ملخص
مع تصاعد الحديث عن عملية عسكرية برية لإسرائيل في لبنان، بات لسان حال اللبنانيين: من أين ستدخل القوات الإسرائيلية؟ من أي محاور؟ وإلى أين ستصل؟ وكيف ستكون المواجهة على الأرض بوجه مقاتلي الحزب جنوباً؟
خلال ساعات قليلة جداً في لبنان، انتقل الحديث عن دخول عسكري إسرائيلي بري جنوب لبنان مرتقب مخطط إسرائيل، إلى خطوة قد تبدأ في أي لحظة، ولن تنتظر تل أبيب أن تطلع شمس الغد حتى تنفذها، فيما انتشر أخيراً خبر مفاده بأن الجيش اللبناني بدأ سحب الآليات والعناصر من بلدة الماري الحدودية جنوباً.
وفي هذا السياق نقلت قناة "أي بي سي" الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع أن إسرائيل ستدخل لتدمير البنية التحتية لـ "حزب الله" قرب الحدود ثم تنسحب، من دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
ولسان حال اللبنانيين اليوم، من أين ستدخل القوات الإسرائيلية؟ من أي محاور؟ وإلى أين ستصل؟ وكيف ستكون المواجهة على الأرض بوجه مقاتلي الحزب جنوباً؟
نقلنا هذه الأسئلة إلى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب، الذي أجاب في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية"، قائلاً إن وضع الجنوب اليوم غير وضع عام 2006، في إشارة إلى حرب يوليو (تموز) في تلك السنة التي توغلت خلالها قوات إسرائيلية في الجنوب.
أما عن النقطة الجغرافية التي ستدخل منها القوات الإسرائيلية، يقول ملاعب إن هناك ثلاثة قطاعات بين شمال إسرائيل وشمالها الشرقي، وتشكل خيارات أساسية لإسرائيل، ولكن قرار اختيار النقطة الأساس فهذا يعود للمسالك المتوفرة في الأرض، التي تكون إسرائيل حددت من خلالها أين توجد كمائن وأين صعوبة تقدم الدبابات والآليات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك تحدث ملاعب عن إمكانية أن يكون هناك إنزال بواسطة هيلكوبترات من الخلف، وقد تستعمل أيضاً سفن إنزال إسرائيلية على الشواطئ الجنوبية اللبنانية، ويبقى خيار التوغل من الجولان الذي تعتبره القوات الإسرائيلية خاصرة رخوة متاحاً بخاصة أنها أزالت الألغام من هناك.
كذلك تحدث ملاعب عن خيار التوغل من الشرق، أي من البقاع، ثم الالتفاف نحو البقاع الغربي وصولاً إلى حصار الجنوب، أما إلى أين يمكن أن يصل التوغل البري فهذا مرهون بمدى اكتشاف الاستخبارات الإسرائيلية تمركزات "حزب الله" وأين توجد أسلحته وصواريخه، وما إذا كان هذا التوغل سينهي وجود صواريخ الحزب في المنطقة ويستطيعون بعدها الوصول إلى الأنفاق كما يقولون.
على الأرض الوضع ليس مثل الجو
ويضيف أن التوغل يمكن أن ينحسر في نطاق القرى الأمامية، أو أن يصل إلى قرى الليطاني بحدود 40 كيلومتراً، وخيار آخر يمكن أن يحصل بوصول القوات الإسرائيلية إلى تخوم الليطاني حيث قد تحصل عمليات جوية بعد التمركز.
إسرائيل كانت ذكرت سابقاً وفي أكثر من تقرير عام 2018 أنها كشفت عن أنفاق للحزب قد تكون موجودة تحت الجدار الفاصل بين إسرائيل ولبنان، وممكن أن تكون هذه الأنفاق كذلك أهداف أساسية لإسرائيل.
يختم ملاعب بالقول إن التفوق التكنولوجي يعطي لإسرائيل تقدماً لا شك، لكن على الأرض نحن أمام جيش إسرائيلي منهك كان استدعى لوائين من الاحتياط ودباباته عرضة للكمائن كما حصل عام 2006 في وادي الحجير جنوباً، وفي الجو هناك تفوق إسرائيلي وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، ولكن على الأرض الأمور ليست كذلك، فعلى الأرض هناك صعوبة والتحدي هو بالبقاء على الأرض. ش
Listen to "من أين ستدخل إسرائيل برياً إلى لبنان؟" on Spreaker.