ملخص
تظهر فجوة تاريخية بين الجنسين في دعم مرشحي انتخابات 2024 الأميركية، حيث تدعم النساء كامالا هاريس بشكل كبير، بينما يميل الرجال نحو ترمب. من شأن هذا التفاوت أن يلعب دوراً حاسماً يوم الاقتراع
مع اقتراب موعد الانتخابات في الولايات المتحدة، الذي يصادف بعد أكثر من أسبوع، بدأت تتشكل فجوة تاريخية غير مسبوقة بين الجنسين لجهة دعم أحد المرشحَين، من المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على هوية الفائز في السباق الرئاسي بين الرئيس السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس.
وتشير أحدث استطلاعات الرأي على المستوى الوطني إلى وجود تأييد قوي من جانب النساء لنائبة الرئيس والمرشحة "الديمقراطية"، بحيث تظهر النتائج تفوقها على منافسها "الجمهوري" بنسبة 53 في المئة، في مقابل 36 في المئة لترمب.
أما بالنسبة إلى الرجال، فتظهر الأرقام اتجاهاً معاكساً تقريباً، بحيث يفضل 53 في المئة منهم دونالد ترمب، بينما يؤيد 36 في المئة كامالا هاريس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا ما بقيت النسب على حالها حتى موعد الانتخابات، فستكون الفجوة هذه هي الأكبر منذ أن بدأت تظهر لأول مرة قبل أكثر من أربعة عقود، وفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة "يو أس إي توداي" بالتعاون مع جامعة "سافولك" الأميركية.
يشار إلى أنه في الأشهر الأخيرة، أصبحت الحملات الانتخابية تتركز بشكل متزايد حول قضيتين رئيسيتين ستؤخذان في الاعتبار عند التصويت في السنة 2024، وهما حقوق الإجهاض والاقتصاد. وهذان الموضوعان غالباً ما تأثرا تاريخياً بالانتماء الجندري.
وفي هذا السياق، قامت المرشحة "الديمقراطية هاريس بتكريس جهودها وطاقتها لقضايا حقوق الإنجاب خلال عدد من الفعاليات الأخيرة، بما في ذلك مشاركتها في تجمع انتخابي في مدينة هيوستن، ولاية تكساس، حيث ظهرت برفقة النجمة الموسيقية بيونسيه، لتسليط الضوء على أهمية هذه القضية.
ويوم السبت الفائت، وقفت السيدة الأولى الأميركية السابقة ميشيل أوباما إلى جانب نائبة الرئيس، لتسليط الضوء على المخاوف من التأثير الذي قد يحدثه دونالد ترمب على الرعاية الصحية للنساء، في حال فوزه بالانتخابات، ووجهت نداءً عاجلاً مباشراً بهذا المعنى إلى الناخبين الذكور.
وفي خطابها الذي استمر نحو 40 دقيقة في ولاية ميشيغان، قالت أوباما، "تخيل أنك في موقف صعب بحيث تجد زوجتك في حالة طارئة، وهي ترتجف وتنزف على طاولة العمليات أثناء ولادة روتينية. ضغط دمها ينخفض بينما تفقد مزيداً من الدم، وتظهر عدوى غير متوقعة، والأطباء غير متأكدين من الإجراءات اللازمة. في تلك اللحظة، ستكون أنت من يدعو ويتمنى ألا يكون الأوان قد فات".
وتابعت ميشيل أوباما تقول، "ستكون أنت من يتوسل أي شخص أن يتدخل ويفعل شيئاً ما".
وتوجهت زوجة الرئيس الأميركي السابق إلى الناخبين، منبهة إياهم إلى أنه في حال لم يتخذوا خيارهم بشكل صحيح في هذه الانتخابات، "فستكون زوجاتكم وبناتكم وأمهاتكم. والنساء عموماً عرضة لخطر أن يتأثرن سلباً بسبب غضبكم [الذي دفعكم لاتخاذ قرارات متسرعة]".
في المقابل، يواصل دونالد ترمب الترويج لنفسه كمنقذ الاقتصاد الأميركي، مدعياً أن النمو الاقتصادي "بلغ ذروته" خلال فترة توليه الرئاسة.
ويشير كل من الرجال والنساء إلى أن الاقتصاد والتضخم يمثلان أبرز المخاوف التي تطغى على انتخابات هذه السنة. ومع ذلك، فإن الرجال يعطون أهمية أكبر لهذه القضايا مقارنة بالنساء، بحيث يعتبر 34 في المئة أنهما القضية الأساسية، في حين بلغت النسبة بين النساء نحو 26 في المئة، وذلك وفقاً للاستطلاع الذي أجرته صحيفة "يو أس إي توداي" و"جامعة سافولك".
وكما هو متوقع، فإن النساء يضعن مسألة الحق في الإجهاض وحقوق المرأة في المرتبة الثانية من حيث الأهمية. وتعتبر 17 في المئة منهن هذه القضية ذات أولوية كبيرة. في المقابل، يصنف الرجال هذه القضايا في المرتبة السابعة، إذ تبلغ نسبة الذين يرَونها مهمة اثنين في المئة فقط.
ومع بقاء ثمانية أيام فقط قبل إغلاق صناديق الاقتراع (الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024)، قد تترك الانقسامات في الرأي المرتبطة بالنوع الاجتماعي تأثيرات حاسمة على نتائج الانتخابات في الولايات المتأرجحة الرئيسة.
ففي استطلاعات للرأي أجرتها "جامعة كوينيبياك" [التي تشتهر بمعهدها الوطني للاستطلاعات] في خمس من الولايات السبع المتأرجحة الحاسمة خلال أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، حققت المرشحة "الديمقراطية" كامالا هاريس تقدماً واضحاً بين الناخبات، في حين حظي دونالد ترمب بميزة مماثلة بين الناخبين الذكور في تلك المناطق.
وفي ميشيغان، أظهر استطلاع "كوينيبياك" في أواخر أكتوبر الجاري أن 57 في المئة من النساء يؤيدن كامالا هاريس، إلى جانب نسبة تأييد لها من الرجال بلغت 40 في المئة. ويدعم 56 في المئة من الرجال دونالد ترمب، مقارنة بنحو 37 في المئة فقط من النساء.
تيم مالوي وهو أحد منظمي استطلاعات الرأي لدى "كوينيبياك"، قال في تصريح، "إن الفجوة حقيقية بين الرجال والنساء، وهي مسألة جدية. ففي ولايتي ميشيغان وويسكونسن، هناك فجوة واضحة بين عدد النساء اللاتي يدعمن هاريس وعدد الرجال الذين يدعمون ترمب".
في ولاية ميشيغان، أظهر المسح في شأن موضوع الإجهاض على وجه التحديد، أن نسبة 56 في المئة من النساء يؤيدن هاريس، بينما نسبة التأييد لترمب كانت في حدود 37 في المئة. وفي ولاية ويسكونسن، أيدت 54 من النساء هاريس، بينما حظي ترمب بـ40 في المئة من التأييد النسائي.
إضافة إلى ذلك، اتسعت الفجوة بين الجنسين بشكل ملحوظ لتشمل الناخبين من أصول لاتينية وسوداء، وكذلك الناخبين البيض.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع الدعم لمرشحين "ديمقراطيين" من جانب بعض المجموعات التي كانوا يعتمدون عليها بشكل كبير، بما فيها الرجال السود والرجال من أصول لاتينية.
ففي استطلاع صحيفة "يو أس إي توداي" وجامعة "سافولك" للناخبين من أصول لاتينية في ولاية أريزونا المتأرجحة، دعمت النساء هاريس بنسبة 68 في المئة، في مقابل 28 في المئة [لترمب]، في حين فضل الرجال ترمب بفارق ضئيل بلغ 48 في المئة في مقابل 46 في المئة.
وجاءت استطلاعات الرأي في نيفادا، وهي ولاية متأرجحة أخرى، بنتائج مماثلة. فقد أظهر مسح صحيفة "يو أس إي توداي" و"جامعة سافولك" لآراء الناخبين اللاتينيين، أن النساء يدعمن كامالا هاريس بفارق 39 نقطة (68 في المئة في مقابل 29 في المئة) بينما يدعم الرجال دونالد ترمب بفارق 6 نقاط (50 في المئة في مقابل 44 في المئة).
ووفقاً للاستطلاع نفسه، يواصل الناخبون السود دعم المرشحين "الديمقراطيين" إلى حد كبير، لكن ترمب حقق تقدماً بين الرجال السود، وهو ما كان الرئيس السابق باراك أوباما قد لفت إليه بشكل مثير للجدل في وقت سابق.
وتبين من استطلاع منفصل أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" و"كلية سيينا" هذا الشهر، أن 78 في المئة من الناخبين السود في مختلف أنحاء البلاد يؤيدون كامالا هاريس، وهو رقم أقل بنحو 12 نقطة مما حصل عليه جو بايدن في انتخابات عام 2020.
وفي استطلاع صحيفة "يو أس إي توداي" و"جامعة سافولك" لآراء الناخبين السود في ولاية ميشيغان، حصلت هاريس على دعم قوي من النساء بفارق 72 نقطة. إلا أن تأييد 13 في المئة من الرجال السود لدونالد ترمب، أدى إلى تراجع مركز هاريس إلى 53 نقطة.
© The Independent