ملخص
أفاد الكرملين أن روسيا والولايات المتحدة تدرسان نتائج محادثات استضافتها السعودية أمس الاثنين لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل المناقشات التي ذكر الجانبان أنها ركزت على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في البحر الأسود.
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الثلاثاء إن المحادثات الأمريكية الروسية التي عقدت في السعودية أمس الاثنين ركزت على سلامة الملاحة في البحر الأسود، مضيفاً أن من الممكن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن هذه المسالة، مؤكداً في هذا الصدد أن موسكو تحض واشنطن على إصدار "أمر" لكييف بإحياء اتفاق البحر الأسود.
لكنه شدد على ضرورة إلحاق شروط صارمة بأي اتفاق جديد. وذكر أن روسيا تريد تفتيش السفن للتأكد من عدم استخدام الفارغة منها في تسليم أسلحة، مضيفاً أن "العقبات المختلفة التي تحيط بتصدير الحبوب والأسمدة الروسية كانت مشكلة كبيرة في الماضي".
وكان الكرملين أفاد في وقت مبكراليوم بأن روسيا والولايات المتحدة تدرسان نتائج محادثات استضافتها السعودية أمس الاثنين لكنه أحجم عن الخوض في تفاصيل المناقشات التي ذكر الجانبان أنها ركزت على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في البحر الأسود.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين أن الوفدين أطلعا الإداراتين على نتائج المحادثات التي تناولت جدوى التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا حول الملاحة في البحر الأسود من بين قضايا أخرى.
وقال "نتحدث عن مفاوضات فنية تتبحر في التفاصيل. لذلك لن يُنشر مضمون تلك المفاوضات بالتأكيد. ولا يتعين على أحد أن ينتظر ذلك". وأضاف "ثانيا.. أكرر أن الدول الأطراف تحلل حاليا التقارير الواردة إليها. وبعدها فقط سيكون من الممكن الحديث عن بعض التفاهمات".
وذكر بيسكوف أنه لا يجري حاليا مناقشة عقد اجتماع ثلاثي بين موسكو وواشنطن وكييف، ولا توجد أيضا خطة في الوقت الحالي لإجراء اتصال هاتفي جديد بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، ولكن يمكن تنظيم ذلك على الفور إذا لزم الأمر.
المحادثات الثنائية بين أميركا وأوكرانيا
قال مصدر أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية إن وفد كييف يجري حالياً محادثات جديدة مع ممثلي الإدارة الأميركية في محادثات الرياض الساعية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وكانت هيئة البث الأوكرانية (سوسبيلني) ذكرت في وقت سابق أن الوفدين الأوكراني والأميركي سيجتمعان اليوم الثلاثاء في السعودية لإجراء محادثات تالية للمفاوضات الروسية الأميركية حول مقترح وقف إطلاق نار محدود بين كييف وموسكو.
وأضافت الهيئة نقلاً عن مصدر لم تسمه من وفد كييف أن الفريق الأوكراني سيبقى في السعودية ليوم آخر للقاء الممثلين الأميركيين.
في الأثناء، قال عضو في الوفد الروسي المشارك في محادثات الرياض إن الحوار بين روسيا والولايات المتحدة صعب لكنه مفيد، مضيفاً لوكالة "تاس" الروسية للأنباء أن الأمم المتحدة ودولاً أخرى ستشارك في مناقشات إضافية.
ونقلت الوكالة عن غريغوري كاراسين، عضو مجلس الاتحاد الروسي (الغرفة العليا من البرلمان)، قوله "نوقش كل شيء، كان هناك حوار مكثف وصعب، لكنه كان مفيداً جداً لنا وللأميركيين".
بيان أميركي - روسي مشترك
قال مصدر في البيت الأبيض لـ"رويترز" أمس الإثنين إن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة في السعودية مع وفدين من أوكرانيا وروسيا تسير بصورة جيدة ومن المتوقع صدور إعلان إيجابي قريباً.
وأضاف المصدر "المحادثات التي تيسرها الفرق الفنية لإدارة (الرئيس دونالد) ترمب في الرياض تسير على ما يرام، وجميع الأطراف المعنية تعمل بجد طوال اليوم وخلال المساء. ونتوقع صدور إعلان إيجابي في المستقبل القريب".
ومن المنتظر أن تصدر روسيا والولايات المتحدة بياناً مشتركاً اليوم الثلاثاء غداة محادثاتهما في السعودية في شأن النزاع في أوكرانيا، وفق ما أوردت وكالات أنباء روسية أمس الإثنين.
ومن المقرر أن يصدر البيت الأبيض والكرملين البيان اليوم الثلاثاء وفق ما قالت وكالة "تاس" للأنباء نقلاً عن مصدر داخل الوفد الروسي. وأكدت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" أن البيان الذي تم التوصل إليه بين البلدين سيصدر اليوم الثلاثاء.
ونقلت "تاس" عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله في وقت سابق إنه من غير المقرر توقيع أية وثائق.
جولة محادثات ثالثة
كانت مدينة الرياض شهدت أمس الإثنين الجولة الثالثة من المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا للبحث في هدنة محتملة في أوكرانيا بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الروسية "تاس" نقلاً عن مصدر مطلع على المفاوضات. وقال المصدر إن الوفد الروسي الذي يضم السيناتور والدبلوماسي السابق غريغوري كاراسين وسيرغي بيسيدا، وهو عضو كبير في جهاز الأمن الفدرالي، التقى الوفد الأميركي في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، الواقع على أبواب حي السفارات في العاصمة السعودية.
ووفقاً لـ"بي بي سي" البريطانية فإن المحادثات تهدف إلى وقف جوانب من الحرب في أوكرانيا في الأقل. وأشارت إلى الوفد الروسي موجود في طابق واحد، والأوكرانيون، كلهم 25 شخصاً، موجودون في طابق آخر.
وقد التقى الأميركيون كلا الطرفين، في محاولة للارتقاء إلى مستوى التوقعات المتفائلة إلى حد ما التي طرحها المبعوث الخاص للرئيس ترمب، ستيف ويتكوف.
ورفضت روسيا الأسبوع الماضي اقتراحاً من ترمب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، ولم توافق إلا على توقف موقت عن مهاجمة البنية التحتية للطاقة.
وتحدث ترمب أمس عن قضايا أخرى ذكر أنها مطروحة على الطاولة، قائلاً "نتحدث عن الأراضي حالياً. نتحدث عن ترسيم الحدود، ونتحدث عن الطاقة، وملكية محطات الطاقة".
وخلال انعقاد المحادثات في الرياض، واصلت أوكرانيا وروسيا هجماتهما، إذ أعلنت كييف أن ضربة صاروخية روسية أسفرت عن إصابة 88 شخصاً في الأقل، فيما اتهمت موسكو أوكرانيا بشن هجوم متعمد أسفر عن مقتل صحافيين وسائقهما.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، "تتحدث موسكو عن السلام بينما تنفذ ضربات وحشية على مناطق كثيفة السكان في المدن الأوكرانية الكبيرة". وأضاف "بدلاً من الإدلاء بتعليقات جوفاء عن السلام، يتعين على روسيا أن تتوقف عن قصف مدننا وتنهي حربها على المدنيين".