Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

300 ألف تركي شاركوا في "ليلة للديمقراطية" تنديدا بتوقيف إمام أوغلو

الشرطة استخدمت الرصاص المطاط في إسطنبول وأردوغان: لن نرضخ لإرهاب الشارع

صدرت دعوات إلى التظاهر في أكثر من 45 مدينة بأنحاء تركيا (أ ف ب)

ملخص

شهدت إسطنبول، حيث حُظرت التجمعات رسمياً حتى الأحد، توترات وأطلقت الشرطة ليل الخميس الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع خلال مناوشات مع الطلاب قرب مبنى البلدية، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

شارك آلاف الأتراك مساء أمس الجمعة في تظاهرات دعت إليها المعارضة تحت شعار "ليلة للديمقراطية" للتنديد بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو فيما قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن ترضخ لـ"إرهاب الشارع".

وفي اليوم الثالث من الاحتجاجات توافد متظاهرون في اتجاه مبنى بلدية إسطنبول بدعوة من حزب الشعب الجمهوري، أبرز أحزاب المعارضة، والذي ينتمي إليه إمام أوغلو الموقوف منذ الأربعاء.

وهتف المتظاهرون "لا تصمت، وإلا سيأتي دورك قريباً"، رافعين لافتات كتب عليها "لا تخافوا، الشعب هنا" و"حق، قانون، عدالة".

وأعلنت المعارضة التركية مساء الجمعة أن عدد المتظاهرين في إسطنبول بلغ 300 ألف.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل أمام مبنى بلدية إسطنبول، حيث تجمع محتجون "نحن 300 ألف شخص"، مضيفاً أن المتظاهرين تجمعوا في عدة أماكن في أكبر مدينة في تركيا بسبب إغلاق طرق وجسور ما منع الناس من الوجود في مكان واحد. وأُغلق أمس جسران وعدد من الطرق الرئيسة المؤدية إلى مقر بلدية إسطنبول أمام حركة المرور لمدة 24 ساعة.

وأوقف إمام أوغلو الذي يحظى بشعبية ويعد أكبر منافسي أردوغان بشبهة "الفساد و"الإرهاب" فجر الأربعاء قبل أيام قليلة من ترشيح حزب الشعب الجمهوري له رسمياً لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

وصدرت دعوات إلى التظاهر في أكثر من 45 مدينة في أنحاء البلاد، بينها إزمير والعاصمة أنقرة، في خضم احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ احتجاجات غيزي الحاشدة في إسطنبول عام 2013.

وقال أوزيل "أينما كنتم، اخرجوا من منازلكم، واجتمعوا مع كل من تستطيعون وسيروا معاً".

إلى ذلك، وقعت صدامات مساء الجمعة في إسطنبول وإزمير (غرب) بين متظاهرين والشرطة.

واستخدمت الشرطة الرصاص المطاط في إسطنبول، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، أما في إزمير ثالث أكبر مدينة في البلاد فقد استخدمت الشرطة مدافع المياه، بحسب لقطات بثتها تلفزيونية محلية.

من جهته قال أردوغان الجمعة إن "تركيا لن ترضخ لإرهاب الشارع"، لافتاً إلى أن الاحتجاجات التي تقودها المعارضة ستؤدي إلى "طريق مسدود".

 

وفي المجموع أقيمت احتجاجات منذ الأربعاء في 32 من أصل 81 محافظة في تركيا في الأقل، وفقاً لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية.

وحذر أوزيل رئيس الدولة من أن المعارضة تعتزم مواصلة احتجاجاتها.

وقال أمام مبنى بلدية إسطنبول مساء الخميس، حيث تجمع آلاف المتظاهرين لليلة الثانية على التوالي دعماً لرئيس البلدية "من الآن فصاعداً لا يتوقع أحد أن يمارس حزب الشعب الجمهوري العمل السياسي في القاعات أو المباني، سنكون في الشوارع والساحات".

في المقابل حذر وزير العدل يلماز تونتش الجمعة في منشور على "إكس" من أن الدعوة إلى التظاهر "غير قانونية وغير مقبولة".

وشهدت إسطنبول، حيث حُظرت التجمعات رسمياً حتى الأحد، توترات وأطلقت الشرطة ليل الخميس الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع خلال مناوشات مع الطلاب قرب مبنى البلدية، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي أنقرة استخدمت شرطة مكافحة الشغب الخميس والجمعة رذاذ الفلفل والرصاص المطاط وخراطيم المياه لتفريق تظاهرة طلابية، بحسب مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.

وأوقفت الشرطة 53 شخصاً وأصيب 16 شرطياً بجروح خلال اشتباكات مع المتظاهرين، كما حظرت السلطات كل التجمعات حتى مساء الثلاثاء في أنقرة وإزمير (غرب).

في الأثناء ذكرت وسائل إعلام تركية أن استجواب إمام أوغلو انتهى بعد ظهر الجمعة.

وأظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها "رويترز" أن رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو نفى تهم الفساد الموجهة إليه.

 

وكانت السلطات التركية احتجزت إمام أوغلو الأربعاء بتهم الفساد والإرهاب. وقال إمام أوغلو في دفاعه "أرفض بشدة جميع الادعاءات". ووُجهت إلى إمام أوغلو، وهو شخصية معارضة بارزة ومنافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان، ما لا يقل عن 40 سؤالاً في شأن مناقصات لبلدية إسطنبول.

وأبطلت جامعة إسطنبول الثلاثاء شهادة إمام أوغلو، مما أضاف عقبة أخرى أمام مساعيه إلى الترشح، إذ ينص الدستور التركي على وجوب أن يكون أي مرشح رئاسي حائزاً شهادة تعليم عالٍ.

وتثير التهم الموجهة إلى إمام أوغلو، وخصوصاً "الإرهاب" مخاوف أنصاره من إمكان سجنه بعد انتهاء فترة احتجازه لدى الشرطة الأحد واستبدال مسؤول معين من الدولة به.

وقال أوزيل مساء الخميس للمتظاهرين أمام مبنى بلدية اسطنبول "رئيس البلدية أكرم ليس متورطاً في الفساد ولا في الإرهاب. إنه ليس لصاً ولا إرهابياً". وتابع متوجهاً لإردوغان "لم أملأ هذه الساحة وهذه الشوارع. أنت من فعل ذلك. إنها مليئة بفضلك".

وأوقف 90 شخصاً تزامناً مع توقيف رئيس بلدية إسطنبول، وما زالوا رهن التوقيف الجمعة، بحسب ما أفادت الصحافة التركية.

وتسبب توقيف إمام أوغلو في انهيار حاد بالأسواق المالية التركية وسدد ضربة قوية للعملة المحلية.

إلى ذلك أقيل نقيب محامي إسطنبول وأعضاء مجلس النقابة الملاحقون بتهمة "الدعاية الإرهابية" و"نشر معلومات خاطئة" من مناصبهم الجمعة بموجب قرار قضائي نشرته جمعية محامين.

ويأخذ عليهم القضاء التركي مطالبتهم بتحقيق حول مقتل صحافيين كرديين تركيين في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024 في سوريا بعدما استهدفتهما مسيرة تركية وفق ما أفادت منظمة غير حكومية، في منطقة كانت تتواجه فيها فصائل موالية لتركيا مع مقاتلين أكراد.

وقال نقيب المحامين ابراهيم كابوغلو بعد خروجه من محكمة تشاغليان في إسطنبول "إنه يوم أسود. ولعلَّنا قد شهدنا في كنف قصر العدل هذا انهيار النظام القضائي" التركي.

وقال رئيس اتحاد نقابات المحامين في تركيا أرينتش صاغكان "لا أحد له سلطة إسكات نقابات المحامين"، مندداً بـ"قرار مشين".

المزيد من الأخبار