ملخص
تنقل بين دول عدة وأتم مشروعه في غزة وعاد إلى تونس بعد الثورة
بعد أن أطلقت حركة "حماس" اسم "الزواري" على طائرات مسيّرة استخدمتها خلال الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة وغلافها، عاد اسم المهندس التونسي محمد الزواري حتى بعد اغتياله في تونس عام 2016 إلى الواجهة في الأحداث الأخيرة.
عاش الزواري طفولة عادية وسط عائلة من الطبقة الاجتماعية الوسطى. عائلة تعطي أهمية كبيرة للعلم، حتى أن أمه كانت تحمله في سنواته الأولى إلى المدرسة على كتفيها بسبب ضيق التنفس الذي كان يعاني منه.
تنقل المهندس التونسي بين بلدان عدة إلى أن استقر في سوريا وتزوج هناك، إلا أنه لم ينجب أطفالاً. أكمل دراسته الجامعية في مجال الهندسة والميكانيك في المدرسة الوطنية للهندسة في صفاقس، وهرب من تونس بعد مطاردة من الشرطة التونسية عام 2000. عاد إلى البلاد بعد الثورة وأنهى رسالة الدكتوراه حول الطائرات من دون طيار ونجح في نيل شهادة دكتوراه ثانية حول التحكم في الغواصات عن بعد.
اغتيل الزواري بوابل من الرصاص أمام منزله في مدينة صفاقس جنوب شرقي تونس، ظهر 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2016. وبينما أعلنت "حماس" أنه أحد قادتها، اتهمت الحركة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، باغتياله.
اختراق المدرسة الوطنية للمهندسين
في حديث خاص لـ "اندبندنت عربية"، يقول رضوان الزواري شقيقه إنه من مواليد مدينة صفاقس (1967) اتم دراسته بكل مراحلها في تونس كان متميزاً منذ الصغر على رغم مرضه المزمن وهو ضيق التنفس حتى أن الوالدة كانت تحمله على كتفيها للمدرسة كما كان ممنوعاً حتى من ممارسة الرياضة".
أما عن دراسته العليا يوضح أخوه أنه درس الهندسة في المدرسة الوطنية للمهندسين في صفاقس، إلا أنه في أواخر أيام أطروحته في أوائل التسعينيات حول الميكانيك وقعت مطاردته من قبل الأمن التونسي على خلفية تحركاته النقابية في الجامعة وأيضاً على خلفية انتماءاته الإسلامية، مؤكداً أن "محمد الزواري لم ينتم إلى حزب النهضة الإسلامي".
ويواصل رضوان الزواري رواية أهم محطات حياة أخيه "إثر مطاردة الشرطة له هرب من تونس إلى ليبيا ومن ثم السودان حيث اشتغل في ميدان الصناعة ثم تحول إلى السعودية التي بقي فيها مدة قصيرة وأخيراً استقر في سوريا، وفي عام 2006 التحق بصفوف المقاومة الإسلامية بحركة حماس".
ويضيف "كانت اتصالاته نادرة جداً حتى أنه يبقى أحياناً أكثر من سنة من دون أن يطمئن العائلة على أحواله".
قبر ملف الاغتيال
يقول رضوان "عاد أخي بعد الثورة إلى تونس وأنهى رسالة الدكتوراه التي توقف عنها منذ التسعينيات، وكان موضوعها حول الطائرات من دون طيار، كما نجح في تأسيس نادي طيران بمحافظة صفاقس لصنع الطائرات والقيام ببعض التجارب مع الطلبة. وكان يقوم بتنقلات في بعض المحافظات بالجمهورية لتأسيس نوادٍ أخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف رضوان "كان محمد متعلقاً جداً وشغوفاً بميدان الصناعات الثقيلة فقام بأطروحة ثانية حول كيفية التحكم في الغواصات عن بعد وذلك في أواخر 2012".
وحول عملية الاغتيال وبحسب رواية رضوان "أرسل الموساد الإسرائيلي عدداً من الجواسيس إلى صفاقس حيث يسكن محمد الزواري، وأحدهم قام باختراق المدرسة الوطنية للمهندسين وعرف أن محمد الزواري بصدد التعمق في ميدان الغواصات والتحكم فيها عن بعد الشيء الذي سرع باغتياله" بحسب شهادة أخيه.
وواصل رضوان "حينها كان محمد مدرجاً في المرتبة العاشرة في تنفيذ عمليات الاغتيال بالنسبة إلى الموساد الإسرائيلي فأصبح مدرجاً في المرتبة الأولى بعد علمهم ببحوثه".
وحول مصداقية المعلومات التي لديه حول أخيه يقول رضوان "عرفنا كل هذه المعلومات بعد اغتياله لأن محمد لم يكن يتحدث في ما يتعلق بعمله وبحوثه وعلاقته بحركات المقاومة لعائلته أو لأصدقائه"، موضحاً "بعد ثماني سنوات من اغتياله وبتسلسل الأحداث عرفنا الكثير عنه وأغلب معلوماتنا من هيئة الدفاع التي تتابع الملف".
من جهة أخرى، يقول رضوان الزواري "للأسف منذ اغتياله نجحت الدولة التونسية خلال حكم حركة النهضة واتباعها في دفن الملف، إلا أنه منذ سنة ونصف تقريباً، فُتح الملف مجدداً، ربما ذلك بإيعاز من رئيس الجمهورية قيس سعيد".
وبحسب المعلومات، انضم محمد الزواري إلى كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في بداية الألفية الثانية، ليبدأ العمل على مشروع صناعة طائرة من دون طيار، بالتعاون مع ضابط كبير في الجيش العراقي.
وأطلق على الطائرة اسم "أس أم"، نسبة إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين، واسم الضابط العراقي نفسه.
وبحلول الحرب الإسرائيلية مع غزة عام 2008، كان الزواري قد أنجز 30 طائرة من دون طيار بالتعاون مع فريق متخصص من القسام. وقضى الزواري بين 2012 و2013 تسعة أشهر في قطاع غزة، ليستكمل هناك مشروعه، ويشرف على طائرة "أبابيل1" التي استخدمتها القسام خلال الحرب مع إسرائيل صيف عام 2014.
كما زار الزواري مع فريق من مهندسي القسام إيران، والتقى خبراء مختصين في مجال صناعة الطائرات من دون طيار.