"غصة عبور" تفوز بتاج المسرح الخليجي

أسدل مهرجان المسرح الخليجي الثلاثاء الستار على فعالياته التي أحياها في الرياض هذا الأسبوع، وسط تفاعل واسع من المهتمين بأبي الفنون، ولا سيما في السعودية التي ظل سكانها يتابعون عبر "الشاشة الصغيرة" عدداً من أعمال الفرق والأعمال المسرحية المجاورة، قبل أن تقام أمام أعينهم، وذلك في أول دورة تستضيفها البلاد للمهرجان.

وشهد المهرجان في يوم ختامه عروضاً فنية، تكللت بفوز عرض "غصة عبور" لفرقة المسرح الكويتي بجائزة أفضل عرض متكامل في المهرجان بدورته الرابعة عشرة في العاصمة السعودية الرياض.

تدور أحداث المسرحية حول شخصيات تعاني بأوجه مختلفة ومتوازية، لكنها تشترك في كونها عالقة ومترددة بين المضي والرجوع، والرحيل والعودة، فوق جسر يراه المشاهد على خشبة المسرح، لكن معناه الضمني أبعد من ذلك.

من المسرحية الكويتية "غصة عبور" (واس) 

وعلقت مؤلفة المسرحية، تغريد الداوود، بعد الفوز بالجائزة، بأنها تشعر بالفخر والامتنان لهذا التكريم، مشيرة إلى أن "الفوز يعكس الجهود الكبيرة التي بذلها فريق العمل بأكمله، من الممثلين إلى المخرجين والفنيين". وأكدت أن المسرحية تسلط الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية مهمة، وأنها تأمل بأن تكون قد نجحت في إيصال رسالتها إلى الجمهور.

كذلك حصل العرض على جائزة أفضل نص مسرحي لكاتبته تغريد الداوود مناصفة مع عرض "أشوفك" من الإمارات، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل في دور ثان للفنان عبدالله التركماني.

علاقة حب في قاع البحر

ونال السعودي سلطان النوه جائزة أفضل إخراج عن عرض "بحر" الذي حصل أيضاً على جوائز أفضل موسيقى وأفضل ممثل في دور أول للفنان شهاب الشهاب وأفضل ممثلة في دور ثان للفنانة فجر اليامي.

تعالج المسرحية الاختلافات الطبقية وما يرافق ذلك من استغلال يتعرض له النهام بحر حتى يستمر عمل النواخذة والبحارة، وصولاً إلى اكتشاف بحر. المسرحية مستوحاة من النص التراثي "النهام بحر" للكاتب المسرحي الراحل عبدالرحمن المريخي.

وتُصوّر تحولات علاقة الحب والزواج بين النهام وبنت النواخذة (قبطان قارب الصيد)، حيث يفقد النهام أعمق ما يملك صوته وإحساسه، وإعداد وإخراج سلطان النوة؛ ومساعده نوح الجمعان؛ وسينوغرافيا فيصل العبيد، وفق المعلومات المتداولة عن العمل.

وحصلت العمانية أسماء العوفي على جائزة أفضل ممثلة في دور أول عن عرض "الروع" لفرقة تواصل المسرحية.

وحصد العرض القطري "الخيمة" جائزتي أفضل إضاءة وأفضل أزياء، وفاز العرض البحريني "عند الضفة الأخرى" بجائزة أفضل ديكور.

وكان المهرجان الذي انطلق للمرة الأولى في الكويت عام 1988 ويقام كل عامين في إحدى دول الخليج قد توقف في 2014، ثم عاد من جديد هذا الشهر في السعودية التي تستضيفه للمرة الأولى بمشاركة ست فرق مسرحية.

فعاليات أدبية وتكريم الرواد

وأقيمت على هامش المهرجان ورشة تدريبية على مدى أربعة أيام بعنوان "الإدارة الثقافية في الفرق المسرحية" وندوة فكرية بعنوان "البنية الأساسية للمسرح في دول مجلس التعاون الخليجي".

حصل العرض على جائزة أفضل نص مسرحي (واس)

وكرم المهرجان عدداً من الشخصيات الرائدة والفاعلة في المشهد المسرحي الخليجي، مثل الكاتب والناقد البحريني الراحل الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم، الذي يعد أحد مؤسسي مهرجان المسرح الخليجي، والرئيس السابق للجنة الدائمة للفرق المسرحية الأهلية بمجلس التعاون الخليجي. إلى جانب الراحل إبراهيم عبدالله غلوم، نظير الأثر الذي تركه في تاريخ المسرح الخليجي والمسرح البحريني. وناب عنه نجله أنمار إبراهيم غلوم.

وضمّت قائمة التكريم أيضاً الكاتب المسرحي والصحافي السعودي فهد ردة الحارثي، أحد رواد المسرح في المملكة، والذي له العديد من الأعمال المسرحية على المستويين الخليجي والعربي، وكرّم في السياق نفسه الكاتب والمخرج المسرحي العماني عماد الشنفري، وهو رئيس الجمعية العمانية للمسرح، ومدير مكتب الهيئة الدولية للمسرح التابعة لليونسكو في سلطنة عمان. وغيرهم.