Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انسحاب تحت أضواء جديدة... نجمات "هوليوود" إلى المطبخ

بعضهن اخترن الابتعاد من صخب الشهرة وإظهار قدراتهن في الطهي والتنظيف وترتيب الأثاث

استفادت كورتني كوكس من شخصيتها بمسلسل "الأصدقاء" وباتت مهووسة بالطهي والتنظيف (مواقع التواصل)

ملخص

تدريجاً انسحبت مجموعة من أبرز نجمات "هوليوود" من الحياة الفنية، وفضلن الاهتمام بالعائلة بعيداً من حياة الاستديوهات المرهقة، فما السبب؟

إذا كنت بحاجة إلى وصفة شهية وغير تقليدية على وجبة الغداء، ما عليك سوى القيام بجولة افتراضية في صفحات نجمات السينما العالمية عبر "السوشيال ميديا"، ولن تأخذ منهن هذه المرة لمحة عن الفيلم الذي يمكن أن تقضي معه السهرة، كما لن تحصل على تغطية لجديدهن في عالم الفن، إما لأنه غير موجود أو بات قليلاً جداً، أو لأنهن لا يكترثن كما ينبغي بحياتهن المهنية مثلما كن في السابق، بل يفضلن الانخراط في هواياتهن الجديدة مثل الطهي والتنظيف وترتيب الأثاث وترك موهبة التمثيل جانباً، إذ يغبن عن ساحة المنافسة الفنية بملء إرادتهن وهن في أوج العطاء.

هناك رغبة واضحة لدى قطاع من نجمات "هوليوود" للتحول نحو الاهتمام بالعائلة بصورة أكبر، والتماهي مع أجواء أكثر بساطة، فربما كانت أخذتهن حماسة إثبات الذات في البداية ثم تزاحم عليهن الشعور بالتقصير تجاه أنفسهم وأسرهن، وقد حان الوقت للتخلص شيئاً فشيئاً من أعباء عملهن القاسي المرتبط بساعات تصوير طويلة، وسفريات دعائية مكوكية، وشروط صعبة عانين منها جميعاً، ولم يعدن يعرفن كيف يتأقلمهن معها سوى بالانسحاب التدريجي من كل هذا الصخب، وهو انسحاب غير مجاني بالطبع، بل يحصلن على مقابل مجز تجاهه بسبب عشرات الملايين من المتابعين الذين يتفاعلون مع منشوراتهن، إذ إن كثيراً منها مدفوع الأجر.

احتراف الطهي المنزلي

النجمة كاميرون دياز ينطبق عليها هذا الوضع تماماً، فالممثلة الشقراء التي رزقت بطفلتها الأولى قبل ثلاث سنوات من زوجها الموسيقي بينغي مادن، كان آخر عمل فني عرض لها عام 2014، وحينها كانت لم تزل في أوائل الأربعينيات من عمرها و"هوليوود" تفتح لها ذراعيها بعد باع طويل في المجال الفني أكسبها شهرة وجعلها بطلة أعمال تحقق أرباحاً من أشهرها "القناع" (The Mask) الذي قدمته مع جيم كاري عام 1994 كأول فيلم سينمائي لها على الإطلاق.

 

 

لكن دياز (51 سنة) قالت ببساطة إنها لم تعد تتحمل إهمال حياتها الشخصية واستنزافها جسدياً وروحياً في بلاتوهات التصوير لمدة 12 ساعة يومياً على مدى أشهر متوالية، وشعرت بأنها أهملت جانب العائلة وجاء الوقت لتعطيها بعضاً من مجهودها وتصبح ربة منزل بدلاً من أن يمتلكها صناع الأفلام، بحسب تعبيرها.

أخيراً من يتابع حساب "إنستغرام" الرسمي لكاميرون دياز أصبح يختلط عليه الأمر، هل هذه صفحة ممثلة لديها ما يقرب من 60 عملاً فنياً وترشحت لـ84 جائزة بينها "بافتا" و"غولدن غلوب"، حصدت منها 28، أم صفحة مدونة مهتمة بالطعام والطهي وإعلانات المشروبات؟

ترى النجمة البارزة أنها بحاجة إلى الهدوء، وأنها وجدت بالفعل نفسها في تلك الحياة البسيطة، وعلى رغم أن منصة "نتفليكس" نجحت أخيراً في أن تقنع دياز بالعودة للسينما بفيلم "العودة للأكشن" (Back In Action) مع جيمي فوكس بعد مرور نحو عشر سنوات على آخر عمل لها، ومرور خمس سنوات على إعلان اعتزالها التمثيل، فإن التوترات التي شابت عملية الإنتاج جعلت نجمة "ملائكة تشارلي" تفكر مجدداً في الرجوع لأجواء السكينة والابتعاد من مشاحنات "هوليوود".

حياة أكثر هدوءاً

بعض من أسباب اعتزال كاميرون دياز كانت سردتها في مقابلة مع صديقتها النجمة غونيث بالترو عبر برنامج تقدمه الأخيرة ويبث إلكترونياً بعنوان "The Sessions"، في الوقت الذي انسحبت غونيث نفسها من حياة السينما وأصبحت مشاركاتها ضئيلة للغاية بعد أن كانت ملء السمع والبصر، إذ تشير إلى أنها تفضل بعد مسيرة انطلقت منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي أن تمنح أسرتها المقام الأول في سلم أولوياتها، مؤكدة أنها تعرضت لمكائد كثيرة في "هوليوود"، فمثلاً بعد فوزها بـ"أوسكار" أفضل ممثلة عام 1999 عن فيلم "Shakespeare in Love" واجهت عاصفة من الغضب والسخرية من قبل عدد من زميلاتها المنافسات اللاتي رأين أنها لا تستحق هذا التكريم.

وترى بالترو البالغة من العمر 50 سنة أنها تجد الراحة حالياً في الدفء الأسري، وفي إدارة منتجات شركتها التي تبيع مساحيق تجميل صديقة للبيئة وخالية من المواد الضارة، إذ تولي اهتماماً خاصاً بالنظام الصحي بشكل عام، بالتالي فهي تستعرض كثيراً عبر منصاتها الرسمية المختلفة طرقاً لطهي أطباق لذيذة وفي الوقت نفسه خالية من الدهون والسعرات الحرارية.

 

 

وفي الوقت الذي يزدهر مشوار النجم رايان غوسلينغ، الذي يصنع التاريخ بمشاركته في بطولة فيلم "باربي" الذي يحقق إيرادات قياسية، فإن شريكته وأم طفليه الفنانة العارضة إيفا منديز لم تقف أمام كاميرا سينمائية منذ نحو عشر سنوات، حينما مثلت في فيلم "Lost River"، بينما اكتفت بالأداء الصوتي في إحدى حلقات مسلسل الرسوم المتحركة للأطفال "Bluey" قبل عامين.

بخلاف ذلك تبدو الممثلة ذات الأصول الكوبية سعيدة بدنياها الجديدة التي تديرها وفق شروطها الخاصة من دون ضعوط من مؤسسات إنتاجية، ولا تشتاق أبداً لصراعات الوسط الفني، بحسب تصريحات خصت بها "فارايتي" العام الماضي، لافتة إلى أنها لم تجد أن الأمر يستحق العناء، وهي راضية بالاهتمام بعائلتها الصغيرة، بل هذا ما كانت تبحث عنه.

إيفا منديز التي بدأت مسيرتها في التمثيل بالمصادفة منتصف تسعينيات القرن الماضي، وصل رصيدها على الشاشة إلى 40 عملاً، وتبدو كأنها اكتفت تماماً الآن واختارت أن تعيش الاستقرار مع رايان الذي ارتبطت به منذ عام 2011، وحولت حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام" إلى ساحة للمنافسة على المطابخ النظيفة وطرق تعطير وتعقيم المنزل، حيث تعطي نصائح دوماً للمتابعين بهذا الخصوص، كما تبرز موهبة كبيرة في التفنن بإعداد أشهى الأطباق.

الهرب من الشهرة

المؤكد أن الشهرة التي حققتها الممثلات العالميات ساعدتهن كثيراً في أن يشعرن بالراحة بعد التفرغ للعائلة، بخاصة أن اهتمامهن بتفاصيل المنزل، سواء في ما يتعلق بمستلزمات المطبخ أو أدوات التنظيف أو حتى كتب الأطفال، يترجم بسهولة إلى مصدر للأموال، إذ تتسارع إليهن العلامات التجارية ليروجن لها من خلال حساباتهن الرسمية التي تحظى بمتابعات مليونية، وبينهن على سبيل المثال كورتني كوكس (59 سنة) التي اشتهرت بدور "مونيكا" المهووسة بالطهي والتنظيف في مسلسل "الأصدقاء" (Friends)، إذ يبدو أن آثار هذا الدور انعكست إيجاباً على حياتها بشكل عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فعلى رغم أنها تواصل بين حين وآخر الظهور في أدوار سينمائية وتلفزيونية، لكنها لم تعد كثيرة المشاركة في أعمال كبيرة، بالتالي باتت تجد متعتها في ابتكار وصفات طبخ غير تقليدية تقدمها في فيديوهات مرحة لجمهورها، وتشرح لهم عملياً طريقة صنعها بأفضل المنتجات التي تروج لها، ثم الحصول على مقابل مادي من علامات تجارية عدة تتعاقد معها.

فنانة بدرجة "إنفلونسر"

الحياة كـ"بلوغر" أو "إنفلونسر" تبدو جذابة للغاية وأكثر دلالاً بالنسبة إلى فنانات اختبرن مجداً وتحققاً في حقبة التسعينيات وأوائل الألفية، وكن يلتزمن تنفيذ بنود عقود أعمالهن الفنية مهما كانت قاسية، سواء لناحية عدد ساعات التصوير الطويلة، أو جولات الدعاية، واللقاءات الإعلامية، وبالطبع الظهور في العروض الأولى لأفلامهن، والسير على السجادة الحمراء في الفعاليات الكبيرة ومهرجانات الجوائز، حيث أدرن ظهورهن لهذا النمط المعيشي وأصبحن الآن يفضلن التنزه برفقة المعارف على التأنق وارتداء ملابس على أحدث صيحة واقتناء أحذية عالية وغير مريحة بالمرة.

 

 

إنهن يبتعدن من الفعاليات الفنية الضخمة ويهربن من عدسات المصورين حتى لو كانت لهن أعمال درامية جديدة، وبينهن جينيفر غارنر التي تتميز بغزارة إنتاجها منذ انطلاقها منتصف التسعينيات، فقد وصل عدد ما قدمته إلى ما يزيد على 70 عملاً، ومع ذلك فهي في السنوات الأخيرة اختارت أن تتصدر الفيديوهات التي تطهو فيها وجباتها المنزلية وتعرض مغامراتها برفقة أبنائها الثلاثة واجهة حسابها الرسمي بموقع "إنستغرام"، ولا تولي اهتماماً ملحوظاً بأعمالها الفنية بالقدر نفسه، فهي تخصص الجانب الأكبر من منشوراتها للإعلانات المباشرة وغير المباشرة التي تحقق من خلالها أرباحاً يسيرة.

وعلى الأرجح فإن صوفيا فيرغارا قد اكتفت بـ 250 حلقة من المسلسل الشهير "مودرن فاميلي" الذي عرض على مدى سنوات طويلة، ولم تعد مهتمة كثيراً بالظهور الفني، فأعمالها الدرامية في السنوات الأخيرة نادرة للغاية، وفي الأغلب تقتصر على المشاركة الصوتية فقط، في ما تنشط بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال فيديوهات وصور مبهجة تستعرض رفاهيتها ورحلاتها السياحية، وبالطبع مطبخها وقائمة طعامها المتنوعة وقدراتها في تنظيم طاولة الأكل بطريقة مميزة.

المزيد من ثقافة