Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السودانيون في صدمة بعد مجزرة "ود النورة" وإدانات لـ"الدعم السريع"

أكثر من 150 قتيلاً و220 جريحاً والجيش يتوعد بالرد وأحزاب تستنكر وتعدها "جريمة حرب"

ملخص

دعا "حزب الأمة" بقيادة مبارك الفاضل المهدي قوات "الدعم السريع" إلى التوقف فوراً عن ارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم في حق الأبرياء العزل في ولاية الجزيرة وغيرها من مناطق البلاد

وسط صدمة وإدانات مجتمعية ورسمية واسعة أفاق السودانيون فجر أول من أمس الأربعاء على مجزرة جديدة في ولاية الجزيرة راح ضحيتها أكثر من 150 قتيلاً و220 جريحاً، تتهم قوات "الدعم السريع" بارتكابها إثر اقتحامها لقرية ود النورة بمحلية 24 القرشي غرب ولاية الجزيرة، متبوعة بعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات وسيارات الأهالي.

مئات الضحايا

أظهرت لقطات فيديو تداولت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، تشييع عشرات من ضحايا هجوم قرية ود النورة، تظهر فيها حشود كبيرة من الجمهور حول طوابير من الجثامين أثناء عملية دفنها.

وأفادت مصادر أهلية من المنطقة المنكوبة، بأن قوات "الدعم السريع" هاجمت القرية بغرض النهب واستخدمت الأسلحة الثقيلة ضد المواطنين العزل في منطقة لا يوجد فيها حتى مركز شرطة، وبعد أن ارتكبت جريمتها نهبت كل السيارات بمختلف أنواعها والسوق والبيوت والمتاجر ولم يتركوا شيئاً خلفهم.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات نكلت بجميع أهل القرية، الذين اضطروا من هول الفاجعة إلى تحويل ميدان الكرة إلى مقابر لدفن الجثامين.

بيانات متبادلة

رسمياً اتهم بيان لمجلس السيادة الانتقالي، قوات "الدعم السريع" بارتكاب "مجزرة بشعة" يندى لها الجبين بحق المدنيين العزل في قرية ود النورة، ووصفها بأنها "جريمة تضاف إلى سلسلة جرائم الميليشيات المتمردة التي تعكس سلوكها الممنهج في استهداف المدنيين ونهب ممتلكاتهم وتهجيرهم".

ودعا البيان السيادي، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة واستنكار هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها إعمالاً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

وقال بيان للناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله أمس الخميس إن هذه المجزرة تؤكد حقيقة أن "الدعم السريع ميليشيات إرهـابية تشن حربها على المواطن السوداني في أي مكان بدافع الانتقام والسرقة والنهب، ولا قضية لها ولا تبالي بأي قانون أو عرف للحرب". وتوعد الجيش السوداني، بأن جرائم "الدعم السريع" "لن تمر من دون عقاب وسيدفعون الثمن غالياً".

في المقابل أصدر الناطق الرسمي لقوات "الدعم السريع" بياناً في شأن الحادثة، ذكر فيه أنه "في تمام الساعة الخامسة من فجر الأربعاء، هاجمت قواتنا ثلاثة معسكرات غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة تضم قوات من ميليشيات البرهان، وجهاز الاستخبارات، وكتيبة من كتائب الإسلاميين المعروفة بـ(الزبير بن العوام) إلى جانب مستنفرين".

أضاف البيان أن "ميليشيات البرهان وكتائب المجاهدين، حشدت قوات كبيرة في ثلاثة معسكرات في تلك المنطقة، وقواتنا لن تقف مكتوفة الأيدي وستحسم وتلاحق أي تحركات أو تجمعات للعدو، ولن تجدي أي محاولات للفلول وغرف التضليل التي تسعى إلى التغبيش وحجب الحقيقة التي يعلمها الجميع بما في ذلك أهل المنطقة".

إدانات واستنكار

من جهته استنكر والي الجزيرة من العاصمة البديلة للولاية في مدينة المناقل، الطاهر إبراهيم الخير، "الأعمال الوحشية لقوات الدعم السريع". ووصف الحادثة بأنها "جريمة لا تتفق مع أعراف الحرب، ودعا إلى الإدانة والمحاسبة الدولية".

وحمل حزب الأمة القومي، قوات "الدعم السريع" المسؤولية الكاملة عما وصفه بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها في القرية.

تتابعاً لإدانات الواقعة، قال بيان لحركة "العدل والمساوة" بقيادة جبريل إبراهيم، إن ما تقوم به قوات "الدعم السريع" من جرائم ضد الإنسانية تستوجب الإدانة الدولية والمحاسبة الرادعة لها وتصنيفها منظمة إرهابية وإحالة جرائمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

ووصفت هيئة محامي الطوارئ، هجوم "الدعم السريع" على القرية بأنه يشكل جريمة حرب ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً لأحكام القانون الدولي الإنساني.

وقال حاكم دارفور رئيس حركة "تحرير السودان" مني أركو مناوي إن "ميليشيات الدعم السريع ترتكب مجزرة وإبادة في حق مواطني قرية ود النورة بولاية الجزيرة حيث بلغ عدد الضحايا 150 شخصاً فماذا ينتظر العالم من هذه الميليشيات".

تساءل مناوي، في تغريدة على حسابه بمنصة "إكس"، "لماذا تصمت الأمم المتحدة أمام هذه الجرائم التي تشارك فيها دول لها عضوية المنظمة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جريمة بشعة

وذكر "حزب المؤتمر السوداني" أن أكثر من مئة مواطن قتلوا وأصيب عشرات بعد هجوم قوات "الدعم السريع" فجر الأربعاء على قرية ود النورة، مع القيام بعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات وسيارات الأهالي. ووصف بيان للحزب، الهجوم بأنه جريمة بشعة ومجزرة حقيقية في حق أهالي القرية.

ودعا حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل المهدي قوات "الدعم السريع"، إلى التوقف فوراً عن ارتكاب مزيد من الانتهاكات والجرائم في حق الأبرياء العزل في ولاية الجزيرة وغيرها من مناطق البلاد.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة تحركات لقوات "الدعم السريع" نحو محيط القرية وشروعها في إطلاق النار بواسطة أسلحة مدفعية ثقيلة ومتوسطة.

ونعت نقابة الصحافيين السودانيين مقتل الصحافي مكاوي محمد أحمد، بوكالة السودان للأنباء، الذي كان ضمن ضحايا الهجوم على القرية التي نزح إليها بعد اندلاع الحرب.

كما نعى جبريل إبراهيم وزير المالية رئيس حركة "العدل والمساوة" المسلحة الموقعة على اتفاق السلام جوبا ضحايا القرية. وقال في حسابه على منصة "إكس" تعليقاً على صورة تشييع عشرات الجثامين، "هؤلاء هم قتلى قرية ود النورة، يستحيل التعايش مع أناس ديدنهم القتل والنهب والاغتصاب أو مع من يتماهون معهم".

استغاثة بلا مغيث

وقال الناشط الحقوقي، عبدالمنعم البشرى، إن "ما حدث في القرية هو بكل المقاييس مجزرة حقيقية وجريمة مكتملة الأركان وأن مبررات الدعم السريع بأن القرية كانت معقلاً لمعسكرات الجيش والمستنفرين لا يمكن أن يكون مبرراً لارتكاب مثل هذه المجزرة".

ولفت البشرى إلى أن "أهالي القرية أطلقوا استغاثات ونداءات للجيش مع بواكير نذر الهجوم، لكن الجيش لم يتحرك في الوقت المناسب لحمايتهم وظل في مواقعه داخل محلية المناقل القريبة، على رغم أن الهجوم استمر لساعات، ساد فيها الرعب والخوف وانهمر فيها رصاص الموت من الأسلحة الثقيلة من مسافة ليست بعيدة ومن كل الاتجاهات نحو القرية المسالمة".

وأشار الناشط الحقوقي إلى أن قوات "الدعم السريع" بعد مهاجمتها لبعض المعسكرات، في غرب وجنوب المنطقة، هاجمت القرية وشرعت في استباحتها ونهبها، فيما نزحت جميع النساء والأطفال منها نحو مدينة المناقل.

يضيف البشرى أن "عمليات القتل الجماعي التي تمت تشير إلى استمرار قوات "الدعم السريع" في نهج قتل المدنيين لمجرد شكوك أو بغرض النهب، كما تلفت إلى أن تلك القوات لا تقيم وزناً للقوانين والأعراف الدولية والإنسانية بخاصة أنهم قد قاموا بأنفسهم بتصوير معظم تفاصيل المجزرة من دون خوف من العواقب".

سلسلة هجمات

وذكر بيان للجان مقاومة الحصاحيصا شمال الجزيرة، أن قوات "الدعم السريع" لا تزال تمارس الانتهاكات ضد المواطنين الأبرياء، تحت ستار التفلت والمتفلتين، مشيرة إلى أن الميليشيات تعرض على أهالي القرى تجنيد أفراد منها مقابل الحماية، وهي خطوة لم تجد قبولاً واسعاً من تلك المجتمعات المحلية الزراعية التي تعطلت أنشطتها بشكل شبه كامل.

وكانت منظمات شعبية مجتمعية وطبية محلية، قد ذكرت في أبريل (نيسان) الماضي ارتكاب قوات "الدعم السريع" لمجازر راح ضحيتها عشرات المواطنين في ولايات الجزيرة، وشمال دارفور، وجنوب كردفان.

وأعرب مرصد منظمة شباب دارفور (مشاد) لحقوق الإنسان عن استنكاره ورفضه الشديدين لتعدي ميليشيات "الدعم السريع" على المدنيين الأبرياء بقرى ود النورة وقرية الجنترة وجبل سقدي في ولاية الجزيرة.

واجتاحت قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وسرعان ما توغلت وانتشرت داخل قرى الولاية وعمدت إلى مداهمتها وترويع ونهب سكانها العزل.

غوتيريش "يدين بشدة"

وأعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس أن أمينها العام أنطونيو غوتيريش "يدين بشدة" الهجوم الذي أفادت تقارير بأن قوات "الدعم السريع" شنته على قرية في ولاية الجزيرة بوسط السودان.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن "الأمين العام يدين بشدة الهجوم الذي يزعم أن قوات "الدعم السريع" شنته ضد قرية ود النورة بولاية الجزيرة".

وأضاف أن الأمين العام يدعو طرفي النزاع إلى الامتناع عن شن أية هجمات ضد المدنيين.

وأدت الحرب التي اندلعت في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، إلى مقتل الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة، لكن حصيلة قتلى الحرب لا تزال غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

كذلك، أدت الحرب الى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم 5 ملايين على حافة الجوع.

وفي بيانه أكد دوجاريك أن الأمين العام "يشعر بقلق عميق إزاء المعاناة الهائلة للشعب السوداني بسبب استمرار الأعمال العدائية". وأضاف أن الأمين العام يكرر دعوته "إلى إسكات الأسلحة في جميع أنحاء السودان وسلوك الطريق المؤدي إلى سلام دائم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات