ملخص
قال وزير النقل اللبناني علي حمية إن ضربات إسرائيلية استهدفت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء المعابر الحدودية الثلاثة بين شمال لبنان وسوريا للمرة الأولى.
قتل سبعة أشخاص في سوريا جراء غارات إسرائيلية استهدفت، ليل الثلاثاء – الأربعاء، معابر حدودية مع لبنان قبيل ساعات من بدء وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله"، وفق حصيلة جديدة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تحدّث، أيضاً، عن استهداف "الطيران الحربي الإسرائيلي معابر رسمية" بين البلدين هي "العريضة في ريف طرطوس للمرة الأولى، والدبوسية وجوسيه في ريف حمص".
وأسفرت الغارات عن مقتل سبعة أشخاص بينهم عسكريان سوريان وطفل ومتطوّع في الهلال الأحمر السوري، بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت مقتل شخص وإصابة شخص آخر بجروح خلال غارة استهدفت معبر العريضة الحدودي بين لبنان وسوريا، فيما قالت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري إن متطوعاً قتل وأصيب آخرون جراء القصف الذي استهدف معبري الدبوسية والعريضة "أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني في إسعاف الجرحى فجر اليوم الأربعاء"، مضيفة أن الهجوم "أسفر عن تضرر عدد من سيارات الإسعاف ونقاط عملها".
معابر حدودية
وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن 18 شخصاً أصيبوا وبعضهم في حال حرجة بسبب غارة إسرائيلية على معبر العريضة الحدودي، إذ نقل الجرحى إلى المستشفيات القريبة في حين وردت أنباء عن وقوع إصابات أيضاً في غارة إسرائيلية منفصلة على معبر الدبوسية الحدودي مع لبنان.
من جانبه قال وزير النقل اللبناني علي حمية لـ "رويترز" إن ضربات إسرائيلية استهدفت في وقت متأخر من مساء الثلاثاء المعابر الحدودية الثلاثة بين شمال للبنان وسوريا للمرة الأولى، مضيفاً أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت الطرق قد قطعت نتيجة للضربات.
وكانت الغارات الإسرائيلية على المعابر الشرقية للبنان خلال الأسابيع القليلة الماضية قد أدت بالفعل إلى إغلاق تلك الطرق المؤدية إلى سوريا، وجاءت الضربات بعد لحظات من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش) لوقف الأعمال القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل.
كذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن استهداف "الطيران الحربي الإسرائيلي معابر رسمية" بين البلدين، وهي "العريضة في ريف طرطوس للمرة الأولى، والدبوسية وجوسيه في ريف حمص"، مضيفاً أن الغارات على معبر الدبوسية أدت إلى "مقتل عنصرين في قوات النظام" في حصيلة أولية، وذلك بعد غارات مماثلة استهدفت معابر حدودية عدة بين البلدين خلال الشهرين الماضيين.
واستهدفت الغارات ليل الثلاثاء كذلك "معابر غير رسمية في وادي خالد في ريف حمص وثلاثة جسور على نهر الكبير الفاصل بين الحدود السورية واللبنانية"، وفق المرصد، كما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) في وقت سابق عن "عدوان إسرائيلي استهدف معبري العريضة والدبوسية الحدوديين مع لبنان"، فيما لم يعلق الجيش الإسرائيلي بعد على الأمر، لكن سبق أن قال إنه يستهدف ما يصفها بمواقع مرتبطة بإيران في سوريا ضمن حملة أوسع لكبح نفوذ إيران وحليفها "حزب الله" في المنطقة.
ضربات أميركية
وفي وقت لاحق قالت القيادة المركزية الأميركية إنها قصفت منشأة لتخزين الأسلحة تابعة لجماعة مسلحة موالية لإيران في سوريا، رداً على هجوم استهدف القوات الأميركية في البلاد أمس الإثنين، وعلى وقع الحرب في لبنان كثفت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية وتيرة استهدافها لمناطق حدودية تضم معابر بين لبنان وسوريا، مما أسفر عن خروج معبرين رئيسين عن الخدمة، وهما معبر جديدة يابوس - المصنع، وهو الأبرز بين البلدين، ومعبر جوسيه - القاع. كما استهدفت معابر وطرقاً غير قانونية في منطقة القصير، وجسراً في البلدة يصل بين ضفتي نهر العاصي، إذ تقول إسرائيل إنها تريد أن تمنع شحنات السلاح من الوصول إلى "حزب الله" في لبنان.
ومنذ بدء النزاع في سوريا شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله"، وازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع "حزب الله" في لبنان المجاور، ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات لكنها تكرر تصديها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وتقول أخيراً إنها تعمل على منع "حزب الله" من "نقل وسائل قتالية" من سوريا إلى لبنان.