ملخص
توقع المحلل يعقوب الدموكي أن تنتقل المعارك إلى جنوب الخرطوم ومناطق جبل أولياء بعد تطهير المنطقة الجغرافية المحدودة والصغيرة جداً التي تتحرك فيها القوات المتمردة خلال الساعات الـ24 ساعة المقبلة، فهل اقترب الجيش السوداني من حسم معركة الخرطوم؟
شكلت الانتصارات الميدانية الأخيرة للجيش السوداني بتحريره مواقع إستراتيجية عدة في قلب الخرطوم على رأسها القصر الجمهوري تقدماً لافتاً شمل معظم المراكز السيادية والوزارات والمؤسسات الحكومية، ضمن خطته لتحرير كامل ولاية الخرطوم وعاصمتها التاريخية.
هذه التقدمات طرحت كثيراً من الأسئلة حول قرب انتهاء الحرب، فهل شارف الجيش فعلاً على حسم معركة الخرطوم؟
مفتاح الخرطوم
وفي رد على هذا السؤال، قال المراقب والمحلل السياسي، يعقوب الدموكي، إن الجيش قام بعمل كبير خلال الفترة الماضية بدءاً من تحرير ولاية الجزيرة ومصفاة وكثير من المناطق والنقاط الإستراتيجية، وهي التي أصبحت مفتاح الدخول إلى تحرير الخرطوم.
أوضح الدموكي أن تحرير القصر الجمهوري بوصفه رمزاً لسيادة البلاد واستقلالها الوطني يكتسب أهمية خاصة، ويرسل رسالة جوهرية بما لها من دلالات رمزية مفادها بأن الجيش يبسط الآن سيطرته على سيادة الدولة.
وأشار المراقب إلى أنه عقب تحرير القصر الرئاسي تمددت قوات الجيش وبسطت سيطرتها على كامل وسط الخرطوم بما فيها من وزارات سيادية ومقار حيوية للمؤسسات الحكومية.
أما ما تبقى من مراكز سيادية مهمة بعد تحرير وسط العاصمة، وفق الدموكي، فهو مطار الخرطوم الدولي الذي هو على وشك التحرير بعد وصول قوات الجيش إلى مقر جهاز الاستخبارات العامة شرق المطار، بما فيه منزل قائد "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو نفسه من الجهة الشمالية الغربية للمطار.
قبل العيد
توقع المحلل أن تُحرر المنطقة الجغرافية المحدودة والصغيرة جداً التي تتحرك فيها القوات المتمردة خلال الساعات الـ24 ساعة المقبلة، ثم تنتقل المعارك بعد ذلك إلى جنوب الخرطوم ومناطق جبل أولياء، لأن هناك جيوشاً قادمة من النيل الأبيض وجنوب العاصمة، وتابع "بخسارة ’الدعم السريع‘ معظم قوته الصلبة من جنود وضباط وعتاد في وسط الخرطوم وتحييد مراكز القنص في المباني الشاهقة، أصبح الطريق ممهداً للتعامل مع جيوب القوة المتمردة المتبقية، والانتقال إلى تنظيف بعض مناطق جنوب وغرب أم درمان، لتعلن العاصمة خالية تماماً من التمرد بنهاية شهر رمضان وقبل عيد الفطر المبارك".
يرى الدموكي أن قوات الجيش ستنتقل في المرحلة التالية إلى ولاية شمال كردفان للتعامل مع بعض القوات المتمردة في محيط مدينة الأبيض وبخاصة في منطقة بارا، قبل أن تتحرك صوب إقليم دارفور، مما يجعلها ضعيفة القدرات القتالية ولا يتوقع أن تصمد كثيراً أمام قوات الجيش بخاصة بعد تراجع كثير من الإدارات الأهلية عن دعمها ميليشيات "الدعم السريع".
Listen to "الجيش السوداني قد يعلن تحرير الخرطوم مع نهاية شهر رمضان" on Spreaker.