ملخص
قال البيت الأبيض إن أوكرانيا لم تبلغه مسبقاً بتوغلها في منطقة كورسك، وكان بايدن سمح في مايو الماضي لكييف بإطلاق أسلحة أميركية على أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم هجوماً ضد مدينة خاركيف.
قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إن كييف تعمل على إقامة "منطقة أمنية" في كورسك داخل روسيا، وتعتزم تنظيم مسألة المساعدات الإنسانية وفتح ممرات لإجلاء المدنيين الراغبين في الذهاب إما إلى روسيا أو أوكرانيا.
وأضافت عبر "تيليغرام" اليوم الأربعاء أن أوكرانيا تعتزم تنظيم دخول المنظمات الإنسانية الدولية أيضاً إلى المنطقة.
أكد الجيش الروسي اليوم الأربعاء أنه صد هجمات أوكرانية كانت تهدف إلى الدخول أعمق في منطقة كورسك، بعدما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قواته تواصل تقدمها.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الروسية، مدعومة بالطيران والمسيرات والمدفعية، "أحبطت محاولات مجموعات متنقلة معادية بمركبات مدرعة للدخول في عمق الأراضي الروسية"، وألحقت بالأوكرانيين خسائر فادحة.
من جهته أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء أن الجيش الأوكراني يتقدم في منطقة كورسك الروسية، حيث شن هجوما مباغتاً الأسبوع الماضي.
وقال زيلينسكي إن "في منطقة كورسك نحقق مزيداً من التقدم، من كيلومتر إلى اثنين في مناطق مختلفة منذ مطلع اليوم، وأكثر من 100 عسكري روسي إضافي أسروا في الفترة نفسها، وهذا سيسرع عودة شباننا وشاباتنا للوطن".
تواصل أوكرانيا الأربعاء هجومها داخل الأراضي الروسية حيث أعلنت السيطرة على 74 بلدة في منطقة كورسك فيما تشن حملة قصف مركّز على منطقة بلغورود المجاورة التي أعلن حاكمها حال الطوارئ.
وأفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن معارك "صعبة وكثيفة" في منطقة كورسك المحاذية لأوكرانيا حيث توغلت قوات كييف في السادس من أغسطس (آب)، في أكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.
وكتب زيلينسكي على "تيليغرام"، "أوكرانيا تسيطر على 74 بلدة. تجري عمليات تفتيش وإجراءات لإرساء الاستقرار"، مشيراً إلى أَسر "مئات" الروس، وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن قواته "تقدمت في بعض المناطق ما بين كيلومتر وثلاثة كليومترات" خلال النهار، وسيطرت على "أربعين كيلومتراً مربعاً" إضافية.
هجمات بالمسيرات
في المقابل، أعلنت القوات الروسية "إحباط" هجمات أوكرانية جديدة في منطقة كورسك حيث أفادت عن إرسال تعزيزات وإلحاق خسائر بالقوات الأوكرانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء إن الدفاعات الجوية تمكنت من تدمير 117 طائرة مسيرة وأربعة صواريخ تكتيكية أطلقتها أوكرانيا خلال الليل على عدة مناطق من بينها كورسك.
وأضافت الوزارة عبر تطبيق تيليغرام أن الصواريخ و37 طائرة مسيرة دُمرت فوق كورسك، كما تم تدمير 37 مسيرة فوق منطقة فورونيج..
حالة الطوارئ
وأعلن حاكم منطقة بيلغورود الروسية اليوم الأربعاء حالة الطوارئ، في ظل وضع "بالغ الصعوبة" في المنطقة الحدودية التي تتعرض للقصف الأوكراني.
وقال الحاكم فياتشيسلاف غلادكوف على تطبيق "تيليغرام" إنه "لا يزال الوضع في منطقة بيلغورود بالغ الصعوبة ومتوتراً، بسبب القصف الذي تقوم به القوات المسلحة الأوكرانية"، مشيراً إلى "منازل دمرت ومدنيين قتلوا وجرحوا".
وتابع "لتأمين مزيد من الحماية للسكان وتقديم دعم أكبر للضحايا، ستفرض حال الطوارئ على المستوى الإقليمي"، اعتباراً من اليوم الأربعاء.
وأفاد غلادكوف بهجمات بواسطة مسيرات أوكرانية على قريتي شيبيكينو وأوستينكا في المنطقة، كما ذكرت سلطات مناطق كورسك وفورونيج وبريانسك أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيرات قادمة من أوكرانيا خلال الليل.
مسيرات على فورونيج
في السياق قال حاكم منطقة فورونيج ألكسندر جوسيف اليوم الأربعاء إن أوكرانيا أطلقت أكثر من 35 طائرة مسيرة على المنطقة الواقعة على بعد مئات الكيلومترات جنوب موسكو خلال الليل، وأضاف جوسيف عبر تطبيق "تيليغرام" إنها "لم تقع إصابات".
وأظهر تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات نشرها "معهد دراسة الحرب" ومقره واشنطن استناداً إلى مصادر روسية، أن القوات الأوكرانية سيطرت حتى أول من أمس الإثنين على 800 كيلومتر مربع في الأقل من الأراضي الروسية.
"معضلة حقيقية"
من جهة أخرى وفي أول تعليق له على التوغل العسكري الأوكراني في روسيا، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الثلاثاء أن الأخيرة شكلت "معضلة حقيقية" للرئيس الروسي، مضيفاً أن مسؤولي بلاده على اتصال دائم بالأوكرانيين في شأن هذه الخطوة.
واقتحم نحو ألف جندي أوكراني الحدود الروسية في الساعات الأولى من صباح السادس من أغسطس (آب) بالدبابات والمركبات المدرعة.
وقال مسؤول أميركي أمس الثلاثاء إن هدف التوغل الأوكراني في منطقة كورسك يبدو أنه إجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا للدفاع عن الأراضي الروسية ضد الهجوم عبر الحدود.
وقال بايدن إنه جرى إطلاعه كل أربع إلى خمس ساعات على تحركات أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي.
وقدمت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات لأوكرانيا لأغراض دفاعية إلى حد كبير، إذ تحاول كييف صد الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022.
وفي مايو (أيار) الماضي سمح بايدن لكييف بإطلاق أسلحة أميركية على أهداف عسكرية داخل روسيا تدعم هجوماً ضد مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن أوكرانيا لم تبلغه مسبقاً بتوغلها في كورسك، وردت القوات الروسية أمس الثلاثاء على القوات الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة والضربات الجوية.
ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير أي دور لواشنطن في العملية.
دعم جماعي من الغرب
وكانت أوكرانيا أعلنت أمس الثلاثاء إحراز مزيد من التقدم داخل الأراضي الروسية، مؤكدة أنها باتت تسيطر على 74 بلدة في منطقة كورسك، بعد أسبوع من بدء هجومها المباغت لدفع موسكو إلى القبول بـ"سلام عادل".
وتحدث الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن معارك "صعبة وكثيفة" في هذه المنطقة الحدودية، حيث باغتت القوات الأوكرانية الجيش الروسي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبها ذكرت وزارة الدفاع الروسية أنها "أحبطت محاولات مجموعات متحركة تابعة للعدو على متن مركبات مدرعة، تحقيق اختراق في عمق الأراضي الروسية".
وأعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي) ألكسندر بورتنيكوف في بيان أن أوكرانيا نفذت الهجوم "بدعم جماعي من الغرب".
مقتل شخص في منطقة سومي
وقالت الإدارة المحلية في منطقة سومي الأوكرانية إن قصفاً روسياً أودى بحياة مدني واحد في الأقل، وتسبب في إصابة اثنين آخرين، في وقت تواصل فيه القوات الأوكرانية هجومها الكبير عبر الحدود في منطقة كورسك الروسية.
وقالت الإدارة العسكرية في المنطقة إن القتيل والمصابين سقطوا في منطقة كراسنوبيليا، وأضافت أن روسيا شنت 45 هجوماً على المنطقة أمس الثلاثاء، بعضها بقنابل موجهة وطائرات مسيرة وقذائف مدفعية.
تزامناً أعلنت أوكرانيا فرض قيود على الحركة في بقعة تمتد 20 كيلومتراً في منطقة سومي على طول الحدود مع منطقة كورسك، بسبب "ازدياد حدة الأعمال العدائية" وأنشطة "التخريب".
محطة زابوريجيا
قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء أمس الثلاثاء إن الأدلة لا تزال تشير إلى أن الحريق الذي اندلع أول من أمس الإثنين في محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، لم يبدأ في قاعدة برج التبريد أو بواسطة جسم غريب.
ونقلت الوكالة عن رئيسها رافائيل غروسي قوله في بيان "الأدلة التي جمعت تعزز استنتاجنا بأن الحريق الرئيس من المرجح أنه لم يكن في قاعدة برج التبريد".
وأضافت "أمكن رؤية أجسام أو مواد غريبة" في البرج المتضرر، وذكرت الوكالة أن الإدارة الروسية للمحطة أبلغتها بأن البرج ربما يحتاج إلى التفكيك.