Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تقصف وسط القطاع ودباباتها تواصل التوغل في رفح

الجيش الإسرائيلي: لا يمكن القضاء على "حماس" كـ"فكرة"

ملخص

قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة". وأضاف "القول إننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر للرماد في عيون الناس، إذا لم نجد بديلاً منها فحماس ستبقى".

 قال مسعفون الخميس إن قوات إسرائيلية قصفت مناطق في وسط قطاع غزة خلال الليل مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة عشرات آخرين، كما قال سكان إن الدبابات واصلت التوغل في مدينة رفح بجنوب القطاع.

وأفاد مسؤولو صحة بأن طائرات إسرائيلية قصفت منزلاً في مخيم النصيرات، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12، كما أصيب عدد آخر جراء قصف الدبابات لمواقع في مخيمي المغازي والبريج.

وفي دير البلح، وهي مدينة مكتظة بالنازحين في وسط القطاع، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عدد آخر اليوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس الأربعاء إن قواته تواصل العمليات في أنحاء القطاع مستهدفة المسلحين والبنية التحتية العسكرية فيما وصفها بأنشطة "دقيقة تستند إلى المعلومات الاستخباراتية".

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب في غزة، تركز القوات الإسرائيلية الآن في العمليات على آخر منطقتين لم تتوغل بالكامل فيهما بعد، وهما رفح على الطرف الجنوبي لغزة والمنطقة المحيطة بدير البلح في وسط القطاع.

القضاء على حماس

من جهة أخرى، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الأربعاء إنه لا يمكن القضاء على "حماس" كأيديولوجية، ما دفع بالحكومة إلى إعادة تأكيد أنها ما زالت ملتزمة تدمير الحركة الفلسطينية.

ولم تنجح الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر والتي أشعلها الهجوم غير المسبوق الذي شنته "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، في إطاحة الحركة، لكنها تسببت بدمار واسع النطاق.

وقال هاغاري لـ"القناة 13" الإسرائيلية "حماس فكرة، ولا يمكننا القضاء على فكرة". وأضاف "القول إننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر للرماد في عيون الناس، إذا لم نجد بديلاً منها فحماس ستبقى".

وعلى الفور، قوبلت تصريحات هاغاري بالرفض من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلنت حكومته أن هجومها على قطاع غزة لن يتوقف حتى القضاء على "حماس".

وقال مكتب نتنياهو في بيان "حدد المجلس الوزاري والأمني برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو أحد أهداف الحرب بتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية". وأضاف "الجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك".

وفي بيان منفصل نشره على قناته في "تيليغرام"، أوضح الجيش أن هاغاري كان يتحدث عن "حماس" "كفكرة، وكانت تصريحاته واضحة وصريحة"، وأضاف "أي أقوال أخرى هي إخراج البيان عن سياقه".

توغل إسرائيلي في رفح

قال سكان ومسعفون فلسطينيون إن دبابات إسرائيلية تدعمها الطائرات الحربية والطائرات المسيرة واصلت تقدمها في غرب مدينة رفح أمس الأربعاء، حيث قتلت ثمانية أشخاص.

وذكر السكان أن الدبابات توغلت في خمسة أحياء بعد منتصف الليل، وأن خيام العائلات النازحة في منطقة المواصي بغرب قطاع غزة تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيفين.

 

ولا توجد أي علامات على توقف في القتال في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر تقريباً، مع عجز الوسطاء الدوليين عن إقناع إسرائيل وحركة "حماس" بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر طبية لـ"رويترز" إن 12 فلسطينياً قتلوا أيضاً الأربعاء عندما أصابت غارة إسرائيلية مجموعة من المواطنين والتجار في طريق صلاح الدين شمال شرقي رفح في أثناء انتظارهم شاحنات المساعدات الآتية عبر معبر كرم أبو سالم.

ودمرت القوات الإسرائيلية غالبية القطاع واجتاحت معظم أراضيه لكنها لم تحقق بعد هدفها المعلن المتمثل في القضاء على "حماس" وتحرير الرهائن الإسرائيليين.

وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لـ"حماس" إن ثمانية فلسطينيين قتلوا في المواصي وفرت عائلات كثيرة إلى الشمال في حالة ذعر. ولم يحددوا هويات القتلى. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يدرس التقرير.

نسف المنازل

وذكر سكان أن الجيش الإسرائيلي نسف منازل عدة في غرب رفح، التي كانت تؤوي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الشهر الماضي عندما بدأت إسرائيل هجومها البري وأجبرت معظم السكان على التوجه شمالاً.

وتشير بعض التقديرات الفلسطينية وأرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد الباقين في رفح أقل من 100 ألف شخص.

وذكر أحد سكان رفح الذي طلب عدم نشر اسمه "ليلة رعب ثانية في رفح، فتحوا النار من الطيارات والزنانات والدبابات اجتاحت المناطق الغربية تحت غطاء من النار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحدد قائد إسرائيلي خلال إفادة للمراسلين الحربيين في رفح أول من أمس الثلاثاء، موقعين آخرين هناك، هما الشابورة وتل السلطان، يعتزم الجيش مهاجمة مقاتلي "حماس" فيهما.

وقال الكولونيل ليرون باتيتو قائد لواء جفعاتي لراديو الجيش "كتائب حماس هناك لم تنهك تماماً بعد ونحن في حاجة إلى تفكيكها بالكامل. نقدر أن ذلك يحتاج شهراً تقريباً بهذا القدر من الكثافة (في القتال)".

الشريط الحدودي

وواصل الجيش الإسرائيلي سيطرته على الشريط الحدودي بين رفح ومصر.

وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي تدمير معبر رفح، النافذة الوحيدة لمعظم سكان غزة مع العالم الخارجي، وإحراق المباني في المنطقة وتمركز دبابات إسرائيلية مع رفع علم إسرائيل فوق بعض المواقع.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن الأضرار لم تحل دون وصول المساعدات إلى قطاع غزة.

وإلى الشمال من رفح عادت الدبابات الإسرائيلية إلى حي الزيتون في مدينة غزة.

وتحدث سكان عن إطلاق نار كثيف من الدبابات والطائرات، كما سمعت أصوات معارك مع مقاتلين تقودهم حركة "حماس".

غارة جوية

وفي حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين بينهم طفل.

وقتل 20 شخصاً في المجمل بشتى أنحاء القطاع.

 

وأعلن الجناحان المسلحان لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" أن مقاتليهما اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المورتر، واستهدفوا وحدات إسرائيلية في بعض المناطق عبر تفجير عبوات ناسفة زرعوها مسبقا.

وفي وقت لاحق من أمس الأربعاء، ذكر الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ على معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة.

وأسفر هجوم "حماس" الذي كان وراء اندلاع الحرب عن مقتل 1194 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أعدته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف في الهجوم 251 شخصاً ما زال 116 منهم محتجزين في غزة. ويقول الجيش إن 41 منهم لقوا حتفهم.

رداً على الهجوم شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف وغارات مدمرة وهجمات برية خلفت حتى الآن 37396 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في حكومة "حماس".

انتهاك قوانين الحرب

ومنذ هدنة استمرت لمدة أسبوع في نوفمبر (تشرين الثاني) لم تنجح المحاولات المتكررة لوقف إطلاق النار في الوصول إلى اتفاق، وسط إصرار "حماس" على إنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف العمليات العسكرية قبل القضاء على الحركة وإطلاق سراح الرهائن.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية ربما انتهكت على نحو متكرر المبادئ الأساسية لقوانين الحرب ولم تميز بين المدنيين والمسلحين خلال حربها في غزة.

وفي تقرير يقيم ست هجمات إسرائيلية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والمصابين وتدمير بنية تحتية مدنية، ذكرت المفوضية أن القوات الإسرائيلية "ربما انتهكت على نحو ممنهج مبادئ التمييز والتناسب والتدابير الاحترازية في الهجوم".

ووصفت البعثة الدائمة لإسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف التقرير بأنه "معيب من الناحية الواقعية والقانونية والمنهجية".

الرهائن في غزة

من ناحية ثانية، حضرت ميراف ليشيم غونين، والدة إحدى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، جلسة استماع عقدت في الأمم المتحدة الأربعاء، للجنة تحقيق تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وحماس بارتكاب جرائم حرب. وقالت غونين، "الرهائن يحتاجون إلينا".

واختُطفت ابنتها رومي (23 سنة) خلال مشاركتها في مهرجان نوفا الموسيقي الذي هاجمه مقاتلون في حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر.

وقالت غونين "لا ينبغي أن تؤخذ الشابات اللواتي يبلغن 23 سنة رهائن. لا ينبغي لأحد أن يكون كذلك". وأضافت "أعتقد أنه يمكننا أن نفعل المزيد من أجلهم... الرهائن يحتاجون إلينا. أرجوكم ساعدوني لأعانق ابنتي مرة أخرى".

ودعت المجتمع الدولي إلى أن يكون "على الجانب نفسه، الجانب الذي يحارب احتجاز الرهائن"، مضيفة "آمل بأن تحافظ رومي على إيمانها بالعالم الحر وبنا وبأننا معاً يمكننا إنهاء الكابوس الذي تعيشه".

كما اتهمت لجنة الأمم المتحدة بعدم الأخذ في الاعتبار بما يكفي تقريرها الذي نشر في 12 يونيو (حزيران) حول العنف الجنسي المرتكب "يوم الهجوم وأثناء احتجاز" الرهائن.

وقالت غونين "أقف أمامكم اليوم ليس فقط كأم، بل أيضاً كناطقة باسم النساء اللواتي تحملن معاناة لا يمكن تصورها".

وتؤكد لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في تقريرها، أن إسرائيل مسؤولة عن جرائم ضد الإنسانية خلال حربها على قطاع غزة، كما تتهم السلطات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية المسلحة بارتكاب جرائم حرب منذ 7 أكتوبر.

المزيد من الشرق الأوسط