Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فائض الصلب الصيني ناقوس خطر للعالم

محللون: وصول الطلب في البلاد إلى ذروته يحمل تداعيات عميقة على الصناعة الدولية

تسيطر الصين على أكثر من نصف إجمال الصلب في العالم بنحو 1.89 مليار طن (أ ف ب)

ملخص

القلق في شأن مستقبل صناعة الصلب دفع أكبر شركة منتجة للصلب في العالم إلى دق ناقوس الخطر في شأن أزمة صناعية محتملة في الصين

يمر إنتاج الصلب العالمي بعام سيئ، فتراجعت مبيعات الصلب السنوية لتاجر شنغهاي يو يونغ تشانغ بأكثر من ثلاثة أرباع خلال بضع سنوات، في سوق سيئة لدرجة أنه "لا يرى ضوءاً في نهاية النفق"، وعلى بعد أكثر من 1000 ميل في تشيلي، أوشك هكتور ميدينا أن يفقد وظيفته بعد ما يقارب خمسة عقود من العمل في مصانع الفولاذ في هواشيباتو.

إلى ذلك، فالعامل المشترك بين تشانغ وميدينا هو الصين، بعد أن أصبحت القوة المهيمنة والمسيطرة على صناعة الصلب في العالم، مما يترك تداعيات كبيرة على حياة وأعمال العاملين في هذه الصناعة.

القلق في شأن مستقبل صناعة الصلب دفع أكبر شركة منتجة للصلب في العالم إلى دق ناقوس الخطر في شأن أزمة صناعية محتملة في الصين، تحمل إمكانية الانتشار في جميع أنحاء العالم وإغراق القطاع في انحدار أعمق.

وتعليقاً على ذلك، قال رئيس مجلس إدارة شركة "تشاينا باو ستيل غروب كورب"، هو وانغمينغ، للموظفين في اجتماع نصف العام للشركة إن "الظروف في قطاع الصلب في الصين تشبه شتاءً قاسياً سيكون أطول وأبرد وأكثر صعوبة في التحمل مما توقعنا"، محذراً من أسوأ من الصدمات الكبرى في عامي 2008 و2015.

ورصد تقرير لموقع "بزنس إنسايدر" حجم إنتاج الصلب في الصين، إذ يتوقع أن تنهي الصين العام الحالي برصيد قياسي من صادرات الصلب قد يتجاوز الـ110 ملايين طن، وفي حال صحت التوقعات فسيكون أعلى رقم منذ عام 2015.

 ويشير التقرير إلى أن الصين شحنت بالفعل 53 مليون طن من الصلب في النصف الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 24 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

إغراق الأسواق العالمية

ويقول بعض المحللين إن حجم الصادرات هذا لا يعدو كونه قطرة في بحر مقارنة بإجمال إنتاج الصين من الصلب الخام، الذي بلغ نحو مليار طن العام الماضي. ومع ذلك، فهذه هي المشكلة بأكملها، فعندما ينخفض استهلاك الصين المحلي، يؤثر ذلك في اللاعبين في صناعة الصلب حول العالم، إذ يضطر الجميع إلى التنافس مع المنتجات الصينية الرخيصة التي تغزو أسواقهم.

وتتصدر الصين هذا السباق، إذ تنتج أكثر من نصف إجمال الصلب في العالم ما يعادل 1.89 مليار طن، لذا فإن أي تأثير في استهلاك الصلب المحلي فيها سيؤثر بلا شك في الدول الأخرى.

ويتوقع المحللون أن ينخفض استهلاك الصلب في الصين إلى نحو 900 مليون طن هذا العام، وفي الواقع يقول البعض إنه قد يستمر على هذا النحو خلال السنوات القليلة المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشارك كبير الاقتصاديين في جمعية الحديد والصلب الصينية ""CISA وانغ ينغشينغ، هذا التوقع في مؤتمر "ماي ستيل"، إذ أشار إلى أن إجمال استهلاك الصين من الصلب في عام 2024 قد لا يتجاوز 910 ملايين طن، وقد ينخفض حتى إلى أقل من 900 مليون طن، ومع ذلك سيكون بالتأكيد أقل من الرقم المسجل لعام 2023 والبالغ 933.4 مليون طن.

وفي النصف الأول من عام 2024 بلغ استهلاك الصلب في الصين نحو 479 مليون طن، بانخفاض قدره 3.3 في المئة مقارنة بالعام السابق، وعلى رغم المحاولات المتعددة من حكومة شي جينبينغ لإنعاش اقتصاد البلاد، التي كان من الممكن أن تنعش قطاع الصلب والقطاعات المعدنية الأخرى، فإن التقدم كان محدوداً، ولا تزال سوق العقارات تعاني الركود، ويبدو أنها قد لا تتعافى حتى خلال السنوات القليلة المقبلة، إضافة إلى ذلك تباطأ نمو البنية التحتية، مما يعني انخفاض استهلاك الصلب في الطرق والسكك الحديد وما إلى ذلك، وكانت النقطة الإيجابية الوحيدة في كل هذا هي التحسن الطفيف في قطاع التصنيع.

تستمر هذه التوقعات في الضغط الكبير على هوامش أرباح مصانع الصلب الصينية، ومن المتوقع أن يكون هامش الربح المتوسط على المبيعات أقل في عام 2024 مقارنة بالعام السابق.

تأثير الاضطرابات في صناعة الصلب

أضف إلى ذلك فإن الانهيار الأخير لشركة "جيانغسو ديلونغ" المتخصصة في صناعة النيكل هو الأحدث في سلسلة من الأزمات المالية التي تضرب ثاني أكبر اقتصاد في العالم مع تباطؤ النمو.

وتحظى الشركة المملوكة لرجل الأعمال الشهير في مجال المعادن داي قوفانغ وعائلته، مكانة رائدة بين شركات إنتاج الصلب المقاوم للصدأ على مستوى العالم. وتستطيع "جيانغسو" إنتاج أكثر من 9 ملايين طن من الصلب المقاوم للصدأ سنوياً، إضافة إلى منتجات سبائك أخرى من مصانعها في الصين وإندونيسيا، ومع ذلك، تواجه عديد من عملياتها صعوبات بسبب تراجع أسعار النيكل.

ووفقاً لتقرير "نيكاي دوت كوم" فإن انهيار الشركة المحتمل قد يؤثر بصورة كبيرة في قطاع التصنيع في الصين وسوق النيكل العالمية المتعثرة بالفعل، وتعكس هذه الحالة التحديات التي تواجهها الصناعات الصينية، إذ يقال إن السلطات المحلية قد تولت السيطرة على معظم مصانع "ديلونغ" في محاولة لاسترداد الديون وحماية الموظفين، أما المصانع المتبقية فهي بالكاد تعمل، وقد قطع التجار الرئيسون للسلع علاقاتهم بالشركة.

ضعف الطلب على صناعة الصلب في الصين

ثم هناك التأثير السلبي في أسواق السلع والعقود الآجلة، ففي يوليو (تموز) الماضي شهدت أسعار عقود الحديد الآجلة انخفاضاً كبيراً بسبب القلق من استمرار ضعف سوق الصلب، الذي تفاقم بفعل الظروف الجوية السيئة في الصين، وتكبدت عديد من معايير الصلب خسائر في بورصة "شنغهاي" للعقود الآجلة.

فيما أشار تقرير لوكالة "رويترز" إلى أن بعض جمعيات تجارة الصلب المحلية ترغب الآن في تأجيل معايير الجودة المقترحة للحديد الصلب المستخدم في البناء. ويأتي هذا بعد أن أثار الإعلان عن تنفيذ القواعد في الـ25 من سبتمبر (أيلول) المقبل بيع المخزونات.

وأعلنت الحكومة في منتصف يونيو (حزيران) الماضي أن المعايير الجديدة ستستبدل التوجيهات الطوعية التي وضعت في عام 2018، وتقول الجمعيات الآن إنها لم تحصل على الوقت الكافي للتعامل مع المخزونات الموجودة.