من الإنصاف القول إن المسافة الفاصلة بين فريق مانشستر سيتي الحالي وبوروسيا دورتموند أقل من الدرجات الست للتباعد، بخاصة بعد انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، حيث انتقل مانويل أكانجي إلى السيتي منذ أسبوعين ولحق به سيرجيو غوميز وهو خريج آخر من خريجي دورتموند، فيما يخوض إلكاي غوندوغان موسمه السابع مع السيتي - وهو قائد الفريق المُعين حديثاً - لكنه صقل مسيرته المهنية وسمعته في استاد سيغنال إيدونا بارك، وسجل في نهائي دوري أبطال أوروبا.
من الناحية الواقعية، هناك موضوع واحد يمكن الحديث عنه قبل مباراة الفريقين، مساء اليوم الأربعاء الـ14 من سبتمبر (أيلول)، ضمن مباريات المجموعة السابعة، وهو الموضوع نفسه الذي ظل محور الحديث لعدة أسابيع وحتى الآن، وإذا كانت المباراة الثانية بين الناديين الشهر المقبل ستتمحور حول عودة إيرلينغ هالاند إلى دورتموند للمرة الأولى منذ إنهاء فترة تكوينه التي استمرت عامين بالقميص باللونين الأصفر والأسود، فإن المباراة الحالية ستكون فرصة للتفكير في مدى تأقلمه مع محيطه الجديد.
تسجيل هالاند هدفين خلال الأسبوع الماضي في استاد رامون سانشيز بيزخوان ضد إشبيلية لم يفتح فقط حساب أهداف النرويجي في دوري أبطال أوروبا بألوان السيتي، بل جعله يصل إلى 25 هدفاً في المسابقة بعد 20 مباراة فقط، وهو لا يزال يبلغ من العمر 22 سنة فقط، وهو إنجاز لم يصل إليه أي لاعب بهذه السرعة، بل لم يقترب منه أي لاعب أعلاه في قامة الهدافين بما في ذلك كريستيانو رونالدو في فترة ذروته، وهو ما يشير إلى استعداد هالاند لتحطيم جميع الأرقام القياسية الخاصة بالأهداف في دوري أبطال أوروبا.
وسجل هالاند 12 هدفاً في ثماني مباريات مع السيتي بجميع المسابقات، وحتى هذا مع احتساب مباراة درع المجتمع، وبعد ثمانية أيام من آخر رحلة للسيتي ومع عودة المنافسات للحياة، تظل هذه الإحصائية غير عادية أو هي بداية غير عادية سواءً في الدوري أو المنافسة الأوروبية، وقد منعه فريق واحد فقط من تسجيل أهداف (بورنموث بقيادة سكوت باركر)، ومع ذلك يعتقد البعض أن دورتموند لديهم ما يلزم ليكونوا الفريق الثاني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نيكو شلوتربيك، لاعب الوسط الشاب ذو التصنيف العالي الذي انضم من فرايبورغ هذا الصيف، واثق بشكل خاص، وهو لاعب شاب (22 سنة) ساعد وصوله في دفع أكانجي إلى أحضان سيتي، في نهاية هذا الأسبوع سيكرر مواجهته ضد هالاند، بعد الفوز 2-1 على دورتموند العام الماضي، وقال، "في تلك المباراة أدركت كم يمكنني أن أكون جيداً، وأعرف كيف أوقف إيرلينغ هالاند، بل علينا إيقاف سيتي ككل".
قد يكون شلوتربيك على حق لكن ربما يخبرنا ذلك أن لاعب دورتموند الوحيد الذي يقلل من خطورة هالاند المميتة هو الشخص الذي لم يتدرب معه يوماً على مدار العامين الماضيين، أما أولئك الذين يعرفون هالاند شخصياً وعن قرب بدوا أكثر احتراماً لقدراته، وعندما طُرحت مسألة كيفية إيقاف اللاعب النرويجي على غود بيلينغهام في المؤتمر الصحافي قبل المباراة، اضطر للاعتراف بأنه بصراحة لا يعرف.
وقال الدولي الإنجليزي، "لست متأكداً حقاً، لكي أكون صادقاً، علينا معرفة ذلك غداً، إنه لاعب يتمتع بجودة عالية والعديد من الصفات الجسدية التي تجعله خطيراً للغاية، إنها ليست مهمة فردية بل هو شيء يتعين على الفريق التعامل معه بشكل جماعي، أعتقد أنه إذا تمسكنا ببعضنا البعض وحاولنا القيام بالأشياء الصحيحة من دون الكرة فقد يكون ذلك ممكناً".
وتم تكليف إدين تيرزيتش بوضع خطة المباراة حيث يتولى حالياً منصب المدير الفني المؤقت للنادي، وذلك بعدما واجه سيتي في ربع نهائي هذه المسابقة في الموسم قبل الماضي، أثناء عمله كمدرب موقت، وعلى الرغم من خسارتهم بنتيجة 4-2 في مجموع المباراتين، إلا أنهم كانوا متقدمين بالأهداف خارج أرضهم في نهاية الشوط الثاني من مباراة الإياب.
واستُبدل تيرزيتش في نهاية الموسم بماركو روزه، لكنه عاد لتولي مهمة الفريق هذا الصيف، ويرى أن تجربته السابقة في دفع السيتي بقوة يجب أن تكون مفيدة.
وقال، "ليس من السهل تحليل الأمر، إذا نظرنا فقط إلى أهدافهم في الأسابيع القليلة الماضية، فسنضطر إلى قضاء 45 دقيقة فقط في مشاهدة التسجيلات، السيتي أصبح أقوى وأكثر خطورة مع إيرلينغ، ولكن حتى من دونه لديهم الكثير من الجودة، لقد كانوا أفضل المرشحين في دوري أبطال أوروبا على مدار سنوات وفي أقوى دوري على مستوى العالم، واستمروا في حصد النقاط وسجلوا أهدافاً لا نهاية لها".
من غير المستغرب أن مدرب دورتموند يخطط للسيطرة على السيتي، إذ قال "نحن بحاجة للاحتفاظ بالكرة لأن لديهم الكثير من الزخم والقوة، في بعض الأحيان يمتلكون 70 إلى 80 في المئة من الحيازة، وهذا يتيح للمنافسين 20 إلى 30 في المئة لتغطية نفسك وموقعك في الملعب، لكننا قبل عام ونصف أظهرنا أنه يمكننا القيام بذلك".
لكن بشكل حاسم، منذ عام ونصف، كان هو الشخص الذي يمتلك في فريقه هالاند، وكانت هاتان المباراتان مناسبتين نادرتين لم يسجل فيهما النرويجي، وعلى الرغم من معرفة دورتموند لمنافسهم، لكن من الصعب رؤيته صائماً عن التهديف مرة أخرى.
© The Independent