ملخص
أكدت أذربيجان أنها ستضمن المرور الآمن للمدنيون إلى أرمينيا وستصدر عفواً عن المقاتلين الأرمن في قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة إن قوات قره باغ الأرمينية بدأت تسليم أسلحتها وعتادها العسكري تحت إشراف قوات حفظ السلام الروسية.
وذكرت الوزارة أن قوات حفظ السلام الروسية تواصل مهامها في إقليم ناغورنو قره باغ، وأنها على اتصال دائم بأذربيجان وعرقية الأرمن في المنطقة.
وأشارت إلى أنها رصدت حالتي انتهاكاً لوقف إطلاق النار منذ إعلان سريانه. وأضافت أنه لم تقع أية إصابات.
"يختبئون في الأقبية"
وصلت القوات الأذربيجانية اليوم الجمعة إلى مشارف ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورنو قره باغ الانفصالي الذي تسكنه أغلبية أرمينية، وفق ما أفادت ممثلة عن السلطات المحلية وكالة الصحافة الفرنسية، موضحاً أن السكان "يختبئون في الأقبية".
وقالت المتحدثة باسم الانفصاليين أرمين هايرابيتيان إن "الوضع في ستيباناكيرت مروّع، والقوات الأذربيجانية على مشارفها ويخشى الناس أن يدخل الجنود الأذربيجانيون المدينة في أي وقت ويرتكبوا مذابح".
وأضافت هايرابيتيان التي تمثل مركز الإعلام التابع للحكومة الانفصالية في يريفان، أن ستيباناكيرت وأجزاء أخرى من ناغورنو قره باغ فقدت معظم الخدمات الأساس منذ الهجوم الخاطف الذي شنته باكو لاستعادة هذا الجيب. وأضافت، "لا كهرباء ولا غاز ولا طعام ولا وقود ولا اتصال بالإنترنت ولا هاتف"، موضحة أن "الناس يختبئون في الأقبية".
وقال مراسل لوكالة "رويترز" إن سبع مركبات روسية لحفظ السلام، تتضمن شاحنات كبيرة، مرت بنقطة تفتيش أرمينية في طريقها نحو منطقة ناغورنو قره باغ اليوم.
ووافق الانفصاليون الأرمن على إلقاء أسلحتهم في مواجهة الاشتباكات التي قالوا إنها أسفرت عن مقتل 200 شخص، وعقدوا جولة أولية من المحادثات بوساطة روسية مع الممثلين الأذربيجانيين أمس الخميس لبحث إعادة الاندماج.
وقالت هايرابيتيان، "لدينا كثير من الضحايا من قتلى وجرحى"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
العفو عن المسلحين
مستشار السياسة الخارجية لرئيس أذربيجان حكمت حاجييف قال من جهته اليوم إن باكو ستضمن أن يتمكن المدنيون من السفر بسياراتهم الخاصة بأمان على الطريق المؤدي إلى أرمينيا من ناغورنو قرة باغ.
وأضاف حاجييف أن أذربيجان تعتزم إصدار عفو عن المقاتلين الأرمن في قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم، على رغم أن بعض الوحدات العسكرية هناك قالت إنها ستواصل المقاومة.
وأجبرت عملية عسكرية خاطفة لأذربيجان استمرت 24 ساعة الأرمن العرقيين في قره باغ على قبول اتفاق لوقف إطلاق النار أول من أمس الأربعاء، مما أثار دعوات إلى استقالة رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان.
وصار مستقبل قره باغ وسكانها من الأرمن العرقيين والبالغ عددهم 120 ألف نسمة على المحك، إذ ترغب أذربيجان في دمج المنطقة الانفصالية، لكن الأرمن العرقيين قالوا إن العالم تخلى عنهم ليواجهوا مصيراً قد يشمل تطهيراً عرقياً.
وتعهد رئيس أذربيجان إلهام علييف بضمان حقوقهم، لكنه قال إنه بفضل قبضته الحديد باتت فكرة إقامة منطقة قره باغ العرقية الأرمينية جزءاً من الماضي، مضيفاً "سنحول قره باغ إلى فردوس" في أذربيجان.
احترام حقوق الأرمن
وقال مستشار الرئيس إن باكو تعتزم إصدار عفو عن مقاتلي قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم، مضيفاً "حتى في ما يتعلق بالعسكريين والمقاتلين السابقين، إذا كان من الممكن تصنيفهم بهذه الطريقة، فإننا نعتزم إصدار عفو".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال إنه سيتم احترام حقوق الأرمن في قره باغ كجزء من دمجهم في أذربيجان، وإنهم طلبوا مساعدات إنسانية وإمدادات من النفط والبنزين، وأعلن أنه سيتم تسليم ثلاث شحنات إلى المنطقة اليوم.
وقره باغ معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان ذات الغالبية المسلمة، لكن سكانها الأرمن المسيحيين حصلوا على استقلال فعلي منذ انفصالهم في حرب التسعينيات مع انهيار الاتحاد السوفياتي.
وبعد حرب عام 2020 التي انتصرت فيها باكو، اضطر باشينيان إلى قبول سيطرة أذربيجان على أراض أوسع كثيراً في المنطقة.
"العالم صامت"
ويقول كثير من الأرمن في قره باغ إن روسيا والغرب وأرمينيا نفسها تخلوا عنهم، وقالوا مراراً إنهم يخشون الاضطهاد من أذربيجان المدعومة من تركيا.
وقال ديفيد بابايان، وهو مستشار صمويل شهرامانيان رئيس جمهورية آرتساخ (ناغورنو قره باغ) المعلنة من جانب واحد والتي تسيطر على جزء من الإقليم، لوكالة "رويترز"، إنه "في أي لحظة بوسعهم تدميرنا وارتكاب إبادة جماعية بحقنا. هل تفهم ’رويترز‘ هذا؟ الغرب صامت وروسيا صامتة وأرمينيا صامتة، فماذا عسانا أن نفعل؟".
ولا يزال آلاف الأرمن من قره باغ محتشدين في المطار المحلي حيث تتمركز بعض قوات حفظ السلام الروسية، وفقاً لما أظهرته صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال باشينيان الذي واجه احتجاجات في يريفان تطالبه بالاستقالة بسبب قره باغ، إن الحكومة أعدت مكاناً لتدفق محتمل للناس إلى أرمينيا، لكنها لا تريد إخلاء الإقليم من السكان، محذراً في وقت سابق من هذا الأسبوع من أن قوات مجهولة تتحدث عن انقلاب ضده.
ودعت روسيا، التي تنشر ما يقل قليلاً عن 2000 جندي لحفظ السلام في قره باغ، إلى الهدوء، لكن بعض الأرمن بما في ذلك باشينيان اتهموها بعدم بذل ما يكفي لدعم أرمينيا.
احتجاجات في يريفان
وتظاهر مناهضون للحكومة في شوارع يريفان اليوم الجمعة لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على كيفية تعامل الحكومة مع أزمة ناغورنو قره باغ.
وتتهم أحزاب المعارضة رئيس الوزراء بتقديم كثير من التنازلات لباكو، كما تطالب باستقالته، وأعلن زعماء المعارضة عزمهم إطلاق إجراءات مساءلة لباشينيان في البرلمان.
وكانت مجموعات صغيرة من المتظاهرين أغلقت شوارع في يريفان صباح اليوم مهددة بتعطيل اجتماع حكومة باشينيان المقرر عقده في وقت لاحق.
وألقت الشرطة القبض على المعارض أندرانيك تيفانيان أحد منظمي التظاهرة، وكذلك دعا متظاهرون الحكومة إلى اتخاذ إجراءات لمساعدة السكان الأرمن في قره باغ وإجلائهم إلى أرمينيا.
وأعلن باشينيان اليوم الاستعداد لاستقبال حوالى 40 ألف لاجئ، مشدداً على أن هدفه الرئيس هو "ضمان حصول مواطنينا على فرصة العيش في منازلهم من دون خوف وفي أمان"، قائلاً إن "هناك أملاً في أن يتحسن الوضع الإنساني" في قره باغ، ومضيفاً أن الوضع يتطور بسرعة.
من جهتها ذكرت وكالة الأنباء الأذربيجانية الرسمية "أذرتاغ" أن باكو أرسلت 40 طناً من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.