Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

التحصينات السرية لميليشيات الحوثي لم تعد سرية

وثائق بالأقمار الاصطناعية تظهر محاولات التنظيم إخفاء ترسانته ومحاولاته استباق الغارات الأميركية

يركز الحوثيون جهودهم العسكرية في مديرية كتاف - البقع، وهي الأكبر جغرافياً في محافظة صعدة، حيث حولوها إلى منطقة عسكرية محظورة ومحصنة بالكامل (اندبندنت عربية)

أظهرت معلومات حديثة أن الضربات الأميركية المتتابعة على مناطق ميليشيات الحوثي، سبقها جهد استخباراتي وتقني ولوجستي كبير، كشف الغطاء عن أبرز التحصينات التي يلوذ بها التنظيم المدعوم من إيران، بما جعل الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقول إن الحوثيين ستتم "إبادتهم" والولايات المتحدة ستواصل الضربات، حتى يتحقق الهدف، وفقاً لـ"نيويورك تايمز".

ووثقت منصة "ديفانس لاين" اليمنية المتخصصة في الشؤون الأمنية والعسكرية عن تفاصيل المخابئ والقواعد العسكرية التي أنشأتها ميليشيات الحوثيين في مديرية كتاف بمحافظة صعدة شمال اليمن الواقعة على الحدود اليمنية- السعودية، والتي تُعتبر أبرز معاقل الجماعة ومنشأها الأول.

وأوضح التحقيق أن الحوثيين اعتمدوا منذ تأسيسهم قبل نحو عقدين على استراتيجية التحصن في المناطق الجبلية الوعرة وإنشاء شبكات معقدة من الأنفاق والمخابئ تحت الأرض، مستلهمين هذه الاستراتيجية من التكتيكات الإيرانية التي استخدمها "حزب الله" اللبناني في مناطق مثل الضاحية الجنوبية لبيروت، وعززوها بخبرات إيرانية مباشرة.

وقال سفير أميركا في اليمن على حسابه في "اكس" اليوم إن بلاده "تقف بقوة إلى جانب الشعب اليمني في تطلعاته نحو السلام والازدهار"، قبل أن يضيف أن الحملة الحالية ضد الحوثيين تعمل على "استهداف الحوثيين وقدراتهم العسكرية فقط، وليس المدنيين الواقعين في مناطق سيطرة حكمهم الاستبدادي".

يركز الحوثيون جهودهم العسكرية في مديرية كتاف- البقع، وهي الأكبر جغرافياً في محافظة صعدة، حيث حولوها إلى منطقة عسكرية محظورة ومحصنة بالكامل، ومركز مهم لإدارة العمليات العسكرية داخل اليمن وعلى الحدود مع السعودية. وتوفر التضاريس الوعرة للمنطقة حماية طبيعية وتسهّل السيطرة على مداخلها ومخارجها.

3 قواعد عسكرية

وتشير مصادر "ديفانس لاين" وصور الأقمار الاصطناعية إلى وجود ثلاث قواعد عسكرية رئيسية في المرتفعات الجبلية لمنطقة آل مقبل، التي ترتبط بمنطقة "العصايد" شمالاً، وتقع جنوب الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة صعدة وكتاف- البقع. وترتبط هذه المنطقة بسلسلة جبلية تمتد إلى أملح آل سالم، وتحدها غرباً مناطق عكوان وكهلان التي يقع فيها معسكر كهلان.

ووثقت صور التقطتها أقمار اصطناعية، إنشاء ميليشيات الحوثي ثلاث قواعد عسكرية كبرى على الأقل في المنطقة الجبلية الواقعة في الجهة الغربية والشمالية الغربية من المديرية وتقع القاعدة الأولى، غرب وادي العشاش، بدأت فيها أنشطة البناء الواسعة منذ عام 2022، وتشمل شبكة معقدة من الأنفاق والمخابئ، ومنصات متنقلة لإطلاق الصواريخ، ومراكز قيادة وسيطرة مجهزة بمنظومات دفاع جوي متقدمة.

 

وأظهرت الصور ثلاثة مداخل لأنفاق رئيسية، ترتبط بها إلى الجهة الشمالية سلسلة من الأنفاق الفرعية على جوانب الطريق الموصلة إلى المخابئ الكبيرة، واستمرار عمليات الحفر وتكويم المخلفات الترابية، إضافة إلى وجود تفرعات صغيرة على الطريق تم تعبيدها بالمعدات لاستخدامها لمنصات إطلاق متنقلة أو لنشر منظومات دفاعية ونقاط حراسة وتفتيش.

كما تظهر الصور مغارات وجروف طبيعية قابلة للاستخدام قريبة من موقع المنشأة، إضافة إلى وجود مرافق عسكرية قديمة تقع إلى الجهة الشمالية الغربية، في مرتفعة مطلة على جميع المواقع كما تظهر آثار لوقوع غارات في موقعين على الأقل إلى الجهة الشمالية القريبة من الطريق الرئيسي للمنشأة.

تحصينات عسكرية بين الجبال

أما القاعدة الثانية فهي تقع غرب القاعدة الأولى، وهي أكثر توسعاً، إذ تضم خمسة مخابئ رئيسة متصلة في ما بينها، إضافة إلى مرافق لوجستية متقدمة ومراكز مراقبة ونقاط حراسة مستمرة، وتظهر الصور وجود أكوام كبيرة من الأتربة ومخلفات الحفر، ووجود معدات ثقيلة في محيط المنشأة.

موقع المنشأة هو منطقة مغلقة تقع أسفل مرتفعات متصلة ببعضها، ترتبط بمواقع ومغارات متفرعة في الوديان والسوائل جنوباً وتتصل المنشأة بخط إمداد شمالاً إلى الطريق الرئيسي، وإلى موقع كسارة مرتبطة بمواقع عسكرية. وقد كانت هدفاً لغارات القاذفة الشبح، وهجمات أميركية بريطانية خلال الأشهر الماضية.

وتكشف الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية أن هذه القاعدة شهدت عمليات بناء كبيرة وتوسع سريع بعد إعلان الهدنة الأممية في عام 2022، ما أتاح للحوثيين فرصة سانحة لتكثيف جهودهم الإنشائية بعيداً من الضربات الجوية.

 

وتظهر صور "غوغل" وجود قاعدة ثالثة أكثر بعداً نحو الغرب، وتتضمن ثلاثة مخابئ محفورة بشكل دقيق أسفل جبلين متصلين. وتم ربطها بشبكة من الطرق الفرعية وخطوط الإمداد لضمان مرونة الحركة والتوزيع الآمن للأسلحة والذخائر والإمدادات العسكرية.

وتفيد معلومات المنصة اليمنية بأن الأعمال الإنشائية في القاعدة بدأت مطلع عام 2020، لكن وتيرة تلك الأعمال تسارعت منذ مطلع 2022.

كذلك تظهر الصور وجود مخلفات كبيرة من أتربة الحفر في محيط المنشأة، وفي مرتفعات قريبة ومطلة عليها تظهر مرابض يرجح أنها لنشر منصات إطلاق متحركة وأسلحة دفاع جوي.

وتضم المنشأة ثلاثة مخابئ رئيسية على الأقل تحت الأرض تم نحتها أسفل جبلين متصلين ببعضهما، تربط بينهما طرق فرعية وخطوط إمداد متفرعة في سوائل ووادٍ يتصل بالطريق الرئيسي الرابط ببن مدينة صعدة وكتاف.

أعمال إنشائية واسعة وتفجيرات مستمرة

وتفيد معلومات "ديفانس لاين" بأن الجماعة الحوثية استنفرت جهودها خلال الأشهر الماضية لتسريع الأعمال الإنشائية في المقار والمخابئ العسكرية في صعدة وجوارها.

ويقول سكان إن الانفجارات الناتجة من أعمال الحفر تصاعدت بصورة شبه يومية، فيما وجهت الجماعة معدات حفر ثقيلة وناقلات كبيرة إلى مناطق المجمعات العسكرية.

اقرأ المزيد

وأعادت الجماعة تحديث إجراءاتها الأمنية وزادت الحراسات ونقاط التفتيش والمراقبة وعمليات التمويه والخداع حول منشآتها العسكرية.

تمكنت الجماعة من توريد معدات حفر متطورة تستخدم في حفر الأنفاق والمناجم عبر موانئ الحديدة باسم شركات للنقل ومؤسسات تجارية، بعضها مزورة وأخرى تتبع قيادات الجماعة وتجاراً موالين لها.

وتستفيد من الكسارات ومعداتها ومنشآتها المنتشرة في صعدة لعملياتها العسكرية، وبعض تلك الكسارات التي تقع في مناطق مغلقة تتبع قادة الجماعة وموالين لها.

كهوف وملاجئ سرية

كما كشف تقرير آخر للمنصة اليمنية المهتمة بالشان الأمني عن تفاصيل موسعة حول الاستراتيجية التي تنتهجها جماعة الحوثيين في إنشاء قواعد عسكرية سرية تحت الأرض في مختلف المناطق الجبلية بشمال اليمن، كاشفاً عن توجه الجماعة نحو تعزيز التحصينات والملاجئ السرية خوفاً من هجمات مشابهة لتلك التي طاولت قيادات "حزب الله" في لبنان مستغلين الهدنة الأممية لإعادة ترتيب صفوفهم وإنشاء منشآت سرية جديدة، مستفيدين من خبرات إيرانية ولبنانية مباشرة من "حزب الله"، وباستخدام أساليب تشبه تلك المستخدمة في الضاحية الجنوبية في لبنان.

وكشف التقرير أن ميليشيات الحوثي قاموا بتوزيع قواعدهم العسكرية ومخابئهم السرية في مناطق مختلفة، مع التركيز على محافظة صعدة باعتبارها القاعدة الأساسية لعملياتهم العسكرية، إلى جانب المحافظات الجبلية الأخرى مثل عمران وحجة. وأنشأت الجماعة شبكات من الأنفاق والمخابئ لتخزين الأسلحة النوعية والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والذخائر الاستراتيجية، إضافة إلى إنشاء مراكز للقيادة والسيطرة والاستطلاع والمراقبة.

 

وفي صنعاء، أوضح التقرير عن عمليات إعادة تأهيل لمخابئ ومنشآت عسكرية قديمة تحت جبال نقم وعطان والحفا، حيث كانت تتمركز فيها سابقاً ألوية الصواريخ، وأشار إلى استمرار الحوثيين في توسيع تحصيناتهم وإجراء عمليات حفر مكثفة،إلى جانب قيام ميليشيات الحوثي باستحداثات وإنشاءات وشق طرقات في الجبال الغربية لمحافظتي ريمة وذمار وإب وتعز المطلة على البحر الأحمر، ونشر منصات ثابتة ومتنقلة لإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة ومنظومات المراقبة الكهروبصرية وأنظمة دفاع جوي ومعدات الحرب الإلكترونية والاستطلاع.

واتهمت الحكومة الشرعية في اليمن الحوثي بالتعتيم على العدد الحقيقي لخسائرها. وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن تجنب المليشيا الإعلان عن "عشرات القتلى من عناصرها الذين يسقطون يوميا، يعود للخوف من تأثير ذلك على معنويات مقاتليها وأسرهم، ويتم ارسال جثث بعضهم الى قراهم او دفن الكثير منهم بصمت، هذا النهج يكشف عن استهتار المليشيا بحياة عناصرها، حيث لا قيمة لهم حتى بعد سقوطهم قتلى".

ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على التعتيم في نشر أعداد القتلى، بل يتعداه إلى "التمييز الصارخ والانتقائية، إذ تستمر، في نهجها المعتاد عند تشييع قتلاها، وتغطية الحدث اعلامياً، وتكتفي بتشييع العقائديين منهم أو ما تسميهم (المجاهدين)، بينما تتجاهل تماماً الإشارة إلى قتلاها من أبناء القبائل المغرر بهم في صفوفها".

المزيد من تقارير