ملخص
برشلونة يتقدم بثبات نحو نهاية موسم ناجح تحت قيادة هانسي فليك، حيث يتصدر الدوري الإسباني ويخوض منافسات قوية في الكأس ودوري الأبطال. مع استعدادات لتجديد عقد المدرب الألماني وتعزيز الصفقات، يواجه النادي تحديات مالية في تسجيل بعض اللاعبين بينما يخطط لمستقبل يعتمد على الشباب والاستقرار.
مع قرب نهاية فترة التوقف الدولية في مارس (آذار) الجاري يستعد نادي برشلونة الإسباني للعودة إلى المنافسات المحلية والقارية استعداداً للتقدم في طريق إنهاء موسم (2024 - 2025) بأفضل نتائج ممكنة، إذ يتصدر الفريق الكتالوني ترتيب جدول الدوري الإسباني برصيد 60 نقطة بعد خوض 27 جولة، متقدماً بفارق الأهداف على أقرب ملاحقيه ريال مدريد، من أفضلية خوض مباراة أقل من الفريق الملكي الذي لعب 28 مباراة.
وبلغ برشلونة الذي يقوده المدرب الألماني هانسي فليك نصف نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا حيث تعادل مع أتلتيكو مدريد في مباراة الذهاب بنتيجة (4 - 4)، ومن المقرر أن تجمعهما مباراة الإياب في الثاني من أبريل (نيسان) المقبل.
وبلغ برشلونة الدور ربع النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا بعد احتلال المركز الثاني في ترتيب المجموعة الموحدة خلف ليفربول الإنجليزي ثم في دور الـ16 تمكن من عبور عقبة بنفيكا البرتغالي بالفوز (1 - 0) ذهاباً و(3 - 1) إياباً، والآن أصبح على موعد مع مواجهة بوروسيا دورتموند الألماني في دور الثمانية سعياً وراء حلم الوصول إلى النهائي الذي يستضيفه استاد "أليانز أرينا" في مدينة ميونيخ الألمانية في الـ31 من مايو (أيار) المقبل.
ومع تقدم برشلونة بخطى ثابتة نحو إنهاء الموسم بتحقيق ثلاثية تاريخية في أول حملة للمدرب فليك الذي انضم للنادي في الأول من يوليو (تموز) 2024 بعقد يمتد حتى الـ30 من يونيو (حزيران) 2026 يبدو أن مستقبل المدرب الألماني يمثل محور استراتيجية برشلونة ومشروعه المستقبلي المبني على الشباب.
وذكرت صحيفة "سبورت" الكتالونية المقربة من برشلونة أن النادي يسير في اتجاه واضح نحو تجديد عقد مدربه، مع الإشارة إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق رسمي، إذ يفضل فليك الانتظار حتى نهاية الموسم لإنجاز المهمة التي بدأها قبل الخوض في تفاصيل العقد الجديد.
وقال تقرير الصحيفة إن العلاقة بين الطرفين تبدو إيجابية للغاية، حيث يتمتع فليك بتفاهم واضح مع رئيس النادي خوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو وقد ظهرت في الآونة الأخيرة الرؤية المشتركة لتطوير مشروع طويل الأمد في برشلونة.
وينوي برشلونة مكافأة المدرب الألماني بزيادة كبيرة في راتبه تقديراً لجهوده وإنجازاته، بخاصة أنه قبِل منذ البداية بالعرض المالي المتاح في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي يعاني منها النادي.
ومن المعروف عن فليك عدم تفضيله للعقود طويلة الأمد، لذا من المتوقع أن يكون التمديد لمدة موسم إضافي فقط، لضمان استمرار الاستقرار داخل الفريق وحسم أي جدل محتمل خلال الموسم المقبل، الذي من المفترض أن يكون موسم تثبيت المشروع الكروي الجديد للنادي.
ومن أسباب تمسك إدارة برشلونة بالمدرب فليك أنه لم يفرض شروطاً صعبة عند قدومه، باستثناء التعاقد مع داني أولمو مع لايبزيغ الألماني، وقرر أن يعتمد بشكل أساسي على مواهب أكاديمية "لا ماسيا" في تماشٍ رائع مع فلسفة النادي.
ومع ذلك، فإن فليك يدرك تماماً أن هناك مراكز تحتاج إلى تدعيم، ووفقاً لما ذكرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الكتالونية فإن الإدارة وعدته ببذل كل ما في وسعها لدعمه وفقاً للقيود المالية وسقف الرواتب الذي تفرضه رابطة الدوري الإسباني "لا ليغا"، ولكن الأولوية بالنسبة للنادي هي الحفاظ على الهيكل الأساس للفريق قبل التفكير في التعاقدات الجديدة، وهو ما يفسر تحركات الإدارة الحثيثة لحسم تجديد عقود العديد من اللاعبين.
وتتواصل جهود برشلونة لحل قضية تسجيل الثنائي داني أولمو وباو فيكتور في قائمته، وذكر رئيس المجلس الأعلى للرياضة الإسباني خوسيه مانويل أوريبس، في زيارته إلى فالنسيا أن قرار المجلس في شأن تسجيل الثنائي وشيك.
وكان برشلونة لجأ إلى المجلس الأعلى للرياضة للحصول على إذن قيد أولمو وفيكتور في قائمة الفريق خلافاً لقرار رابطة "لا ليغا" باستبعاد الثنائي من القائمة بسبب فشل النادي الكتالوني في تلبية المتطلبات المالية للرابطة في ما يخص الرواتب ومصروفات الانتقالات.
ولدى المجلس الأعلى للرياضة في إسبانيا مهلة حتى السابع من أبريل المقبل لإعلان قراره، لكنه قد يفعل ذلك في وقت أقرب.
وقال تقرير صحيفة "سبورت" إن مسؤولي البلاوغرانا واثقون من أن اللاعبين سيظلان مسجلين حتى نهاية الموسم على الأقل، ولكن في حال لم يكن القرار في مصلحة النادي، فإن برشلونة لديه خطة بديلة، وهي اللجوء إلى المحاكم المدنية وطلب تدابير احترازية تسمح للاعبين بالاستمرار حتى صدور حكم نهائي.
ولدى برشلونة سوابق قانونية تدعم موقفه، إذ سبق للنادي اللجوء إلى المحكمة الإدارية الرياضية عندما تم إيقاف روبرت ليفاندوفسكي لثلاث مباريات بعد طرده في مباراة ضد أوساسونا، وحينها منحت المحكمة تدبيراً احترازياً سمح للمهاجم البولندي بالمشاركة في ديربي كتالونيا ضد إسبانيول، وهو سيناريو قد يتكرر في حالة أولمو وباو فيكتور.
في سياق متصل يستعد برشلونة لتأمين مستقبل لاعب وسطه الهولندي فرينكي دي يونغ، الذي أصر مرات عدة على تمسكه بالبقاء في ملعب "كامب نو"، وعلى رغم أن محادثات تجديد العقد بين الطرفين شهدت بعض التوقفات في الفترة الماضية، فإنها عادت إلى الواجهة مجدداً، مع وجود استعداد واضح من اللاعب للاستمرار في النادي.
وفي خط الدفاع تعمل الإدارة الرياضية لبرشلونة على التعاقد مع لاعب صغير السن يمكنه تشارك قلب الدفاع مع باو كوبارسي لسنوات، وذكرت صحيفة "إل ناسيونال" الكتالونية أن الوافد الجديد على المنتخب الإسباني ولاعب بورنموث الإنجليزي دين هويسن هو المطلوب الأول في برشلونة كما هو مطلوب في أندية أوروبية عدة.
ويعتمد ملف انتقال هويسن (19 سنة) إلى برشلونة على رحيل أحد أعمدة الفريق وهو المدافع الأورغواياني رونالد أراوخو.
وترى إدارة برشلونة في المدافع فارع الطول (197 سم) هيوسن القطعة الناقصة في دفاع الفريق، حيث يمكن أن يشكل ثنائياً دفاعياً مثالياً مع كوبارسي لعقد من الزمن. ويمتاز كوبارسي بمهاراته الفنية وقدرته على بناء اللعب من الخلف، بينما يتمتع هويسن بالقوة البدنية والثقة العالية إضافة إلى قدرته الفائقة على قراءة اللعب وصلابته الدفاعية.
ويمثل أراوخو العنصر الحاسم في قدرة برشلونة على ضم هويسن، إذ يبقى المدافع الأورغواياني محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، وعلى رأسها بايرن ميونيخ الألماني، وبالفعل كاد أراوخو أن يرحل في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، ولا يزال النادي البافاري مهتماً بالحصول على خدماته، حيث قد تصل قيمة الصفقة إلى أكثر من 60 مليون يورو (64.83 مليون دولار)، وهو ما يمنح برشلونة القدرة على التحرك بحرية في السوق.
وعلى رغم أن أراوخو يعد قائداً في غرفة الملابس وأحد أكثر اللاعبين المحبوبين من الجماهير، إلا أن إدارة النادي لم تستبعد بيعه في حال وصول عرض مغرٍ.
ويجد أراوخو نفسه في موقف صعب، فهو يرغب في الاستمرار مع برشلونة، لكنه يدرك أيضاً أن رحيله قد يكون مفيداً للنادي، إضافة إلى ذلك، فإن فكرة اللعب تحت قيادة المدرب البلجيكي فينسنت كومباني في بايرن ميونيخ تثير اهتمامه، حيث يمكنه التطور في بيئة جديدة ضمن أحد أكبر الأندية الأوروبية.
