ملخص
تنبع إستراتيجية "حزب الله" الذي يمثل جزءاً كبيراً من الشيعة في لبنان من أن استمرار مقاومة إسرائيل هو أمر أساس مرتبط بوجوده، وليس فقط للدفاع عن البلد، بل أيضاً للحفاظ على دوره الإقليمي.
يعيش اللبنانيون على وقع أصوات طبول الحرب في المنطقة، التي تعلو حيناً وتخبو حيناً آخر ولكن لم تضع أوزارها بعد، وذلك منذ اندلاع حرب غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وكان لبنان الدولة قد "تورط" في تلك الحرب التي اندلعت على حدوده الجنوبية لتمتد وتشمل كل مناطقه تقريباً، بعد إعلان أمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، أن الجبهة الجنوبية هي جبهة "إسناد أو مشاغلة" للحرب الدائرة في غزة، ومنذ اليوم الأول لاندلاعها.
ويلقي الصراع المستمر بين إسرائيل من جهة والحزب من جهة أخرى ظلاله على حياة اللبنانيين عموماً، وعلى الطائفة الشيعية بوجه خاص، ويجد الجنوبيون أنفسهم بين مطرقة التحديات الاقتصادية والاجتماعية وسندان الخوف من انفجار الأوضاع، لأن "حزب الله" الذي يمثل جزءاً كبيراً منهم تنبع إستراتيجيته من أن استمرار مقاومة إسرائيل هو أمر أساس مرتبط بوجوده، وليس فقط للدفاع عن لبنان، بل أيضاً للحفاظ على دوره الإقليمي.
ومع هذا لا يمكن اعتبار أن المجتمع الشيعي في لبنان يتمثل في كتلة واحدة، فهناك تنوع في الآراء والمواقف السياسية، ويمكن ملاحظة ذلك على مستويات عدة، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي، وعلى رغم أن القوى الرئيسة مثل "حزب الله" وحركة "أمل" يمثلان شريحة كبيرة من المجتمع الشيعي، ويتبنيان موقفاً داعماً لـ"المقاومة" المسلحة ضد إسرائيل، فإن هناك تنوعاً في الآراء داخل هذا المجتمع حول رؤية لبنان، والقضايا المتعلقة بالحرب والسلام مع إسرائيل، وهناك شريحة واسعة تفضل الابتعاد عن الحرب، وترى أن هناك طرقاً أخرى لتحقيق الاستقرار والأمن، وبخاصة التيار المدني والمستقلون، اللذان يفضلان التركيز على القضايا الداخلية مثل الاقتصاد والتعليم والصحة، والحلول السلمية والدبلوماسية، ويريان أن الحرب مع إسرائيل يجب أن تكون الخيار الأخير.
"اندبندنت عربية" تحدثت إلى أكثر من جهة في محاولة لنقل وجهات النظر المختلفة، مما يحصل على الأراضي اللبنانية.
"اللبنانيون يتطلعون إلى السلام"
يرى الصحافي والمحلل السياسي، رئيس تحرير موقع "جنوبية"، علي الأمين، أن "اللبنانيين على وجه العموم يرفضون الحرب ويتطلعون إلى سلام يحقق لهم الاستقرار، ويطمحون إلى بناء دولة تحفظ حقوقهم وشرط ارتقائهم إلى مصاف الدول الطبيعية، التي يحكمها الدستور والقانون وسلطة شرعية تحتكر العنف المشروع".
وفي ما يخص الشيعة في لبنان، يعتبر الأمين أنهم "ليسوا خارج هذا الإطار اللبناني الجامع، بل ربما بعضهم أكثر من غيرهم يريدون وقف الحرب، لأنهم يدفعون أكثر من سواهم ضريبة الموت والدمار والتهجير، لذا فهم أكثر توقاً إلى طي ملف الحرب ليستعيدوا حياتهم الطبيعية بعيداً من القتل والتدمير".
"تعقيدات الهوية السياسية الشيعية"
في حين يرى المؤسس في حركة "تحرُّر من أجل لبنان" الأكاديمي علي خليفة، أن "العمل السياسي في البيئة الشيعية يتميز بتداخل جدلي بين البعد الوطني والبعد الطائفي، وهذا التداخل يعكس تعقيدات الهوية السياسية للشيعة، إذ تتشابك المصالح الوطنية مع الانتماءات الطائفية بطرق تسهم في تشكيل المشهد السياسي بصورة مستمرة، من هنا لا قيامة لأي مشروع سياسي معارض للثنائي الشيعي إلا مع ضرورة العمل على مستويين: العام الوطني، والخاص الموضعي لمواجهة وتخطّي ما يمكن اصطلاحه تحت عنوان (المسألة الشيعية)"، وهي بالنسبة إلى خليفة "حالة طائفية لا تنسجم مع العقد الاجتماعي اللبناني وتقتضي مواجهتها من خارج مشروع إلغاء الطائفية السياسية على وجه الحصر".
"شيعة الحزب ليسوا نسخة واحدة"
في حين تقول الصحافية المقيمة في فرنسا مريم سيف إنه "لا يمكن التعاطي مع الشيعة في لبنان كأنهم كيان واحد متجانس موحد التوجهات، فهذا بالضبط ما يريده (حزب الله)، وما عمل لعقود على التسويق له ومحاولة ترسيخه لاستثماره سياسياً، حتى شيعة الحزب لا يمكن التعامل معهم ككيان واحد أو كنسخة واحدة، فهناك من يوالي الحزب اقتناعاً بعقيدته وهو مستعد للقتال حتى الموت ضد أي جهة يعلنها الحزب عدوة ويدعو إلى القتال ضدها، لا إسرائيل فقط، وهو ما شهدناه في بلدان عدة، وهناك من يوالي الحزب طمعاً في الامتيازات التي يقدمها ومن ثم يحاول تحقيق مكاسب وتجنب التضحية، وهناك فئة ترضخ لمنطق القوة والحاكم على الأرض وهذه الفئة قد ترتد عن الحزب متى ما توفرت ظروف أخرى".
وظهرت في بعض الشوارع والمناطق اللبنانية لوحات إعلانية تحمل شعارات، منها "بيكفي تعبنا" (يكفي تعبنا)، و"ما بدنا حرب" (لا نريد حرباً)، و"لبنان لا يريد الحرب"، وذلك اعتراضاً ورفضاً لتحويل الأراضي اللبنانية إلى ساحة حرب، بعدما تمددت رقعة المواجهات بين إسرائيل و"حزب الله" على خلفية إعلانه الجبهة الجنوبية "ساحة مساندة".
شعبية "حزب الله"
وكانت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، أفادت في تقرير لها قبل أسابيع بأن "حزب الله" لا يحظى بشعبية واسعة في جميع أنحاء لبنان.
وتشير البيانات بحسب التقرير إلى أن نحو 85 بالمئة من الشيعة يثقون بالحزب، لكن نحو 30 بالمئة فقط من إجمالي اللبنانيين عبروا عن مستوى عالٍ من الثقة في الحزب.
بينما يثق في الحزب قرابة 9 بالمئة فقط من السنة والدروز في لبنان، أما معدل الثقة لدى المسيحيين فبالكاد يصل إلى 6 بالمئة. وبحسب التقرير، ثلث اللبنانيين فقط يوافقون على مشاركة "حزب الله" في السياسة الإقليمية.
ماذا يريد الشيعة تحديداً؟
لكن ماذا يقول الموالون لـ"حزب الله" الذين يعتبرون أن "المقاومة" المسلحة هي السبيل لمواجهة إسرائيل، وماذا يريد الشيعة تحديداً؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي حسن الدرّ إنه "ليس مع حصر السؤال في ماذا يريد الشيعة في لبنان، بل بما تريد المقاومة في لبنان"، ويتابع أنه "صحيح أن هذه المقاومة أساسها الشيعة وذلك لانتشارهم الجغرافي في الجنوب وعلى تماس مع حدود فلسطين المحتلة، لكن هذه المقاومة تضم إلى الشيعة السنة والمسيحيين والدروز، وهذه ليست شعارات، إذ إن الجماعة الإسلامية والحزب السوري القومي الاجتماعي يقاتلان على الجبهة الجنوبية".
ويضيف الدر أنه في الشق السياسي أيضاً، "ليست فقط الأحزاب الشيعية مؤيدة للمقاومة ولجبهة الإسناد، إذ تلاقي الدعم من زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي قالها بصراحة إنه (مع جبهة الإسناد)، أيضاً النائب والوزير السابق طلال أرسلان، والتيار الوطني الحر لم يعلن أنه ضد المقاومة، صحيح له رأيه في شأن فتح الجبهة، لكن ذلك شأن آخر، وعند السنة واضح من يعبر عن الأكثرية السنية وهو رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والجماعة الإسلامية وأكثرية الشارع اللبناني متعاطفة مع فلسطين وغزة".
أما الصحافي والمحلل السياسي محمد حمية فيقول "إن الشيعة في لبنان جزء أساس من النسيج اللبناني ولديهم تاريخهم الوطني، وشاركوا في معظم الحركات النضالية والتحررية من أجل أمن لبنان ووحدته الوطنية وعروبته، وقاتل الشيعة عبر حركة (أمل) و(حزب الله) إلى جانب التنظيمات والأحزاب اليسارية والقومية آنذاك في صد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، ولاحقاً في تحرير القسم الأكبر من الجنوب والبقاع الغربي في 2000 وفي الدفاع عن لبنان إبان العدوان الإسرائيلي في يوليو (تموز) 2006، علاوة على مشاركة (حزب الله) في دحر المجموعات الإرهابية من سلسلة جبال لبنان الشرقية ومن الحدود اللبنانية - السورية حيث شكلت هذه المجموعات تهديداً كبيراً للأمن والاستقرار في لبنان وسوريا والمنطقة، وصولاً الى دور الحزب في الدفاع الاستباقي عن لبنان عقب عملية طوفان الأقصى".
"رفض الحرب مكلف أمنياً على من هو شيعي"
وارتفعت حدة الانقسامات بين اللبنانيين على خلفية الحرب، وتتوضح هذه الشروخ اللبنانية بصورة بارزة في المواقف التي تصدر عن مثقفين وكتاب وأصحاب رأي من الشيعة، ولعل بعضهم يسأل عن الأصوات التي تدعو إلى السلم، أين هي؟ وإن وجدت فقد لا تبدو معبرة عما يشبه الإجماع، ورداً على هذا السؤال يجيب الكاتب علي الأمين "إن هذا السؤال المشروع في جانب منه لمن لا يعرف لبنان، فإن مثالاً بسيطاً قد يلبي مطلب السؤال، وهو أن رفع الصوت رفضاً للحرب مكلف أمنياً على من هو شيعي، وسيتعرض للتهديد والاعتداء، فيما غير الشيعي لا يكلفه إعلان رفضه الحرب أي خطر، وإلى جانب ذلك فإن المواطن المنتمي إلى الطائفة الشيعية في بلد تحكمه مافيا الطوائف، هو من حصة الثنائي الشيعي، فلا دولة تحميه ولا قانون يحصنه، كما أن أولئك الذين هجروا ودمرت منازلهم وضربت مصادر رزقهم لا يجدون فرصة لتحصيل بعض ما خسروه غير هذا الثنائي، لذا لا يريدون الخسارة مرتين، ما دمرته إسرائيل وما يمكن أن يأتيهم من تعويض ولو نسبي عما خسروه".
"تبني خيار السلام في مقاربة مسألة الصراع العربي الإسرائيلي"
في السياق يرى الأكاديمي علي خليفة أنه "أسهمت (المسألة الشيعية) في مراكمة الهزائم تحت الإصرار على الترويج لها بوصفها انتصارات إلهية باهرة أو إرادة عليا قاهرة، والخروج من (المسألة الشيعية) يعني الاعتراف بالهزائم بوصفها الموضوعي المجرد من شحن العواطف المستعادة من التاريخ ومن إعماء الأيديولوجيا ومن طموح الحكم، إن الهزيمة العسكرية للشيعة ضرورة سياسية من أجل مداولة السلطة وانتظام أطرها وأدواتها في مجتمع تقوم فيه الدولة بأدوارها كافة في الدفاع والأمن والاقتصاد والمجتمع، من دون أي انحراف أو خروج عن الصيغة التي غدت ناجزاً إنسانياً وحضارياً في الحكمية وإدارة الشأن العام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويتابع خليفة "إن ضمان الحريات البديهية للفرد ضرورة وبداية مسار تحقيق متطلبات الوعي الفردي عبر تنمية المهارات والقدرات التي تسمح بالتفكير والتدخل والتقييم والنقد، وصولاً إلى المساءلة والمحاسبة واعتبار القضايا العامة وانتظامها مسألة في صلب وعي المواطنية لا منطقة نفوذ خاضعة لمتطلبات (المسألة الشيعية)، إذ ذاك يمكن الحديث عن أفق مشروع الاعتراض الشيعي وما مدى قدرته على تخطي العناصر المركبة للمسألة الشيعية".
إن تجارب الاعتراض الشيعي مستقلة عن مقاربات اليسار التي تخدم ببنيتها القاعدية أيديولوجيا "حزب الله" وعناصر جذب مشروع الممانعة، وحاضنة العائلات التقليدية الشيعية مهمة على صعيد الواقع الاجتماعي القائم ولكنها غير كافية للإطلالة على مشروع سياسي شامل ومنظم ومستدام، كما ينبغي مخاطبة الفئات الشابة والالتقاء مع طروحات الحداثة ويكون المشروع السياسي البديل أكثر جذرية لناحية تبني خيار الحياد لا المقاومة الدائمة على جثة الدولة وبأثمان باهظة اقتصادياً واجتماعياً، و"مع ضرورة تبني خيار السلام في مقاربة مسألة الصراع العربي الإسرائيلي من ضمن الجهود العربية كبديل جدي لمشروع (حزب الله) من ضمن مشروع النفوذ الإيراني في المنطقة"، وفق ما قال خليفة.
خطأ في حسابات الحزب
في السياق تشير الصحافية مريم سيف إلى أن ما حصل منذ الثامن من أكتوبر 2023 وأودى بأهم قيادييه كان خطأ في حسابات الحزب وتقديراته، أما الشيعة المعارضون له علانية وضمنياً فواضح موقفهم من رفض الحرب".
وتضيف "اليوم هناك عوامل تمنع كثيراً من الشرائح الشيعية الرافضة للحرب من التعبير عن ذلك لأسباب عدة، فمن يعبر عن رفض الحرب سيعامل كما كان يعامل في العصور البائدة المقاتل الذي يظهِر وهناً، فضلاً عن أن الحزب لا يزال يشكل القوة على الأرض والمتحكم في قرارات الدولة اللبنانية، لذا فإن مسألة المساعدات خلال الحرب والتعويضات لاحقاً ترتبط به، وهذا ما يأخذه الناس في الاعتبار، ثم إنه في الأشهر الماضية عبر بعضهم عن رفضه الحرب وقد عُوملوا بقسوة وأشهرهم الشاب عامر حلاوي الذي تعرض للضرب في أحد مقاهي صور، لأنه استهجن مرور مسؤول في الحزب بين مدنيين واستهدافه في مكان كانت ابنته على مقربة منه".
وترى أنه "لا يمكن إنكار ما عاناه الشيعة من إسرائيل، لكن في المقابل لا يمكن ارتضاء المغامرة بأرواحهم وأرواح اللبنانيين عامة من أجل حسابات لا تأخذ مصالحهم في الاعتبار".
وبصورة عامة يعد موقف الشارع اللبناني تجاه الحرب مع إسرائيل معقداً ومتنوعاً، ويعتمد على مجموعة من العوامل السياسية والطائفية والاجتماعية، إذ إن هناك قطاعاً كبيراً من اللبنانيين يعارض الحرب، بخاصة في المناطق التي تضررت بصورة كبيرة من الحروب السابقة مع إسرائيل، هؤلاء الناس يرون أن الحرب ستجلب مزيداً من الدمار والضغوط الاقتصادية والمعيشية، أيضاً بسبب خوفهم من تداعياتها على استقرار البلد الهش أساساً، أضف إلى ذلك أن هناك شريحة من اللبنانيين التي تقف في الوسط، وهي تفضل تجنب الحرب ولكنها لا تمانع في الدفاع عن النفس.
يقول الصحافي حمية "لم يكن الشيعة في يوم من الأيام يريدون أو يشتهون الحرب، بل إن الجغرافيا التي جعلتهم على تماس مباشر مع العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان ومع الإرهاب في شرقه وبقاعه وضعتهم في موقع الدفاع المصيري عن أرضهم وعرضهم ووجودهم، مما يتطلب امتلاك عوامل ومقومات الدفاع وأهمها السلاح وتعزيز القدرات البشرية، مما حول البيئة الشيعية إلى مجتمع حرب وثقافة مقاومة".
ويتابع حمية "حتى الحزب لا يريد الحرب، وهو لم يفتح الجبهة الجنوبية منذ 2006 وعاش الجنوبيون واللبنانيون بأمن وأمان حياتهم الطبيعية طوال هذه المدة إلى أن جاءت عملية (طوفان الأقصى) ولم يكن يملك الحزب إلا خيار الانخراط فيها نظراً إلى تداعياتها الكبرى على لبنان وارتباط مصير البلد والمنطقة بنتائجها".
ويضيف أن الشيعة في لبنان "يريدون الحياة لكن بعزة وكرامة وليس حياة الذل والهوان والخضوع للمشاريع والإملاءات الخارجية". علماً أن (الحزب) لا يلزم الشيعة القتال على الجبهات، ولم يفرض عليهم نمط حياة معينة، بل إدراك عموم الشيعة مثل معظم اللبنانيين أخطار العدو الإسرائيلي. فهل هناك بديل للشيعة عن السلاح للدفاع عن أرضهم ووجودهم؟ وهل منع "حزب الله" الشيعة في لبنان من ممارسة حياتهم اليومية التي يحبونها؟ والدليل أن قسماً من الشيعة يعيش أجواء الحرب لا سيما في القرى الأمامية في الجنوب، والقسم الأكبر من الشيعة في الجنوب وبقية الشيعة واللبنانيين في المناطق الأخرى يعيشون حياتهم الاعتيادية".
"الشيعة أيضاً يحبون السهر"
وبرأي الكاتب حسن الدر "هناك مفهوم خاطئ عن الشيعة من يريد الحرب ومن يريد السهر، وهذا جهل لمن يقول هذه العبارات، جهل بالنفوس والعقول والمجتمع، إذا كان هناك من يعتقد أن الشيعة لا يحبون الفرح والسهر فهو مخطئ تماماً، أو ينفذ أجندة إعلامية كي يظهر أن من يؤيد المقاومة هم من كوكب آخر، لكن ذلك ليس صحيحاً، هؤلاء لديهم أحلامهم ومستقبلهم".
ويتابع أن كل الشيعة لا يريدون الحرب ويخافون على أولادهم وحياتهم ورزقهم، واضطروا إلى النزوح واستئجار بيوت وبأسعار مرتفعة لأننا لسنا انتحاريين، بل نحن نبحث عن الأمن والاستقرار لعائلاتنا، لكن واقع هذا العدو الإسرائيلي هو ما يدفعنا إلى التمسك بسلاحنا".
ويضيف الدر "من يقول إننا لا نريد الحرب لأنه يريد السهر، هذا تسخيف للموضوع، نحن مع السهر والفرح ولكن في الوقت عينه مع فكرة المقاومة والدفاع عن لبنان، ونحن واثقون من حقيقة المزاج الشعبي اللبناني على رغم كل محاولات التشويه والتشويش التي نراها في الصحافة والإعلام والسوشيال ميديا عبر تبني الخطاب الإسرائيلي".