Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

سيناريو "الإثنين الأسود" ماثل... إلى أين تتجه أسواق الأسهم العالمية؟

محللون لـ"اندبندنت عربية": البورصات تشهد تصحيحاً فنياً حاداً بعد فرض رسوم جمركية غير مسبوقة

تكبد مؤشر "أس آند بي 500" خسائر بنسبة 4.4 في المئة في مطلع الأسبوع مسجلاً أسوأ أداء يومي منذ مارس 2020 (أ ف ب)

ملخص

خسرت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة نحو 1.8 تريليون دولار في آخر جلستين من تداولات الأسبوع الماضي

تستعد البورصات لأسبوع جديد قد يكون الأكثر اضطراباً منذ أعوام وسط تزايد المخاوف من تكرار سيناريو "الإثنين الأسود" عام 1987، وذلك بعد موجات بيع كثيفة شهدتها الأسواق نهاية الأسبوع الماضي، في أعقاب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أكد فيها تمسكه بقرارات فرض رسوم جمركية جديدة على 184 دولة.

انهيارات وذعر

وقال محللون ماليون لـ"اندبندنت عربية" إن الأسواق العالمية تشهد تصحيحاً فنياً حاداً بعد فرض رسوم جمركية غير مسبوقة، أدت إلى محو تريليونات الدولارات من القيم السوقية للشركات المدرجة، وهو ما زاد من حال القلق والذعر لدى المستثمرين وأعاد إلى الأذهان أجواء الانهيارات المالية الكبرى.

وتراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية في مستهل تداولات الإثنين، تزامناً مع قفزة في الين الياباني والفرنك السويسري، في مؤشر إلى توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، بينما هوت أسعار النفط والنحاس والذهب بصورة لافتة.

وتكبد مؤشر "أس آند بي 500" خسائر بنسبة 4.4 في المئة في مطلع الأسبوع، مسجلاً أسوأ أداء يومي منذ مارس (آذار) 2020، مع انهيار أسهم قطاع التكنولوجيا، إذ خسرت شركات عملاقة مثل "أبل" و"تيسلا" و"إنفيديا" مجتمعة ما يفوق 1.8 تريليون دولار خلال يومين فقط.

وكان ترمب أعلن في الثاني من أبريل (نيسان) الجاري فرض حد أدنى من الرسوم الجمركية بنسبة 10 في المئة على جميع الدول المصدرة إلى الولايات المتحدة، تشمل دول الخليج، مع رسوم إضافية تصل إلى 41 في المئة على دول كبرى مثل الصين واليابان وألمانيا، ودخلت هذه الرسوم حيز التنفيذ السبت، فيما تبدأ هذا الأسبوع جولة جديدة من الرسوم الأعلى.

ورأى المحللون أن هذه الخطوة تهدد بإعادة رسم خريطة النظام التجاري العالمي الذي أُسس بعد الحرب العالمية الثانية، وتفتح الباب أمام موجة من الرسوم الانتقامية واضطرابات في سلاسل التوريد العالمية. وأكد المحللون أن معظم الدول يدرس كيفية الرد على أحدث رسوم فرضها ترمب، التي رفعت التعريفات الجمركية الأميركية إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من قرن، ووجهت ضربة لنظام التجارة العالمي.

تصحيح مستحق

قال عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد" للأوراق المالية والاستثمار بالإمارات وضاح الطه، إن قرار الولايات المتحدة بفرض تعريفات جمركية على 184 دولة حول العالم كان عاملاً رئيساً في تسريع دخول مؤشرات أسواق الأسهم الأميركية في مرحلة التصحيح الفني المستحق. وأوضح الطه، في تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، أن مكررات ربحية مؤشرات الأسهم الرئيسة في "وول ستريت"، خلال الفترة الممتدة من 1995 إلى 2025، أي على مدى 30 عاماً، بلغت مستوى مرتفعاً جداً وصل إلى 25.78 مرة، وهو الأعلى خلال العقود الثلاثة الماضية، مما جعل بدء التصحيح الفني أمراً مستوجباً، سواء نتيجة قرار التعريفات الجمركية الجديدة أو لأسباب أخرى. وأضاف أن هذا المستوى المرتفع من مكرر الربحية يعكس أن الأسهم باتت مقيمة بأعلى من قيمتها العادلة، مشيراً إلى أن التراجع الأخير في "وول ستريت" أدى إلى انخفاض المكرر إلى 22.67 مرة، مقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة الماضية. وأشار إلى أن مقارنة هذا المستوى بمتوسط الأعوام الـ10 الأخيرة يظهر أنه لا يزال مرتفعاً، مما يجعله مكلفاً أو مبالغاً فيه. ولفت إلى أن من بين أسباب التراجع التاريخي الأخير، الذي استمر حتى مطلع الأسبوع الجاري، عمليات البيع على المكشوف واستدعاء الهامش (المارجن). وأكد أن الاتجاه المتوقع لـ"الفيدرالي الأميركي" نحو خفض أسعار الفائدة خلال العام الحالي سيكون ذا تأثير إيجابي على أسواق الأسهم في دول الخليج، نظراً إلى ارتباط عملاتها بالدولار الأميركي، وذلك على المديين المتوسط والطويل.

هبوط متزايد

بدوره توقع متخصص الأسواق العالمية، علي حمودي، مزيداً من الانخفاض في أسواق الأسهم العالمية مع بداية الأسبوع الجاري وحتى نهايته، إذا لم يغير الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، موقفه أو يتبنى لهجة أكثر وداً في تعامله مع كبرى الدول، وفي مقدمها الصين، التي فرضت عليها أعلى نسب من الرسوم الجمركية. ورأى حمودي أن أي تطورات متعلقة بالرسوم الجمركية الجديدة أو الحرب التجارية، لا سيما تلك التي تشمل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ستكون المحرك الأساس لحركة أسواق المال العالمية، سواء باتجاه التصعيد أو التهدئة.

تأثير سلبي

من جانبه أوضح المدير التنفيذي لشركة "ڤي آي ماركتس – مصر"، أحمد معطي، أن الأسواق العالمية، وعلى رأسها "وول ستريت"، لم تظهر حتى الآن مؤشرات إلى استعادة التوازن في ظل تداعيات الحرب التجارية المتصاعدة، مما يجعل استمرار هبوط غالب الأسهم الكبرى، خصوصاً في قطاع التكنولوجيا، أمراً مرجحاً. وأشار إلى أن مؤشرات أسواق الأسهم في "وول ستريت" سجلت تراجعات حادة بنهاية الأسبوع الماضي، مما انعكس سلباً على الأسواق العالمية وأسواق المنطقة، ودفع مديري صناديق الاستثمار إلى تنفيذ عمليات تسييل كبرى.

وخسرت شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة نحو 1.8 تريليون دولار في آخر جلستين من تداولات الأسبوع الماضي، مع هبوط مؤشر "ناسداك" إلى أدنى مستوياته الأسبوعية خلال خمسة أعوام، متأثراً بالرسوم التي أعلن عنها ترمب، وكانت شركة "أبل" الأكثر تضرراً، إذ فقدت أكثر من 533 مليار دولار من قيمتها السوقية.

وأحدثت خطة الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس ترمب الأربعاء صدمة عالمية، وأثارت موجة من الذعر ومخاوف من اندلاع حرب تجارية قد تدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود، بحسب ما نقلته وكالة "بلومبيرغ".

اقرأ المزيد

وكانت شركة "تيسلا" الأسوأ أداء من ناحية النسبة المئوية، إذ هبط سهمها بأكثر من 10 في المئة خلال جلسة الجمعة وحدها، مما أدى إلى خسارتها أكثر من 89 مليار دولار من قيمتها السوقية، ليصل إجمال خسائرها خلال يومين إلى أكثر من 139 مليار دولار، أما "إنفيديا"، ففقدت ما مجموعه 393 مليار دولار خلال الجلستين الأخيرتين.

وفي السياق ذاته، أكد المتخصص في إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، حسام الغايش، أن سوق الأسهم في "وول ستريت" والأسواق العالمية لم تبلغ بعد القاع، في ظل استمرار السياسات التجارية التصعيدية التي تنتهجها إدارة ترمب، لا سيما بعد فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات، تلاه رد صيني بالمثل، بنسبة بلغت 34 في المئة. وتوقع الغايش استمرار النزف في الأسواق العالمية بصورة أكثر حدة خلال الأسبوع الجاري، في حال عدم وجود مستجدات إيجابية على صعيد الرسوم الجمركية، مرجحاً استمرار الهبوط في السوق الأميركية واتجاهها نحو مرحلة "السوق الهابطة". وأضاف الغايش أن هذا الهبوط الحاد لم يترافق مع تراجع كبير في قيمة الدولار، نظراً إلى أن العملة الأميركية كانت استنفدت غالب موجات الهبوط بعد انتخاب دونالد ترمب في نهاية العام الماضي.

رد فعل

أكد المستشار المالي محمود عطا أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تفاجأ بقرارات فرض التعريفات الجمركية، ولن يقدم في الوقت الراهن على اتخاذ خطوات تتعلق بتخفيض أسعار الفائدة، لا سيما أن تأثير هذه الرسوم سيكون سلبياً في سوق العمل ومستويات التضخم، وأشار إلى أن هذه التطورات تعزز من احتمالات تراجع أسواق المال العالمية على المدى القريب، أكثر من فرص صعودها.

بدوره أوضح مستشار التداول في الأسواق العالمية محمد مهدي عبدالنبي أن أسواق الأسهم العالمية، وفي مقدمها "وول ستريت"، شهدت موجتين من التسعير السلبي، الأولى الخميس الماضي نتيجة قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والثانية الجمعة كرد فعل على إعلان الصين، وهو ما أسهم في موجة تصحيح طبيعية كانت الأسواق في حاجة إليها بعد الارتفاعات السابقة.

انكماش حاد

بدوره أشار المتخصص الاقتصادي طاهر مرسي إلى أن أسواق المال دخلت في حال من عدم اليقين، وأن المستثمرين باتوا يراقبون بحذر ردود الفعل العالمية. وتوقع أن نشهد موجة من التعريفات الجمركية الانتقامية من دول عدة، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي ويزيد أيضاً بالتالي الانعكاس السلبي على أسواق الأسهم، وأضاف أن الأيام المقبلة قد تشهد اضطراباً بالأسواق، مع شروع المستثمرين في تحليل الأثر الكامل لقرارات ترمب في الاقتصاد العالمي. ورجح مرسي أن استمرار هذه السياسات قد يدفع الاقتصادين الأميركي والعالمي نحو مرحلة من الانكماش الحاد، بخاصة في ظل هشاشة سلاسل التوريد واستمرار التوترات التجارية.

المزيد من أسهم وبورصة