Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

"نزيف التراب" مسلسل فلسطيني أزعج إسرائيل

مسلسل يركز على احتضان المقاومة المسلحة في الضفة وهرب الأسرى من السجون واختطاف جنود الجيش

يصور العمل واقعة اختطاف ضابط في الجيش الإسرائيلي والتفاوض على تسليمه مقابل صفقة تبادل (اندبندنت عربية)

ملخص

يتعرض المسلسل لانتقادات من بعض الكتاب الإسرائيليين بدعوى "تحريضه على الإرهاب ومعاداة اليهود". وعدت القناة الـ14 التلفزيونية الإسرائيلية أن "المسلسل الذي يحظى بملايين المشاهدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي يظهر جنود الجيش الإسرائيلي كأشرار، ويعزز رؤية المنظمات الإرهاربية".

حتى ظروف تصوير المسلسل الفلسطيني "نزيف التراب" كانت متشابهة مع أحداثه، إذ تعرضت عمليات التصوير للتوقف مرات عدة ونقلت مواقعها بسبب الاقتحامات الإسرائيلية لمناطق عمل فريق المسلسل في أنحاء الضفة الغربية.

المسلسل الذي يُبث هذا العام جزؤه الثاني يشكل انعكاساً للواقع الفلسطيني وتفاعل الفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية، سواء بالمقاومة المسلحة، أو الصمود والبقاء على الأرض.

ومع أن الجزء الأول من المسلسل تناول مراحل متعددة من الحقب التاريخية الفلسطينية، فإن جزأه الثاني مخصص لواقعة اختطاف المقاومة الفلسطينية ضابطاً في الجيش الإسرائيلي، والتفاوض على تسليمه مقابل صفقة تبادل مع الأسرى الفلسطينيين.

عن الحب والمقاومة

تدور أحداث المسلسل في قرية "تل الصبر" الافتراضية، لكن معظم مشاهده صورت في البلدة القديمة لمدينة نابلس ومخيمات "بلاطة" و"جنين" إلى جانب عدد من قرى الضفة الغربية.

وركز المسلسل على "احتضان" الفلسطينيين للمقاومة المسلحة، مثل كتيبتي "جنين" و"نابلس"، وهرب أسرى من السجون الإسرائيلية ومطاردتهم من القوات الإسرائيلية.

 

ويتناول المسلسل التأثيرات السلبية للسيطرة الإسرائيلية على حياة الفلسطينيين اليومية وقضية الأسرى في السجون، والعملاء في داخلها، والذين يطلق عليهم الأسرى اسم "العصافير".

ويشرف طاقم فلسطيني كامل على صناعة المسلسل، إذ كتب نصه وحواره أسامة ملحس وأخرجه بشار النجار، وشارك فيه مجموعة من الممثلين الفلسطينيين.

ويرى كاتب السيناريو والحوار، أن "نزيف التراب" مرآة تعكس واقع الفلسطينيين اليومي، لكن مع إعادة صياغتها وفق متطلبات العمل الدرامي، مشيراً إلى أن ما أثار إعجاب الفلسطينيين بالمسلسل أنه "يروي تفاصيل حياتهم في قالب درامي مشوق، وغِنى حياتهم بالأحداث هو ما دفع منتجي المسلسل لصناعة جزء ثان منه".

وأوضح ملحس أن المسلسل يهدف إلى "تصوير تمسك الفلسطينيين بالحب في علاقاتهم مع بعضهم بعضاً، بقدر حرصهم على الحرب من أجل تحررهم". وبحسبه، فقد كان حريصاً على تجنب تسمية مجموعات المقاومة بأسمائها خلال أحداث المسلسل، لأن ذلك يسهم في تقزيم أدوار المجموعات الأخرى، موضحاً "لا نريد حصر العمل الوطني بأسماء معينة".

غضب إسرائيلي وانتقادات

ويتعرض المسلسل لانتقادات من بعض الكتاب الإسرائيليين بدعوى "تحريضه على الإرهاب ومعاداة اليهود". وعدت القناة الـ14 التلفزيونية الإسرائيلية أن "المسلسل الذي يحظى بملايين المشاهدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي يظهر جنود الجيش الإسرائيلي كأشرار، ويعزز رؤية المنظمات الإرهاربية".

وبحسب القناة المحسوبة على اليمين الإسرائيلي المتطرف، فإن المسلسل "مليء بالثناء والتمجيد للمخربين في الضفة الغربية، ويروج لفكرة أن خطف الإسرائيليين مجد"، مشيرة إلى أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية "شريكة في المسلسل عبر توفير بعض اللوازم مثل مركبات الشرطة، والسماح بالتصوير في سجن (الجنيد) داخل مدينة نابلس".

لكن ملحس يعد أن انتقاد إسرائيل "طبيعي، لأنها تريد ترسيخ مفاهيم الخنوع والاستسلام في مواجهتها وعدم التصدي لها". ووفق ملحس فإن المسلسل يحاول تقديم بطل المسلسل "كشخصية محبوبة من جميع الفلسطينيين، وتحظى بالإعجاب والإشادة منهم".

وبدوره قال مخرج المسلسل بشار النجار إن العمل "يستند إلى أحداث وقصص واقعية، تجسد المعاناة اليومية التي يعيشها المجتمع الفلسطيني". وبحسبه فإن المسلسل "يسعى إلى تقديم الرواية الفلسطينية الوطنية بأسلوب درامي مؤثر".

ويرى الناقد السينمائي يوسف الشايب أن المسلسل "يكسر حاجز الغياب الفلسطيني عن الدراما العربية، ويعكس الواقع الفلسطيني عبر الأعمال الدرامية، كما ينتصر لفكرة المقاومة بجميع أشكالها، ولصمود الفلسطينيين وبقائهم على أراضهم".

 

وأشار الشايب إلى "تطور في الرؤية الإخراجية للمسلسل وأداء الممثلين على رغم ظروف التصوير الصعبة"، وعلى رغم وجود كادر بشري فلسطيني مؤهل في قطاع الدراما، فإن الشايب أوضح أنها "لم تتحول بعد إلى صناعة".

وفق مخرج العمل، فإن تلك الأعمال السينمائية والدرامية "فردية، إذ يحصل المخرجون على جوائز عالمية بصورة سنوية"، موضحاً "تحقيق توليفة تقوم على الجمع بين الاستفادة من الإنتاج الإبداعي الأدبي الفلسطيني، مع جهود المنتجين من القطاع العام أو الخاص، يمكن أن يضع الدراما الفلسطينية على خريطة الأعمال العربية المتفوقة ويحولها إلى صناعة".

ضد التهجير القسري

بعد أسابيع على فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "لا أرض أخرى" بجائرة "أوسكار"، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي لساعات مخرج الفيلم حمدان بلال إثر تعرضه للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين جنوب الخليل.

وخلال الثالث من الشهر الجاري فاز الفيلم بجائزة "أوسكار" كأفضل فيلم وثائقي طويل، وتسلم الجائزة المخرج الفلسطيني باسل عدرا والصحافي الإسرائيلي يوفال أبراهام.

ويظهر الفيلم عدرا وهو يقاوم التهجير القسري للفلسطينيين على يد الجيش الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، ويظهر جنوداً إسرائيليين يهدمون المنازل ويطردون الفلسطينيين لإنشاء منطقة تدريب عسكرية.

المزيد من فنون