Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أي صيف ينتظر لبنان؟

كل من سيغني وسيرقص من رواد الحفلات هو معارض مضمر لحرب الاستنزاف التي افتعلها "حزب الله"

من المنتظر تنظيم حفلات في لبنان هذا الصيف رغم الحرب الدائرة بالجنوب (رويترز) 

ملخص

إنه فصل من المواجهة المستمرة بين "ثقافة الحياة" و"ثقافة الموت"، دخل إليها هذا الصيف مد شعبي عارم يتخطى الإطار الحزبي التقليدي للصراع بين "الثقافتين" المتناقضتين.

يشهد لبنان هذا الصيف زحمة مهرجانات وحفلات فنية على رغم الحرب الدائرة في جنوبه وبقاعه، والتساؤل المحير كيف يجرؤ منظمو هذه المهرجانات على المخاطرة المالية، في حين ترتفع مؤشرات حرب قد تشنها إسرائيل ولن تنجو منها أية منطقة لبنانية؟ الجواب الجزئي قد يكون أن العقود التجارية لحظت هذا الاحتمال بما يرضي الجهات المنظمة، والنجوم الآتون من كل حدب وصوب، لكن الجانب الأكثر مدعاة للتوقف عنده هو التأويل السياسي لظاهرة الحرب والسلم على مساحة تقاس بعشرات الكيلو مترات.

بهذا المعنى كل من سيغني وسيرقص من رواد الحفلات هو معارض مضمر لحرب الاستنزاف التي افتعلها "حزب الله" في جنوب لبنان، التي قد تتحول إلى حرب واسعة لا تبقي ولا تذر. إنه فصل من المواجهة المستمرة بين "ثقافة الحياة" و"ثقافة الموت"، دخل إليها هذا الصيف مد شعبي عارم يتخطى الإطار الحزبي التقليدي للصراع بين "الثقافتين" المتناقضتين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إنها معركة إرادة تريد أن تنتزع بالأظفار صيفاً هادئاً، على رغم عدم نسيان اللبنانيين دعوة السيد حسن نصر الله عام 2006 إلى الاستمتاع بعطلة صيفية تبخرت مع "حرب تموز". وبدورها وجدت "ثقافة الموت" فكراً رجعياً ينصرها من خارج "حزب الله"، فطرابلس إحدى أهم مدن لبنان اختارتها منظمة "ألكسو" التابعة للجامعة العربية "عاصمة للثقافة العربية لعام 2024". وضمن النشاطات، كانت المدينة على موعد مع "مهرجان كابريوليه" للأفلام القصيرة، لكن بتحريض من أئمة بعض المساجد ألغي المهرجان، وكتب أحدهم على صفحات التواصل الاجتماعي "في طرابلس رجال لا يلهيهم شيء عن منع الفساد ومحاربته. الحمد لله الذي أبعد عن طرابلس مهرجان الفجور".

اللافت أن ابن طرابلس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يتحرك ولو كلامياً شجباً لهذه الحملة، ولم يتوقع أحد أن ينتصر وزير الثقافة المحسوب على "الثنائي الشيعي" لهذا النشاط السينمائي وهو قبل أشهر منع فيلم "باربي".

وقبل سنوات افتعلت "جماعات إسلامية" حملة في مدينة صيدا تحت عنوان "صيدا لن ترقص"، كذلك نعتت إحدى الجامعات في النبطية بأنها "مرقص" لأن الطلاب والطالبات تلامست كفوف أيديهم في رقصة "الدبكة" الفولكلورية، وأخذ على الجامعة أنها "لا تمثل البيئة المحيطة بالمدينة" والمقصود "بيئة حزب الله" تحديداً.

وكعادته يتخبط "التيار الوطني" في الاجتهادات الثقافية والسياسية، ففي حفلة إطلاق مهرجانات مدينة البترون قال رئيسه جبران باسيل إن هذا المهرجان نوع من المقاومة "بطريقة مختلفة"، في وقت يتم البحث عن صيغة لغوية لإصدار "ورقة وطنية" بين المسيحيين وتشرف عليها البطريركية المارونية، لأن "التيار الوطني" لا يريد اتخاذ موقف واضح من سلاح "المقاومة الإسلامية في لبنان".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل