ملخص
أمام تعقد مصالح الأطراف والأدوار في الساحة السورية بعد اجتذاب حربها الأهلية التي اندلعت عام 2011، كانتفاضة على حكم الأسد، قوى أجنبية عظمى وإقليمية، فضلاً عن ظهور جماعات متشددة وفرار ملايين اللاجئين إلى دول الجوار، فتحت الإطاحة بالأسد الباب أما تساؤل في شأن مستقبل موازين القوى وخريطة التفاعلات الإقليمية والدولية التي قد يخلفها، فضلاً عن أبرز الخاسرين والرابحين من إزاحته عن الحكم.
قبل لحظات من اندلاع شرارة أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023، كانت التحالفات والتوازنات وحتى العداوات في منطقة الشرق الأوسط تبدو مستقرة وكل في معسكره، فمحور يسعى إلى التمدد تقوده إيران، وآخر يتحرك نحو إعادة التشكل وفق التحديات العالمية الطارئة بقيادة الولايات المتحدة لمواجهة بكين وطهران معاً، فيما تتمسك موسكو المأزومة في الجغرافيا الأوكرانية بموطئ قدمها الدافئ في الساحة السورية، كنقطة انطلاق متقدمة أمام حلف شمال الأطلسي.
ومع الانهيار المباغت لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود في السلطة منذ أبيه حافظ الأسد، ومن قبله الضربات الإسرائيلية القوية لقدرات "حزب الله" اللبناني، أكثر جماعة عسكرية غير حكومية تسليحاً في العالم، بدا أن مفاعيل موازين القوى داخل الإقليم في طريقها نحو التحول والتغيير الدراماتيكي، بقدر سرعة الأحداث التي شهدتها سوريا في غضون أيام معدودة، فسوريا وفق توصيف بعضهم كانت "محور المحور" في عقيدة التمدد الإيراني، والشريك الإستراتيجي لموسكو وبكين في المنطقة، حيث أنفقت طهران كثيراً من الدماء والمال لدعم الأسد ومساعدته في النجاة من حرب أهلية هددت حكمه لأكثر من عقد من الزمان، وقامت بتشغيل قواعد عسكرية ومستودعات أسلحة ومصانع صواريخ في سوريا التي استخدمتها كخط أنابيب لتسليح حلفائها المتشددين في جميع أنحاء المنطقة.
وكذلك أقدمت روسيا على الأمر ذاته في مقابل اقتناص وجود عسكري مستقر على ساحل البحر المتوسط بعد دعم مماثل للنظام المخلوع في مواجهة المتمردين على حكمه، فيما أبقت أنقرة عينيها على ما تراه ضرورة حماية مصالحها الجيوسياسية والأمنية ضد الحضور الكردي داخل جارتها الجنوبية.
وأمام تعقد مصالح الأطراف والأدوار في الساحة السورية بعد اجتذاب حربها الأهلية التي اندلعت عام 2011، كانتفاضة على حكم الأسد، قوى أجنبية عظمى وإقليمية، فضلاً عن ظهور جماعات متشددة وفرار ملايين اللاجئين إلى دول الجوار، فتحت الإطاحة بالأسد الباب أما تساؤل في شأن مستقبل موازين القوى وخريطة التفاعلات الإقليمية والدولية التي قد يخلفها، فضلاً عن أبرز الخاسرين والرابحين من إزاحته عن الحكم.
الخاسرون من الإطاحة بالأسد
وفق الحديث مع أكثر من مراقب ومحلل غربي وروسي ممن تحدثوا إلى "اندبندنت عربية"، فضلاً عن كثير من القراءات والتحليلات الأجنبية، تربعت إيران على رأس الخاسرين من الإطاحة بنظام الأسد، إذ مثلت الخطوة محطة فارقة نحو احتمالات تراجع مشروعها الإقليمي في المجمل وإعادة صياغته بشكل آخر"، ومن بعدها تأتي روسيا وقيصرها فلاديمير بوتين الذي تخوض بلاده "حرب استنزاف" داخل الساحة الأوكرانية.
ويقول زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وعضو برنامج ليندا وتوني روبين حول السياسة العربية، بن فيشمان، إنه "ما من شك أن لانهيار النظام السوري المفاجئ تداعيات هائلة على المنطقة ستنعكس على طبيعة التفاعلات بين اللاعبين الرئيسين والأطراف الأجنبية المتداخلة في الصراع"، موضحاً خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن "إيران خسرت محوراً رئيساً في منظومتها الإقليمية، فضلاً عن خسارتها قدرتها على الإبقاء على خطوط الإمداد العسكري مفتوحة نحو ذراعها الأبرز 'حزب الله' اللبناني، والذي تزامن مع إضعاف إسرائيل له عبر المواجهة العسكرية التي اندلعت بينهما خلال الأشهر الأخيرة".
ويضيف بن فيشمان أن "إمبراطورية إيران الوكيلة في الشرق الأوسط تعرضت للدمار الكامل بعد سقوط الأسد، وذلك إبان إضعاف حركة 'حماس' في غزة على وقع الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عام، ومن بعدها 'حزب الله' اللبناني، والآن في سوريا مع الانهيار المفاجئ لنظام الأسد، وعليه فسيكون ملء الفراغ عبر الشرق الأوسط بحكم مستقر تحدياً عاجلاً ومعقداً"، موضحاً أن "فقدان الأسد يعني كثيراً من الاستثمار قاد إلى لا شيء".
وعن روسيا يوضح بن فيشمان أن موسكو "خسرت حليفاً إستراتيجياً وطويل الأمد، ولكن من السابق لأوانه معرفة كيف سيكون ردها، لأن الحفاظ على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط مصلحة كبيرة بالنسبة إليها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "سوريا الأسد كانت بالنسبة إلى روسيا الجوهرة في تاج انطلاقتها لتصبح قوة عظمى في المنطقة، وهي منطقة كانت تقليدياً مجال نفوذ للولايات المتحدة".
وقد دعمت موسكو الأسد بإرسال آلاف الجنود الروس عام 2015 وشن غارات جوية على الفصائل المتمردة والبنية التحتية المدنية في سوريا، لكن انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا وعدم قدرتها على تقديم الدعم المطلوب للأسد في آخر أيامه أدى إلى فشل مشروعها في الشرق الأوسط بصورة مدوية، وفق كثير من المراقبين.
وفي الاتجاه ذاته يقول المحلل السياسي لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة "نيوز ويك" ومجلة "فورين بوليسي" الأميركية، جوزيف إبستين، إن سقوط نظام الأسد "يعد ضربة كبيرة لكل من روسيا وإيران"، معتبراً أن "حقيقة أن أياً منهما لم يستطع منع سقوطه تظهر مدى تعثر كل من موسكو وطهران في جهودهما الحربية، فروسيا مستنزفة من القتال في أوكرانيا، و'حزب الله' الذي كان أكبر رادع إقليمي لإيران أهلكته إسرائيل".
ويتابع إبستين أن "خسارة سوريا تضر إيران بخاصة، فبغض النظر عن نوع الحكومة القادمة إلى سوريا فإنها على الأرجح ستكون معادية لطهران و'حزب الله' وستغلق طرق الإمداد من الجمهورية الإسلامية إلى لبنان"، موضحاً أن "الإطاحة بالأسد تعتبر خسارة كبيرة لطهران، إذ كانت تمثل جسراً برياً إلى شرق البحر المتوسط وقاعدة مهمة لوكلائها ومساراً لنقل الأسلحة إلى لبنان".
وكان لافتاً ما كتبه نائب الرئيس الإيراني السابق، محمد علي أبطحي، عبر منصة "إكس"، إذ اعتبر أن سقوط الحكومة السورية على يد من سماهم "المتطرفين الإسلاميين" سيكون أحد أهم الأحداث في تاريخ الشرق الأوسط، مضيفاً "ستترك المقاومة في المنطقة من دون دعم وستصبح إسرائيل القوة المهيمنة"، على حد تعبيره.
ووفق تشريح لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن "الخريطة الإستراتيجية الأميركية للشرق الأوسط كانت تضع إيران في مركز القوة لما يعرف بالهلال الشيعي، وكانت سوريا بمثابة القناة التي تمر من خلالها الأسلحة الإيرانية إلى الجماعات الإرهابية لاستخدامها في الهجمات ضد إسرائيل، وأيضاً موطناً للوجود البحري والجوي الروسي في المنطقة"، موضحة في تحليل لها بعنوان "الأخطار في الشرق الأوسط هائلة مع سقوط بشار الأسد"، أن "المسؤولين في الاستخبارات الأميركية فوجئوا عندما سقطت الحكومة السورية بسرعة مذهلة بعد أكثر من نصف قرن من الحكم، مما أدى إلى تحطم عنصر أساس آخر من الهلال الشيعي".
وبحسب "نيويورك تايمز" فإنه "ربما يكون سقوط الأسد، الذي يأتي قبل ستة أسابيع فقط من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب لفترته الثانية، التحول الأكثر أهمية حتى الآن خلال الـ 14 شهراً التي أعقبت هجوم 'حماس' في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، والذي أطلق موجة من الانتقام العنيف وغيّر التوازنات داخل ديناميكيات القوة في المنطقة"، معتبرة أن تساؤلين رئيسين بالنسبة إلى إيران وروسيا صعدا على السطح بعد الأسد، وهما هل سيطرد المتمردون الإيرانيين والروس من الأراضي السورية كما هدد بعض قادتهم؟ أم أنهم بدافع البراغماتية سيبحثون عن نوع من التفاهم مع القوتين اللتين أسهمتا في قتلهم خلال حرب أهلية طويلة؟ أما الثاني فهل ستستنتج إيران التي أضعفها فقدان "حماس" و "حزب الله" والآن الأسد، أن أفضل طريق أمامها هو فتح مفاوضات جديدة مع ترمب بعد أشهر فقط من إرسالها قتلة لمحاولة اغتياله؟ أم إنها ستسعى بدلاً من ذلك إلى الحصول على قنبلة نووية، السلاح الذي يعتبره بعض الإيرانيين خط الدفاع الأخير في عصر جديد من الضعف؟
الرابحون من الإطاحة
تُجمع معظم القراءات والتحليلات وحتى تصريحات المراقبين والمتابعين ممن تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" على أن تركيا باتت أبرز الرابحين من إسقاط الأسد، فيما تتبعها إسرائيل التي تواجه منذ أكثر من عام ما تسميه "محور الشر" بقيادة إيران، والذي يعتبر فيه الأسد الحلقة الأبرز، وفق تصريحات مسؤوليها.
ويقول مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "مجموعة الأزمات الدولية" للبحوث جوست هيلترمان، إن "دعم تركيا للفصائل المتمردة مثل 'هيئة تحرير الشام' كان حاسماً في الهجوم الأخير"، مضيفاً أنه "ما من شك في أن الهجوم الخاطف الذي شنه المتمردون أواخر الشهر الماضي حصل في البداية على الضوء الأخضر من تركيا التي كانت تحمي المتمردين منذ فترة طويلة داخل معقلهم في إدلب، شمال غربي سوريا".
ويوضح هيلترمان أن "أنقرة سمحت للمتمردين بالهجوم بعد أن رفض نظام الأسد جهودها لتطبيع العلاقات، وعليه فمن المحتمل أن تصبح تركيا الفاعل الأجنبي الأكثر نفوذاً في سوريا بالنظر إلى نجاح الهجوم"، مشيراً إلى أن اهتمام أنقرة الأساس بدمشق "يتمثل في القضاء على القوات الكردية في الشمال، حيث يعمل حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو فرع من حزب العمال الكردستاني المحظور، كما ستسعى إلى ضمان أن تكون أية حكومة تظهر في سوريا ودية تجاه تركيا وليست إيران".
ويتابع، "منذ صيف عام 2024 أدى الهجوم الإسرائيلي في لبنان والهجمات ضد إيران إلى إضعاف طهران و'حزب الله' بصورة كبيرة وهما حليفا الأسد الأشداء، وإضافة إلى إضعاف الصفوف العليا في 'حزب الله' حين دمرت إسرائيل ترسانة الحزب الهائلة من الصواريخ والقذائف الإيرانية، وواصلت مهاجمة شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحزب في سوريا حتى بعد إعلانها وقف إطلاق النار في لبنان في الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وفي الوقت نفسه كان الخصم دائم للأسد، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يفقد صبره على رفض سوريا التسوية والمصالحة مع تركيا، وحتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليف الأسد المقرب، كان محبطاً من عدم رغبة النظام في إيجاد قدر من التسوية".
ويضيف، "مع استقبال تركيا عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين فإنها حريصة على إعادتهم لوطنهم وأصبحت قضية محركة لها، إلا أنه في أوائل نوفمبر الماضي انهارت المفاوضات بين دمشق وأنقرة حول تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح للاجئين السوريين في تركيا بالعودة لديارهم بأمان بسبب تعنت الأسد، وهو الحدث الذي ربما دفع حكومة أردوغان إلى عدم الوقوف في طريق هيئة تحرير الشام عندما قررت الخروج من إدلب باتجاه حلب وصولاً إلى دمشق".
ووفق رؤية هيلترمان فإن مستقبل سوريا والمنطقة "لا يزال محاطاً بالغموض"، موضحاً أنه "على رغم اكتساب تركيا اليد العليا في الأوضاع الراهنة، فيما تكبدت روسيا وإيران خسارة فادحة، فضلاً عن مسارعة إسرائيل إلى غزو المنطقة المنزوعة السلاح على حدودها مع سوريا، وضربها مستودعات الأسلحة ومواقع إنتاج الأسلحة الكيماوية المشتبه فيها، فإن الخطر يكمن في احتمالات استمرار الصراع بين فصائل المعارضة أو هرب آلاف السجناء المتشددين من السجون وتكوين خلايا أو فصائل مسلحة متطرفة، مما يمثل تحدياً كبيراً لأية حكومة بعد الأسد، وللمنطقة كذلك".
ومع الإقرار بأن الرابح الأبرز من سقوط الأسد هو تركيا، برأيه، فإن المحلل السياسي جوزيف إبستين أشار خلال حديثه إلينا أن "الموقف بالنسبة إلى إسرائيل يبقى التفاؤل الحذر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويوضح إبستين أنه "وفق المصادر والقراءات الإسرائيلية فلا شك في أن تل أبيب فضلت صف المتمردين على بقاء الأسد في السلطة، في إطار مواجهتها مع المحور الإيراني وأذرعه التي مثلت فيها دمشق حلقة وصل رئيسة"، متابعاً "إذا كان سقوط الأسد يعني ضربة قوية للمحور الإيراني، ولا سيما مع تبعاته المتمثلة في وقف عمليات إمداد 'حزب الله' بالسلاح، فيبدو أن إسرائيل تراهن على الحكام الجدد في دمشق، ولا سيما أن احتمالات أن يكونوا في وضع يسمح لهم بتشكيل تهديد للدولة العبرية يبدو ضئيلاً، والأهم من ذلك أن احتمالات تعاونهم مع إيران تلاشت بسبب المواقف السابقة".
وفي المقابل يرى الباحث في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف، خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية"، أنه "على رغم ما يظهر على السطح راهناً من أن محور إيران تلقى ضربة جديدة أخرى في المنطقة بسقوط الأسد وعزل الجمهورية الإسلامية عن 'حزب الله' اللبناني، لكن على المدى البعيد قد يلعب هذا كله ضد إسرائيل، إذ يمكن أن تحول الجماعات المحلية سلاحها ضدها"، مشيراً إلى احتمال الأمر ذاته بالنسبة إلى تركيا مع إمكان فقدانها السيطرة تدريجياً على فصائل المعارضة الحاكمة الآن، وتحركها باتجاه تشكيل تحالفاتها بصورة تتجاوز الدور التركي.
أي مستقبل ينتظر سوريا؟
بخلاف الحديث عن الأدوار الخارجية وحساباتها على صعيدي الربح والخسارة جراء تطورات المشهد السوري، تتجه الأنظار إلى الحكام الجدد لدمشق والتحديات التي تنتظرهم، فضلاً عن مستقبل تحالفاتهم وعداواتهم على الصعيد الخارجي، وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية فإن "الأمور لا تزال غير واضحة بالنسبة إلى الداخل السوري، وقد تمر أشهر قبل معرفة إلى أين تتجه الأمور بها، وعما إذا كانت الإطاحة بالأسد تمثل تحرراً وبداية لإعادة البناء، أم أنها مقدم لمزيد من العمل العسكري".
ونقلت الصحيفة عن السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل، دان شابيرو، والذي يشغل الآن منصباً رفيعاً في وزارة الدفاع الأميركية مع مسؤولية عن الشرق الأوسط، قوله إنه "لا ينبغي لأحد أن يذرف دموعاً على نظام الأسد، لكن الاحتفال بإطاحة الأسد شيء وإدارة الفراغ في السلطة الذي يليه شيء آخر، مع التأكد من ألا تتحول سوريا إلى دولة فاشلة أو دولة إرهابية من نوع مختلف، كما حدث مع ليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي وقتله قبل 13 عاماً".
كذلك قال الخبير في الشأن السوري ومدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، إن "السؤال الجاد الآن هو إلى أي مدى سيكون هذا الانتقال للسلطة منظماً وسلساً"، مضيفاً "يبدو بوضوح أن الجولاني يتطلع بشدة إلى أن يكون انتقالاً منظماً".
وسابقاً ارتبطت "هيئة تحرير الشام"، أبرز الفصائل المسلحة التي قادت عملية الإطاحة بالأسد، بتنظيم "القاعدة" وكانت تعرف باسم "جبهة النصرة"، إلى أن قرر زعيمها أبو محمد الجولاني المعروف حالياً باسم أحمد الشرع قطع العلاقات مع التنظيم المتشدد عام 2016.
وقبل سقوط دمشق قال الشرع في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" إن "الثورة انتقلت من الفوضى إلى نوع من النظام"، لكنه لم يوضح كيف تحاول الجماعة الحكم، مضيفاً أن "أهم شيء هو بناء مؤسسات"، ومشيراً إلى أنه يريد الآن مجتمعاً يرغب السوريون النازحون في العودة له وإعادة بنائه، لا مجتمعاً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية.
وخلال سنوات الحرب الأهلية في سوريا فشلت الجهود الدولية في تحقيق سلام دائم، وعندما حاولت تركيا وإيران وروسيا إجراء محادثات سلام في كازاخستان عام 2017، كانت النتيجة جموداً سياسياً، إذ لا تزال الجمهورية السورية مقسمة جغرافياً بين فصائل مختلفة.