ملخص
تبلورت مواقف الصراع داخل الحزب الجمهوري حول السياسة الخارجية، حينما تشاجرت هايلي وديسانتس حول الدور الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تلعبه في حرب أوكرانيا مع روسيا
كانت الساعات الأخيرة حاسمة في بلورة مزيد من مواقف المرشحين الثلاثة الأبرز في سباق الرئاسة الأميركية للحزب الجمهوري، وهم الرئيس السابق دونالد ترمب، وحاكمة ولاية ساوث كارولينا السابقة نيكي هايلي، وحاكم ولاية فلوريدا الحالي رون ديسانتس. وجميعهم تحدثوا باستفاضة في المناظرات أو اللقاءات الجماهيرية التي نقلتها شبكتا "سي أن أن" و"فوكس نيوز" قبل أربعة أيام من خوض أول اختبار في ولاية أيوا، بينما أعلن حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي انسحابه من السباق، وافتقد المرشحون الآخرون القدرة على التأهل لخوض المناظرة نظراً لتدني فرص فوزهم. فما أوجه الاختلاف بين المرشحين الثلاثة في القضايا المختلفة؟ وإلى أي مدى يمكن أن يغير ذلك من فرص الفوز في الانتخابات التمهيدية؟
معركة الساعات الأخيرة
عكست الساعات الأخيرة من يوم الأربعاء حقيقة التنافس المحتدم بين المرشحين الجمهوريين لمنصب رئيس الولايات المتحدة، فقد انخرط كل من نيكي هايلي ورون ديسانتس في تبادل الاتهامات والانتقادات في مناظرة ساخنة نظمتها شبكة "سي أن أن" بجامعة دريك في ولاية أيوا، التي ستكون ساحة لحسم أيهما سيختاره الجمهوريون في هذه الولاية المحافظة ليحتل المركز الثاني. بينما ظل الرئيس السابق دونالد ترمب، وهو الأوفر حظاً لفوز كاسح في أيوا وعلى المستوى الوطني، مستمتعاً بتصفيق جمهور خلال لقاء فردي له على شبكة "فوكس نيوز"، حتى أنه نشر أخبار تلك الليلة بطريقة كشفت عن مدى تغاضيه عن منافسيه المفترضين، عندما قال إنه اتخذ قراره بشأن الشخص الذي سيختاره لمنصب نائب الرئيس، على رغم أنه لم يذكر اسماً.
وفي حين وجه كل من ديسانتس وهايلي أعنف الانتقادات لبعضهما البعض ومنها الكذب والفشل واليأس، إلا أنهما وجها انتقادات متواضعة للرئيس السابق، مثل الفشل في استكمال بناء الجدار الحدودي مع المكسيك وعدم الظهور معهم في المناظرة. ولم ينتهز أي منهما الفرصة لإدانته بشكل أكثر وضوحاً أو القول إنه غير لائق للمنصب، بل على العكس اعترفت هايلي بأنها تتفق مع الكثير من سياساته، وإن كان طريقها مختلفاً عن طريق ترمب إذ ليست لديها رغبة في الانتقام، وليس لديها ثأر، ولا تأخذ الأمور على محمل شخصي.
وبصرف النظر عن تلك اللحظات القليلة، يبدو أن هايلي وديسانتس أكثر سعادة بتجنب الحديث عن ترمب، وهذا أمر منطقي بالنظر إلى أن استطلاعات الرأي تظهر أن قاعدة الحزب الجمهوري لا تزال تحب الرئيس السابق، ولهذا لا يريد منافسوه خسارة هذه الكتلة المهمة التي تشكل نحو 40 في المئة من الناخبين الجمهوريين.
وفي ما يلي أبرز المواقف السابقة وتلك التي تبلورت خلال الساعات الماضية من المرشحين الثلاثة في القضايا التي عادة ما تحسم الانتخابات التمهيدية:
السياسة الخارجية
على رغم أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لم تكن تقليدياً وتاريخياً عاملاً مؤثراً في السباقات الانتخابية سوى عندما تكون أميركا منخرطة في صراع عالمي، إلا أنها تظهر حالياً كعامل مؤثر في هذه الانتخابات بالنظر للتوتر الجاري في الشرق الأوسط، وانتشار عشرات الآلاف من القوات الأميركية على أهبة الاستعداد خشية امتداد الحرب إلى خارج قطاع غزة، فضلاً عن الدعم العسكري الأميركي الكبير لأوكرانيا خلال العامين الأخيرين.
وتبلورت مواقف الصراع داخل الحزب الجمهوري حول السياسة الخارجية، حينما تشاجرت هايلي وديسانتس حول الدور الذي ينبغي للولايات المتحدة أن تلعبه في حرب أوكرانيا مع روسيا، إذ واصلت هايلي المطالبة بتقديم مساعدات قوية لأوكرانيا كوسيلة لمنع روسيا من التوجه إلى بولندا ودول الناتو الأخرى، بينما وصف ديسانتس موقف هايلي بشأن أوكرانيا بأنه نسخة من موقف الرئيس جو بايدن، مضيفاً أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إيجاد طريقة لإنهاء الحرب حتى تتمكن من التركيز على مخاوف الأمن القومي الأخرى، مثل النهج الذي تتبعه أميركا تجاه الصين.
وفي ما يتعلق بإسرائيل، كافحت هايلي وديسانتس من أجل تصوير أنفسهما على أنهما أكثر التزاماً بمساعدة تل أبيب باعتبارها حليف الولايات المتحدة. ورداً على سؤال عما إذا كانا يوافقان على دعوات بعض أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من غزة، قال ديسانتس إنه على رغم أن لديه مخاوف بشأن هذه السياسة، فإنه لن يشكك في إسرائيل علناً أو سراً، كما انتقد هايلي لدعمها حل الدولتين عندما كانت في الأمم المتحدة.
لكن هايلي غيرت مواقفها وقالت إن حل الدولتين غير ممكن لأن الفلسطينيين لا يريدون ذلك، وقالت إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعطاء إسرائيل كل ما تحتاجه والتركيز على إعادة الرهائن المحتجزين في غزة، ثم انتقدت ديسانتس بسبب حملته الانتخابية في ولاية أيوا مع النائب توماس ماسي من ولاية كنتاكي، الذي كان العضو الجمهوري الوحيد في مجلس النواب الذي صوت ضد قرار أخير يدين معاداة السامية بعد هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وبعد سؤالها عما إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة شن هجمات انتقامية على إيران رداً على الضربات التي شنتها الجماعات الوكيلة لإيران على القوات الأميركية في العراق وسوريا، قالت هايلي إن الولايات المتحدة بحاجة إلى الذهاب ومنع كل الوسائل التي تسمح لهم القيام بتلك الضربات، وألقت باللوم على بايدن لعدم بذل المزيد من الجهد.
في المقابل، دعا ديسانتس أيضاً إلى رد أميركي، مشيراً إلى خدمته العسكرية السابقة في العراق، قائلاً إنه لن يعرض القوات الأميركية أبداً للأذى كما يفعل بايدن في الشرق الأوسط من دون الدفاع عنهم بكل ما لديهم. أما ترمب فقد سبق وأوضح أنه لو كان في البيت الأبيض لم يكن من الممكن أن تقع أحداث 7 أكتوبر وما بعدها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي قضية الصين وأوكرانيا، قال رون ديسانتس إن الصين هي التهديد الأكبر لأميركا، لكن موقفه من الدعم المستمر لأوكرانيا غير واضح حيث قال إن تركيزه سيكون على إنهاء الحرب. وفي حين تشارك هايلي منافسها ديسانتس في أن الصين تمثل التهديد الأكبر لأميركا، لكنها قالت إنها ستواصل دعمها لأوكرانيا، وسوف تدعم الدفاع عن تايوان.
وبالنسبة إلى دونالد ترمب، فقد اعتبر أن السياسيين الأميركيين، وليست القوى الأجنبية، هم التهديد الأكبر للولايات المتحدة، وقال إن دعم أوكرانيا يجب أن يكون مشروطاً بالتحقيق الذي تجريه البلاد مع عائلة بايدن.
الاقتصاد والتضخم
يتصدر الاقتصاد اهتمامات الناخبين الأميركيين هذا العام، ومع حصول بايدن على درجات منخفضة في استطلاعات الرأي بسبب تعامله مع الأمر، انتهز ديسانتس وهايلي الفرصة لمشاركة كيفية إصلاحه، فقد أشار كلا المرشحين إلى أن مستوى ديون الولايات المتحدة الذي وصل مستوى قياسياً بلغ 34 تريليون دولار، يفرض ضغوطاً هائلة على النمو الاقتصادي، ومع ارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً، فإن ذلك يحول أموال دافعي الضرائب بعيداً من الإنفاق على برامج أخرى.
وتعهدت هايلي بخفض الإنفاق والاقتراض لإعادة العجز الفيدرالي إلى مستويات ما قبل وباء كورونا. واعترف ديسانتس بأن مشتري المنازل يدفعون معدلات رهن عقاري أعلى في الوقت الحاضر مقارنة بما كان عليه قبل الوباء، وأشار إلى أن التضخم لا يزال يثقل كاهل الأميركيين، وأن كبح الإنفاق الحكومي سيكون سياسة اقتصادية رئيسة له في حال انتخابه.
وبينما خفض دونالد ترمب خلال رئاسته السابقة معدل الضريبة على أغنى الأميركيين والشركات، وعارض التخفيضات في برامج الاستحقاقات الإلزامية مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية، وعارض خفض الإنفاق الدفاعي وهي سياسات لا يزال يتمسك بها ويعد الأميركيين بفترة أخرى من الازدهار الاقتصادي وانتعاش أسعار الأسهم الأميركية، دعمت هايلي التخفيضات الضريبية التي أقرها ترمب لمصلحة أغنى الأميركيين، وتدعم المزيد من التخفيضات الضريبية لمصلحة الطبقة المتوسطة، لكنها تعارض إلغاء ديون قروض الطلاب وتدعم الاستثمار في البنية التحتية.
وبصفته عضواً سابقاً في مجلس النواب الأميركي، اقترح رون ديسانتس رفع سن التقاعد لتلقي الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي للأجيال القادمة، ثم تعهد لاحقاً بعدم المساس بالضمان الاجتماعي، وأيد قانون الضرائب الذي أصدره ترمب عام 2017، ويعارض إلغاء ديون القروض الطلابية ويعارض خفض الإنفاق الدفاعي، كما يعارض صناديق الاستثمار التي تعطي الأولوية للمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
وقال ديسانتس وهايلي إنهما يدعمان زيادة إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يكون له تأثير انكماشي يخفض معدلات التضخم الحالية.
الهجرة غير الشرعية
لا تختلف مواقف الرئيس السابق دونالد ترمب من الهجرة غير الشرعية عن قراراته السابقة كرئيس، إذ أعلن أنه سيجري عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين من خلال احتجازهم في معسكرات كبيرة، إضافة إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة، مشيراً إلى أنه قد يعيد فصل العائلات على الحدود، ويعتزم ترمب تعليق برنامج اللاجئين ومنع السفر من البلدان ذات الغالبية المسلمة، وهو ما يجد قبولاً لدى المحافظين المتشددين، فضلاً عن إعادة سياسة الحدود بموجب المادة 42 التي ترفض دخول طالبي اللجوء، لكن هذه المرة على أساس الأمراض المعدية مثل السل وليس كورونا مثلما كانت عليه الحال خلال فترة رئاسته.
ولا تختلف سياسة رون ديسانتس كثيراً عن ترمب، حيث أعلن أنه سيقوم بترحيل الأشخاص الذين يتجاوزون مدة تأشيراتهم، أو المدانين بارتكاب جرائم، أو يعبرون الحدود بشكل غير قانوني. وبصفته حاكم حالي لولاية فلوريدا، شن ديسانتس حملات قمع ضد المهاجرين غير الشرعيين، ويعارض العفو وينهي حق المواطنة بالولادة، وقد يجعل من الصعب على الأشخاص طلب اللجوء.
أما نيكي هايلي فقد كشفت عن سياستها وهي أنها ستستخدم وكلاء الهجرة لإجراء عمليات الترحيل، وستجعل من الصعب على المهاجرين غير الشرعيين الحصول على وظائف، وهي تعارض حق المواطنة بالولادة والانفصال العائلي، وستعيد سياسة عهد دونالد ترمب حيث يجب على طالبي اللجوء البقاء في المكسيك حتى جلسة الاستماع التي يحددها القاضي للبحث في طلب اللجوء.
الإجهاض
يعد الإجهاض قضية شائكة للمرشحين الجمهوريين إذ إنها تحظى بتأييد المحافظين والمؤيدين لحق الحياة والذين يشكلون قطاعاً عريضاً من الجمهوريين، إلا أن نسبة من الجمهوريين وغالبية المستقلين يعارضون إلغاء حق الإجهاض الذي اعتمدته المحكمة العليا الأميركية وأنهت بقرار مفاجئ، قراراً سابقاً لنفس المحكمة جعل الإجهاض حقاً دستورياً استمر نصف قرن في أميركا. ونتيجة للانقسام المجتمعي حول هذه القضية، يتجنب بعض المرشحين الكشف عن توجهاتهم حتى لا يخسرون تأييد شريحة مهمة من الناخبين.
وبالنظر إلى أن الديمقراطيين يرغبون في جعل قضية حقوق الإجهاض مركزية في الحملات الانتخابية، تتباين مواقف الجمهوريين، فموقف دونالد ترمب بشأن الحظر الفيدرالي على الإجهاض غير واضح، بما في ذلك في أي مرحلة من الحمل يعتقد أن الحظر يجب أن يسري مفعوله، وهو يدعم الاستثناءات في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو عندما يكون الحمل مهدداً للحياة، وليس من الواضح موقف ترمب من الحبوب المستخدمة في الإجهاض الدوائي.
وعندما طلب أحد الناخبين المناهضين للإجهاض من ترمب التأكيد على أنه لا يزال ملتزماً بتقييد هذا الإجراء، رد الرئيس السابق بالتباهي بأنه عين ثلاثة من قضاة المحكمة العليا المحافظين الذين أسقطوا قضية "رو ضد وايد" والتي اعتبرت الإجهاض حقاً دستورياً على مستوى الولايات الأميركية الـ50.
وفي غضون دقائق، قام فريق الرئيس بايدن الانتخابي بقص الفيديو ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الإضرار بصورة ترمب.
ولم يكن ترمب هو الجمهوري الوحيد الذي ناضل في مجال الإجهاض، حيث قالت نيكي هايلي قبل أسابيع إنها ستدعم الحظر الفيدرالي للإجهاض بعد الأسبوع 15، لكن موقفها غير واضح بشأن الاستثناءات في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو عندما يكون الحمل مهدداً للحياة، وقالت إن قرار الحصول على الحبوب المستخدمة في الإجهاض الدوائي، يجب أن يقرره المسؤولون المنتخبون.
وعلى عكس ترمب وهايلي، قال رون ديسانتس إنه سيوقع حظراً فيدرالياً على عمليات الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل، ووجه سلطات ولاية فلوريدا كحاكم لها إلى جعل عقار الإجهاض الدوائي، غير قانوني، لكن موقفه غير واضح بشأن الاستثناءات في حالات الاغتصاب أو سفاح القربى أو عندما يكون الحمل مهدداً للحياة.
التغير المناخي
ويرى دونالد ترمب إن النشاط البشري ليس سوى أحد أسباب تغير المناخ، ولا يعتقد أن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة، وهو يفضل حلول السوق على التنظيم القانوني، ولا يدعم الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة، وقال إنه سيلغي برامج مثل دعم السيارات الكهربائية الذي أقرته إدارة بايدن.
ولا تختلف نيكي هايلي كثيراً عن ترمب حيث قالت إنها تعتقد أن تغير المناخ ناجم عن النشاط البشري، وإنه يجعل الظواهر الجوية المتطرفة أسوأ. وبصفتها سفيرة أميركية سابقة لدى الأمم المتحدة، ساعدت في تنسيق انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، وتفضل الحلول القائمة بحسب معايير السوق على التنظيم القانوني، وهي تعارض الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة وغير ذلك من إعانات الدعم.
لكن رون ديسانتس لم يعترف بأن النشاط البشري هو المصدر الرئيس لتغير المناخ أو أن المناخ يجعل الظواهر الجوية المتطرفة أسوأ، ومع ذلك يؤيد إنهاء القيود التنظيمية المتعلقة بالانبعاثات، وقال إنه سيلغي برامج دعم السيارات الكهربائية.
حيازة الأسلحة
يعارض ترمب تقييد امتلاك الأشخاص الذين قد يؤذون أنفسهم أو الآخرين للأسلحة، فضلاً عن معارضته عمليات التحقق من فحص خلفية مشتري الأسلحة أو فرض قيود تمنع حمل الأسلحة بشكل خفي في المدارس، ويعارض أيضاً السماح بمقاضاة مصنعي الأسلحة في المحكمة.
ويتماثل موقف ديسانتس مع ترمب في ما يتعلق بحيازة السلاح في أميركا، أما نيكي هايلي فإنها تعارض تقييد حيازة الأسلحة للأشخاص الذين قد يؤذون أنفسهم أو الآخرين، أو المطالبة بإجراء فحوصات خلفية، غير أن موقفها غير واضح بشأن ما إذا كان يمكن منع الناس من حمل الأسلحة في المدارس أو ما إذا كان ينبغي مقاضاة مصنعي الأسلحة في المحكمة.