Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

شباب الأردن وقود للأحزاب أم مجرد كومبارس؟

تخفيض سن الترشح لمجلس النواب إلى 25 عاماً ليس كافياً لضمان مشاركة تلك الفئة

القانون الأردني يفرض على الأحزاب وجود الشباب وإعطاءهم دوراً لممارسة أفكارهم وآرائهم (أ ف ب)

ملخص

الأردن أقر مجموعة من الضوابط لضمان مشاركة شبابية أوسع في الحياة البرلمانية والحزبية لكن الشباب يصطدمون بواقع مغاير.

تعيش الأحزاب الأردنية حالة ممتدة من التراخي، وصورة نمطية روتينية قديمة، في ظل تراجع الحريات العامة، وعدم التفكير بخطط منهجية وواقعية قابلة للتطبيق، لكن التعديلات التي أجريت، أخيراً، على أوضاعها فتحت باب التفاؤل.

وجرى تخفيض سن الترشح لعضوية مجلس النواب الأردني من 30 عاماً إلى 25 فقط، مع إلزامية ترخيص الأحزاب بوجود 20 في المئة من الشباب. وعلى رغم من هذه التعديلات، تتفاوت آراء الشباب حيال تمثيلهم للأحزاب بين من يرى أنهم أداة فاعلة، ومن يقول إنهم مجرد "كومبارس" لا وجود حقيقياً لهم.

رئيس بلدية الرصيفة الشاب شادي الزيناتي والأصغر عمراً بين رؤساء البلديات، يرى أن الشباب الأردني عبارة عن كومبارس على رغم من التعديلات الدستورية ومخرجات اللجنة الملكية في تحديث المنظومة السياسية.

وقال الزيناتي إن القانون أصبح يفرض على الأحزاب وجود الشباب وإعطائهم دوراً لممارسة أفكارهم وآرائهم، ولولا تعديل القانون لكان الوضع على ما هو عليه سابقاً، لافتاً الانتباه إلى أن الشباب الذين يتم ترشيحهم للانتخابات النيابية أو البلدية من أبناء الطبقة العليا، أو من أبناء المسؤولين ورجال الأعمال، وليسوا من أبناء الحراثين.

وأشار إلى أن الشباب الحالي الذي يخوض تجربة المشاركة الحزبية هم المقتدرون مادياً وأصحاب النفوذ، في حين أن القانون كان يستهدف أبناء الطبقة العادية والمتوسطة.

مناصب قيادية

النائب الأردني ينال فريحات، اعتبر أن التنفيذ العملي لتعديل قانون الأحزاب لم ير النور ولم تشهد الأحزاب لغاية اللحظة أي تفعيل حقيقي لدور الشباب فيه.

وأضاف أن ما يثير التخوفات هو أن يكون دور الشباب هامشياً في الأردن، مطالباً بضرورة إبراز وضعهم وتسليمهم مناصب قيادية بالأحزاب ليكون لها دور ريادي ووجود بصمة بالحياة السياسية.

اقرأ المزيد

الصحافي عبدالمجيد المجالي رأى أيضاً أن الأحزاب الأردنية تمثل دور "الكومبارس" في الحياة السياسية، لضعف مقوماتها في التفكير والتخطيط والصعود بأفكار بناءة تعالج وتقوم الأخطاء وتشير إلى الاتجاهات الصحيحة بالعملية السياسية والاجتماعية.

وقال المجالي "إذا كانت الأحزاب الأردنية اليوم تصمت حيال دعم بعضها والتضييق على أخرى، من دون أي ردود فعل فما هو المتوقع من وجودها؟".

ولفت إلى أن غالبية كبيرة من الأحزاب تسيطر عليها شخصيات سياسية هي من أوصلت الأردن إلى حالة عدم اللاعودة، وأكملت نهجها بوضع الشباب بصورة الكومبارس لإكمال نصاب العدد اللازم لتسجيل وترخيص الأحزاب التي فرضته عليهم وزارة التنمية السياسية.

أداة للوصول

ظهور مفاجئ لبعض الشخصيات الرسمية السابقة، وتنصيبها على الأحزاب وقيادة المرحلة في الأردن، أمر يشير إلى استخدام المشاركة الشبابية الحزبية كأداة للظهور والوصول فقط، وفق ما تراه الشابة فاطمة العفيشات.

وتعتقد العفيشات، أن الانتخابات النيابية المقبلة ستظهر حقيقة أن مشاركة الشباب عبارة عن صورة روتينية، وليست مشاركة حقيقية فاعلة وهو ما يدفعهم إلى الابتعاد من التسجيل بالأحزاب أو المشاركة فيها.

رئيس القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي معتز الهروط، ذهب إلى أن الشباب لهم دور فاعل بحسب الحزب المنتمي له، وهناك أحزاب لا تظهر أو تدعم وجود الشباب.

وأضاف أن الشباب الأردني لديهم حضور قوي وفعال، لكن ما يؤثر في ظهورهم هو وجود شخصيات رسمية سابقة تقود الأحزاب بسبب تسلمها مناصب سابقة ولديها خبرات وحضور أقوى، موضحاً أن هناك تضييقاً أمنياً واضحاً على بعض الشباب ممن يرغبون بالانضمام إلى بعض الأحزاب، إضافة إلى عدم تسليمهم مناصب قيادية مقارنة ببعض الدول التي تشهد تقدماً واضحاً نتيجة استغلال طاقاتهم.

أما الشاب أحمد الشتيات فيقول، إنه وبصفته مراقباً للأحزاب الأردنية فإن غالبية الشباب ينظرون إليها بصفة المتفرج، مشيراً إلى أن هناك تراجعاً كبيراً في الممارسات الديمقراطية من حيث نتائج الانتخابات البرلمانية والبلدية ويدفع إلى عدم التفاؤل في جدية المرحلة الحالية.

ولفت إلى أن الشباب موجود بصورة رقمية وصورية، ولا يمارس عمله السياسي بشكل ناضج وواع، لعدم تهيئته لذلك.

وكانت وزارة التنمية السياسية الأردنية دعت عبر أكثر من محاضرة وندوة عقدتها سابقاً مع الشباب، إلى ضرورة المشاركة بالحياة الحزبية تماشياً مع الأوراق النقاشية الملكية.

وطالبت الوزارة بضرورة تعزيز المشاركة الشبابية لتعزيز قيم المواطنة الهادفة التي تحرص على إظهار الكفاءات والقدرات في تغيير الواقع إلى الأفضل.

المزيد من تقارير