Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قائمة الألف ميت... ضحايا الانتظار على بوابة رفح

اقترحت مصر تشغيل المعبر من قبل السلطة الفلسطينية لكن إسرائيل و"حماس" رفضتا

سيارات إسعاف تنتظر أمام معبر رفح لنقل المصابين في غزة قبل إغلاقه (أرشيفية - رويترز)

ملخص

منذ 100 يوم ومعبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة مغلق لكن ذلك تسبب في سقوط 1000 ضحية من ضحايا الظل للحرب.

نقلت حنين إلى المستشفى وفي ساقيها كسور بليغة، بعد الفحص الطبي حاول العاملون الصحيون ربط عظامها في البلاتين، لكن حالتها كانت تستوجب تدخلاً علاجياً كبيراً وهذا غير متاح في غزة.

أرفق الأطباء اسم حنين ضمن كشوفات الجرحى الذين هم في حاجة إلى السفر لإنقاذ حياتهم في مرافق طبية خارج حدود القطاع، لكن قبل أن تغادر حدود الأراضي الفلسطينية اقتحم الجيش الإسرائيلي محافظة رفح أقصى جنوب القطاع، واحتل محور فيلادلفيا وسيطر عملياتياً على معبر رفح.

100 يوم على الاجتياح

في السابع من مايو (أيار) الماضي أغلق الجيش الإسرائيلي معبر رفح، وتوقفت حركة الأفراد والمساعدات الإنسانية وانتهت مرحلة سفر ونقل المرضى والمصابين للعلاج خارج غزة.

مضى على إغلاق معبر رفح أكثر من ثلاثة أشهر، وخلال هذا الوقت زادت إصابة حنين سوءاً، إذ انتشرت الالتهابات في قدمها وأصيبت بـ"الغرغرينا" وحاول الأطباء التدخل لإنقاذ قدمها، لكن ضعف الموارد العلاجية أجبرهم على بتر ساق واحدة.

بكل وضوح أبلغ الأطباء حنين بأنها يجب أن تسافر لتلقي العلاج في الخارج، وإلا سيضطرون إلى بتر قدمها الأخرى، نتيجة هذا الخبر أصيبت الفتاة بحالة يأس شديدة، وهي تفكر كل لحظة في وقت سيشغل فيه العاملون الصحيون منشاراً لقص ساقها المريضة.

 

 

لا شيء بيد حنين، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأطباء وهم عاجزون عن تقديم أي خدمات صحية لعلاج الفتاة المصابة نتيجة قصف إسرائيلي على غزة، وما زالت تنتظر أن يعاد فتح معبر رفح لتتمكن من مغادرة القطاع في رحلة علاج طال انتظارها.

وفيات منع السفر

حال حنين في انتظار فتح معبر رفح يعد أفضل مما حصل مع والدة الطفل خليل الذي أصيب في حرب القطاع بكسور في اليدين والقدمين والعمود الفقري والرقبة والقفص الصدري، وكان يستلزم سلسلة عمليات جراحية عاجلة، لكن وبعد انتظار لأكثر من 70 يوماً فارق الحياة.

تقول والدته شيماء "بسبب قلة العلاج وعدم السفر مات ابني ببطء أمام عيني، الأطباء أجمعوا على عدم إمكانية إكمال علاجه داخل غزة، لعدم توافر كثير من المستلزمات الطبية، وحاجة الطفل إلى رعاية خاصة، وإجراء عمليات دقيقة بأحد المستشفيات في الخارج، لكن نتيجة إغلاق المعبر انضم إلى قائمة الضحايا".

تكررت حالة الطفل خليل مع 1000 طفل ومريض وجريح، جميعهم فارقوا الحياة جراء سيطرة إسرائيل على معبر رفح وإغلاقه منذ 100 يوم. يقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة "الكارثة الإنسانية ستتعمق إذا لم يتم إيجاد حل لملف معبر رفح". ويضيف "قبل اجتياح الجيش الإسرائيلي معبر رفح كان لدينا قائمة مرضى وجرحى مكونة من 25 ألف شخص، جميعهم لديهم طلبات سفر وتحويلات للعلاج في الخارج، وجميع هؤلاء سيكون مصيرهم مثل حالة خليل، سيفارقون الحياة تدريجاً، الموت البطيء ينتظرهم".

لا أدوية ولا مساعدات

في الواقع يعاني الأطباء في مستشفيات غزة انعدام الموارد والقدرات الكافية التي تسمح لهم بتقديم الخدمات للجرحى والمرضى، وهذا يتطلب نقل المصابين إلى خارج حدود القطاع أو تزويد العاملين الصحيين بالأدوية والمستلزمات والمستهلكات الصحية والأجهزة الطبية، لكن بسبب إغلاق معبر رفح كل ذلك مستحيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يوضح الثوابتة أن إسرائيل تمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية والأدوية والعلاجات والمساعدات بأنواعها المختلفة، وهذا يتسبب في تأزيم الواقع الصحي والإنساني بصورة خطرة.

بكلمات حزينة يقول الطبيب كامل مراد إن "كل يوم يمر من دون أن يجري إخراج هذه الحالات فإننا نفقد كل يوم 10 منهم في الأقل، كل هذا لأنه لا تتوافر لدينا أدوية، هناك عدد من حالات الكسور في المفاصل والعظام وفي الأجهزة الداخلية للجسم كالكبد والرئتين والبنكرياس، جميعهم في حاجة إلى السفر".

محاولات خلق بديل من المعبر

لإعادة تشغيل معبر رفح قصة طويلة، إذ بعد أن اجتاحه الجيش الإسرائيلي وأنهى عملياته في محور فيلادلفيا، بدأت إسرائيل والأطراف الشريكة في بحث آلية لتشغيله، لكن مصر رفضت استئناف عمل المعبر حتى انسحاب القوات منه، واشترطت تسليمه للجانب الفلسطيني ممثلاً في السلطة في رام الله لكن "حماس" وإسرائيل رفضتا الفكرة.

في رام الله، وافقت حكومة التكنوقراط على تسلم معبر رفح، وذلك وفقاً لاتفاقية 2005 التي كانت بين السلطة الفلسطينية ومصر وإسرائيل والتي تسمح للأولى بتشغيل المنفذ برقابة أوروبية.

لكن في ظل تعنت إسرائيل وتهديد "حماس" بأنها ستتعامل مع قوات السلطة كالأعداء، بدأت تل أبيب في تنفيذ خطة أخرى، إذ شيدت ممراً جديداً سمته ديفيد، وربطته مع معبر كرم أبو سالم واستخدمته لنقل المرضى.

يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري "نعمل على إيجاد حلول عملية للأزمة الإنسانية في غزة، سفر المرضى من معبر كرم أبو سالم سيسهم في تخفيف الأعباء على القطاع الصحي".

إلغاء دور "حماس" جعلها خائفة

تولت منظمة الصحة العالمية مهمة التنسيق مع إسرائيل في شأن سفر المرضى من غزة إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، في وقت كانت تتولى هذه المهمة وزارة الصحة الفلسطينية وهيئة الشؤون المدنية، وهذا يؤشر إلى أن تل أبيب أوقفت تعاملها مع المؤسسات الفلسطينية.

يقول مدير عام المستشفيات في قطاع غزة محمد زقوت "نقل المرضى إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم عملية صعبة ومعقدة وغير مقبولة، ولا تشكل بديلاً من تشغيل معبر رفح".

 

 

تخوفت "حماس" كثيراً من فكرة نقل المرضى عبر معبر كرم أبو سالم، إذ يقول القيادي فيها أسامة حمدان "هناك مخطط إسرائيلي لاستبدال كرم أبو سالم بمعبر رفح، لكن هذا أمر خطر يجب عدم التعامل معه".

وبالفعل توقف سفر المرضى عبر معبر كرم أبو سالم وما زالوا عالقين في غزة نتيجة إغلاق معبر رفح. يقول وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي "قلقون في شأن الوضع الإنساني الكارثي في القطاع عقب مرور 100 يوم من إغلاق معبر رفح، يجب أن تنسحب القوات الإسرائيلية من مدينة رفح وتشغيل المعبر من قبل السلطة الفلسطينية، ولا بديل عن هذا المنفذ".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات