ملخص
أعلنت "حماس" مقتل عدد من كبار مسؤوليها السياسيين والأمنيين، بينما تقول إسرائيل إنها استأنفت العمليات العسكرية لإجبار الحركة على إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها في غزة.
قال الجيش الإسرائيلي مساء الاثنين إنه أطلق النار خطأ على مبنى للصليب الأحمر في جنوب قطاع غزة، بعدما ظن عناصره أنهم "حددوا هوية مشتبه بهم".
وأورد الجيش في بيان "في وقت سابق اليوم (الاثنين)، أطلقت قوات الجيش العاملة في رفح جنوب قطاع غزة النار على مبنى بعد تحديد هوية مشتبه بهم وبعد التثبت، تبين أن المبنى تابع للصليب الأحمر، وهو ما لم تكن قواتنا على علم به وقت الحادثة"، مضيفاً أنه سيتم فتح تحقيق.
في سياق متصل قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الإثنين إن القصف الذي طال مجمعاً تابعاً للمنظمة في غزة الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل موظف بلغاري، مصدره "دبابة إسرائيلية".
وأوضح دوجاريك أن "المعلومات المتوفرة حالياً تشير إلى أن الضربات التي طالت مجموعة من مباني الأمم المتحدة في دير البلح في 19 مارس/ آذار مصدره دبابة إسرائيلية"، مضيفاً أن الأمم المتحدة قررت تقليص عدد موظفيها الدوليين في القطاع الفلسطينية مؤقتاً.
اعتراض صاروخ من اليمن
وكان الجيش الإسرائيلي ذكر في بيان في وقت سابق إن صفارات الإنذار دوت في عدة مناطق بوسط إسرائيل الاثنين بعد إطلاق صاروخ من اليمن، بينما نقلت "رويترز" عن مصادر أمنية قولها إن مصر قدمت مقترحاً جديداً الأسبوع الماضي يهدف إلى استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وقال الجيش إنه اعترض الصاروخ "قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي"، لكن مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية في القدس سمعوا عدة انفجارات خفيفة بعيدة.
من ناحية أخرى ينص المقترح على إطلاق "حماس" سراح خمسة رهائن إسرائيليين أسبوعياً، على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول.
وقالت المصادر الأمنية إن الولايات المتحدة و"حماس" وافقتا على الاقتراح، لكن إسرائيل لم ترد بعد.
وأضافت المصادر أن المقترح المصري تضمن أيضاً جدولاً زمنياً للإفراج عن جميع الرهائن في مقابل جدول زمني لانسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة مدعوماً بضمانات أميركية.
من جهة أخرى، قالت السلطات الصحية في غزة اليوم إن ضربات عسكرية إسرائيلية في أنحاء القطاع أسفرت عن مقتل 65 فلسطينياً في الأقل، بينما نفذت القوات عمليات في رفح قرب الحدود مع مصر في تصعيد لحملة جوية وبرية جديدة بدأت منذ أسبوع.
وقال مسؤولو الصحة إن إسرائيل قتلت ما يقارب 700 فلسطيني منذ استئناف الهجمات على غزة الثلاثاء الماضي، منهية أسابيع من الهدوء النسبي بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأضافوا أن القتلى من بينهم ما لا يقل عن 400 امرأة وطفل.
بدورها أعلنت "حماس" مقتل عدد من كبار مسؤوليها السياسيين والأمنيين، بينما تقول إسرائيل إنها استأنفت العمليات العسكرية لإجبار الحركة على إطلاق سراح الرهائن المتبقين لديها في غزة.
كما تقول إنها تبذل أقصى ما بوسعها للحد من الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وشككت في عدد القتلى الذي أعلنته سلطات الصحة في قطاع غزة.
وأعلنت بلدية رفح أن آلاف الأشخاص محاصرون داخل منطقة تل السلطان بعدما أرسل الجيش الإسرائيلي بعض القوات إلى هناك، وقالت البلدية في بيان "الاتصالات انقطعت تماماً عن الحي، والمصير مجهول، العائلات محاصرة بين الأنقاض من دون ماء أو غذاء أو دواء وسط انهيار تام للخدمات الصحية".
وذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن 50 ألفاً من السكان لا يزالون محاصرين في رفح.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه حاصر تل السلطان "بهدف تدمير بنى تحتية إرهابية والقضاء على عناصر إرهابية".
وقدر مسؤولون فلسطينيون أمس الأحد أن عدد قتلى الصراع المستمر منذ 18 شهراً تقريباً تجاوز 50 ألفاً.
وقالت ألمانيا اليوم الإثنين إنها "قلقة للغاية" من معلومات تفيد بوقوع "الكثير" من الضحايا المدنيين في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية كريشتيان فاغنر "الأمر مقلق للغاية لأن ذلك لا يسمح بالإفراج عن آخر الرهائن في غزة، وقد تكون لهذا الوضع أيضاً تداعيات تجعل الوضع الإنساني كارثياً مجدداً في المخيمات"، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى السماح مجدداً بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أعلنت وزارة الصحة في حكومة "حماس" أن 730 فلسطينياً قتلوا منذ استئناف الضربات الإسرائيلية فجر الثلاثاء الماضي على قطاع غزة، مؤكدة أن المستشفيات استقبلت 61 قتيلاً خلال الـ 24 ساعة حتى صباح اليوم الإثنين.
وقالت الوزارة في بيان "ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 730 قتيلاً، و1367 إصابة" منذ فجر الثلاثاء في 18 مارس (آذار) الجاري.
مقتل قيادي من "حماس"
قال مصدر في "حماس" لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن الضربة أسفرت عن مقتل إسماعيل برهوم، عضو المكتب السياسي للحركة.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه شن "ضربة دقيقة على إرهابي رئيس في حماس كان ينشط داخل مجمع مستشفى ناصر". وعد أن الحركة الفلسطينية "تستغل البنى التحتية المدنية وتعرض سكان غزة للخطر".
وقال الدفاع المدني، إن "مقاتلات إسرائيلية استهدفت قسم الطوارئ في مستشفى ناصر في خان يونس"، من دون أن يحدد ما إذا أسفرت الضربة عن سقوط ضحايا.
وأوردت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" في بيان أن الضربة استهدفت "غرفة الجراحة داخل مجمع ناصر الطبي الذي يضم عديداً من المرضى والمصابين"، لافتة إلى اندلاع "حريق كبير".
وأوضح المصدر في "حماس" الذي لم يشأ كشف هويته أن "برهوم كان يتلقى العلاج إثر إصابته بجروح حرجة في غارة إسرائيلية استهدفته، فجر الثلاثاء الماضي، في منزل بخان يونس".
ومنذ أمس الثلاثاء، قتل عديد من المسؤولين الكبار في "حماس" بضربات إسرائيلية.
وفاة أسير من الضفة
من ناحية أخرى، أعلن نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى اليوم وفاة قاصر فلسطيني موقوف منذ سبتمبر (أيلول) 2024 في أحد السجون الإسرائيلية.
وقال نادي الأسير "لا نعرف سبب وفاة الفتى وليد خالد أحمد (17 سنة و11 شهراً)" في سجن مجدو في شمال إسرائيل. ويضاف الفتى وهو من بلدة سلواد في الضفة الغربية المحتلة، إلى 62 معتقلاً فلسطينياً قضوا داخل السجون الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من بينهم "في الأقل 40 من غزة" وفقاً لنادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية.
روبيو يبحث مع نتنياهو العمليات العسكرية
قالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن الوزير ماركو روبيو بحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية، أمس الأحد، العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال مسعفون وحركة "حماس"، إن ضربة جوية إسرائيلية على مستشفى في غزة أودت، أمس، بخمسة أشخاص، بينهم عضو في المكتب السياسي للحركة.
وقالت إسرائيل، إن هذا الهجوم استهدف عضواً "كبيراً" في الحركة.
وتزور مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الإثنين، إسرائيل والضفة الغربية المحتلة، للحث على الاستئناف الفوري لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بعدما ناقشت، أمس، في مصر الوضع في القطاع الفلسطيني.
وقالت كالاس في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في القاهرة أمس، "نعارض بشدة استئناف الأعمال الحربية من قبل إسرائيل، التي تتسبب في خسائر بشرية مروّعة في غزة".
وأضافت، "يجب وقف القتل. في أي حرب جديدة، كلا الطرفين خاسران. من وجهة نظر أوروبية، من الواضح جداً أن على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن، وأن على إسرائيل إعادة (إدخال) المساعدات الإنسانية إلى غزة بالكامل، ويجب استئناف المفاوضات".
في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ستضغط، اليوم الإثنين، كالاس من أجل "العودة الفورية إلى التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن".
كما أن المسؤولة الأوروبية "ستذكّر بأهمية الوصول من دون عوائق" للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وستلتقي، اليوم، في إسرائيل الرئيس إسحق هرتسوغ ووزير الخارجية جدعون ساعر وزعيم المعارضة يائير لابيد.
وفي الجانب الفلسطيني، ستقابل كالاس الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة محمد مصطفى.
وتثير العلاقات مع إسرائيل انقساماً عميقاً بين دول الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في أعقاب هجوم "حماس" غير المسبوق على الدولة العبرية. وتؤكد بعض الدول الأوروبية حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، في حين تشدد دول أخرى على إنهاء القتال وحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة.
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة، أمس، وحاصر حي تل السلطان في رفح جنوب القطاع بعدما أنذر سكانه بالإخلاء، عقب أسبوع من خرقه اتفاق الهدنة مع حركة "حماس".