ملخص
تأتي الزيارة عقب يومين من تحولات سياسية تشهدها كبرى المحافظات اليمنية بإعلان "مجلس حضرموت الوطني"
بدأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي زيارة إلى مدينة المكلا، المركز الإداري لمنطقة حضرموت شرق اليمن، هي الأولى من نوعها لمنطقة يمنية غير عدن منذ تشكيل المجلس الرئاسي قبل أكثر من عام.
وأكد العليمي أن زيارته "مهمة لأن حضرموت تعتبر محور الدولة ولها تاريخ عريق وهي الحاضنة والقاطرة للدولة"، مشيراً إلى أن الزيارة "ستشهد وضع حجر الأساس لمشاريع عدة مقدمة من البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وإسهاماً من الحكومة والسلطة المحلية في الساحل والوادي".
وأضاف "نحن في مجلس القيادة الرئاسي نعتز بحضرموت لأنها تمثل نموذج التنمية والاستقرار وجئنا لاستعادة الدولة من حضرموت وهدفنا تنمية الإنسان، وهذه المشاريع رسالة بأن الخير يأتي مع الاستقرار والسلام وأن الاختلالات في المناطق المحررة يستفيد منها المشروع الطائفي للمليشيات الحوثية، ونسعى إلى تقديم الخدمات لتعزيز الأمن في المناطق المحررة".
تأكيد التحولات
تأتي الزيارة عقب يومين من تحولات سياسية تشهدها كبرى المحافظات اليمنية بإعلان "مجلس حضرموت الوطني" الذي تشكل من مختلف المكونات الحضرمية، بعد شهر من المشاورات التي رعتها الحكومة السعودية في الرياض.
ووصل العليمي إلى المدينة أمس السبت في زيارة تستمر أياماً برفقة وفد حكومي رفيع، إلى جانب مسؤولين من الصندوق السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
ومن المتوقع أن يفتتح العليمي خلال الزيارة جملة من المشاريع في المحافظة الإستراتيجية، تكتسب أهمية بالغة لأنها تأتي في خضم التنافس السياسي بين مختلف القوى اليمنية في المنطقة التي تحتل 36 في المئة من إجمالي مساحة البلاد، وتنامي المطالب المجتمعية هناك بتحسين الخدمات والمشاركة السياسية وصنع القرار عطفاً على ثقلها التاريخي ومكانتها الاقتصادية كرافد رئيس للاقتصاد الوطني عبر عدد من الحقول النفطية والتنوع الجغرافي بين الساحل والوادي.
تنموي ببعد سياسي
يضم الوفد حيدر العطاس ونائب هيئة التشاور السياسي عبدالملك المخلافي ورئيس مجلس الشورى أحمد بن دغر، إلى جانب عدد من الوزراء وقيادات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر العطاس، أول رئيس وزراء في دولة الوحدة منذ عام 1990 - 1994، ضمن الشخصيات التي طرحت فكرة مشروع حضرموت المستقل في إجراء عدّه مراقبون خطوة تتبنى تثبيت حضور الدولة ومؤسساتها وقطع الطريق على أي مشاريع سياسية أخرى.
ووفقاً للمركز الإعلامي للسلطة المحلية في المحافظة، أشاد الرئيس بمخرجات المشاورات الحضرمية في الرياض وقال إنها رسالة لكل اليمنيين بأن حضرموت سباقة للأمن والاستقرار ونبذ الخلافات البينية والعنف وأن في الاستقرار تنمية وبناء.
وأعلنت قوى ومكونات وشخصيات سياسية ومجتمعية حضرمية الثلاثاء الماضي تشكيل "مجلس حضرموت الوطني" كحامل سياسي لكبرى محافظات اليمن الغنية بالنفط (شرق البلاد).
وتتزامن زيارة العليمي والوفد المرافق مع حملة أطلقها نشطاء موالون للمجلس الانتقالي الجنوبي على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضاً للزيارة. فيما نشرت وسائل إعلام موالية للمجلس الانتقالي (يتبنى خيار "استعادة الدولة" وفصل جنوب اليمن عن شماله على حدود عام 1990) مقاطع فيديو لأشخاص يمزقون لافتات ترحيبية برئيس مجلس القيادة نصبت في شوارع المدينة المطلة على البحر العربي.
منحة سعودية
في وقت سابق أمس أعلنت السلطة المحلية في حضرموت عن الزيارة وقالت إنها "مرحب بها وتحمل بشارات مشاريع خير لحضرموت ولأهلها الذين ظلوا ينتظرون مشاريع خدمية كبيرة تخفف عنهم آلام معاناتهم الطويلة".
وأشارت إلى أن "بعض الجهات (لم تسمها) في سياق سعيها المعهود إلى زرع الفوضى ومنع مشاريع الخير، بدأت بتعميم منشورات تدعو إلى زعزعة الأمن"، محذرة من الانسياق خلفها ومؤكدة أنها ستتعامل معها بحزم. واعتبرت أن "من يقف في طريق تنفيذ المشاريع التنموية معادٍ لحضرموت، وسيتم التعامل بحزم تجاه أي أعمال تحريضية أو تخريبية".
إلى ذلك رحبت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني بالزيارة.
وقال إن العليمي "يدشن ويفتتح ويضع حجر الأساس لعدد كبير من المشاريع في حضرموت ضمن زيارته التاريخية للمحافظة تشمل مختلف القطاعات بتمويل حكومي ومحلي، إضافة إلى حزمة كبيرة كم المشاريع والبرامج التنموية الحيوية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن".
عن هذه المشاريع أوضح المسؤول اليمني أنها تشمل قطاعات الصحة والطاقة والتعليم، والمياه والنقل والثروة السمكية وبرامج تنموية أخرى بقيمة تتجاوز 1.2 مليار ريال سعودي، أي نحو 300 مليون دولار، ضمن 229 مشروعاً ومبادرة تنموية يقدمها البرنامج في أنحاء اليمن.