Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

اليوم العالمي للسعادة والوناسة والقتل والتعاسة

عربياً حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى (21 عالمياً) تلتها الكويت (30) ثم السعودية (32)

فلسطينيون يغادرون بيت حانون شمال قطاع غزة مع أمتعتهم، متجهين إلى مدينة غزة عقب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، 19 مارس 2025 (أ ف ب)

ملخص

السعادة كلمة عامة تعني أن الإنسان سعيد بالمجمل في حياته، وتراوحت تعريفات الفلاسفة القدماء للسعادة بين الرضا والقناعة والأمن والطمأنينة كحال دائمة لدى الإنسان.

اليوم هو الجمعة الـ 21 من مارس (آذار)، وقد حددت الأمم المتحدة في عام 2012 الـ 20 مارس يوماً سنوياً للسعادة من كل عام، ووضعت الأمم المتحدة ستة معايير لقياس مدى السعادة لدى دول العالم، فحلت فنلندا أولاً خلال الأعوام الثمانية الماضية، وعربياً حلت الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى (21 عالمياً) تلتها الكويت (30) ثم السعودية (32).

المعايير والمعلومات عن اليوم العالمي للسعادة يمكن لأي قارئ أن يتناولها عبر الإنترنت، لكن ما لا يستطيع الإنترنت الغوص في تفاصيله، بحسب معرفتي، هو المصطلحات والعبارات والكلمات التي تصف المشاعر الإيجابية والسلبية لدى الإنسان وربما الفوارق بينها.

السعادة كلمة عامة تعني بأن الإنسان سعيد بالمجمل في حياته، وتراوحت تعريفات الفلاسفة القدماء للسعادة بين الرضا والقناعة والأمن والطمأنينة كحال دائمة لدى الإنسان، ويخلط بعض الناس بين السعادة والمتعة، فالسعادة يفترض أن تكون حالاً دائمة، بينما تكون المتعة موقتة، فهي سهرة أو سفرة أو حفلة يستمتع الواحد أثناءها، فتزول متعتها الإيجابية بانتهاء مدتها، والمتعة مرادفة للوناسة بالمفهوم الشعبي، والوناسة اسم قناة غنائية خليجية شهيرة، وقد اشتق اسمها من الأنس، وقد غنت أسمهان لأحمد رامي كلمات لحنها أخوها فريد الأطرش: "ليالي الأنس في فيينا... نسيمها من هوا الجنة".

ويعتبر أهل الخليج ليلة الخميس ليلة الراحة ونهاية عمل الأسبوع وبداية "الويكند"، وغنى لها رابح صقر "خميس وما لي خلق أزعل"، كما اشتهر "أفيه" هلا بالخميس للفنان ماجد عبدالله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و"هلا بالخميس" يعادلها بالإنجليزية (TGIF = THANKS GOD IT"S FRIDAY) لأن الجمعة هي نهاية الأسبوع في معظم دول العالم، وكثير من دول العالم العربي والإسلامي بدأت تغير عطلة نهاية الأسبوع إلى السبت والأحد تماشياً مع الأسواق المالية العالمية، ولأن تراثنا لا "ويكند" فيه، ومن يدري؟ فقد تنتشر يوماً أغنية "هلا بالجمعة" بدلاً من "هلا بالخميس".

اقرأ المزيد

ويربط الفلاسفة السعادة بالرضا والقناعة والعطاء، فالطامعون يرون الرضا فشلاً دون تحقيق الطموح/الطمع، وبين الطموح والرضا شعرة، وبين القناعة والكسل سلك من حرير.

المتعة واللذة والشهوة موقتة وزائلة، بينما تكون السعادة وما يرافقها من مشاعر حال ديمومة في حياة الإنسان السعيد، فهكذا يرى السعداء أمثال الطيار والكاتب وعضو مجلس الشورى السابق الصديق عبدالله السعدون الذي كتب ما يشبه سيرة حياته في كتاب "عشت سعيداً... من الدراجة إلى الطائرة".

أما أفلاطون فيربط السعادة بالرضا مع النفس، ويعرّف فهمه للسعادة بأنها التوازن بين الرغبة والعاطفة والعقل، وهذا الصراع السرمدي بين الأطراف الثلاثة يحدد هوية الإنسان الذاتية، وضبط الإيقاع بينها بتوازن يقنن علاقته بالحياة، وما إذا كان يعيش حياة سعيدة من عدمها.

 أدرت جهاز التحكم وشغلت التلفزيون، نتنياهو يستأنف حرب الإبادة على غزة، أكثر من 500 ضحية من المدنيين الأبرياء، وذريعة نتنياهو بأن "حماس" لم تطلق الرهائن كما اتفق معهم، ولا أحد يصدق نتنياهو إلا دونالد ترمب، حتى الإسرائيليين أنفسهم خرجوا آلافاً احتجاجاً على استئناف المذبحة وهم لا يصدقون بأن نتنياهو واصل العدوان على غزة من أجل الرهائن، وإنما من أجل تحرير نفسه من الاستحقاقات القضائية ضده والمساءلة، فشعرت بألم المشهد وصراخ الأبرياء من النساء والأطفال، وغيرت المحطة فكان تقرير بمحطة أخرى عن اليوم العالمي للسعادة.

المزيد من آراء