أعلن الجيش الكوري الجنوبي، الخميس، أن كوريا الشمالية أطلقت "مقذوفاً غير معروف نحو الشرق"، هو الأخير ضمن سلسلة عمليات إطلاق مقذوفات أجرتها بيونغ يانغ، منذ مطلع العام.
ونقل "البيت الأزرق" (مقر الرئاسة في كوريا الجنوبية) عن الرئيس مون جيه-إن قوله، إن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون انتهك وقفاً اختيارياً كان مفروضاً على إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وندد بشدة بأحدث اختبار صاروخي تجريه بيونغ يانغ.
غضب ياباني
كذلك، دان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عملية الإطلاق الكورية الشمالية لما يٌرجح أنه صاروخ باليستي عابر للقارات سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة لبلاده، معتبراً أنه عمل "مشين" و"لا يُغتفر".
ورأى كيشيدا أن كوريا الشمالية تهدد "سلامة وأمن اليابان، المنطقة، والمجتمع الدولي"، مشدداً على أن ذلك أمر "لا يمكن القبول به"، وفق ما صرّح من بروكسل حيث من المقرر أن يلتقي قادة مجموعة السبع.
وكان مسؤولون حكوميون يابانيون، أعلنوا في وقت سابق، أن مقذوفاً كورياً شمالياً يُرجَّح أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، سقط في منطقتها الاقتصادية الخالصة، على بعد نحو 150 كيلومتراً إلى الغرب من سواحلها الشمالية.
وقال وزير الدولة الياباني لشؤون الدفاع ماكوتو أونيكي، "تحليلنا الراهن يؤشر إلى أن صاروخاً باليستياً حلق مدة 71 دقيقة وسقط قرابة الساعة 15:44 (06:44 بتوقيت غرينيتش) في المياه ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان في بحر اليابان، على مسافة نحو 150 كيلومتراً شرق شبه جزيرة هوكايدو أوشيما". وأضاف "نظراً إلى أن الصاروخ الباليستي حلّق هذه المرة على علو يفوق ستة آلاف متر، وهو أعلى بكثير من صاروخ هواسونغ-15 الباليستي العابر للقارات الذي أطلق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، يُعتقَد أن صاروخ اليوم هو نوع جديد من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشار المسؤول الياباني إلى أن وزارته لم تتلقَ تقارير بشأن تعرض سفن أو طائرات لأضرار، معتبراً أن الإطلاق يشكل "تهديداً خطيراً" لأمن اليابان. وأضاف أونيكي، "بينما ينشغل العالم في التعامل مع غزو روسيا لأوكرانيا، تمضي كوريا الشمالية قدماً في عمليات الإطلاق التي تعمق بشكل أحادي من الاستفزازات تجاه المجتمع الدولي، وهو أمر لا يغتفر على الإطلاق".
ووجه خفر السواحل الياباني إنذاراً إلى سفن بشأن ما قد يكون "صاروخاً باليستياً من الممكن أن يكون قد أُطلق من كوريا الشمالية".
الوقف الذاتي
وكانت بيونغ يانغ تلتزم في وقت سابق، بوقف ذاتي لاختبار الصواريخ العابرة للقارات والأسلحة النووية مذ بدأ كيم جونغ أون سلسلة خطوات دبلوماسية على مستوى عالٍ، أبرزها لقاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018. إلا أن المباحثات انهارت لاحقاً وتعثرت الجهود الدبلوماسية، على الرغم من محاولة إدارة الرئيس جو بايدن الذي خلف ترمب مطلع عام 2021، أن تعرض على بيونغ يانغ خوض جولات جديدة من المشاورات.
وبدأت كوريا الشمالية في يناير (كانون الثاني) الماضي، التلميح لإمكان تخليها عن الوقف الذاتي لتجارب الصواريخ العابرة للقارات والسلاح الذري، وأجرت هذا العام عدداً قياسياً من اختبارات الأسلحة، بما فيها صواريخ فرط صوتية وصواريخ باليستية متوسطة المدى.
وأعلن الجيش الكوري الجنوبي، الأسبوع الماضي، أن الجارة الشمالية أطلقت "مقذوفاً غير محدد"، إلا أن عملية الإطلاق كان مصيرها الفشل بشكل فوري.
وأشار محللون إلى أن الاختبار كان لما يُسمى "الصاروخ الوحش" أو "هواسونغ 17"، وهو نظام جديد من الصواريخ العابرة للقارات لم يُطلق سابقاً.
وأجرت كوريا الشمالية، الأحد الماضي، تجارب عدة براجمات صواريخ، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي.