Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن
0 seconds of 3 minutes, 3 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
03:03
03:03
 

"الختايم"... طقوس أهل تهامة اليمنية لوداع رمضان

تراث شعبي يمزج بين الأهازيج والتواشيح الدينية والقراءات الجماعية للقرآن

ملخص

تتحول المساجد والمجالس الشعبية في منطقة تهامة وحضرموت اليمنيتين إلى منابر حية لإحياء طقوس دينية متوارثة، في احتفالات رمضانية تتقدمها الأهازيج الشعبية والتواشيح واحتفالات "الختايم" التي تمزج بين التلاوة الجماعية والابتهالات التي ترافق ليالي الشهر حتى خواتيمه.

تتجدد في تهامة اليمن مع كل رمضان طقوس متوارثة، إذ تستعيد المجتمعات المحلية حضورها الروحي والثقافي من خلال طقوس دينية وشعبية، تحولت مع الزمن إلى جزء أصيل من هوية المكان الثقافية والدينية وسيرته الرمضانية الخاصة.

وتتنوع هذه الطقوس بين الأهازيج والتواشيح الدينية والقراءات الجماعية للقرآن الكريم، حيث تتحول المساجد والمجالس الشعبية إلى منابر حية لإحياء طقوس دينية متوارثة، في احتفالات رمضانية تتقدمها الأهازيج الشعبية والتواشيح واحتفالات "الختايم"، تمزج بين التلاوة الجماعية والابتهالات التي ترافق ليالي الشهر حتى خواتيمه.

وفي الوقت الذي تشهد فيه بعض هذه المظاهر انحساراً في مناطق، لا تزال مدن مثل "حيس" غرب اليمن وحضرموت شرقاً، تُجسد تمسك الأهالي بموروث رمضاني يعكس الذاكرة الجمعية ويعزز التواصل الروحي والاجتماعي بين الأجيال.

طقوس رمضانية تهامية

وفي مدينة "حيس" التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن، تتجلى هذه الطقوس بوضوح، إذ تُعد الأهازيج والتواشيح والختايم من أبرز ملامح رمضان هناك، وتبدأ الأجواء من الليلة الأولى، حيث يتجمع الأهالي بعد صلاة التراويح في جامع الشيخ طالب عطا، ويشرعون في ترديد تواشيح بأصوات جماعية.

اقرأ المزيد

ثم ينطلقون بعد ذلك في مسيرات شعبية بين الأحياء، يرددون فيها هذه الأهازيج، فيتفاعل معهم الناس رافعين الأكف بالدعاء أو ملوحين فرحاً، في مشهد يضفي على المدينة نكهة رمضانية فريدة، ويمنح الليالي نغمتها الخاصة.

من جيل إلى جيل

ويؤكد أحمد حسن حمنه، مدير مكتب الثقافة في حيس، في حديثه لـ "اندبندنت عربية" أن هذه العادات ليست حديثة، بل متجذرة منذ قرون، وقال إن "الأهازيج والتواشيح الدينية عادة متوارثة من أيام الأجداد كانوا يرددونها في كل مساجد تهامة، أما الآن انحسر أداؤها في بعض المساجد فقط بسبب ظروف كثيرة".

وأضاف "على رغم ذلك، لا تزال هذه الطقوس تربط بين أفراد المجتمع، كباراً وصغاراً، شباباً وشيوخاً، فهي تجمع الناس كل ليلة على طقس روحاني ينتظرونه بشوق، ويجدون فيه نوعاً من التآلف والتنفيس عن الروح".

قصائد وابتهالات

ومن أبرز القصائد التي يتناقلها الأهالي وتُردد في المجالس

يا خافي اللطف أنت لا طفنا

بالنبي المختار اغفر وسامحنا

ويعلق الشيخ محمد طالب عطا، فقيه المدينة المعروف قائلاً إن هذه الأناشيد تراث ديني نقي "نتعبد به ونتقرب، فيها الذكر والدعاء والرجاء والاستغفار، وهي تُضفي على ليالي رمضان خشوعاً وطمأنينة يصعب وصفها"، مضيفاً "أن هذه القصائد تزيدنا إيماناً، وتُدخل السكينة إلى القلوب، وهي أصدق تعبير عن الفرح بالشهر، وعن حاجتنا للتوبة واللجوء إلى الله".

احتفالات روحية

ومع دخول العشر الأواخر من رمضان، تبدأ ما يعرف بـ"الختايم"، وهي احتفالات روحية تنظم ما بين ليلة 15 حتى ليلة 28 من رمضان، وتقام بعد إتمام القراءة الجماعية للقرآن الكريم، وتحضر فيها مختلف فئات المجتمع، من المشايخ والفقهاء، وكبار السن والأطفال، وتردد خلالها التواشيح والأدعية والابتهالات، في أجواء تعبق بالبخور والروحانية.

 

ويشرح الشيخ محمد طالب عطا تفاصيل هذه الطقوس بقوله تقام "الختايم" في المساجد، وكذلك في المجالس الشعبية المعروفة باسم "المبارز"، مضيفاً أن هناك ختومات تقام بعد التراويح، وأخرى تستمر إلى ما بعد منتصف الليل، ولكل قرية توقيتها الخاص، وفقاً لما تعودت عليه عبر السنين.

"ختايم" حضرموت

وفي حضرموت شرق البلاد، تأخذ طقوس "الختايم" طابعاً مختلفاً، أكثر حضوراً لدى الصوفيين تحديداً، حيث يبدأ الأهالي في تنظيمها من الثامن من رمضان، وتستمر حتى 28 من الشهر، وتقام هذه الطقوس في ساحات المساجد والأحياء، ويشارك فيها الأهالي جماعياً، في تلاوة القرآن، وإنشاد الأهازيج، وإقامة حلقات الذكر، كتعبير عن امتنانهم بتمام الشهر، وفرحتهم بختم القرآن، وتعبير هذه الطقوس في حضرموت كما في تهامة عن صمود الموروث الثقافي والديني في مواجهة تغيرات العصر وتحديات الواقع.

المزيد من منوعات