ملخص
في حين كان كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، والتي أدت في مارس 1979 إلى توقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، شهدت ولايته أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في سفارة الولايات المتحدة لدى طهران.
نُكِّست الأعلام في الولايات المتحدة أمس الإثنين غداة وفاة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر عن 100 عام، والذي شابت ولايته إخفاقات، لكن سيرته كصانع سلام وناشط في الأعمال الخيرية استحقت إشادات من قادة سياسيين في مختلف أنحاء العالم.
وأصدر الرئيس جو بايدن مرسوماً حدد بموجبه التاسع من يناير (كانون الثاني) 2025 يوم حداد وطني على كارتر الذي تولى الرئاسة من عام 1977 إلى عام 1981، وأمر بتنكيس الأعلام الأميركية لمدة شهر، بما في ذلك خلال حفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في الـ20 من يناير 2025.
وقال الرئيس الديمقراطي، "لكل من يبحث عن معنى أن يعيش المرء حياة ذات هدف ومعنى - الحياة الطيبة - عليه أن يدرس حياة جيمي كارتر، رجل مبادئ وإيمان وتواضع".
وليس من المؤكد ما إذا كان الرئيس المنتخب دونالد ترمب سيحضر هذه المناسبة، وخصوصاً أنه كان قد تطرق إلى ولاية كارتر بطريقة سلبية مرات عدة. غير أنه قال عبر منصته "تروث سوشيال" أول من أمس الأحد، "على رغم أنني كنت أختلف معه بشدة من الناحية الفلسفية والسياسية، فإنني أدركت أنه أحب بلدنا واحترمه حقاً".
الجنازة تستمر 6 أيام
وأعلن الجيش الأميركي أن الجنازة الرسمية لكارتر ستقام في كاتدرائية واشنطن الوطنية يوم التاسع من يناير 2025.
وقال الجيش في بيان إن جنازة كارتر الرسمية التي تستمر ستة أيام تبدأ يوم السبت، إذ سيتحرك الموكب الذي يحمل جثمانه عبر مدينة بلاينز، وهي مسقط رأسه، وتقع بولاية جورجيا، وسيمر بالمزرعة التي نشأ فيها.
وبعد ذلك سينقل جثمانه إلى أتلانتا، حيث سيرقد في مركز كارتر الرئاسي حتى صباح السابع من يناير، ثم ينقل الجثمان جواً إلى واشنطن العاصمة، حيث سيسجى فى نعش مكشوف بالقاعة المستديرة في مبنى الكابيتول الأميركي حتى إقامة مراسم جنازته الوطنية.
وستقيم الأسرة جنازة خاصة في جورجيا في وقت لاحق من يوم التاسع من يناير، بعد انتهاء المراسم في كاتدرائية واشنطن الوطنية.
توالي التعازي والإشادات
وتوالت التعازي والإشادات من رؤساء آخرين خلفوا كارتر في البيت الأبيض، فوصفه باراك أوباما بـ"الاستثنائي"، بينما قال جورج بوش الابن إنه "رجل ذو قناعات عميقة". أما بالنسبة إلى بيل كلينتون وزوجته هيلاري، فقد عمل "جيمي كارتر بلا كلل من أجل عالم أفضل وأكثر عدالة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على المستوى الدولي أشار البابا فرنسيس إلى التزام كارتر الراسخ بالعمل من أجل السلام "بدافع من الإيمان المسيحي العميق". وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والملك البريطاني تشارلز الثالث والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا داسيلفا بنضال كارتر من أجل السلام وحقوق الإنسان.
وقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعازيه بوفاة كارتر، واصفاً إياه بـ"صانع السلام ورجل الشجاعة". وقال عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، "في هذا اليوم الحزين رحل عن عالمنا صانع السلام ورجل الشجاعة والقيم الأخلاقية والإنسانية والدبلوماسية".
وأعلن "مركز كارتر" أن الرئيس الـ39 للولايات المتحدة والحائز جائزة نوبل للسلام في عام 2002 توفي "بسلام" الأحد في منزله في بلاينز في ولاية جورجيا، "محاطاً بأفراد عائلته".
ويتحدر كارتر من هذه الولاية الواقعة في جنوب شرقي الولايات المتحدة، حيث نشأ في مزرعة للفول السوداني كان يملكها والداه، ثم انتقلت إليه بعد مغادرته البحرية الأميركية وقبل دخوله عالم السياسة.
وتوفيت زوجته روزالين العام الماضي عن نحو 96 سنة، ودُفنت في بلاينز بعد تكريمها على المستوى الوطني. وكان كارتر حاضراً خلال هذه المناسبة، علماً أن إطلالاته العامة كانت نادرة في السنوات الأخيرة.
وسيُوارى الرئيس السابق إلى جانب زوجته بعد المراسم المقررة في واشنطن وأتلانتا عاصمة جورجيا.
مهندس اتفاقات كامب ديفيد
انتخب جيمي كارتر رئيساً للولايات المتحدة في عام 1976، بينما كانت البلاد لا تزال تحت وطأة فضيحة ووترغيت التي دفعت الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة.
وفي حين كان كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، والتي أدت في مارس (آذار) 1979 إلى توقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، شهدت ولايته أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في سفارة الولايات المتحدة لدى طهران.
وفي الـ24 من أبريل (نيسان) 1980 أدى الإعلان عن فشل المهمة العسكرية في تأمين إطلاق سراحهم إلى تبديد الآمال بإعادة انتخابه.
وفي عام 1982 بعد مغادرته البيت الأبيض أسس جيمي كارتر "مركز كارتر" لتعزيز التنمية والصحة وحل النزاعات في مختلف أنحاء العالم. وتعمل المؤسسة على مكافحة كثير من الأمراض، وقادت بصورة خاصة برنامج مكافحة مرض "دودة غينيا" الطفيلي الذي طاول أفريقيا بصورة رئيسة، وتم القضاء عليه بصورة شبه كاملة.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن حزنه العميق لوفاة كارتر، الرجل الذي "أنقذ حياة عدد لا يحصى من الناس" بفضل الجهود التي بذلها لمكافحة الأمراض.
وفي سن الـ90 بدأ جيمي كارتر يبتعد من الحياة العامة، فغاب على سبيل المثال عن حفل تنصيب الرئيس جو بايدن في يناير 2021.