ملخص
بعد يوم على الاقتحام، عاد مئات الطلبة لمدراسهم، متحدين بذلك قرار السلطات الإسرائيلية بإغلاقها.
وعلمت "اندبندنت عربية" أن تل أبيب استطلعت الشهر الماضي مع عدد من مديري مدارس بلدية القدس التابعة لإسرائيل إمكان استيعاب طلبة مدارس الوكالة.
باقتحامها المدارس التابعة لـ"أونروا" في مدينة القدس تكون إسرائيل بدأت فعلياً بتنفيذ قانونين يقضيان بحظر عملها وقطع التواصل مع الوكالة، مما يهدد بوقف تقديم خدماتها إلى أكثر من 100 ألف لاجئ فلسطيني في المدينة التي تخضع للقانون الإسرائيلي.
ويأتي اقتحام ثلاث مدارس في المدينة وكلية تعليمية تابعة لها بعد إخلاء المقر العام للوكالة في إقليم الضفة الغربية في حي الشيخ جراح شمال القدس.
وبصورة متزامنة اقتحمت الشرطة الإسرائيلية برفقة مسؤوليين في وزارة التعليم الإسرائيلية مدارس تابعة للوكالة في صور باهر وسلوان ووادي الجوز وكلية قلنديا.
عودة المئات
ومع أن السلطات الإسرائيلية لم تغلق تلك المؤسسات، لكنها هددت بإغلاقها بدعوى تنفيذ قانونين إسرائيليين جديدين دخلا حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.
وبعد يوم على الاقتحام عاد مئات الطلبة لمدراسهم، متحدين بذلك قرار السلطات الإسرائيلية بإغلاقها.
وعلمت "اندبندنت عربية" أن تل أبيب استطلعت الشهر الماضي مع عدد من مديري مدارس بلدية القدس التابعة لإسرائيل إمكان استيعاب طلبة مدارس الوكالة.
وتتبع لـ"أونروا" سبع مدارس في القدس، خمس منها تقع داخل الجدار العازل ومدرستان في مخيم قلنديا للاجئين خارج الجدار، إضافة إلى كلية تدريب قلنديا.
ويعيش أكثر من 110 آلاف لاجئ فلسطيني في القدس داخل مخيمي شعفاط ضمن الجدار ومخيم قلنديا خارجه، حيث توجد ثلاثة مراكز صحية.
وقبل أسبوعين استبدل مسؤولو الوكالة لافتة تشير إلى المركز الصحي الذي يعود لـ"أونروا" في البلدة القديمة للقدس بلافتة أخرى تفيد بتبعيته للأمم المتحدة مع حذف أي إشارة إلى الوكالة.
إنهاء 55 عاماً من التعاون
وترفض الوكالة التابعة للأمم المتحدة إغلاق مؤسساتها الخدماتية في مدينة القدس وتقول إنها تعمل بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا دخل لإسرائيل بها.
وأنهى قانونان إسرائيليان سنهما الكنيست نهاية أكتوبر (تشرين الأول) عام 2024 نحو أكثر من 55 عاماً من التعاون بين إسرائيل والوكالة الأممية.
ويحظر القانون الأول عمل "أونروا" داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية"، في حين يمنع القانون الثاني أي اتصال مع الوكالة، مما سيقطع التنسيق بين الجانبين ويمنع حصول موظفي الوكالة على تأشيرات لدخول إسرائيل والأراضي الفلسطينية وإجراء التعاملات المصرفية في إسرائيل.
وتسبب ذلك في عدم تجديد إسرائيل تأشيرات دخول موظفي الوكالة الأجانب ووضع صعوبات على إدخال مساعدات الوكالة إلى إقليم الضفة الغربية، وهو أحد الأقاليم الخمسة لـ"أونروا" التي تشمل قطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن.
ومع أن مقر "أونروا" يقع ضمن أراضٍ في حي الشيخ جراح استأجرتها الوكالة من الحكومة الأردنية في خمسينيات القرن الماضي، لكن إسرائيل تطالب الوكالة بإخلائها بحجة وقوعها على أراضي "دولة".
تجاهل مطالبات المجتمع الدولي
وأخلت الوكالة قبل أسابيع موظفيها من مقرها العام "حفاظاً على سلامتهم مع إبقاء متعلقاتها فيها"، وفق مسؤول في "أونروا".
وجاء اقتحام مؤسسات الوكالة في القدس إثر إيعاز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتطبيق قانوني حظرها "من دون قيود" وبعد أكثر من أسبوعين على دخولهما حيز التنفيذ.
واعتبر رئيس دائرة شؤون اللاجئين في "منظمة التحرير" الفلسطينية أحمد أبو هولي أن قرار نتنياهو "يؤكد وبصورة قطعية تجاهل إسرائيل لدعوات ومطالبات المجتمع الدولي بوقف تطبيق القانونين الإسرائيليين".
وحذر من "تبعات كارثية على اللاجئين الفلسطينيين في حال إصرار تل أبيب على تنفيذهما لأن ذلك سيؤدي إلى إعاقة عمل ’أونروا‘ في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وقطاع غزة".
لكنه أكد أن "منظمة التحرير" "ستواصل العمل مع الدول المانحة والمستضيفة لضمان استمرارية عمل الوكالة بحسب التفويض الدولي الممنوح لها في القرار 302".
واعتبر المفوض العام فيليب لازاريني أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية مدارس "أونروا" في القدس والأمر الشفوي بإغلاقها "يشكلان انتهاكاً للحق الأساسي في التعليم وامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها".
وقال المتحدث باسم الوكالة عدنان أبو حسنة إن إسرائيل "تحاول فرض الأمر الواقع على مؤسسات ’أونروا‘ في القدس وتحقيق الانتصار عليها"، مشيراً إلى أن الوكالة "لن تتبرع بإغلاق مؤسساتها".
"ليس بهذه السهولة"
وبحسب أبو حسنة فإن سعي إسرائيل إلى إغلاق تلك المؤسسات "يمثّل خرقاً للقانون الدولي ولتعهدات إسرائيل والتزاماتها التي تفرضها عليها عضويتها في الأمم المتحدة".
وأشارت الناشطة المجتمعية في القدس رتيبة النتشة إلى أن أولياء أمور طلبة مدارس "أونروا" يرفضون ترك تلك المدارس ويتمسكون بحق أبنائهم في التعليم فيها.
وأكدت أن إغلاق تلك المؤسسات "لن يكون بتلك السهولة المتوقعة في ظل تحركات أممية للضغط على إسرائيل لتحدي الاتفاقات الدولية".
ويبلغ عدد طلبة مدارس "أونروا" في الضفة الغربية نحو 50 ألفاً، إضافة إلى 300 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة.
وتطالب إسرائيل بإنهاء مهمة "أونروا" وحلّها وقيام مؤسسات أممية أخرى بدورها لأنها "تسعى إلى الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين"، وفق نتنياهو.
واتهم نتنياهو الوكالة بأنها "مخترقة بالكامل" من قبل حركة "حماس".
وتأسست كلية قلنديا للتدريب المهني التابعة لـ"أونروا" في مخيم قلنديا عام 1953 وتقدم شهادة دبلوم مهني وتعتبر أول كلية أسستها الوكالة في فلسطين.
وعلى مساحة 88 ألف متر مربع تمتد مباني الكلية ومنشآتها على أراضي قرية قلنديا شمال القدس ويقدر عدد طلبتها حالياً بـ270 طالباً يتوزعون على 14 تخصصاً.