45 شركة مليارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2030

ينتسب حيوان أحادي القرن والمعروف بمسمى "Unicorn" إلى أسطورة إغريقية، وفي العصور الوسطى ارتبطت رمزيته بالمال والنجاح بعد أن استخدمه نبلاء تلك الحقبة كشعار لهم في أعمالهم وثرائهم، وفي عام 2013 أطلق مصطلح "اليونيكورن" على الشركات الناشئة التي تخطى رأسمالها مليار دولار.

وعلى رغم تصدر الولايات المتحدة والهند في عدد شركات "اليونيكورن"، أفاد صندوق "أس تي في" للاستثمار في تقرير له العام الماضي، بأنه من المتوقع أن تظهر أكثر من 45 شركة ناشئة "مليارية" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول 2030 بقيادة السعودية. فلماذا تهتم اقتصادات الدول في خلق بيئة جذابة لشركات "أحادية القرن"، وما مدى أهميتها؟ وهل تنجح السعودية في خلق منطقة جاذبة لها؟

شركات سريعة النمو

"مرحباً بكم في نادي اليونيكورن" هكذا كان عنوان المقالة التي كتبتها خبيرة التمويل الأميركية "ألين لي" ونشرتها على مدونة "تك كرانش" عام 2013، وكانت هي الأولى التي استخدمت مصطلح "أحادي القرن" كمسمى للشركات الناشئة سريعة النمو، واصفة هذه الشركات بأنها "ذات نمو سريع ومملوكة لمؤسسيها، ولا تطرح للاكتتاب العام. وتعتمد على التقنية والتكنولوجيا في نشاطها"، مبينة أن هناك 39 شركة انضمت لنادي اليونيكورن، منها "فيسبوك" و"تويتر"، التي اتخذت من الولايات المتحدة مقراً لها منذ عام 2003 وقيمتها تزيد على مليار دولار.

وتشير شركة "سي بي إنسايت" للتحليل والبيانات إلى أن هناك أكثر من 1200 شركة "يونيكورن" في 2023 موزعة في مناطق مختلفة من العالم تتصدرها الولايات المتحدة والهند.

مزايا اليونيكورن

يقول مطور الأعمال جاسم الهارون لـ"اندبندنت عربية" إن "من مزايا شركات اليونيكورن تحريك المياه الراكدة في الأسواق بشكل مباشر وغير مباشر، وبطبيعة نشأتها تبدأ صغيرة، وتعتمد على التكنولوجيا وكذلك تفتح أسواقاً جديدة، وتسعى إلى تمكين الاستثمار فيها بفتح مجالات عديدة وتجذب استثمارات خارجية، وتسهل الوصول إلى شريحة أكبر".

ويضيف "تكمن أهمية شركات يونيكورن في كونها تنمو بشكل سريع وتولد أرباحاً وإيرادات، وتفتح أبواباً عديدة للمستثمرين، وتشكل نقطة استثمار وانعكاس أرباح حتى في فشل الشركة، فهي تولد أفكاراً جديدة للسوق".

ويقول إبراهيم الجاسم مؤسس تطبيق "هنقرستيشن"، الذي يعد إحدى شركات اليونيكورن في السعودية إن مزايا شركات أحادي القرن هي أنها "تسهم في ظهور شركات صغيرة ومتوسطة تدعم نمو الشركات، إذ تتطلب الشركات المليارية حلولاً وخدمات ابتكارية لم تكن متوفرة للشركات التقليدية، والأهم خلق كفاءات بمهارات فريدة غير موجودة بالسوق المحلية".

وعن أسباب تصدر الهند والولايات المتحدة في عدد الشركات المليارية، أوضح الجاسم أن "البيئة في الولايات المتحدة تدعم الشركات الريادية من جميع النواحي. فتجد أفضل تمويل ومحفز للنمو، إضافة إلى توافر الكفاءات وسهولة استقطابهم، وتوفر أغلب الخدمات المساندة للشركات الريادية، وأخيراً سوق ضخمة مغرية للاستهداف والاستثمار".

السعودية بيئة خصبة

وعودة لتقرير صندوق "أس تي في" للاستثمار حول قيادة السعودية لمستقبل شركات اليونيكورن في الشرق الأوسط، فنجد أنه تم تحديد قوة الجذب في الرياض عبر عاملين رئيسين، هما حجم الناتج المحلي الإجمالي، الذي يمثل حوالى ثلث إجمالي الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويعد اختراق السوق السعودية أمراً ضرورياً لمعظم الشركات الناشئة التي ترغب في الوصول إلى شركات "يونيكورن"، بغض النظر عن بلد المنشأ الأصلي. إضافة إلى العامل الثاني وهو حجم وعمق السوق المالية، الذي يعتبره مستثمرو رأس المال الجريء بوابة التخارج المفضلة.

هذه التوقعات أيدها إبراهيم الجاسم إذ قال "مع توقع رجوع معدل الاستثمارات ونموها خلال العام المقبل أو 2025، ستشهد نمواً متزايداً من اليونيكورن، خصوصاً مع وجود أمثلة أثبتت نجاحها، منها (أس تي سي بي، مرسول، جاهز، هنقرستيشن، ونينجا)، مما يفتح شهية الاستثمار الجريء محلياً، الذي بدوره سيزيد من شهية الاستثمارات الأجنبية، وبالتالي شركات مليارية أكثر".

وأشار إلى أن أهم مزايا البيئة الحاضنة لشركات اليونيكورن هي "سهولة التمويل، توافر كفاءات، وجود سوق كبيرة".

يقول مطور الأعمال جاسم الهارون إن "السعودية بدأت في تغيير البوصلة، وأصبحت هي مكان المناسب للفرص في الأسواق التقليدية والريادية والتقنية المليارية"، معتبراً أن توليد الشركات المليارية في السعودية يحمل رسالة للأسواق الخارجية بأن بيئة الاستثمار في البلاد خصبة وجاذبة وداعمة للابتكار وريادة الأعمال.

35 شركة سعودية مليارية

وسعياً للتحول إلى بيئة حاضنة لشركات اليونيكورن، قدمت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات ومؤسسة مسك الخيرية برنامج "الشركات المليارية" لتمكين الشركات التقنية الناشئة متسارعة النمو ودعمها في الأسواق العالمية، للوصول إلى مرحلة الشركات المليارية، من خلال تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات والممكنات، منها التوسع والظهور العالمي بدعم ومنح الفرصة لتوسع الشركات في أسواق جديدة وتنمية المواهب وجذب القدرات البشرية وبناء المهارات اللازمة.

وأعلن برنامج "الشركات المليارية" خلال مؤتمر" LEAP23" الذي عقد في الرياض فبراير (شباط) الماضي انضمام أول 35 شركة تقنية متسارعة النمو للدفعة الأولى من البرنامج الوطني.