ملخص
منح المدير الفني الموقت للمنتخب الإنجليزي لي كرسلي منتخب "الأسود الثلاثة" بطاقة التأهل إلى المستوى الأول في دوري الأمم الأوروبية وحصل في المقابل على حدث نادر لأي مدرب لإنجلترا وهو النهاية السعيدة لفترته.
يظل السير ألف رامسي هو المدرب الوحيد لإنجلترا الذي فاز بكأس العالم، وهي المكانة التي قد يحتفظ بها لبضعة عقود أخرى، لكن لي كارسلي يمكن أن يودع منصبه كمدرب موقت بتميز فريد من نوعه، إذ أصبح كارسلي المدرب الوحيد لإنجلترا الذي حقق الصعود، وإذا كان هذا يعكس حداثة دوري الأمم الأوروبية، وحقيقة أن غاريث ساوثغيت - في عهد ناجح بخلاف ذلك - تسبب في الهبوط، فقد نجح كارسلي في الأقل في تجنيب المدرب الجديد توماس توخيل مباراة فاصلة ضمن مبارياته الأولى، والآن يمكن لكارسلي التنحي عن منصبه الموقت بنسبة فوز تبلغ 83 في المئة، لكن لتأكيد النجاح أشرف لاعب خط الوسط السابق لجمهورية إيرلندا على أكبر انتصار لإنجلترا على البلد الذي مثله 40 مرة حينما كان لاعباً.
لقد هزمت إيرلندا في غضون ثماني دقائق، عندما أصبح عنادها السابق في غير محله بعد أن تقلص فريقها إلى 10 لاعبين واستقبلت ثلاثة أهداف، وبعد أن افتقر الفريق إلى الإلهام قبل الاستراحة، أظهر فريق كارسلي قوة لا هوادة فيها للاستفادة من استسلام إيرلندا، وقال كارسلي "أردت أن يكون فريق إنجلترا مثيراً للمشاهدة وأن يهاجم"، لذا فإن فوز إنجلترا بثلاثية نظيفة وخمسة أهداف نظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، حتى مع وصول عدد اللاعبين المنسحبين من الواجب الدولي إلى رقم مزدوج، يعد انتصاراً شخصياً.
وبالنسبة إلى هاري كين كانت فترة التوقف الدولية مختلفة، ولكنها جلبت نهاية ناجحة، فخرج من مباراة اليونان وتعرض لضغوط شديدة وشعر بالإحباط في الشوط الأول عندما حصل على إنذار بسبب التدخلات المشتركة مع جيسون مولومبوي، لكنه كاد أن يصنع الهدف الأول بتمريرة رائعة وسجل بنفسه من نقطة الجزاء، وربما جاء تألقه كمكافأة على التزامه بالواجب الدولي مع إنجلترا ووجه أصابع الانتقاد إلى اللاعبين الذين ابتعدوا عن المباريات الدولية.
ومع ذلك فإن الهدف الدولي الـ69 لكين كانت له خصوصيته بالنظر إلى أن بقية الأهداف جاءت عن طريق أربعة لاعبين يسجلون هدفهم الدولي الأول لإنجلترا في مباراة واحدة وهو حدث لم يحدث منذ عام 1930، لكن كارسلي يتبع سياسة إتاحة الفرص، وأسهم ذلك في تسجيل هؤلاء اللاعبين الأربعة لأربعة أهداف رائعة، وقال كارسلي "لقد كانت أمسية رائعة، رائعة للغاية بالنسبة إلى كثيرين".
وبالنسبة إلى أنتوني غوردون وكونور غالاغر وجارود بوين وتايلور هارود بيلس، فقد عاشوا لحظات رائعة، فكل منهم لاعب مجتهد كان عليه أن يشق طريقه إلى القمة، وأمضى غالاغر وهارود بيلس فترات إعارة عديدة، وبدأ بوين في دوري غير محترف، ولم يتمكن غوردون، قبل فترة ليست بالبعيدة، من الانضمام إلى فريق بريستون، ومن المؤكد أنه لم يكن من المتوقع لأي لاعب منهم أن يسجل لإنجلترا، والآن أصبح كل منهم قادراً على ذلك، وفي حالة بوين، كان الهدف من أول لمسة له، أما بالنسبة إلى هارود بيلس، فقد كان هدفه الأول، وإن كان هدفه قد لا يسعد كل أفراد أسرته، إذ إن نجم إيرلندا السابق روي كين هو والد زوجته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهدت المباراة قدراً من القسوة تجاه إيرلندا، إذ سبق أن قدم اتحادها عروضاً لكارسلي لإدارة المنتخب الوطني قبل أن يستقر في النهاية على هيمير هولغريمسون، طبيب الأسنان السابق الذي قام بتدريبهم بخبرة قبل الاستراحة.
في المباراة السابقة بين المنتخبين في دبلن خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، استقبلت إيرلندا هدفين من لاعبين كان من الممكن أن يلعبا بألوانها، وهما ديكلان رايس، الذي لعب لفترة وجيزة لصالح المنتخب الإيرلندي، وجاك غريليش، الذي كان من الممكن أن يفعل ذلك.
وفي مباراة العودة، كان من بين المسجلين اثنين آخرين من أصل إيرلندي هما كين وغالاغر، وبينما جاءت بعض أعظم أيام إيرلندا بفضل الشتات، فربما للمرة الأولى يمكنهم الندم على ذلك.
ولكن لمدة 50 دقيقة، كانت خطة اللعب التي وضعها هولغريمسون ناجحة، إذ لعبت إيرلندا بأربعة مدافعين مركزيين مع الإبقاء على ناثان كولينز كلاعب وسط بديل، وفشلت محاولات إنجلترا نحو إيجاد ثغرة واضحة، ولكن إذا لم يمتلك كين سرعة أولي واتكينز التي تمدد الدفاع، وهو اللاعب الذي حل محله ضد اليونان، لكن كين يمكنه تقديم تمريرة بينية تخترق الدفاع، إذ يقدم المهاجم الذي يعمل أيضاً كصانع ألعاب بعداً آخر، ووصلت تمريرته المفتاحية إلى جود بيلينغهام الذي تعرض لعرقلة من ليام سكيلز الذي تعرض للطرد مع احتساب ركلة الجزاء التي سجل منها كين الهدف الأول.
يمكن لإيرلندا أن تندم على فرصتين ضائعتين في الشوط الأول، ولكن أيضاً على الإنذار غير الضروري لسكيلز في الشوط الأول، بسبب تعمده تأخير لعب ركلة حرة، إذ انهار الفريق بعد طرده.
أما الهدف الثاني فصنع في نيوكاسل وإن كان بمساعدة ماضي بيرنلي وحاضره، مع وجود ثلاثة لاعبين من نيوكاسل في التشكيلة الأساسية لإنجلترا للمرة الأولى منذ عام 1997، إذ مرر تينو ليفرامينتو عرضية وسدد غوردون كرة طائرة، ومع ذلك بعد لحظة من الارتباك بين كولينز وجوش كولين ارتدت الكرة من لاعب خط وسط كلاريتس، ثم استحوذ غالاغر على الكرة ليسجل بعد أن لمس مارك غيهي ركلة ركنية من نوني مادويكي، وكان جناح تشيلسي المستفيد الآخر من عصر كارسلي، وهو اللاعب الأكثر ذكاء في إنجلترا خلال البداية المملة للمباراة.
ولقد حول المنتخب الإنجليزي الفوز إلى انتصار ساحق، إذ قدم بيلينغهام تمريرتين حاسمتين في أربع دقائق، وسجل بوين - الذي استدعي للتشكيلة فقط عندما انسحب ثمانية لاعبين آخرين يوم الإثنين الماضي - هدفاً بعد ركلة حرة جيدة التنفيذ.
وحول هارود بيليس، الذي كان ثامن وآخر لاعب يشارك للمرة الأولى في مباريات كارسلي الست، من عرضية لاعب خط وسط ريال مدريد، إذ حول اتجاه الكرة إلى داخل المرمى.
وهكذا عادت إنجلترا للمستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية، وبينما قد يمثل ذلك جائزة صغيرة نسبياً، نظراً إلى أن عام 2024 أوصلهم إلى حافة الفوز بكأس كبرى بعيدة المنال، لكن هذه كانت المهمة التي كلف كارسلي بها، وقال "الشيء الرئيس هو الصعود". لقد فعل ذلك مع بعض الوجوه الجديدة، ويمكنه التنحي الآن، وإعطاء توخيل إحاطة، إذ تمنح فترة ولايته الموقتة ذلك الشيء النادر لمدير فني لإنجلترا، وهي النهاية السعيدة.
© The Independent