Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
يحدث الآن

الوقود "المغشوش" يتربص بالمركبات في مناطق الحوثيين

مصادر في اليمن تحدثت عن سوق موازية نشطت بعد الضربات الأميركية بإيعاز من الميليشيات

شارك بعض المواطنين المأساة التي تعرضوا لها جراء تعطل سيارتهم في نهار رمضان (متداولة)

ملخص

شارك بعض المواطنين المأساة التي تعرضوا لها جراء تعطل سيارتهم في نهار رمضان وبدأ الأمر كتظاهرة شعبية على منصات التواصل الاجتماعي.

تصاعدت شكاوى عشرات المواطنين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين من تعطل مركباتهم بشكل مفاجئ بعد استخدام بترول مغشوش تم شراؤه من محطات وقود رسمية.

شارك بعض المواطنين المأساة التي تعرضوا لها جراء تعطل سيارتهم في نهار رمضان وبدأ الأمر كتظاهرة شعبية على منصات التواصل الاجتماعي.

ولم يقتصر الضرر على مالكي المركبات فقط بل شمل كل المحركات التي تعمل على نظام وقود بنزين بما فيها الدراجات النارية التي يكافح في الغالب مُلاكها على توفير القوت الضروري لأسرهم من خلال العمل عليها.

ومع تزايد عدد المتضررين من مالكي الدراجات النارية ظهر أحد المهندسين يدلي بشهادته أنه تمكن من إصلاح قرابة ثلاثين دراجة نارية في محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر مرجعاً الأسباب إلى رداءة البنزين وامتلائه بالشوائب بما أدى إلى تعطل الدراجات النارية قائلاً إن "البنزين يعمل على إغلاق الوالات، أي مناطق عبور الوقود في المحرك مما يعمل على توقفها مباشرة".

ونشر عشرات الأشخاص فيديوهات يستعرضون فيها تعطل مركباتهم وأخرى تغيرت أصوات سياراتهم نتيجة البنزين المغشوش، مما أدى في الجانب الآخر إلى انتعاش منظفات محركات المركبات كحل مهم للتعامل مع المشكلة وفقاً لتجار يمنيين.

من بين أولئك المواطن أحمد شملان من العاصمة صنعاء الذي ظهر في فيديو مصور وهو يتنقل على متن دراجة هوائية، مشيراً إلى أنه اضطر لاستخدامها بسبب تعطل دراجته النارية التي كان يعمل عليها على خلفية قيامه بتعبئتها بالبنزين من إحدى المحطات في صنعاء والذي اتضح بعد ذلك أنه مغشوش.

ويضيف "توجهنا إلى أحد المهندسين لإصلاحها، فأبلغني المهندس بأن سبب العطل هو البنزين المغشوش. وبعد إصلاحها، قام بتعبئتها مجدداً من محطة رسمية أخرى، لكنها تعطلت مرة أخرى. وتساءل المواطن مستنكراً: "على حساب من؟ من يحاسب من يفعل بنا هذا؟".

عطل بالجملة

في السياق، ظهر مواطن آخر يدعى محسن زائد في بث مباشر على منصة "فيسبوك" من أحد مراكز الصيانة، حيث تحدث عن العدد الكبير من السيارات التي تعطلت بسبب مشكلة البترول المغشوش. وأوضح أن سيارته تعطلت بسبب هذه المشكلة. كما قدم نصيحة لقائدي المركبات بضرورة الالتزام بتوجيهات المهندسين للحفاظ على محركات سياراتهم، مشيراً إلى أهمية إضافة نصف علبة من زيت المحرك إلى خزان الوقود كإجراء وقائي يمكن أن يجنبهم مشكلة تعطل مركباتهم".

اقرأ المزيد

الإعلامي اليمني محمد المحمدي نشر على صفحته في منصة "فيسبوك" أنه واجه مشكلة مفاجئة مع سيارته التي توقفت بشكل غير متوقع. وعند توجهه إلى المهندس، قام الأخير بتغيير مضخة البنزين، إلا أن صوت المحرك ظل غير طبيعي. وأثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت المشكلة تتعلق بنوعية البنزين، لتتوالى بعدها تعليقات العديد من المتابعين الذين أكدوا مواجهتهم لمشكلة مماثلة، مرجعين السبب إلى جودة البنزين.

صمت حوثي

وسط صمت مطبق من جماعة الحوثي التي تسيطر على مناطق ذات كثافة سكانية في شمال البلاد وتعمل على  استيراد الوقود إلى مناطقها عبر ميناء الحديدة، وللتخفيف من حدة الانتقادات حول عدم القيام بواجبها أمام ما حدث، نشرت شركة النفط الخاضعة لسلطة الجماعة بلاغاً يحذر السكان من شراء المشتقات النفطية المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات، الأمر الذي أثار سخرية من تصرف الشركة، إذ إن فحص الوقود قبل انتشاره في السوق من صلب عمل الشركة وليس المستهلك. لكن الجهة المختصة لدى الميليشيات لم تجب عن تساؤلات "اندبندنت عربية" في هذا الصدد.

 

وكانت مصادر إعلامية نشرت تفاصيل شحنات وقود مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات وصلت إلى صنعاء والمحافظات الواقعة في مناطق الجماعة عبر شركة تابعة لهم، ولم تخضع لأي عملية فحص، ما أدى إلى انتشار الوقود المغشوش وتعطل السيارات التي تعمل بالبنزين.

وذكر الإعلامي عبد الرحمن النويره أن سيارته تعطلت نتيجة البترول المغشوش، وقال: "الآن إيش المشكلة في البترول الرسمي؟ عبيت بترول من محطة شركة النفط ولم يمض نصف يوم حتى تعطلت السيارة، والآن أنا وزوجتي سياراتنا معطلة ومن عند مهندس إلى مهندس".

من جانبه، كشف الناشط اليمني بسيم الجناني المتخصص في قضايا الملاحة البحرية في الحديدة إنه بعد أن أجرى بحثاً دقيقاً حول حركة السفن والناقلات، "تبين أن الناقلةlove  هي الأخيرة التي وصلت إلى محافظة الحديدة، وذلك في الـ 26 ديسمبر (كانون الأول) 2024، محملة بـ 60.639 طن من البترول. وتعتبر هذه الكمية كبيرة وغير مسبوقة مقارنة بالشحنات السابقة في السنوات الماضية إلى ميناء "رأس عيسى" النفطي.

وأضاف" بعد شهرين من وصول الناقلة، أي في 20 فبراير 2025، بدأت عمليات تفريغ البترول مباشرة من دون وجود خزانات للتخزين، مما أدى إلى ضخ الكمية في السوق من خلال القاطرات".

وأشار الجناني إلى أنه بعد التحري اتضح أن الوكيل الملاحي لهذه الناقلة هي شركة "تاج أوسكار" وهي شركة تابعة للوبي داخل شركة النفط في سلطة الحوثيين، وأنهم استغلوا تدمير منشآت النفط ومختبر المنشآت لإدخال الكمية المغشوشة وضخها للسوق وتسببت في تعطيل مئات المركبات وخسائر مادية كبيرة للمواطنين"، بحسب قوله.

وزادت الضربات الأميركية على قيادات الميليشيات الحوثية التحديات أمام عناصرها الأخرى في السيطرة على المشهد المرتبك أصلاً في مناطقهم شمال البلاد.

المزيد من العالم العربي