نجح النائب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، اليوم السبت، في الحصول على الأصوات اللازمة لانتخابه رئيساً لمجلس النواب بعد 15 جولة تصويت.
وعلى إثر مفاوضات شاقة، رضخت مجموعة النواب المؤيدين للرئيس السابق دونالد ترمب التي كانت تعرقل انتخابه، وانتهت بذلك حال من الفوضى لم يشهدها الكونغرس منذ أكثر من 160 عاماً، ما يُنذر بنقاشات نشطة جداً في البرلمان في العامين المقبلين.
وهنأ الرئيس الأميركي جو بايدن مكارثي لانتخابه داعياً إياه إلى "الحكم بشكل مسؤول".
توترات قوية
وكان مكارثي فشل مجدداً في جمع الأصوات اللازمة لضمان انتخابه رئيساً لمجلس النواب الأميركي، ما أثار على الفور توترات قوية داخل القاعة. ومباشرة بعد فشله في جلسة الانتخاب الـ 14، وجّه مكارثي، النائب عن كاليفورنيا، أصابع الاتهام إلى مجموعة من النواب الجمهوريين المؤيدين للرئيس السابق ترمب والذين يعرقلون انتخابه.
خطوة مهمة
وخطا المرشح لرئاسة مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي خطوة مهمة نحو ضمان فوزه بالمنصب بعد شلل استمر ثلاثة أيام، إذ تمكن من إقناع غالبية الجمهوريين في التيار المحافظ الذين يحاولون عرقلة انتخابه، والبالغ عددهم 20 نائباً، بدعم ترشيحه.
و"الكابيتول" الذي اجتاحه أنصار الرئيس السابق دونالد ترمب قبل عامين، تسوده فوضى من نوع آخر، وسيسعى إلى الخروج من الشلل الذي يغرق فيه جراء الانقسامات في صفوف الجمهوريين.
وللمرة الأولى، حقق مكارثي الأوفر حظاً للفوز بالمنصب خلفاً لنانسي بيلوسي، تقدماً ملحوظاً في ترشحه، في يوم رابع من نقاشات غير مسبوقة.
"سنحرز تقدماً"
وقال مكارثي للصحافيين لدى دخوله "الكابيتول"، "سنحرز تقدماً. سنفاجئكم". وتمكن النائب عن كاليفورنيا البالغ 57 عاماً من الحصول على أصوات 14 نائباً من مؤيدي ترمب في جولة الاقتراع الثانية عشرة، الجمعة، بعد أن قدم لهم تنازلات كبيرة، في تطور يأمل أنصاره في أن يؤدي إلى إقناع مزيدٍ منهم في تغيير رأيهم.
ويتطلب انتخاب رئيس لمجلس النواب، ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، غالبية 218 صوتاً، أمن منها حتى الآن مكارثي 213 صوتاً، إضافة إلى صوته.
ويستغل النواب المؤيدون لترمب، الأكثرية الضئيلة التي حققها الحزب الجمهوري في انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر (تشرين الثاني) لفرض شروطهم.
ولهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب تداعيات ملموسة جداً، فهو يشل المؤسسة برمتها، إذ إنه من دون رئيس لمجلسهم لا يمكن للنواب أن يؤدوا اليمين، بالتالي أن يقروا أي مشروع قانون.
ويواصل النواب البالغ عددهم 434 التصويت إلى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. وهذا يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع: ففي عام 1856 لم يتفق أعضاء الكونغرس على رئيس إلا بعد شهرين و133 جولة اقتراع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استياء
وليس لدى النائب عن كاليفورنيا منافس حقيقي، ويجري فقط تداول اسم رئيس كتلة الجمهوريين ستيف سكاليس بوصفه بديلاً محتملاً، إلا أن فرصه لا تبدو كبيرة.
وظهر الاستياء ونفاد الصبر في صفوف النواب الجمهوريين الذين يدعمون ترشيح مكارثي، ما ولد نقاشات نشطة جداً في المجلس.
ويجد الجمهوريون أنفسهم حالياً عاجزين عن بدء تحقيقات كثيرة سبق أن وعدوا بفتحها في حق جو بايدن. ويراقب الديمقراطيون الوضع بشيء من المتعة، فيضحكون بسخرية تارةً، ويصفقون لزملائهم الجمهوريين طوراً.
ويتكتل الحزب الديمقراطي خلف ترشيح حكيم جيفريز، لكن النائب لا يتمتع بدعم عدد كافٍ من الأصوات لكي ينتخب رئيساً لمجلس النواب. وقال جيفريز في مؤتمر صحافي، الخميس، "لديَّ أمل اليوم في أن يوقف الجمهوريون المشاحنات والنميمة والطعنات في الظهر، كي نتمكن من العمل في خدمة الشعب الأميركي".
وجاء اليوم الرابع للاقتراع بينما أحيا الديمقراطيون الذكرى الثانية لأحداث "الكابيتول" وربطوا بينها وبين الانقسامات بين الجمهوريين في مجلس النواب.
"صرخة يقظة"
وقال زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر إن تلك الذكرى ينبغي أن تكون بمثابة "صرخة يقظة" للجمهوريين لرفض التطرف، لكنه أضاف أن "الهرج والمرج الذي تسببه به النواب الجمهوريون هذا الأسبوع، ليس سوى مثال آخر على دفع الجناح المتطرف لحزبهم بقيادة الرافضين لنتائج الانتخابات، نحو مزيد من الفوضى".
وكان الزعيم الديمقراطي يتحدث، بينما كان بايدن يستعد لتكريم عناصر من الشرطة دافعوا عن "الكابيتول".
وقال رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي جيمي هاريسون إن الجمهوريين الذين يواصلون تضخيم الاتهامات التي أطلقها ترمب من دون أن يثبت أن انتخابات 2020 مسروقة، لا يزالون يمثلون "في الحاضر وبشكل مستمر" خطراً على الديمقراطية.