً إلى أنه أصر على أن يتم التعاقد معه كـ"مدرب رئيس".

"ربما يمكنني الاختباء قليلاً وراء كوني لست إنجليزياً وألا أتحدث عن كل ما يحدث في بلدكم احتراماً، والتركيز أكثر قليلاً على كرة القدم".

اقرأ المزيد

هذا أمر مفهوم وإن كان يعد إهداراً محتملاً، نظراً إلى كيفية تعامل توخيل مع عقوبات رومان أبراموفيتش أثناء وجوده في تشيلسي. ومع كونه متحدثاً جيداً، فإن الشعور السائد هو أن المدرب دائماً ما ينظر إلى أرض الملعب. وهذا هو السبب في أن إنجلترا فضلت تعيينه في النهاية.

لقد أصيب الفريق بالدهشة أيضاً من مدى انغماس توخيل في التدريبات، حيث قاد الغالبية العظمى من بعض الجلسات المتقدمة إلى حد ما، وكل هذا ينعكس في نهجه تجاه كيفية لعب الفريق أيضاً.

وبقدر ما كانت الفترة التي سبقت هذه اللحظة طويلة، وبقدر ما يحب توخيل نفسه تصور التكتيكات والتأمل فيها، فهو يدرك تماماً أنه لا يوجد شيء مثل الواقع.

وهذا هو السبب وراء إصراره على أن يكون مباشرة بين الفريق في التدريبات، كما حرص توخيل على أخذ النصيحة من الشخصيات الأكبر سناً، وكذلك اللاعبين الأكثر خبرة. وهذا هو السبب جزئياً في استدعاء جوردان هندرسون وكايل ووكر، إذ يريد توخيل أن يلتزم اللاعبون الشباب بمعايير معينة، والتأكد من أنهم لا يتركون شيئاً وراءهم عند اللعب مع إنجلترا.

من كل ذلك، كان المدرب يفكر في تشكيلة (4 - 2 - 3 - 1) قبل تدريب اللاعبين، إذ ساعده العمل المباشر معهم في اكتشاف مزيد من التفاصيل. وقال، "ما رأيته في الأيام القليلة الماضية كان مذهلاً، وكان من دواعي السرور مشاهدته والمشاركة فيه. نأمل في أن نتمكن من نقل هذه الطاقة وهذه الحماسة... ويمبلي المليء بالجماهير سيكون رائعاً".

ووفقاً لذلك، يخطط توخيل لأن تهاجم إنجلترا من الأمام، مع وجود كين أقرب إلى المرمى. ولن يكون جود بيلينغهام بعيداً من خلفه، حيث يقود فريقاً يلعب في منطقة أعلى من الملعب. وستكون الكثافة أعلى أيضاً، مع ميل الدوري الإنجليزي الممتاز للحظات المثيرة والحركة.

قد يكون توخيل ألمانيا، لكنه متحمس جداً لما يراه على أنه أسلوب إنجليزي مميز، والتصور الذي اتضح من الحصص التدريبية حتى الآن كان لفريق يهاجم المنافسين ويضرب بقوة.

وقال كين، "من دون الكشف عن الكثير، سيكون الأمر متعلقاً بالحصول على الكرة في مناطق المنافسين، إنه يريد منا الاحتفاظ بالكرة في نصف ملعب الخصم، ونضغط بسرعة، ونحاصر الفرق"، لكن الحديث عن ذلك شيء، وتنفيذه عندما يكون الأهم في البطولة شيئاً آخر، حيث استحوذ توخيل على العناوين الرئيسة أمس الخميس بمقابلة نقلت اعتقاده أن إنجلترا كانت أكثر خوفاً من الخسارة من أن تكون شجاعة بما يكفي للفوز في بطلوة "يورو 2024".

وأوضح أكثر عن هذا لاحقاً، حيث قدم نظرة ثاقبة حول متى يعتقد أن الفريق جاهز للانطلاق، إذ كان توخيل يجلس بلا مبالاة في الفترة التي سبقت "يورو 2024"، ووجد نفسه مفتوناً بفوز إسبانيا بنتيجة (5 - 1) على إيرلندا الشمالية في مباراة ودية. وقال، "لم أشاهد مباراة ودية في إسبانيا أبداً، لكني شاهدت المباراة بأكملها فجأة لأنني شعرت بالانبهار، وقلت: واو، هل هذا حقيقي؟ ماذا يفعلون؟ هذا مثير، الملعب كان في حال جنون، والفارق بين آخر مباراة للفريق الإنجليزي وكيف تم توديعهم بملعب نصف فارغ وبعض صافرات الاستهجان كان مختلفاً جداً".

هو يدرك تماماً أن كل الحديث لا يعني شيئاً، وقال، "نحن نعمل على ذلك ونأمل في أن نثبت ذلك (الجمعة) ونزيد من حماستنا، ولكن أيضاً ثقتنا".

حان الوقت لتصبح الأمور جادة، وليحقق الجميع إمكاناتهم.

© The Independent

المزيد من رياضة