ملخص
قامت الاستخبارات الأميركية بتلويث 800 كيس من السكر كل منها يزن 200 رطل بمادة كيماوية تستخدم عادة في تحوير الكحول، ثم أعيد تحميل الأكياس الملوثة على متن السفينة من دون أن يلاحظ الطاقم أي تغيير.
تكشف وثائق أميركية سرية مفرج عنها حديثاً أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) نفذت خلال أوائل الستينيات عملية سرية لضرب الإمدادات الغذائية للاتحاد السوفياتي، وذلك عبر تلويث نحو 800 كيس سكر على متن سفينة بريطانية متجهة من كوبا إلى أوديسا في الاتحاد السوفياتي، مفسدةً كامل الشحنة المكونة من 80 ألف كيس.
كيف لُوثت الشحنة؟
وفقاً لوثيقة مؤرخة خلال الـ29 من أغسطس (آب) 1962، حصلت الوكالة عبر مصادر سرية على معلومات تفيد بأن السفينة ستضطر إلى التوقف في أحد موانئ البحر الكاريبي لإصلاح أضرار طفيفة لحقت بجسمها إثر جنوحها العرضي. وخلال عمليات الإصلاح، كان من الضروري إنزال جزء من الحمولة وتخزينه موقتاً في المستودعات.
استغلت الاستخبارات الأميركية هذه الفرصة وتمكنت من تنفيذ العملية من دون أن تترك أي أثر، إذ قامت بتلويث 800 كيس من السكر كل منها يزن 200 رطل بمادة كيماوية تستخدم عادة في تحوير الكحول، ثم أعيد تحميل الأكياس الملوثة على متن السفينة من دون أن يلاحظ الطاقم أي تغيير.
وعند وصول الشحنة إلى الاتحاد السوفياتي وخضوعها للتكرير، كان من المتوقع أن تؤدي الأكياس الملوثة إلى إفساد كل أكياس السكر مما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري أو الحيواني. وتقدر قيمة الشحنة التي لوثت بنحو 400 ألف دولار، وهو مبلغ كبير خلال ذلك الوقت.
وبحسب الوثيقة، لم تكن المادة المستخدمة ضارة بالصحة، لكنها منحت السكر طعماً مراً لا يمكن إزالته بأية عملية تكرير، مما يؤدي إلى نفور المستهلكين من أي طعام أو شراب مصنوع منه.
عملية غير مكتشفة
نُفذت العملية بنجاح في الـ24 من أغسطس 1962 في ميناء سان خوان، بورتوريكو من دون أي تسريب للمعلومات، ولم يكن أي من أفراد طاقم السفينة البريطانية المستهدفة التي تُدعى STREATHAM HILL، على علم بما جرى، مما جعلها واحدة من العمليات السرية غير المكتشفة خلال الحرب الباردة.
وتعكس الوثائق الاستخبارية التي أفرج عنها الرئيس دونالد ترمب جانباً من التنافس الشرس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي خلال تلك الحقبة، إذ لم تقتصر المواجهة على سباق التسلح والاستخبارات، بل امتدت أيضاً إلى محاولات التأثير في الإمدادات الغذائية بطرق غير تقليدية.