بعد هدوء نسبي شهده ملف اليمن انفرجت بوادر عقد محادثات بنّاءة بين الحكومة الشرعية اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي بعد اندلاع شرارة الصراع في أغسطس (آب) الماضي، وحرص سعودي على توحيد الجهود اليمنية لمواجهة النفود الإيراني عبر ذراعه الحوثي في اليمن، كشف وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير عن اتفاق وشيك سيعقد بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي مقابلة مع صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، نشرت مساء الأربعاء 23 اكتوبر (تشرين الأول)، أكد الجبير على أن حوار جدة الذي تبنته السعودية لاحتواء الصدام العسكري الذي واجهته المحافظات الجنوبية عقب التمرد الذي قاده "الانتقالي الجنوبي" في أغسطس (آب) الماضي، والذي تصدت له الحكومة الشرعية قد وصل إلى مراحله الأخيرة، إذ ينتظر أن يتم التوقيع عليه قريباً.
الدعم الإيراني منذ سنوات لميليشيا الحوثي في اليمن بالأسلحة والصواريخ والمعدات العسكرية، دفع السعودية عبر تحالفها في اليمن إلى المضي قدما لإنهاء النفود الإيراني، واستعادة الحكومة الشرعية باليمن للمناطق التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، الأمر الذي يتطلب إنهاء الأزمة بين بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد الجهود في مواجهة الحوثيين.
وفيما يتعلق بالأزمة مع إيران شدد الجبير على تمسكه بخطة "الضغط الأقصى" ضدها لدفعها لتصحيح مسارها "أيادي إيران تمتد إلى عدد من الدول العربية وهذا لا يمكن قبوله"، مضيفاً "التهدئة لا تنفع مع طهران، والضغوط القصوى تبقى السبيل الوحيد لدفع إيران للجلوس إلى طاولة التفاوض"، وحول اشتراط طهران رفع العقوبات الأميركية قبل أي تفاوض يعلق الجبير "على الإيرانيين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الاستمرار في تحمل العقوبات أم العودة والتفاوض بشأن الاتفاق النووي"، وهو ما يحتم عليهم قبول عرض المفاوضات دون شرط، بحسب الوزير السعودي.
إيران تدفع ثمن تصرفاتها
وكانت طهران قبلت بالوساطة الفرنسية بجلوسها على طاولة مفاوضات نووية جديدة شريطة رفع العقوبات الأميركية قبل بداية المفاوضات، وهو ما أكد الجبير على رفضه مشدداً أنه على إيران أن تدفع ثمن تصرفها العدائي الذي ارتكبته تجاه السعودية حين اقدمت على استهداف منشآتها النفطية في سبتمبر (أيلول) الماضي "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تطلق دولة صواريخ باليستية على بلدان أخرى ويمر الأمر دون عقاب".
ولم تكن المرة الأولى التي ينفي فيها الوزير السعودي أي وساطة مع بلاده رغم الأخبار التي تحدثت خلال الأسابيع ماضية عن جهود وساطة قادتها عدد من الدول الإقليمية كالعراق وباكستان في سبيل تسوية النزاع بين البلدين، والذي اشتعل نتيجة اعتداء إيران على المنشآت النفطية السعودية، مؤكداً على ضرورة أن تبرهن إيران جديتها في سبيل تحقيق السلام من خلال ضبط سلوكها تجاه جيرانها.