ملخص
على عكس ما استقر تاريخياً من وسائل تواصل تقليدية بين الدول حول العالم، عكس تعقد الأزمات وخطورة تطوراتها المتسارعة بين القوى الكبرى في النصف الثاني من القرن الماضي الحاجة إلى وسائل اتصال سريعة ومؤمنة بهدف تبادل وجهات النظر والتحذيرات بين الأطراف المنخرطة في الأزمات أو المرشحة للانخراط فيها.
بين رسالة إنجليزية كان نصها "الثعلب البني السريع قفز على ظهر الكلب الكسول" متضمنة أرقام "1234567890" ورد مقابل بوصف لـ"غروب الشمس" باللغة الروسية ظهر لأول مرة ما يعرف بـ"الخط الساخن" أو "الهاتف الأحمر" في أغسطس (آب) عام 1963 بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي آنذاك، بعد أزمة "الصواريخ الكوبية" التي وضعت العالم حينها على شفير المواجهة بين القوتين العظميين في ذلك الحين وبات الصراع النووي أقرب من أي وقت مضى.
في عمر العلاقات الدولية المليء بالصراعات والحروب والتحديات الأمنية في أعقاب ما بعد الحرب العالمية الثانية، تمكن "الخط الساخن" الذي كان في بداية نشأته، على صورة جهاز تلغراف ضخم وكابلات في مياه المحيط الأطلسي بطول 16 ألف كيلومتر يمر بلندن وكوبنهاغن وستوكهولم وهلسنكي ليصل بين موسكو وواشنطن، من تفادي اندلاع حروب نووية بطريقة عرضية، وتبادل التحذيرات وأيضاً وجهات النظر في حالات الطوارئ، مما قلل إلى حد كبير "فرص الصدام بين القوى الكبرى سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة".
بتعبير هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي الأميركي الأشهر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، "يبقى الخطر الأكبر للحرب ليس في الأفعال المتعمدة للأشخاص الأشرار، ولكن في عدم القدرة على إبقاء الأحداث تحت السيطرة"، فيما اعتبر روبرت غيتس المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووزير الدفاع (2006/2011) أن "الخط الساخن سيظل أداة مهمة طالما الغواصات تجوب المحيطات والصواريخ الموجهة بين الأطراف المتضادة". فماذا نعرف عن "الخط الساخن" أو "الهاتف الأحمر" وفق التسمية الفرنسية، وأشهر الحوادث التاريخية، التي حال اللجوء إليه دون الانزلاق نحو صدام مسلح بين القوى الكبرى أو اندلاع حرب نووية شاملة؟
من أين جاءت فكرة "الخط الساخن"؟
على عكس ما استقر تاريخياً من وسائل تواصل تقليدية بين الدول حول العالم، سواء عبر إرسال مبعوثين أو المسارات والرسائل الدبلوماسية، عكس تعقد الأزمات وخطورة تطوراتها المتسارعة بين القوى الكبرى في النصف الثاني من القرن الماضي الحاجة إلى وسائل اتصال سريعة ومؤمنة بهدف تبادل وجهات النظر والتحذيرات بين الأطراف المنخرطة في الأزمات أو المرشحة للانخراط فيها.
وعلى وقع تلك الفرضية جاءت أزمة أكتوبر (تشرين الأول) 1962 بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي آنذاك أو ما يعرف بـ"أزمة الصواريخ الكوبية" التي أوشكت على التسبب في حرب نووية وكانت إحدى أسوأ الأزمات التي عرفتها الحرب الباردة بين الأميركيين والسوفيات، لتعزز من فكرة تعديل التواصل بين القوى الكبرى بصورة أكثر سرعة وأمناً، حتى يتجنب العالم أخطار اندلاع حروب نووية شاملة.
في تلك الأزمة ووفق المصادر الغربية الواسعة التي تحدث عنها كتم العالم أنفاسه على مدار 13 يوماً ما بين 16 و28 أكتوبر (تشرين الأول) 1962، والتي بدأت حين اكتشفت طائرات التجسس الأميركية في 14 من الشهر ذاته منصات صواريخ سوفياتية قادرة على حمل رؤوس نووية في جزيرة كوبا التي لا تبعد عن ولاية فلوريدا الأميركية أكثر من 200 كلم، لترتفع على أثرها حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي.
وعلى مدار أيام الأزمة تسارعت الأحداث بصورة غير مسبوقة وهددت بإمكانية اندلاع حرب نووية، قد تَفنى بسببها البشرية بين هاتين القوتين النوويتين، إذ أعلن الرئيس الأميركي آنذاك جون كينيدي في خطاب عن إجراءات اتخذها للرد على الخطوة السوفياتية، وتضمنت حصاراً بحرياً على كوبا وتفتيش السفن المتجهة إليها وتسيير طلعات جوية استطلاعية فوق مواقع المنصات في كوبا، في الأثناء نصبت وزارة الدفاع الأميركية صواريخ أرض-جو حول العاصمة واشنطن كإجراء احتياط إضافة إلى أن التخوف الأميركي فاقمه تقرير عسكري واستخباراتي يفيد بأن المنصات السوفياتية المنصوبة على الأراضي الكوبية ستكون جاهزة للاستخدام في غضون أسبوع على أقصى تقدير، وحينها أوصى وزير الدفاع آنذاك روبرت ماكنمارا بشن هجوم استباقي على كوبا لتدمير المنصات السوفياتية، وهو ما كان سيدخل العالم في حرب عالمية ثالثة غير مسبوقة، كان يمكن أن تستخدم فيها الأسلحة النووية على نطاق واسع، في حين أشار السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة أدلاي ستيفنسون إلى التسريع في النسق الدبلوماسي وفتح قناة اتصال مع الرئيسين السوفياتي والكوبي.
في المقابل، أرسل الرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف رسالة إلى نظيره الأميركي في 23 أكتوبر معلناً فيها مضي بلاده قدماً في تسيير سفنه نحو كوبا، وذلك قبل يوم واحد من دخول الحصار البحري الأميركي على كوبا حيز التنفيذ، لتزداد معها حدة التوترات والتهديدات المتبادلة بين القوتين الكبيرتين في العالم آنذاك.
وأمام حدة تصعيد الأزمة، بدأت تأخذ منحى متراجعاً في 26 أكتوبر حين تلقى كينيدي رسالة من خروتشوف يعد فيها بإزالة مواقع إطلاق الصواريخ، إذا وافقت الولايات المتحدة على رفع الحصار وعدم غزو كوبا، أعقبها برسالة ثانية في 27 أكتوبر يقول فيها إن مواقع الإطلاق ستتم إزالتها فقط إذا أزالت الولايات المتحدة صواريخها في تركيا. وفي الـ28 من الشهر ذاته انتهت الأزمة بعدما توصل الطرفان إلى اتفاق يقضي بإزالة الصواريخ السوفياتية ومنصات إطلاق من الأراضي الكوبية، شريطة تعهد الولايات المتحدة عدم غزو كوبا وأن تتخلص تدريجاً من صواريخ "ثور" و"جوبيتر" المنصوبة في بريطانيا وكل من إيطاليا وتركيا.
وفق ما كتبه حينها وزير الدفاع الأميركي روبرت ماكنمارا فقد كشفت تلك الأزمة عن بطء التواصل وإرسال الرسائل بين الشرق والغرب، إذ أسهم انعدام التواصل المباشر في انتشار التكهنات في شأن نيات المعسكر الخصم فيما استغرق وصول الرسائل بين موسكو وواشنطن ساعات. ولحسن الحظ تمكن العالم حينها من تجاوز أزمة بفضل المفاوضات الدبلوماسية بين كل من الرئيس الأميركي جون كينيدي ونظيره السوفياتي نيكيتا خروتشوف، إذ تبادل البنتاغون والكرملين على مدار أيام جملة من الرسائل إما من طريق تليغراف أو الراديو أدت في النهاية لحل الأزمة وأسهمت لاحقاً في توقيع معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية في الخامس من أغسطس (آب) 1963.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لم تكن وسائل التواصل المتبعة سريعة، مشيرة إلى رسالة تلقتها السفارة الأميركية في موسكو بالروسية بتاريخ 26 أكتوبر، التي اقترح فيها الزعيم السوفياتي مخرجاً للأزمة، إذ بلغت السفارة في الساعة 09.42 بتوقيت واشنطن ولم تصل إلى الخارجية الأميركية إلا بعد الساعة 21.00، بعد الترجمة والتشفير والإرسال.
ولمعالجة هذا البطء، أدركت القوتان الحاجة إلى وسيلة أكثر سرعة وأمناً، ليتم تدشين أول "خط ساخن" على أثرها في 30 أغسطس 1963، ليوفر قناة اتصال مباشرة لحل الأزمات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وكان عبارة عن جهاز "تلكس" بلون خشبي فاتح أتاح لكينيدي وخروتشيف التواصل عبر برقيات مكتوبة ومشفرة.
ووفق الأرشيف الأميركي كانت أول رسالة أميركية وجهت إلى موسكو عبر "الخط الساخن" في ذلك اليوم، "الثعلب البني السريع قفز على ظهر الكلب الكسول 1234567890"، بهدف تجربة كل الأحرف الأبجدية، ليرد السوفيات برسالة تضمنت وصفاً باللغة الروسية لغروب الشمس تحوي جميع أحرف الأبجدية الروسية.
مراحل تطور "الخط الساخن"
على مدار عقود النصف الثاني من القرن الماضي كانت القوتان الرئيستان في العالم هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وذلك قبل أن ينهار الأخير في أواخر ثمانينيات القرن الماضي ويتفكك، وعليه امتاز الخط الساخن بين البلدين بالأهمية الأكبر، على رغم لجوء عدد من الدول إلى تشدين خطوط مماثلة لتقليل حدة التوتر أو خروج الصراعات عن السيطرة، إذ اعتبرت هذه الوسيلة، وفق توصيف صحيفة "غارديان" البريطانية أن "وجود خط ساخن لن يجعل الأزمات أقل احتمالاً في المستقبل، لكنه سيساعد في تقليل الخطر الكامن في أي صدام مباشر بين القوى العظمى".
وبحسب ما تقول وكالة "الصحافة الفرنسية"، فإنه وخلافاً "لما ورد في أفلام هوليوود لم يكن خط التواصل هذا هاتفاً أحمر اللون. في البداية كان على صورة جهاز تلغراف ضخم وكابلات في مياه المحيط الأطلسي كان كل من البلدين يختبرها في كل ساعة"، مضيفة "عمد البنتاغون الذي كان يدير هذه الاتصالات من الجانب الأميركي عموماً إلى إرسال معلومات متفرقة مثل نتائج مباريات رياضة البيسبول في حين كان الكرملين يفضل إرسال مقتطفات أدبية روسية"، وفق ما أكد في عام 2014 هاورد باتريك اللغوي الذي ساعد في تشغيل الجهاز الأول، مشيراً إلى أن استخدام الخط للمرة الأولى كان في نوفمبر 1963، عندما تلقت موسكو رسالة من الولايات المتحدة تفيد أن "الرئيس كينيدي اُغتيل".
وشهد الخط الساخن تطورات متسارعة في آلية عمله بين واشنطن وموسكو بدأت في سبعينيات القرن الماضي، إذ تم تركيب جهاز هاتف تم وصل إليه بالأقمار الاصطناعية ثم أضيفت إليه في العقد التالي إمكانية إرسال الوثائق كالخرائط أو الصور، وذلك قبل أن يتم إضافة آلات الفاكس لهذا النظام عام 1985 ثم تدشين خط ساخن آخر بين مسؤولي دفاع البلدين عام 1994، وصولاً لإضافة أجهزة الكمبيوتر التي سهلت فكرة اعتماد الرسائل البريدية الإلكترونية بين الطرفين في عام 2007، وذلك بعد أن كان قادة البلدين يتواصلان فقط من طريق الرسائل النصية حتى عام 1991.
وطوال سنوات الحرب الباردة بين الأميركان والسوفيات، استخدم الخط الساخن في عدد من الأزمات التي اندلعت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بعد أزمة الصواريخ الكوبية، إذ استخدمه الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العربية- الإسرائيلية في عام 1967 والمعروفة عربياً بـ"نكسة يونيو (حزيران) 1967" أو حرب الأيام الستة، إذ يوثق الأرشيف الأميركي أنه حينها أيقظ في الصباح الباكر وزير الدفاع الأميركي حينها روبرت ماكنمارا الرئيس ليندون جونسون وأبلغه أن موسكو طلبت عبر الخط الساخن الضغط على تل أبيب لوقف الحرب، فضلاً عن طلب توضيح موقف واشنطن من الصراع ومدى استعدادها لمنع التقارب الخطر بين الأسطولين الأميركي والسوفياتي في البحر المتوسط.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الرئيس الأميركي ليندون جونسون والزعيم السوفياتي أليكسي كوسيغين تبادلا 19 رسالة خلال هذا النزاع، منعت الاشتباك بين القوتين النوويتين في منطقة النزاع، وأصبح ليندون جونسون مستخدماً كبيراً للخط الساخن المعروف في واشنطن باسم "مولينك" إذ إنه كان يبعث إلى موسكو بانتظام معلومات حول مهام "أبولو" الفضائية.
وبعد نحو عامين من تبادل موسكو وواشنطن الرسائل عبر "الخط الساخن" في شأن الحرب الهندية الباكستانية الثانية في عام 1971 لجأ إليه البلدان خلال حرب أكتوبر 1973 بين إسرائيل من جهة ومصر وسوريا من جهة أخرى، في عهد الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيسكون والزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، للحيلولة دون وقوع نزاع بين القوتين العظميين.
اقرأ المزيد
- الشرق الأوسط بين عودة الحرب الباردة ونظام متعدد الأقطاب
- يوم دفع مخرج "الحرب والسلام" ثمن الحرب الباردة نيابة عن الكرملين
- قاعدة روسية في أفريقيا الوسطى... هل يعيد بوتين أمجاد السوفييت بالقارة السمراء؟
- هل يسلك التوتر الروسي - الأميركي طريق "الصواريخ الكوبية"؟
- على شفير الكارثة: ماذا يمكننا أن نتعلمه من أزمة الصواريخ الكوبية؟
- ما هو السلاح النووي "التكتيكي"؟
ولم يستخدم "الخط الساخن" بين واشنطن وموسكو لتجنب التوترات بين البلدين فقط بل تم اللجوء إليه لتبادل التحذيرات والتنبيهات، ففي عام 1979 أرسل الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر إلى الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف ما وصفه كارتر لاحقاً بأنه "أكثر الرسائل حزماً" في ولايته، ندد فيها بالغزو الروسي لأفغانستان.
عن تلك الواقعة يقول روبرت جيه ماكمان في كتابه "الحرب الباردة: مقدمة قصيرة جداً" "في نهاية ديسمبر 1979 غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان واحتلها، مطلقاً رصاصة الرحمة على الوفاق. اتصل كارتر ببريجينيف على الخط الساخن وأخبره أن حكومة الولايات المتحدة تعد غزو الاتحاد السوفياتي تهديداً صريحاً للسلام يمكن أن يشكل نقطة تحول جوهرية دائمة في علاقاتنا"، مضيفاً "أخبر الرئيس محاوره أن الفعل الذي أقدم الاتحاد السوفياتي عليه تسبب في تغير جذري في رأيي في شأن أهداف السوفيات النهائية أكثر من أي شيء آخر فعلوه خلال الفترة السابقة وأنا في منصبي". استجاب الرئيس للخطوة السوفياتية بكل قوة فسحب مشروع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الثانية من أمام مجلس الشيوخ وفرض عقوبات اقتصادية على الاتحاد السوفياتي وأخذ خطوات جادة على سبيل إعادة إحياء سياسة الاحتواء وطالب بزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي الأميركي لتشتد حينها الحرب الباردة بين البلدين.
وفي السنة التالية حذر كارتر الاتحاد السوفياتي من "عواقب وخيمة" في حال اجتاح بولندا لقمع الحركة النقابية "سوليدارنوسك" ولم يتدخل الكرملين يومها في بولندا.
أشهر "الخطوط الساخنة" حول العالم
إلى جانب الخط الروسي الأميركي شهد العالم لجوء كثير من الدول إلى إنشاء آلية الخط الساخن بين زعمائها، التي ارتبطت بصورة رئيسة بفترات ترتفع فيها احتمالات اندلاع المواجهات العسكرية سواء كانت ذات طابع نووي أو مجرد نزاع عسكري يمكن أن يحدث آثاراً غير مضمونة، ولعل من أبرز تلك الخطوط الساخنة بين الكوريتين وكذلك ذلك الرابط بين باكستان والهند الذي أنشئ عام 2005، فضلاً عن الخطوط الساخنة التي تربط الولايات المتحدة بحلفائها في أوروبا وآسيا وكذلك الخطوط الساخنة بين بكين وكل من موسكو ونيودلهي.
وعن الخط الساخن بين كوريا الشمالية ونظيرتها الجنوبية تشير الإحصاءات إلى أنه منذ سبعينيات القرن الماضي أنشئ ما لا يقل عن 49 خطاً ساخناً بين الكوريتين اللتين لا تزالان في حالة حرب إلا أن بيونغ يانغ كثيراً ما قامت بقطع تلك القنوات في أوقات توتر العلاقات بينها وبين سيول، وذلك قبل أن يتم إنشاء خط عسكري ساخن بينهما في عام 2004، بهدف الحد من التوتر على الحدود ذات التسليح الكثيف بين البلدين.
وخلال العقد الأخير، وتحديداً في عام 2016 تم قطع الخطوط الساخنة بين الكوريتين، وسط التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية. خلال تلك الفترة كان المسؤولون الكوريون الجنوبيون يستخدمون أحياناً البوق لتوجيه رسائل عبر المنطقة الأمنية المشتركة في بانمونغوم، وهو المكان الوحيد على طول المنطقة المنزوعة السلاح حيث تقف القوات من كل الجانبين وجهاً لوجه، وعند استعادة الخطوط في عام 2018، تحدث مسؤولو الاتصال في الغالب باستخدام وحدات تحكم الهاتف المكتبية التي يعود تاريخها إلى السبعينيات، كل منها بحجم ثلاجة صغيرة. وقال مسؤولون في سيول إنهم عادة ما يتبادلون التحديات أو الإخطارات الموجزة، وتستخدم أجهزة الفاكس لإرسال رسائل ووثائق مفصلة.
كذلك يأتي "الخط الساخن" بين باكستان والهند الذي تم تدشينه في عام 2005 لتنبيه كل جانب إلى الأخطار النووية المحتملة والحيلولة دون سوء الفهم، إذ اتفق البلدان النوويان اللذان اقتربا من الحرب في محطات عديدة على مواصلة وقف التجارب على الأسلحة النووية والإبلاغ المسبق عن تجارب الصواريخ الباليستية وتقليل مستوى الأخطار المتعلقة بالقضايا النووية.