Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وحدة "المستعربين" في الجيش الإسرائيلي... أطعنك بخنجرك

تعد من أهم وسائل القمع وأخطرها وأفرادها متغلغلون في المجتمع الفلسطيني 

أسلحتهم ملامحهم الشرقية وإجادة اللغة العربية والقدرة على ممارسة طقوس الدين الإسلامي ببراعة (رويترز)

ملخص

يدخل أفرادها بصفة سجناء بين السجناء الفلسطينيين، ويعرفون باسم "العصافير"، ينسجون علاقات معهم يأخذون عن طريقها معلومات مهمة عن الأسرى والمعتقلين.

قد يكون مسلسل "فوضى" الذي أنتج عام 2015، وقدمت منه أجزاء أربعة، المثال الأشمل والأوضح عن وحدة المستعربين وعملها في الجيش الإسرائيلي.

ويتناول العمل قصة وحدة إسرائيلية سرية تسمى "مستعرفيم" (المستعربون)، تنفذ قواتها الخاصة مهمات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي تتنكر كالعرب وتتصرف مثلهم، وبين المسلسل مدى تعمق هذه الوحدة في العادات والتقاليد العربية، والاطلاع على أدق التفاصيل من حيث الشكل والمضمون، مما ساعد في اختراق المجتمع الفلسطيني وتنفيذ المهمات الاستخبارية اللازمة.

ركز الجزآن الأول والثاني من العمل على العمليات السرية للوحدة في الضفة الغربية، فيما انتقل في جزئه الثالث للعمليات المنفذة في قطاع غزة، في حين عرض الجزء الرابع منه مواجهات بين الوحدة المستعربة و"حزب الله"، ما يظهر أن دور الفرقة، ليس محلياً، بل يتخطى الحدود، وهذا ما يظهر في المناورات والتدريبات الحقيقية التي نفذتها سابقاً الفرقة والاستعداد لمواجهات محتملة مع الحزب. 

المستعربون

ظهر "المستعربون" حتى قبل النكبة، يرجح في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو المصطلح الذي يشار به إلى قوات إسرائيلية خاصة قادرة على الانخراط في أوساط المواطنين الفلسطينيين بهوية فلسطينية أو عربية مزيفة. 

 

 

وكلمة "مستعرفيم" هي الصيغة العبرية لنظيرتها العربية الأصلية "المستعربين"، وأطلق هذا المصطلح الذي يعني في الأساس "أولئك الذين يريدون أن يتشبهوا بالعرب"، على اليهود السفارديم في القرن الـ15 الذين كانوا يهدفون إلى الاندماج بسلاسة في البلدان العربية التي كانوا يقيمون فيها. وبعد مرور خمسة قرون، ربما تكون الدوافع تغيرت، لكن روح الكلمة لا تزال كما هي.

أسلحتهم في هذه المهمة ملامحهم الشرقية، وإجادة اللغة العربية، والقدرة على ممارسة طقوس الدين الإسلامي ببراعة، والمعرفة الواسعة بالعادات الفلسطينية، وكثيراً ما يحمل هؤلاء المستعربون أسلحة خفيفة يسهل إخفاؤها تحت ملابسهم. 

تعددت أغراض تشكيل هذه الوحدات، أهمها الانخراط في أوساط الفلسطينيين بأماكن وجودهم بغية معرفة كيف يفكرون وما مواردهم وكيف يمكنهم مواجهة أي اعتداء على أراضيهم كما حدث إبان النكبة، إضافة إلى التجسس عليهم ومعرفة ما يدور في خلدهم وفي ما بينهم وتنفيذ عمليات اختطاف واغتيال.

أحياناً ترسل إسرائيل "مستعربين" إلى عمق الأراضي الفلسطينية لجمع معلومات أمنية، أو تهيئة الطريق للقوات العسكرية الرسمية لشن حملات اعتقالات لفلسطينيين مطلوبين لديها.

 

 

خلال المدة الأخيرة، باتت وحدات "المستعربين" أو القوات الخاصة الإسرائيلية، التي انتشرت في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) والاستخبارات وغيرها من أجهزة الأمن، مصدر رعب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ تهاجم من دون إنذار وفي أي وقت بكل وحشية وعنف.

أداة متقدمة

يقول الكاتب والمحلل في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور في حديث سابق لـ"اندبندنت عربية" إنه "شكل المستعربون أداة متقدمة من أدوات الوحدات السرية الاستخبارية الإسرائيلية، تغيرت أشكالها وأسماؤها وأولوياتها، وتطورت كثيراً منذ أن كانت ذراعاً لعصابات، حتى أصبحت ذراع دولة بأكملها عبر التغلغل في أوساط الفلسطينيين واختراق أمنهم، وتكاثرت وحدات المستعربين وتسمياتها كشمشون في محيط قطاع غزة، ودوفدوفان في الضفة الغربية، ويمام التابعة لحرس الحدود، وحتى داخل السجون الإسرائيلية التي يقبع فيها فلسطينيون، هناك مستعربون يطلق عليهم اسم متسادا، تبدأ مهمتهم بالدخول بين المعتقلين الفلسطينيين في صورة مسجونين يسمونهم العصافير، وإقامة علاقات اجتماعية معهم للحصول على معلومات واعترافات قد تدينهم وتطيل مدة سجنهم.

 

كلمة "مستعرفيم" هي الصيغة العبرية لنظيرتها العربية الأصلية "المستعربين"، وأطلق هذا المصطلح الذي يعني في الأساس "أولئك الذين يريدون أن يتشبهوا بالعرب"

 

ويضيف "مع كثرة عمليات وحدات المستعربين في الضفة الغربية خصوصاً أثناء الاحتجاجات والتظاهرات، وإشاعة أجواء الشك والريبة بين الشبان لاعتقادهم أن المستعربين قد ينخرطون في صفوفهم، عمل الفلسطينيون خلال الآونة الأخيرة على نشر التوعية قبل التظاهر للحماية من المستعربين، بدءاً من تشكيل مجموعات صغيرة لمراقبة محيط منطقة المواجهات، وذلك لرؤية المستعربين قبل الاندساس بين المتظاهرين، والتحذير من التشتت والابتعاد عن نقطة التجمع، كما يطلب منهم في بعض الأحيان وضع ملابسهم داخل السراويل، فالمستعرب يخفي سلاحه داخل ملابس فضفاضة. ومع ذلك تمكنت وحدة دوفدوفان (المستعربون في الضفة) المعروفة بسرعتها وقوتها، من تطوير مهاراتها الأمنية السرية، باستخدام أسلحة فتاكة خفيفة الوزن وصغيرة الحجم وكاتمة للصوت، يمكن إخفاءها بكل سهولة".

أول المستعربين

كان اهارون حاييم كوهين أول المستعربين في الجيش الإسرائيلي بحسب المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، ومن ثم تزايدت أعدادهم بشكل تدريجي، حتى صار هناك عدد من الوحدات التي تقوم بمهمات مختلفة مع الجيش أو الشرطة، وقامت هذه الوحدات بعدد من عمليات الاعتقال والاغتيال، وغيرها لأفراد المقاومة الفلسطينية في غزة سابقاً.

 

 

ويعود الظهور الأول لفكرة الاستعراب إلى ما قبل تأسيس إسرائيل، إذ جاءت من البريطانيين الذين اقترحوا على القيادة استغلال الإمكانات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، عبر انتقاء مجموعة منهم والعمل على تجنيدهم في إطار استخباري، ومن ثم زرعهم في صفوف العرب داخل فلسطين وخارجها، وفق ما أورده المركز الفلسطيني للإعلام.

كانت وحدات المستعربين عنصراً أساسياً في الأمن منذ عهد ما قبل الدولة اليهودية المدافعة عن فلسطين، واليوم مثل أسلافه يتخذ المستعرب، الذي قد ينتمي إلى "دوفدفان" أو غيرها من الوحدات السرية الأخرى، هوية مزدوجة بعد تعليم مرهق ومكثف باللغة العربية والفروق الثقافية الفلسطينية التي تعلمه كيف يلبس ويأكل ويتحدث وحتى يشم الرائحة مثل السكان المحليين، إضافة إلى التدريب على التخفي ومكافحة الإرهاب.

يدرب المستعربون على اقتحام الجيوب المأهولة بالسكان إذا لزم الأمر والتغلب على الإرهابيين المسلحين بسرعة ومفاجأة، فالعملاء الذين خضعوا لاختبارات نفسية للتأكد من أنهم فولاذيين ومتزنين بنسبة 100 في المئة هم رماة خبراء وأساتذة في فنون القتال على الطريقة الإسرائيلية (كراف ماغا)، كما أنهم اليوم مجهزون بمعدات اتصالات متطورة تمكنهم من البقاء على اتصال دائم مع قاعدتهم الأصلية.

 

 

على أرض الواقع في الأراضي المحتلة، أصبح المستعربون ظاهرين للعيان بسبب دورهم في اختراق الاحتجاجات الفلسطينية، وهم يعملون في مجموعات من خمسة إلى 10 أفراد ويستغلون فوضى الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي للتمركز بين المتظاهرين، ويشاركون في حرق الإطارات وإلقاء الحجارة.

وعادة ما يرتدون الكوفية ويتركون قمصانهم غير مطوية لإخفاء مسدساتهم، ويستهدف المستعربون الشباب الفلسطيني الأقرب إلى الخط الأمامي للجيش الإسرائيلي ويقفزون عليهم بمجرد أن يبدأ الجيش بالتقدم نحو المتظاهرين. 

وباستخدام القنابل الصوتية والمسدسات، يثبتون ضحاياهم لاعتقالهم بعنف، ويوفر عناصر آخرون، إلى جانب الجيش، غطاء بينما تنسحب الوحدة على عجل.

ذئاب منفردة

وفي حين أن كل وحدة من الوحدات تضم عدداً من الأعضاء، إلا أن كل واحد منهم يعمل بمفرده بصورة أساسية. يقول عضو سابق في الوحدة لمجلة "باماشانه" التابعة للجيش الإسرائيلي، "في نهاية المطاف، يعمل كل عنصر في الميدان بمفرده، حتى لو كان هناك آخرون من وحدتي في شارع القرية نفسه، سأظل وحيداً".

 

 

فمن ناحية يعيش الناشط في ظل التهديد المستمر باكتشافه من السكان المحليين، ومن المفارقات أنه يعيش أيضاً في خوف من الجيش الإسرائيلي، ويشرح "في بعض الأحيان كنت أواجه مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي الذين كانوا يفترضون أنني من السكان المحليين، وربما حتى محرضاً، كانت هناك حالات طاردنا فيها جنود الاحتياط وضربونا بالفعل".

ويروي كيف كان يجلس مع زميل له في مقهى مع السكان المحليين، وفجأة ظهرت في الغرفة مجموعة من خمسة جنود، لم يكن لديهم أية فكرة على الإطلاق عن وجود مستعربين في المنطقة.

 

أصبح المستعربون ظاهرين للعيان بسبب دورهم في اختراق الاحتجاجات الفلسطينية، وهم يعملون في مجموعات من خمسة إلى 10 أفراد ويستغلون فوضى الاشتباكات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي للتمركز بين المتظاهرين، ويشاركون في حرق الإطارات وإلقاء الحجارة.

 

يقول "كنت مرعوباً كان علي أن أبقى هادئاً وألا يصل الجنود إلينا، ففي نهاية المطاف لم أستطع ببساطة أن أذهب إليهم في وسط جنين وأنادي مرحباً ماذا تفعل؟ أنا في العمل الآن".

لكن مئات الساعات من التدريب عادت له في لحظة، "تظاهرت بأنني مجنون القرية. بدأت أصرخ كالمجنون وأزبد في فمي. أردت أن أتأكد من أن الضابط الذي كان يقود الجولة، الذي كان بالتأكيد على دراية باللغة المحلية سيقول لجنوده اتركوه وشأنه، إنه مضطرب عقلياً".

المسار والتدريب

كان الهدف من تأسيس وحدة المستعربين منع نشاط المقاومة الفلسطينية، وإحباط العمليات المسلحة، وملاحقة عناصر المقاومة في منطقة الضفة الغربية، بخاصة المناطق المدنية السكنية المكتظة بالفلسطينيين.

 

 

وضمت عند تشكيلها عناصر من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ووحدات الجيش الإسرائيلي الأخرى، واختارهم الاحتلال بدقة، وأخضعهم لتدريبات استخبارية خصوصاً من جهاز الأمن الداخلي "الشاباك".

يستغرق مسار خدمة المقاتل في الوحدة نحو عام وأربعة أشهر، ويكون مشابهاً لمسار تدريب مقاتلي المشاة، ويشمل تدريبات أساسية وأخرى متقدمة، ولكن في وقت لاحق تتوسع المضامين أكثر وتشمل تدريبات قتالية خاصة وتدريبات متخصصة. ويخضع المنضمون إثر ذلك لتدريبات خاصة إضافية، تركز على الملاحة البرية المتقدمة من دون استخدام أنظمة التحديد الإلكتروني العالمية، ثم يلتحق المرشحون لمدة ستة أسابيع بمدرسة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش الإسرائيلي في قاعدة "ميتكان آدم"، حيث يدربون على القتال الهجومي لتخليص الرهائن، والقيام بالعمليات السرية والمداهمات والتفتيش والخطف.

كما تقدم الوحدة شهراً تدريبياً متقدماً في مجال مكافحة الإرهاب، تركز فيه على تعلم حرب العصابات، ومن ثم يلتحق المجندون بدورة المستعربين لمدة أربعة أشهر، لتعزيز قدراتهم على الاندماج بالمجتمعات العربية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويجب أن يتمتع الفرد المنضم إلى الوحدة بالقدرة على استخدام جميع أنواع الأسلحة ذات الصلة، وباللياقة البدنية وبمهارات عالية في التعامل مع الآخرين، والقدرة على استيعاب البيانات في فترات زمنية قصيرة وتطبيقها في الميدان.

وينخرط هؤلاء الأفراد قبل بدء مهماتهم في تدريبات شاملة، وعليهم أن يكملوا دورات خاصة في شأن العادات الاجتماعية والدينية الفلسطينية، واللغة والثقافة العربية، كما يشاركون في تدريبات ميدانية وعملية.

 

 

ويستخدم عناصر الوحدة غالباً أسلحة صغيرة يسهل إخفاؤها، وأحياناً بنادق قنص عند الحاجة إلى نيران أقوى، ويدربون على استخدام جميع مسدسات "غلوك" ومسدسات "سيج 228" وبنادق "إم 16" وإصدارات المسدسات الرشاشة أوزي، وبنادق ريمنغتون عيار 12، إضافة إلى استخدام السكاكين، لا سيما القابلة للطي.

وتستعين الوحدة بخبراء في المكياج والتنكر للعمل مع أفرادها على مدار الساعة، ويحرص أفرادها على التنكر في زي تجار خضار فلسطينيين فيرتدون اللباس الفلسطيني الشعبي، ويتنقلون في سيارات من طراز "مرسيدس"، وهي السيارة التي يستخدمها التجار الفلسطينيون. 

 

يجب أن يتمتع الفرد المنضم إلى الوحدة بالقدرة على استخدام جميع أنواع الأسلحة ذات الصلة، وباللياقة البدنية وبمهارات عالية في التعامل مع الآخرين، والقدرة على استيعاب البيانات في فترات زمنية قصيرة وتطبيقها في الميدان.

 

وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن المستعربين يتخفون كصحافيين يحملون كاميرات أو مسعفين أو أطباء أو يرتدون زي النساء، ليسهل عليهم اختراق المظاهرات.

يدخل أفرادها بصفة سجناء بين السجناء الفلسطينيين، ويعرفون باسم "العصافير"، ينسجون علاقات معهم يأخذون عن طريقها معلومات مهمة عن الأسرى والمعتقلين.

 

 

ويقال في الكواليس العسكرية، إن وحدة "دوفدوفان" هي أحد الأسباب الرئيسة لانخفاض معدل تنفيذ العمليات ضد المدن الإسرائيلية، على عكس ما كان يحصل سابقاً منتصف التسعينيات، والشائع أن مقاتلي هذه الوحدة يدفعون ثمناً شخصياً ثقيلاً لإدارة حياة مزدوجة.

وكان وجود الوحدة سرياً في أول نشأتها، ولم يكشف عنه حتى عام 1988، حين بدأت الصحافة بتسريب معلومات تتعلق بها، ووصفتها آنذاك بـ"وحدة الاغتيالات" التابعة للجيش الإسرائيلي. وتحرص إسرائيل بصورة صارمة على التكتم على أسماء وهويات عناصر الوحدة والعاملين في صفوفها، لضمان سلامتهم ونجاح عملياتهم.

 

عادة ما يرتدون الكوفية ويتركون قمصانهم غير مطوية لإخفاء مسدساتهم، ويستهدف المستعربون الشباب الفلسطيني الأقرب إلى الخط الأمامي للجيش الإسرائيلي ويقفزون عليهم بمجرد أن يبدأ الجيش بالتقدم نحو المتظاهرين. 

 

لا تتوافر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات «المستعربين»، لكن بحسب كتاب «المستعربون فرق الموت الإسرائيلية» لمؤلفه غسان دوعر، فقد قتلت أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004.

غير أن منظمة "بتسيلم"، وهي أكبر منظمة إسرائيلية لحقوق الإنسان، قدرت أن المستعربين قتلوا 161 فلسطينياً في كمائن بين عامي 2000 و2010، من بينهم 19 فلسطينياً دون سن 16 سنة.

 

 

وطعن المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل "عدالة"، في قانونية إنشاء الشرطة الإسرائيلية لوحدة مستعربين للعمل في البلدات الفلسطينية في إسرائيل، بزعم مكافحة الجريمة المنظمة في هذه البلدات.

وقالت المنظمة إن "هذه الخطوة تتناقض مع قانون الشرطة الذي يلزم أفراد الشرطة بتعريف أنفسهم"، علاوة على ذلك أعرب مركز عدالة عن قلقه من الطابع التمييزي لهذه الخطوة، مؤكداً أن "مجرد توجيه نشاط الوحدة إلى مجموعة سكانية مميزة على أساس الانتماء القومي هو أمر عنصري ويصل إلى حد التنميط العنصري".

في المقابل يؤكد رئيس هيئة الدفاع عن الشعب الفلسطيني (حقوقية مستقلة) صلاح عبدالعاطي توثيق عدد من المنظمات الفلسطينية مئات الجرائم التى ارتكبتها تلك الوحدة في حق المدنيين في الضفة، وترتقى إلى لجرائم حرب، داعياً السلطة الفلسطينية إلى رفع ملف خاص بجرائمها إلى المحكمة الجنائية الدولية، على اعتبار أفرادها كافة مجرمي حرب، مشدداً على ضرورة استخدام مبدأ الولاية القضائية الدولية فى هذا الملف وغيره من ملفات الإبادة الجماعية.

 

يدخل أفرادها بصفة سجناء بين السجناء الفلسطينيين، ويعرفون باسم "العصافير"، ينسجون علاقات معهم يأخذون عن طريقها معلومات مهمة عن الأسرى والمعتقلين.

 

ويشدد عبدالعاطي على ضرورة عدم إفلات "هذا الإرهاب المنظم من عمليات قتل واختطاف خارج إطار القانون من العقاب، ووجوب تفعيل السلطة هيئة متابعة الجرائم أمام «الجنائية» التي دشنها صائب عريقات، وجرى تجميدها عقب وفاته.

وحدة سرية جديدة

أطلقت شرطة الاحتلال أخيراً «وحدة مستعربين سرية جديدة» بين العرب داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لإنشاء بنية تحتية استخبارية تمكن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من التحري عن العرب داخل الخط الأخضر.

 

 

ويقول المفتش العام للشرطة الجنرال دودي كوهين "إن الأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعاني نقصاً في المعلومات، ولهذا فقد واجهنا كثيراً من الصعوبات في العمل داخل المناطق العربية، مثل مدينة أم الفحم، أو حي الجواريش في الرملة"، مضيفاً أن الوحدة الجديدة أخذت في التوسع للتغلب على نقص المعلومات.

"طوفان الأقصى"

بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "حماس" على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، انتقلت وحدة "دوفدفان" للعمل في غزة، وبدأت بإخلاء منازل في البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، وخوض اشتباكات مع عناصر "حماس".

واستمر عملها في القطاع نحو ثلاثة أشهر، وتركز في منطقة خان يونس، وكانت من بين القوات التي اخترقت خطوط دفاع لواء خان يونس. وبحسب المصادر الإسرائيلية عملت الوحدة على تدمير أنفاق للمقاومة وبناها التحتية في المدينة، بما في ذلك، منشأة مخصصة لإنتاج طائرات من دون طيار ومنصات إطلاق الصواريخ

وتكبدت الوحدة خسائر غير مسبوقة في صفوفها، إذ فقدت 10 مقاتلين، منهم أربعة ضباط بمراتب مرموقة، في حين - ووفقاً لمصادر إسرائيلية - لم تفقد منذ تأسيسها حتى معركة "طوفان الأقصى" سوى 18 عنصراً.

 

 

وعلى رغم أهميتها باعتبارها سلاحاً فعالاً في المعارك في القطاع، سارع الجيش منتصف يناير (كانون الثاني) 2024، إلى إعادة وحدة "دوفدفان" إلى مركز عملها في الضفة الغربية، على إثر تصاعد التوترات الأمنية فيها، وخشية تفاقم الأوضاع واندلاع انتفاضة مسلحة.

 

تلقت "دوفدوفان" المتخصصة بالقتال في مناطق مأهولة بالسكان، تدريباً امتد فترة طويلة للقتال في القرى الشيعية جنوب لبنان بحسب موقع "واللا" الإلكتروني.

 

 

وعاودت الوحدة نشاطها في الضفة الغربية بشراسة، في محاولة منها للحد من العمل المسلح، وشاركت في عملية عسكرية موسعة، ونشر الجيش الإسرائيلي في أبريل (نيسان) 2024 تسجيلات لجنود من الوحدة وهي تطلق النار وتدهم البيوت خلال اقتحامات في طولكرم. 

وفي يونيو (حزيران) من السنة ذاتها حاصر مقاتلو دوفدفان مبنى للمقاومة في قباطية بجنين، وأعلنت حركة الجهاد أن عضوين في المجلس العسكري، هما: محمد جابر شلبي ومحمد عصري، قتلا في العملية.

وفي أواخر أغسطس (آب) الماضي شاركت الوحدة بضراوة في عملية عسكرية واسعة للاحتلال أطلق عليها اسم "مخيمات صيفية"، وأعاد احتلال شمال الضفة الغربية، وشمل الهجوم محافظات جنين وطولكرم وطوباس.

هل سيكون للفرقة دور في مواجهة "حزب الله"؟

تلقت "دوفدوفان" المتخصصة بالقتال في مناطق مأهولة بالسكان، تدريباً امتد فترة طويلة للقتال في القرى الشيعية جنوب لبنان بحسب موقع "واللا" الإلكتروني.

 

 

وينفذ عادة أفراد الوحدة عمليات ضد نشطاء ومسلحين فلسطينيين في قلب المدن والقرى ومخيمات اللاجئين المزدحمة بالسكان في الضفة الغربية، وقرر الجيش الإسرائيلي استغلال نوعية الوحدة لتدريبهم، للمرة الأولى، على القيام بعمليات ضد مقاتلي "حزب الله".

ونقل الموقع الإلكتروني عن ضباط في الوحدة إن أفراد الوحدة تدربوا على مدار شهر على القتال في قرية عربية، تشبه القرى في جنوب لبنان، وبداخلها منطقة قتالية واسعة ومنطقة إطلاق صواريخ وأنفاق.

ووصف الضباط مقاتلي "حزب الله" بأنهم أعلى نوعية من النشطاء الفلسطينيين وأنهم أقاموا مواقع قتالية في قلب القرى اللبنانية والغابات المحيطة بها، وأضاف أن أفراد الوحدة سيواصلون العمليات التي ينفذونها في الضفة الغربية، وسيشاركون في المعارك في لبنان.

ملاحقات

كشف تقرير أمني نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أن الاستخدام غير المشروع للسلاح بات ظاهرة في وحدة "دفدوفان"، وأوردت أن لائحة اتهام وجهت في المحكمة العسكرية في مدينة يافا (وسط) ضد جندي في الوحدة بتهمة قتل جندي آخر في الوحدة بالخطأ، مرجحة إصدار الحكم عليه بالسجن لمدة عام ونصف عام.

 

 

وأضافت الصحيفة أن تقرير لجنة التحقيق في الحادثة يشير إلى "ظاهرة استسهال إطلاق النار في هذه الوحدة المختارة بما أدى إلى سلسلة من الإخفاقات". 

ويشير التقرير بشكل قاطع إلى أن الاستخدام غير المشروع للأسلحة النارية بات ظاهرة في وحدة دوفدوفان، واستند في ذلك إلى حادثة وقعت داخل الوحدة، في إطار "لعبة مميتة"، يمارسها أفراد الوحدة بحسب الصحيفة.

وخلال اللعبة، يقوم الجنود بإشهار الأسلحة الأتوماتيكية في وجه بعضهم بعضاً، ولكن في هذه الحادثة، وضع أحد الجنود أصبعه على الزناد وضغط عليه، من دون أن يتأكد من وضعيته فخرجت رصاصة قتلت الجندي المقابل.

ونقلت الصحيفة عن التحقيق، فإن الجندي المتهم، توجه مباشرة إلى قائده، وهو يقول" ماذا فعلت؟ لقد قتلت صديقي، لقد دمرت حياتي".

 

واجهت الوحدة خلال مسيرتها انتكاسات وتوترات داخلية وعمليات فاشلة، وكان أشدها تعرض عدد من جنودها للقتل بما سمي بـ"نيران صديقة"، ففي يوليو (تموز) 1992

 

ولكنها استدركت "لجنة التحقيق التابعة للجيش الإسرائيلي التي فحصت الظروف المحيطة بوفاة الجندي، كشفت عن صورة مزعجة للغاية لما تم في وحدة النخبة في العام الماضي بخصوص لعبة الأسلحة".

وأضافت "قررت اللجنة سلسلة عقوبات بعد الحادثة، بما في ذلك فصل قائد سرية وقائد فصيل وإلغاء تعيين قائد وحدة". 

إعادة تشكيل وحدة دوفدوفان

واجهت الوحدة خلال مسيرتها انتكاسات وتوترات داخلية وعمليات فاشلة، وكان أشدها تعرض عدد من جنودها للقتل بما سمي بـ"نيران صديقة"، ففي يوليو (تموز) 1992، في قرية برطعة، قتل الرقيب أول إيلي إيشا بسبع رصاصات، أطلقها عليه رفاقه، ظناً منهم أنه عربي.

 

 

وفي عام 2000، تكررت الحادثة بوتيرة أشد، حين تبادل أفراد الوحدة نفسها إطلاق النار، إذ أطلقوا النار خطأ على خمسة من زملائهم، ونجم عن ذلك مقتل ثلاثة رقباء وإصابة آخر، أثناء محاولة فاشلة لاغتيال محمود أبو هنود، أحد قادة كتائب عز الدين القسام. وكان أبو هنود آنذاك المطلوب الأول في الضفة الغربية، ولكنه تمكن من الانسحاب أثناء العملية بعد إصابة في كتفه.

وفي عام 2002، قتل المقدم إيال فايس، قائد وحدة دوفدفان، حين انهار عليه سقف منزل هدمته الجرافات الإسرائيلية، أثناء عملية نفذتها الوحدة لإلقاء القبض على مطلوبين من عناصر المقاومة.

وبسبب تلك الأحداث ونحوها، والتحديات التي واجهت الوحدة أثناء عملها، تقرر عام 2002 إجراء تغييرات كبيرة فيها وفي تكتيكات عملها، فأعيد تنظيمها، وشكلت وحدات خاصة داخلها لم تعلن.

وبنيت قاعدة سرية مستقلة للوحدة، كما نقل التدريب الأساسي الذي كان يجرى في قاعدة "ميتكان آدم" إلى قاعدة المظليين، عقب وفاة جنديين أثناء التدريب.

ومنذ عام 2008، توسع نطاق عمليات وحدة دوفدفان، وبدأت بتنفيذ مهمات داخل قطاع غزة، ففي نهاية ذلك العام ومطلع العام الذي تلاه، شاركت الوحدة في عملية "الرصاص المصبوب"، التي شنتها قوات الاحتلال على غزة، وكانت تلك المرة الأولى التي تشارك فيها الوحدة في عملية داخل القطاع.

 

 

وفي عام 2011، حاول بعض عناصرها الدخول إلى قطاع غزة بسيارة مدنية، متظاهرين بأنهم فلسطينيون، ولكن العناصر الأمنية لكتائب القسام استطاعت اكتشافهم واشتبكت معهم، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، بمن فيهم قائد الكتيبة.

وشاركت الوحدة لاحقاً في عمليتي "عامود السحاب" و"الجرف الصامد" اللتين شنتهما قوات الاحتلال على غزة في عامي 2012 و2014، على التوالي.

متى أنشئت؟

يقول المركز الفلسطيني للإعلام إن فكرة "المستعربين تعود للفترة التي سبقت تأسيس إسرائيل، وإن من اقترحها في البداية هم البريطانيون الذين وجهوا قيادة الانتداب إلى استغلال الإمكانات التي يتمتع بها اليهود الشرقيون الذين استوطنوا فلسطين، عبر انتقاء مجموعة منهم وتجنيدهم في إطار استخباري، ثم زرعهم في صفوف الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها".

 

 

في عام 1952 وعقب إنشاء إسرائيل كان التصور السائد داخل الجيش هو أن "الجيوش العربية ستغزو إسرائيل عاجلاً أم آجلا"، ولذلك تقرر إنشاء وحدة "مستعربين" في وكالة الأمن الداخلي "الشاباك"، وكانت تلك الوحدة الأولى السرية التي أنشئت لمواجهة المسلحين الفلسطينيين.

وعندما تولى إيهود باراك قيادة اللواء الأوسط، الذي يشمل الضفة الغربية، في يونيو (حزيران) 1986 أسس وحدة خاصة قبل أشهر من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي عرفت بانتفاضة الحجارة.

وعرفت هذه الوحدة باسم وحدة "دوفدفان"، أو الوحدة رقم 2017. وهي وحدة خاصة لمكافحة "الإرهاب" تابعة للجيش، وتضم أفراداً ينفذون مهمات عسكرية وأمنية خاصة، ويقدر عددها بمئات أو أكثر، وتضم الوحدة عناصر من جنود الجيش، إضافة إلى شرطة "حرس الحدود".

وتنشط هذه الوحدة الخاصة في جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفذ عمليات دهم واعتقال خصوصاً في أرجاء الضفة المحتلة، وأهم ما تكلف به هو تنفيذ عمليات الاغتيال، وإحباط أي هجمات أو عمليات فلسطينية مسلحة.

وظل وجود هذه الوحدة سرياً حتى عام 1988، بعد أن كشف صحافيون أمرها ووصفوها بوحدة الاغتيالات التابعة لجيش الاحتلال، وأدى ذلك إلى تجميد بطاقات اعتماد هؤلاء الصحافيين الصحافية في إسرائيل.

 

 

وتعززت وحدة المستعربين بعد توقيع اتفاقات أوسلو وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن والبلدات الفلسطينية، التي عرفت فيها عمليات الدهم والاعتقال واغتيال كبار قادة الفصائل الفلسطينية التي نفذتها في أرجاء الضفة.

أهم وحدات "المستعربين"

بحسب المعهد الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، تنشط حالياً أربع وحدات نشطة للمستعربين هي:

-     دوفدفان: وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي وتنشط منذ عام 1986 حتى اليوم.

أقيمت الوحدة بمبادرة ممن كان قائد المنطقة العسكرية الوسطى في جيش الاحتلال إيهود باراك (أصبح لاحقاً رئيساً للأركان ورئيس حكومة). وأساس عملها، تنفيذ عمليات اعتقال، واغتيالات. وحين تشكلت، ضمت جنوداً من وحدات الكوماندوز البرية والبحرية، ومع اندلاع انتفاضة الحجر الفلسطينية في نهاية عام 1987، ازداد نشاط الوحدة، وشاع اسمها.

-  "ي. م. س": تابعة لقوات "حرس الحدود"، وهي قوات تنضم للجيش في زمن الحروب، وللشرطة في زمن الهدوء، وهي القوات الناشطة أكثر في الضفة المحتلة. وهي تعد واحدة من وحدات "النخبة" في قوات ما يسمى "حرس الحدود"، وتنشط بعمليات كتلك التي تنشط بها الوحدات الشبيهة في التشكيلات العسكرية الأخرى، ولكن هذه الوحدة بالذات تنشط بالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك".

- "متسادا": تابعة لسلطة السجون، ولكن تستخدمها لقمع تظاهرات الضفة، أقيمت هذه الوحدة في سنوات الألفين الأولى، وتعد واحدة من وحدات النخبة التابعة للجيش، وإضافة إلى المهمات التي تقوم بها بقية وحدات المستعربين، فإن هذه الوحدة متخصصة أيضاً بإنقاذ وتحرير رهائن، والسعي إلى إلقاء القبض على من يهربون من السجون.

على رغم أن هذه وحدة تابعة لسلطة السجون، إلا أنها تستخدم لقمع التظاهرات في الضفة، وخصوصاً. المسيرات الأسبوعية، إذ برز اسمها في قمع مسيرات قرية بلعين الأسبوعية.

-    "غدعونيم": وحدة تابعة للشرطة. أقيمت هذه الوحدة في عام 1990، كوحدة مهمات خاصة، ولكن أقامت داخلها فرقة مستعربين تعمل بشكل خاص في مدينة القدس المحتلة.

تنكر بزي طبي

مطلع العام الحالي، تنكر أفراد من الوحدة بملابس ممرضين وأطباء، ودخلوا مستشفى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين بالضفة الغربية، لتصفيه ثلاثة من مقاتلي حماس هم محمد وباسل أيمن الغزاوي ومحمد وليد جلامنة.

 

 

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية دهمت قوة قوامها 12 جندياً إسرائيلياً المستشفى وانتشرت في مواقع عدة، فيما قام ثلاثة من أفرادها بالتسلل إلى رواق يضم 10 أسرة في الطابق الثالث واغتالت ثلاثة شبان أحدهم باسل الغزاوي، الذي كان يتلقى العلاج في المستشفى منذ الـ25 من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعدما أصيب خلال قصف جوي استهدف مقبرة جنين.

وأوضحت مصادر من داخل المستشفى أن أفراد القوة الخاصة الإسرائيلية تنكروا بالزي المدني، بلباس أطباء وممرضين، وأحدهم تخفى بلباس ممرضة محجبة، وتسللوا إلى المستشفى واتجهوا إلى الطابق الثالث حيث اغتالوا الشبان الثلاثة باستخدام مسدسات كاتمة للصوت.

وقالت المخابرات الإسرائيلية إن الثلاثة لهم علاقة بـ«حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وكانوا يستعدون لتنفيذ عملية إرهابية في إحدى المستوطنات اليهودية شمال الضفة الغربية، بواسطة تفجير سيارة مفخخة على بوابتها الخارجية حيث تقع مقصورة الحراسة، وأضافت أن قتلهم منع تنفيذ العملية.

 

تنشط هذه الوحدة الخاصة في جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفذ عمليات دهم واعتقال خصوصاً في أرجاء الضفة المحتلة، وأهم ما تكلف به هو تنفيذ عمليات الاغتيال، وإحباط أي هجمات أو عمليات فلسطينية مسلحة.

 

 

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في تغريدة على منصة "إكس"، إن من نفذوا عملية الاغتيال هم عناصر من وحدة النخبة في شرطة حرس الحدود.

ونشر مقطع فيديو من إحدى كاميرات المستشفى لمجموعة من عناصر القوة الخاصة الإسرائيلية يرتدون ملابس فلسطينية، ومنهم من ارتدى ملابس ممرضين وأطباء، ويشهرون السلاح داخل المستشفى، وذكر المركز الفلسطيني للإعلام سابقاً أن محمد أيمن الغزاوي هو أحد مؤسسي كتيبة جنين في "كتائب القسام".

مشكلات 

وفي عام 2022، أوردت إذاعة الجيش الاسرائيلي، أن حالاً من الغضب تسود صفوف قيادة "حرس الحدود" بعد إعلان الجيش، أن القناص الذي قتل الطفلة جنى زكارنة، ينتمي لوحدة "المستعربين" التابعة لـ"حرس الحدود".

وبعد ساعات من مقتل الطفلة قال الجيش في بيان، "إن ما وصفه قناصاً من وحدة المستعربين، مدرباً وصاحب خبرة واسعة" من المحتمل أنه أطلق النار على الطفلة، بالخطأ.

ونقلت القناة 14 عن ضباط كبار في "حرس الحدود" قولهم "إنه من المثير للاهتمام أن الجيش استغرق أشهر عدة لإدراك أن جندياً من وحدة "دوفدفان" الخاصة (التابعة للجيش)، أطلق النار على الصحافية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، غير أنه احتاج بضع ساعات فقط لإدراك أن الشخص الذي أطلق النار على الطفلة كان من مقاتلي وحدة المستعربين، التابعة لحرس الحدود".

 

 

في سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية أن هذه الوحدة هي المسؤولة عن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في مايو (أيار) 2022، إذ أطلق قناص إسرائيلي رصاصة مباشرة على رأسها أودت بحياتها، بينما كانت تستعد مع مجموعة من الإعلاميين لتغطية مداهمة قوات الجيش مدينة جنين.

أبرز عمليات الوحدة

نفذ المستعربون عمليات اغتيال عدة تركزت في محافظات جنين وطولكرم ونابلس، وغيرها من المناطق وأبرزها :

- حاولت وحدة "دوفدفان" في السادس من أغسطس (آب) 2000، اغتيال محمود أبو هنود قائد كتائب عز الدين القسام شمال الضفة، لكن العملية فشلت وأدت إلى قتل ثلاثة من الجنود الإسرائيليين.

- في أغسطس من 2002، اقتحمت وحدة من المستعربين الحي الغربي من مدينة طولكرم بالضفة وقتلت فلسطينيين اثنين في الأقل، وأصابت عدداً آخر بجروح.

- في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام ذاته، أطلقت الفرقة الرصاص على أربعة شباب فلسطينيين، كانوا يستقلون سيارة في مدينة جنين شمال القطاع.

- كشف سكان بلدة طمون عناصر القوة الإسرائيلية الخاصة عام 2013، عندما تخفوا كتجار خضراوات ورجموهم بالحجارة، مما أدى إلى إصابة اثنين منهم، وتدخلت قوة من الجيش، واقتحمت البلدة لإنقاذهم.

- اعتقل مستعربون فلسطينياً نهاية عام 2015، واقتادوه إلى مكان مجهول عقب مواجهات عند المدخل الشمالي لبيت لحم.

- في الفترة ذاتها، قتلت وحدة "دوفدفان" الشاب الفلسطيني عبد الله شلالدة (28 سنة) في مستشفى بمدينة الخليل جنوب الضفة، واعتقلت الفلسطيني باسم النعسان داخل فندق الوحدة، وسط مدينة رام الله بالضفة.

- في الـ16 من أبريل (نيسان) 2017، أوقفت الشرطة الفلسطينية عنصرين من وحدة "دوفدفان" في حي رفيديا بمدينة نابلس، وأعادتهما للجيش الإسرائيلي بعد تدخل الإدارة المدنية الإسرائيلية.

- عام 2018، قتل جندي من عناصر الفرقة في مخيم الأمعري برام الله، بعد أن ألقى مقاوم فلسطيني عليه لوحاً من الغرانيت.

- عام 2024، قتلت الوحدة ثلاثة فلسطينيين في مستشفى ابن سينا في جنين.

المزيد من تحقيقات ومطولات