Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حدود الواقع والمتخيل في سيناريو "طوفان الشمال" لاقتحام الجليل

إسرائيل استهدفت إبراهيم عقيل خلال اجتماع في الضاحية باعتباره العقل المدبر للعملية المفترضة

جنود إسرائيليون يكشفون عن أطول نفق هجومي عابر للحدود قيل إن "حزب الله" حفره من لبنان إلى إسرائيل (موقع الجيش الإسرائيلي)

ملخص

بعد هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته "حماس" في السابع من أكتوبر 2023، زادت مخاوف إسرائيل من خطة لـ"حزب الله" لاقتحام مستوطنات شمالية. وتحدثت تقارير عن نفق يصل جنوب لبنان بإسرائيل، مما أثار مخاوف حول تحركات الحزب، مبررة استهداف قائد قوة "الرضوان" إبراهيم عقيل، باعتباره مسؤولًا عن تلك الخطط.

بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، زادت مخاوف إسرائيل من تعرضها لاقتحام مناطق فيها والسيطرة على مستوطنات في الشمال، إذ تحدثت تقارير إسرائيلية عن وجود خطة لدى "حزب الله" لتنفيذ العملية، تزامناً مع معلومات عن نفق يصل جنوب لبنان بشمال إسرائيل، مما أثار ضجة حول مدى اقتراب تنفيذ العملية.
وتتهم إسرائيل قائد "فرقة الرضوان" (قوات النخبة في "حزب الله") إبراهيم عقيل أنه كان الرأس المدبر لخطة "اجتياح" الشمال الإسرائيلي، مما دفعها إلى استهدافه خلال اجتماع لقيادة "الرضوان" في منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت.

مع نهاية حرب يوليو (تموز) 2006، أعلن حسن نصرالله معادلة مطار "بن غوريون" مقابل مطار بيروت، ومقابل كل مبنى تدمره إسرائيل في الضاحية سيقابله تدمير مبانٍ في تل أبيب، ورفع لاحقاً في الـ16 من فبراير (شباط) 2011، سقف التحدي بوجه إسرائيل، مؤكداً الجاهزية لتحرير الجليل فيما لو شنت إسرائيل حرباً على لبنان، إذ شكل هذا الخطاب أول المؤشرات عن وجود خطط لاقتحام الحدود الإسرائيلية. وعقب عملية "درع الشمال" التي أطلقتها إسرائيل في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) 2018، لتدمير أربعة أنفاق تعبر الخط الأزرق اتهمت "حزب الله" بحفرها، علق نصرالله أن "جزءاً من خطتنا في الحرب المقبلة مع إسرائيل هي الدخول إلى الجليل".
في هذا السياق، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد المتقاعد نزار عبدالقادر، أن "التفكير في خطة اقتحام مستوطنات شمال إسرائيل فيه كثير من التضخيم"، مؤكداً أن إسرائيل، التي تتحدث بصورة متواصلة عن "الجبهة الشمالية"، لن تسمح بمثل هذا السيناريو، لافتاً إلى أن "أي محاولة لاقتحام المستوطنات ستواجه برد عسكري ساحق".
وتحدث عبدالقادر أيضاً عن تقارير تتعلق باستخدام "حزب الله" الأنفاق للتسلل إلى داخل إسرائيل، إلا أنه أشار إلى أن "هذه التقارير قد تكون مبالغاً فيها". وأوضح أن "طبيعة الأرض الجبلية بين جنوب لبنان وشمال إسرائيل تجعل من الصعب حفر أنفاق كبيرة كما هي الحال في غزة". ومع ذلك لم يستبعد إمكانية استخدام بعض الأنفاق الصغيرة لتنفيذ عمليات محدودة على طول الحدود.


خرائط واعترافات

في السياق، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان القطب، إن "إسرائيل قدمت أدلة أمام مجلس الأمن الدولي تشير إلى عدم التزام ’حزب الله‘ والحكومة اللبنانية تنفيذ القرار 1701 طوال 18 سنة"، معتبراً أن "هذه الأدلة تشير أيضاً إلى عجز أو تواطؤ القوات الدولية، ولذا تستطيع إسرائيل التذرع بأخطار شن هجوم بري من لبنان على المستعمرات الشمالية، بسبب عدم وجود قوة رادعة تمنع الحزب من سيناريو شبيه لما حصل في غزة".
وأشار القطب إلى أن التحركات الإسرائيلية تبدو كاختبار لقدرات وتجهيزات وتحصينات "حزب الله"، وتسعى إلى جمع أدلة تدين الحزب، لا سيما أنها تتحدث عن خرائط عُثر عليها تؤكد نية الحزب اقتحام المستوطنات في شمال إسرائيل، وكذلك هناك اعترافات لأسرى من "حزب الله" تؤكد وجود خطط جاهزة للتنفيذ باحتلال مستوطنات وقرى الجليل وهي شبيهة بعملية "طوفان الأقصى".    

وأكد أن أهمية عمليات الاعتقال أو الأسر تكمن في استجواب الأسير والحصول منه على معلومات بالغة الأهمية تساعد في تطوير خطط القتال والمواجهة وتجنب الكمائن والاستهداف والمفاجآت.

أما بالنسبة إلى موضوع أسر أو اعتقال جنود إسرائيليين من قبل عناصر "حزب الله"، كشف القطب عن أن "ذلك يعتمد على تكتيكات القتال المتبعة، لأن عملية الأسر لها إجراءات تحضيرية تتضمن التطويق ومنع الاتصال وقطع طرق التموين والتراجع، وهذا كما يبدو غير متوفر لدى عناصر الحزب ولكنه يبقى احتمالاً قائماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجاوز الخط الأزرق

من ناحية أخرى، اعتبر العميد المتقاعد في الجيش اللبناني، جوني خلف، أنه "لا يوجد أي شك في المشاهد التي يعرضها الجيش الإسرائيلي لأنفاق تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان قرب الخط الأزرق وضمن نطاق 300 إلى 400 متر من الحدود، مما يعني إمكانية أن يكون ضمن أهداف الحزب شن هجوم بري نحو شمال إسرائيل".
وكشف خلف عن أن "بعض الأنفاق تتخطى الخط الأزرق، مما يزيد قلق إسرائيلي من إمكانية حصول عمليات تسلل من قبل فرقة ’الرضوان‘ إلى الأراضي الإسرائيلية، بخاصة إلى مناطق الجليل. أما الأنفاق الجديدة التي تم اكتشافها أخيراً، فهي عبارة عن مخازن ومستودعات للذخيرة تحت الأرض، وليست مخصصة للعبور". وأضاف أن "أنواع الأسلحة التي استحوذ عليها الجيش الإسرائيلي متنوعة، وتتضمن أسلحة مختلفة معظمها مخصص للاستخدام المباشر أي للقتال من مسافة صفر، إضافة إلى مضادات الطيران والدبابات، وألغام، وصواريخ لتدمير التحصينات وغيرها من التي تُستخدم في المعارك البرية المباشرة".
ولفت إلى أن "حزب الله" يحاول التعتيم على مجريات المعارك في الجنوب لتفادي نشر الخوف والذعر في صفوف مقاتليه، مشيراً إلى أنه "يعاني خسائر بشرية كبيرة، وفي بعض الحالات لا يتمكنون من سحب الجثث أو حتى التعرف إليها، وذلك بسبب شراسة المعاركة الدائرة في الميدان، مما يؤدي إلى دفنهم في أماكن القتال".

تدمير الأنفاق

بدوره يشير الباحث في شؤون الأمن القومي والاستراتيجي، العميد يعرب صخر، إلى أن "الحزب يفتخر بامتلاكه شبكة عنكبوتية معقدة من الأنفاق منذ عام 2006 وحتى قبل ذلك، بخاصة في الجنوب ويروج لها كجزء من قوته، فمثلاً تُعتبر الضاحية الجنوبية جزءاً مهماً من هذه الشبكة، فهي ’مدينة تحت المدينة‘"، كما نشر الحزب فيديوهات عدة تحت عنوان "جبالنا خزائننا" وذلك بهدف إظهار قدراته العسكرية، لتخزين الأسلحة والمواد الغذائية وكل ما يحتاج إليه أثناء المعارك.

وكشف عن أن العمليات الإسرائيلية تركز على اكتشاف وتدمير الأنفاق، وهذا يعكس أهمية هذه الشبكات في استراتيجية "حزب الله"، إذ إن الأنفاق تُعتبر وسيلة رئيسة للتمويه والاختباء، وتتيح للحزب القدرة على تنفيذ عمليات مفاجئة، منها التسلل إلى العمق الإسرائيلي، لا سيما أن الحزب حاول حفر أنفاق تعبر الحدود اللبنانية، الأمر الذي يفسر التقدم البطيء في القرى الجنوبية، كذلك فإن تفجير المنازل المرتبطة بالأنفاق يُعدّ جزءاً من استراتيجيتها لتقويض البنية التحتية لـ"حزب الله".
وكشف عن أن تجميع المعلومات عن عناصر "حزب الله" وأساليبه ووسائل دفاعه أي أنواع أسلحته ومصادرها، هو محور أساس في هذه العمليات، يتيح لإسرائيل فهم أسلوب القتال بشكل أفضل. كذلك فإن القدرة على أسر عناصر من الحزب تُعتبر استراتيجية مهمة، سواء لتبادل الأسرى أو للحصول على معلومات إضافية، قد تُستخدم في مراحل لاحقة.
واعتبر المتحدث ذاته أن العمليات الإسرائيلية الحالية تشكل جزءاً من استراتيجية شاملة تهدف إلى جمع المعلومات والاستخبارات، تمهيداً للانتقال إلى مراحل أكثر حسماً في الصراع. وأضاف أن "الحصار المفروض على لبنان يهدف إلى قطع الإمدادات اللوجيستية والمالية والإمدادات عن "حزب الله"، مما يقلل من قدرته على التحرك ويحد من تأثيره، عبر حصره في الجنوب، مما يسهل على القوات الإسرائيلية استهدافه بشكل أكثر فاعلية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير