Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

هل يستطيع المسرح أن ينقذ البشر من آفات العصر؟

كلمة اليوم العالمي يوجهها مخرج يوناني

اليوم العالمي للمسرح في 27 مارس / آذار من كل سنة (منظمة اليونسكو)

ملخص

يحتفل المعهد الدولي للمسرح مع منظمة اليونيسكو خلال الـ27 من مارس (آذار) من كل عام بـ"اليوم العالمي للمسرح"، فتقام احتفالات وتقدم عروض ويكرم مخرجون وممثلون وكتاب في العواصم والمدن العالم.

في هذا اليوم من كل عام يعهد المعهد الدولي إلى كاتب أو مخرج أو ممثل مهمة أن يوجه كلمة في المناسبة توزع على مسارح العالم والمؤسسات والنوادي وكليات الفنون. وهذا العام كتب الرسالة المخرج اليوناني يودوروس تيزوبولوس ووزع المعهد الكلمة مترجمة إلى لغات عدة، والترجمة العربية قام بها الإعلامي والمسرحي التونسي لطفي العربي السنوسي، وهنا نصها.

"هل يستطيع المسرح أن يصغي إلى نداء الاستغاثة الذي تطلقه أزمنتنا في عالم يجد فيه المواطنون أنفسهم مفقرين، محبوسين داخل زنازين الواقع الافتراضي ومنغلقين على ذواتهم في عزلة خانقة؟ في عالم يتحول فيه البشر إلى روبوتات تحت وطأة نظام شمولي يقوم على السيطرة من طريق الرقابة والقمع، باسطاً ظله على كل جانب من جوانب الحياة؟

هل يكترث المسرح للدمار البيئي، للاحتباس الحراري، للفقدان الهائل للتنوع البيولوجي، لتلوث المحيطات، لذوبان القمم الجليدية، لزيادة حرائق الغابات والظواهر المناخية المتطرفة؟ هل يمكن للمسرح أن يصبح طرفاً فاعلاً في النظام البيئي؟ لقد راقب المسرح تأثير الإنسان على الكوكب لأعوام طويلة لكنه يجد صعوبة في التعامل مع هذه الأزمة.

هل يشعر المسرح بالقلق إزاء الوضع الإنساني كما يتشكل خلال القرن الـ21، حين يصبح المواطن لعبة تحركها المصالح السياسية والاقتصادية، وشبكات الإعلام وشركات صناعة الرأي العام؟ حين تتحول وسائل التواصل الاجتماعي، على رغم دورها الكبير في تسهيل التواصل، إلى ذريعة قوية للابتعاد، فهي تمنحنا مسافة الأمان المطلوبة بيننا وبين الآخر؟ إن شعور الخوف من الآخر المختلف والغريب يسيطر على أفكارنا ويوجه أفعالنا.

هل يمكن أن يصبح المسرح مختبراً للتعايش بين الاختلافات من دون أن يتجاهل الجراح النازفة؟

إن الجراح النازفة تدعونا إلى إعادة بناء الأسطورة. وكما قال هاينر مولر "الأسطورة هي التراكم، آلة يمكن دائماً ربط آلات جديدة ومختلفة بها. إنها تنقل الطاقة حتى يصل التسارع المتزايد إلى تفجير دائرة الحضارة" وأضيف إلى ذلك، دائرة الوحشية.

هل يمكن لأضواء المسرح أن تسلط الضوء على الجراح الاجتماعية، بدلاً من تسليط الضوء على المسرح بصورة مضللة؟

اقرأ المزيد

إنها أسئلة لا تقبل إجابات نهائية، لأن المسرح يستمر في الوجود بفضل الأسئلة التي تظل بلا إجابات.

أسئلة آثارها ديونيزوس وهو يعبر مكان مولده، أوركسترا المسرح الإغريقي القديم، ليواصل رحلته الصامتة كلاجئ عبر مشاهد الحروب، اليوم، في اليوم العالمي للمسرح.لننظر في عيني ديونيزوس إله المسرح والأسطورة المنتشي الذي يوحد الماضي والحاضر والمستقبل معاً، ابن الولادتين، ابن زيوس وسيميلي، رمز الهويات المرنة الأنثوية والذكورية، الغاضبة والوديعة، الإلهية والحيوانية، المتأرجح على حافة الجنون والعقل، بين النظام والفوضى، البهلوان الراقص على الخط الفاصل بين الحياة والموت. ويطرح ديونيزوس السؤال الوجودي الجوهري "ما معنى كل هذا؟" سؤال يدفع المبدع نحو بحث أعمق في جذور الأسطورة وأبعاد اللغز الإنساني المتعددة.

نحن في حاجة إلى أساليب سردية جديدة تهدف إلى إحياء الذاكرة وصياغة مسؤولية أخلاقية وسياسية جديدة، للخروج من الديكتاتورية متعددة الأوجه لعصور الظلمات الحديثة".

المزيد من ثقافة