ملخص
وقعت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اتفاقاً على هامش أعمال الدورة الحالية "البرنامج التنفيذي لدروب الحج إلى مكة المكرمة والمساجد التاريخية" مع منظمة الـ"إيسيسكو"
وضعت 45 دولة إسلامية في مدينة جدة أخيراً، أجندتها على طاولة "منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو)، لتطوير مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية والتواصل الثقافي، لتحقيق نمو مستدام في كافة القطاعات لكل الدول الإسلامية، وطرحت أفكاراً لدعم الحراك العلمي والثقافي والتربوي، من أبرزها اتفاق "البرنامج التنفيذي لدروب الحج إلى مكة المكرمة والمساجد التاريخية".
كما أعلنت الأمانة العامة للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، تقدم السعودية بطلب استضافة الدورة الـ15 للمؤتمر العام لـ"إيسيسكو" في عام 2025، إضافة إلى تقديم 200 منحة دراسية في الجامعات السعودية للطلاب المتفوقين من دول العالم الإسلامي، اعتباراً من العام الدراسي المقبل.
جاء ذلك خلال أعمال الدورة الـ44 لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة "العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة" (إيسيسكو - ICESCO)، الذي استضافته السعودية، ممثلة باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بمشاركة 54 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة، واختتمت أعمالها أول من أمس الأربعاء بمدينة جدة.
وأوضحت أمانة اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم بأن استضافة جدة لأعمال المجلس التنفيذي تأتي في ظل الدعم غير المحدود الذي تحظى به قطاعات التربية والثقافة والعلوم من القيادة السعودية وبتوجيهات من وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وانطلاقاً من مكانة البلاد الرائدة في دعم الحراك التربوي والثقافي والعلمي إقليمياً ودولياً.
من "بيت نصيف"
وأمام باب "بيت نصيف" الذي يختصر تاريخ جدة الكائن بالمنطقة التاريخية التي تحتضن الثقافة والعلم والتراث، انطلق الاحتفال بأعمال الدورة الـ44 للمجلس التنفيذي لمنظمة "إيسيسكو".
وقال أمين عام اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم أحمد بن عبدالعزيز البليهد خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن "استضافة السعودية ممثلة باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم تأتي في إطار الدور الريادي الذي تؤديه السعودية في قيادة وتوجيه المنظمات الدولية انطلاقاً من مكانتها المحورية ثقافياً واستراتيجياً في العالم الإسلامي".
وعن تحديد مدينة جدة للاستضافة أكد البليهد مكانتها الجغرافية لدى العالم الإسلامي "كونها بوابة الحرمين الشريفين، كما أن المنطقة التاريخية التي اختيرت لتكون نقطة انطلاق مراسم حفل افتتاح أعمال الدورة الـ44 للمجلس التنفيذي لمنظمة (إيسيسكو)، احتضنت بين أزقتها الثقافة والفن، فباتت متحفاً مفتوحاً يعكس تراث المنطقة وثقافتها الغنية لضيوف السعودية"، مضيفاً "لقد حرصنا على تنظيم حفل الافتتاح بمنطقة جدة التاريخية لتأكيد العمق الحضاري الذي تتمتع به، كونها تحمل إرثاً عالمياً يستحق عرضه للعالم من خلال المحافل العالمية".
دروب الحج والمساجد التاريخية
وعلى هامش أعمال الدورة الحالية، وقعت اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم اتفاق "البرنامج التنفيذي لدروب الحج إلى مكة المكرمة والمساجد التاريخية" مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.
ويهدف الاتفاق إلى إبراز الدور الحضاري للإسلام، ومكانة الحرمين الشريفين كمركز للتلاقي الحضاري والسلم العالمي، ووضع التدابير اللازمة لحماية مواقع التراث الثقافي لدروب الحج نحو مكة والمساجد التاريخية في الدول الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى دعم عملية الإحصاء والتوثيق وإدارة وتسجيل المواقع والعناصر المعنية بدروب الحج والمساجد التاريخية وإدراجها على قوائم التراث العالمي، وقوائم التراث في العالم الإسلامي، ودعم الصناعات الثقافية المرتبطة بالحج في دول العالم ومواكبتها وحمايتها.
وقال رئيس قطاع التعليم باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم رامي الحربي خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إن "السعودية أطلقت قبل عام استراتيجيتها للعمل مع المنظمة، واليوم نرى بوادر هذه الإنجازات بتوقيع اتفاق دروب الحج والمؤشرات الثقافية"، مفيداً بأن "البرنامج يختص بتسجيل دروب الحج والمواقع التي لها صلة بهذا الموضوع، إضافة إلى المساجد الإسلامية والعناصر الثقافية، وكل ما يختص بهذا البعد الحضاري الإسلامي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبين الحربي أن "البرنامج سيسهم في إطلاق أفكار نوعية واستثنائية"، مشيراً إلى الفكرة المطروحة لإنشاء مركز دولي لدروب الحج والمساجد التاريخية تحت مظلة منظمة (إيسيسكو) في مدينة جدة. وقال إن "إنشاء هذا المركز يأتي لتعزيز قيم التآخي والتلاحم وتسجيل الدروب على قوائم التراث المادي وغير المادي لمنظمة (يونيسكو) و(إيسيسكو) كذلك، ويتضمن أيضاً خريطة عن المساجد في العالم الإسلامي وغير الإسلامي بخصوصيتها التاريخية والجغرافية والثقافية وتصاميمها وهندستها المعمارية".
وعن مشاركة الدول في هذا المشروع، قال "كل دولة تختص بصبغة ثقافية لها أبعاد مختلفة حتى على مستوى المشاريع ذاتها، فبدعم الدول سيتم تسجيل هذه الدروب، التي تنطلق من أوروبا وروسيا وأميركا وكل أنحاء العالم"، مضيفاً أنه "في حال تمت الموافقة على إنشاء المركز سيتم التوصل إلى رؤية مشتركة للعمل بين الدول تختزل الأبعاد التوثيقية لذاكرة الإسلام، إضافة إلى الحراك الاقتصادي والاجتماعي لأبعاد هذا المشروع وتأثيرها في كافة الدول، فستكون الشراكة على مستوى استثنائي".
وتنص بنود الاتفاق على حماية وترسيخ مكانة دروب الحج والمساجد التاريخية والمظاهر الثقافية المادية وغير المادية المرتبطة بها كعناصر ثقافية أصيلة للدول الإسلامية وإبراز الدور الحضاري للإسلام والحرمين الشريفين كنقاط التقاء محورية لمختلف الحضارات تجري فيها إحدى أقدم وأكبر ظواهر التبادل الثقافي في إطار السلم والازدهار والتعايش، حيث تمتاز دروب الحج والمعالم التي توزعت حول جنباتها بكونها من أهم مظاهر الثقافة والتراث الإسلامي التي تشترك بها مختلف الدول الإسلامية.
"جودة التعليم" بين الدول متباينة
وأشار الأمين العام للجنة الوطنية الموريتانية للتربية والثقافة والعلوم محمد سيدي عبدالله خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" إلى "تباين جودة التعليم بين الدول"، موضحاً أن "لكل دولة سياستها التربوية والتعليمية الخاصة، ودور منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، وكل المنظمات المهتمة بميادين التربية، تقدير مستوى الفجوة بين واقع التعليم في دول الأعضاء، وما ينبغي أن يكون عليه التعليم وتقديم الإشارة والمشورة لها، باعتبار هذه المنظمات بيوت خبرة لبلدانها. كما أن المنظمة تضطلع بصورة مشهودة وفعالة في مواكبة البلدان وتعهدها في ميادين الخبرة والاستشارة".
ووجه عبدالله شكره للمنظمة على اهتمامها بهذه الركيزة الأساسية التي تعتبر المدار الأساس والموجه للمستقبل. وأكد أن اللقاء جاء فرصة للتعرف على السياسات التعليمية والثقافية في عديد من البلدان والبرامج التي تقترحها "إيسيسكو" للنهوض بمجالات عملها في ميادين التربية والعلوم والثقافة،
ولفت إلى أن هذه المنظمة تشكل مصدر فخر واعتزاز لكل بلدان الأعضاء، حيث جرت نقاشات جادة على البرنامج التنفيذي، وعلى المشاريع المستقبلية للمنظمة، وهي مشاريع واعدة في كل بلدان العالم الإسلامي.
وأكدت الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم عضو المجلس التنفيذي في منظمة "إيسيسكو" حفيظة صالح الشيخ لـ"اندبندنت عربية" على وجود "أزمة في مستوى التعليم في العالم كله بصورة عامة، خصوصاً بعد جائحة كورونا، التي لم تتعافَ منها بعض الدول". وأشارت إلى أن "60 في المئة تقريباً من الدول لا تحظى بجودة التعليم كما هو مطلوب"، وفقاً لقراءتها للمشهد العام.
وأرجعت السبب إلى تباين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تترتب عليها الأوضاع التعليمية والثقافية. وقالت "لدينا بلدان لديها من الإمكانات العالية جداً، مما يضعها في مكانة متميزة على مستوى الملفات الثلاثة، ولدينا بلدان وضعها الاجتماعي والاقتصادي أقل من ذلك، وبعض الدول دون الجميع لدخولها أزمات عسكرية وسياسية، وتبعتها أزمات اقتصادية وثقافية وتعليمية، فتتمايز الملفات الثلاثة من بلد إلى بلد بحسب التمايز في البلدان من حيث موقعها وقوتها الاقتصادية والسياسية والثقافية".
وبينت أن "إيسيسكو" وضعت برامج موحدة كاملة تدعم كل الدول بما يتوافق مع ظروفها، ويكون الدعم إما مالياً، وإما على مستوى الخبرات، وتقديم المشورة والرأي والحلول والرؤى المستقبلية.