ملخص
قوة إسرائيلية تقتحم جنين ومخيمها في الضفة الغربية مدعومة بمروحية أطلقت صواريخ في عملية عسكرية لم يتضح سببها، لكنها خلفت ثلاثة قتلى إلى الآن.
أخذت الأوضاع منحى صعباً في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية بعد تسجيل سقوط أربعة قتلى فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة 29 آخرين، في ظل اشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية أطلقت بدورها صواريخ من مروحية عسكرية.
وكانت قوات الجيش الإسرائيلي بدأت مداهمة كبيرة في مخيم جنين، اشتبكت خلالها مع مسلحين فلسطينيين، ولا تزال المواجهات متواصلة في حي الجابريات وحي الهدف الواقعين على أطراف المخيم، حتى الساعة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نائب محافظ جنين كمال أبو الرب قوله إن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت المخيم بعد صلاة الفجر، ووقعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن إصابات عدة من بينها حالات خطرة". وأضاف أبو الرب "أصيبت سيارتان عسكريتان إسرائيليتان بأضرار"، مشيراً إلى وجود "مروحيتين إسرائيليتين في الاقتحام، ولم يتضح الهدف الذي سعت إليه القوات".
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن طائرة هليكوبتر فتحت النار خلال الاشتباكات وأن الانفجار طال إحدى مركباته. ولم يعلق بعد على تقارير إعلامية أفادت بأن خمسة جنود أصيبوا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القتلى الثلاث رجال، من بينهم فتى قاصر عمره 15 سنة. ولم ترد أنباء فورية عما إذا كان أي منهم ينتمي لجماعات فلسطينية مسلحة.
وقالت حركة "الجهاد الإسلامي" إنها تشارك في اشتباكات بجنين وهي من بين مناطق في شمال الضفة الغربية شهدت مداهمات إسرائيلية مكثفة خلال الخمسة عشر شهراً الماضية وسط سلسلة هجمات شنها فلسطينيون في شوارع المدن الإسرائيلية.
وقال شهود في جنين إن فلسطينياً واحداً على الاقل اعتُقل خلال مداهمة اليوم الاثنين.
منذ بداية يناير (كانون الثاني) الماضي قتل ما لا يقل عن 160 فلسطينياً، و20 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، بحسب حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية. وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون بينهم قصر وثلاثة من عرب إسرائيل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وغالباً ما ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية لاعتقال مطلوبين لديه، ويتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.
تصعيد يأتي بعد يوم من إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها الموافقة على آلاف تصاريح البناء في الضفة الغربية، مما دفع الولايات المتحدة إلى دعوتها إلى الحوار الذي يهدف إلى وقف التصعيد.
وأعدت حكومة بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، خططاً للموافقة على آلاف تصاريح البناء في الضفة الغربية، على رغم الضغوط الأميركية لوقف توسع المستوطنات. وأدرجت خطط الموافقة على 4560 وحدة سكنية في مناطق مختلفة من الضفة على جدول أعمال المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي الذي يجتمع الأسبوع المقبل، على رغم أن 1332 وحدة سكنية فقط جاهزة للموافقة النهائية، فيما لا يزال الباقي يخضع لعملية الموافقة الأولية.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات التي أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية، وتعد إحدى القضايا الأساس في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعاصمتها القدس الشرقية، بينما تجمدت محادثات السلام بوساطة الولايات المتحدة منذ عام 2014.
ومنذ توليه السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إنشاء أكثر من سبعة آلاف وحدة سكنية جديدة معظمها في عمق الضفة الغربية، كما عدل قانوناً لتمهيد الطريق أمام المستوطنين للعودة إلى أربع مستوطنات سبق إخلاؤها.
ورداً على القرار الإسرائيلي، قالت السلطة الفلسطينية إنها ستقاطع اجتماع اللجنة الاقتصادية المشاركة مع إسرائيل المقرر عقده غداً الإثنين. ونددت حركة "حماس"، التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007، بالخطوة قائلة إن "تلك المشاريع الاستعمارية التهويدية لن تمنح الاحتلال شرعية على أرضنا، والشعب الفلسطيني سيقاومها بكل الوسائل المتاحة".
وفي المقابل رحبت مجموعات المستوطنين اليهود بالإعلان. وقال رئيس مجلس جوش عتصيون الإقليمي ورئيس مجلس المستوطنات (يشع) شلومو نئمان "لقد اختار الناس الاستمرار في البناء في يهودا والسامرة وغور الأردن، وهذا هو ما ينبغي أن يكون عليه الأمر".