Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حزب الله" يهدّد إسرائيل وقبرص غداة مغادرة هوكشتاين بيروت

تل أبيب توافق على "خطط عملياتية" لهجوم في لبنان والمبعوث الأميركي يواصل مهمته

ملخص

أكد المبعوث الأميركي في تصريحاته من بيروت أن من شأن "وقف لإطلاق النار في غزة أو التوصل إلى حل دبلوماسي بديل أن يؤدي أيضاً إلى إنهاء النزاع" بين "حزب الله" وإسرائيل.

حذّر الأمين العام لـ "حزب الله" حسن نصرالله من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب، وحذّر نصرالله كذلك قبرص بعدما كشف عن معلومات تلقاها الحزب تفيد بأن إسرائيل التي تجري سنوياً مناورات في الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط والعضو في الاتحاد الأوروبي والقريبة جغرافياً من لبنان وإسرائيل، قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف "حزب الله" المطارات الإسرائيلية.

وقال "يجب أن تحذر الحكومة القبرصية أن فتح المطارات والقواعد القبرصية للعدو الإسرائيلي لاستهداف لبنان يعني أن الحكومة القبرصية أصبحت جزءاً من الحرب وستتعامل معها المقاومة على أنها جزء من الحرب". وأكد جاهزية تنظيمه، لناحية العتيد والعتاد، وقال "على مستوى القدرة البشرية، لدى المقاومة ما يزيد على حاجتها وتقتضيه الجبهة حتى في أسوأ ظروف المواجهة"، وأضاف أن حزبه قاتل "بجزء" من سلاحه حتى اللحظة، وقال أيضاً "حصلنا على أسلحة جديدة"، من دون أن يكشف نوعها.

مساع

في الأثناء، كشف الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بحسب ما نقلت "سكاي نيوز"، أن "محاولات تسوية الوضع في شمال إسرائيل باءت بالفشل"، وغداة مغادرة هوكشتاين بيروت باتجاه إسرائيل للبحث في سبل التهدئة على الحدود بين الطرفين، أعلن "حزب الله" الأربعاء شن "هجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية" استهدف تموضعات الجنود الإسرائيليين وانتشارهم "داخل مستعمرة المطلة وحققوا فيهم إصابات مؤكدة". كما نعى الحزب مقاتلين في صفوفه، الأول يدعى حسن محمد علي صعب (ملقب بـ صادق) مواليد عام 1970 من بلدة يارون، وسقط في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان. أما الثاني فهو حسن المجتبى يوسف أحمد (ملقب بـ كيان) مواليد عام 1997 من بلدة رشاف وسكان بلدة عيتيت في جنوب لبنان، من دون أن يحدد أين قُتل تحديداً.
في المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، غارة عنيفة استهدفت وسط بلدة الخيام، بينما تحدثت "القناة 12" الإسرائيلية عن تضرر سيارات نتيجة استهداف بلدة المطلة بمسيرة مفخخة أُطلقت من ‎لبنان، وأكد الجيش الإسرائيلي الخبر، مشدداً على عدم وقوع خسائر بشرية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم في لبنان، في حين يتواصل التصعيد مع "حزب الله" منذ أكثر من ثمانية أشهر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع استمرار الحرب في قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان إن كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين "أجروا تقييماً مشتركاً للوضع في القيادة الشمالية. وفي إطار تقييم الوضع تمت المصادقة وإقرار خطط عملياتية لهجوم في لبنان".

قبيل الإعلان، كان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد توعّد بالقضاء على "حزب الله" في حال اندلاع "حرب شاملة".

وبعد ساعات على زيارة قام بها لإسرائيل حيث التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حط المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين في بيروت أمس الثلاثاء، إذ التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون ثم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ساعياً إلى الحد من التصعيد المستمر بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، واصفاً الوضع عند حدود البلدين بـ"الخطر"، فيما يحذر محللون من أن الحرب بين الطرفين باتت قريبة جداً.

هدف زيارة هوكشتاين واضح للجميع، وهو تهدئة جبهة الشمال في إسرائيل وضمان عدم تحولها إلى حرب واسعة مع "حزب الله" قد تشمل لبنان كله، أما التفاصيل والتسريبات فكثرت بين وسائل الإعلام اللبنانية والإسرائيلية على حد سواء.

وقال المبعوث الأميركي في مؤتمر صحافي بعد لقائه بري إن واشنطن تسعى إلى تجنب اندلاع "حرب أكبر" بعد تصاعد إطلاق النار عبر الحدود على مدى الأسابيع الماضية، واصفاً الوضع بأنه "خطر"، مما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إرساله إلى لبنان.

وشدّد على أن انهاء النزاع بين "حزب الله" وإسرائيل بطريقة دبلوماسية وبسرعة هو أمر "ملح". وتحدث عن "وضع خطر". وأكد أن الولايات المتحدة تريد تجنب "حرب واسعة النطاق".

وقال هوكشتاين "اسمحوا لي أن أكون واضحاً، إن النزاع على طول الخط الأزرق قد استمر طويلاً وبما فيه الكفاية"، منبهاً إلى أنه "من مصلحة الجميع حل هذه المشكلة سريعاً ودبلوماسياً، وهو أمر يمكن تحقيقه وملح في آن معاً".

كما أكد المبعوث الأميركي في تصريحاته من بيروت أن من شأن "وقف لإطلاق النار في غزة أو التوصل إلى حل دبلوماسي بديل أن يؤدي أيضاً إلى إنهاء النزاع" بين "حزب الله" وإسرائيل، وأن "يوفر الظروف الملائمة" لعودة النازحين من جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى منازلهم.

وبعد لقائه هوكشتاين، أكد ميقاتي أن "لبنان لا يسعى إلى التصعيد، والمطلوب وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان والعودة إلى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية". وأضاف، "نواصل السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار".

 

لا طروحات جديدة

وتأتي زيارة المبعوث الأميركي إلى بيروت غداة اجتماعه بنتنياهو، الذي طلب منه نقل رسالة إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها أنهم أمام خيارين، إما انسحاب "حزب الله" إلى ما وراء الليطاني وإما الحرب، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وكشفت صحيفة "هآرتس" عن أن هوكشتاين حذر بدوره الإسرائيليين من احتمال أن تؤدي الحرب مع "حزب الله" إلى هجوم إيراني واسع يصعب على إسرائيل التصدي له.

وقال رئيس "حزب الوحدة الوطنية" الإسرائيلي بيني غانتس بدوره للمبعوث الأميركي إن "إسرائيل ستدعم أي تحرك فعال لإزالة تهديد حزب الله وإن وقت التسوية في الجبهة الشمالية ينفد".

صحف لبنانية نقلت عن مصادر دبلوماسية في بيروت قولها إن الزيارة المفاجئة التي أتت بتوجيه مباشر من الإدارة الأميركية هي لإيصال "الرسالة الأخيرة" إلى القيادات اللبنانية حول الوضع على الجبهة الجنوبية، وإصرارها على انسحاب "حزب الله" من منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية الموقتة الـ"يونيفيل"، أو ما تسمى منطقة جنوب الليطاني.

غير أن مصدراً مطلعاً على اجتماعات هوكشتاين في بيروت قال لـ"اندبندنت عربية" إن الأخير لم يحمل أي طروحات جديدة للبنان، بل تأتي زيارته في إطار التشديد على عدم التصعيد وتهدئة الجبهة الجنوبية مع إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الضغط الأميركي لتفادي الحرب

وتدرك واشنطن أن تداعيات الحرب الشاملة بين إسرائيل و"حزب الله" وربما لبنان برمته لن تقتصر على هذه الجبهة، بل من الممكن أن تقود إلى تفجير المنطقة برمتها، لذا تسعى من خلال زيارة هوكشتاين إلى ضمان عدم خروج الأمور عن السيطرة.

ومن ثم ما أعاد هوكشتاين إلى تل أبيب وبيروت هو "الوضع الميداني الخطر جداً الذي كاد يصل إلى حرب شاملة الأسبوع الماضي"، وفق ما قال الصحافي والمحلل السياسي نبيل بو منصف، موضحاً أن زيارة المبعوث الأميركي لم تكن معدة مسبقاً، إذ كان دوره يرتكز على العمل على اتفاق يتعلق بمعالجة الخلافات العالقة عند الحدود البحرية ثم البرية بين لبنان وإسرائيل، لكن التصعيد في الأسابيع الماضية غير مهمته.

ورأى بومنصف أن "الأميركيين سلموا بربط ما يحصل جنوب لبنان بقطاع غزة، وحتى بما يحصل في رفح، لذا باتوا يتحدثون اليوم عن خفض التصعيد قبل التوصل إلى أي حل شامل" للصراع بين البلدين.

وأضاف الصحافي والمحلل السياسي أن "الأميركيين يعلمون أن جزءاً من الإسرائيليين يريد الحرب الكبرى مع لبنان ويضغطون بهذا الاتجاه، لذلك تضغط واشنطن بقوة لعدم وقوعها".

وأكد بومنصف أن تفادي الحرب ممكن لأن "حزب الله ومن خلفه إيران لا يريدانها لأنها إن وقعت ستكون كارثية"، ومن جهة أخرى فإن "وقوعها لن يقتصر على لبنان بل سيوحد الجبهات في المنطقة ضد إسرائيل، وهو ما لا تريده واشنطن خصوصاً أنها على بعد أشهر قليلة من الانتخابات الأميركية، لذا تضغط لعدم وقوع الحرب".

وفي ضوء هذه المعطيات، رأى بومنصف أن الحرب لن تحصل لأسباب عدة، "منها التوازن الميداني والوضع الإقليمي والضغوط الدبلوماسية الأميركية واقتراب موعد الانتخابات الأميركية، وعدم رغبة الطرفين بخوضها".

مقترح أميركي

وسعياً إلى تفادي حرب قد تتحول سريعاً إلى صراع إقليمي، تعمل واشنطن على التوصل إلى تفاهمات تضمن أولاً التهدئة حالياً بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وتفضي أخيراً إلى اتفاق في شأن الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.

وبحسب مطلعين على ما عرضه هوكشتاين في تل أبيب واطلعت وسائل إعلام عليه، فإن الاقتراح الذي تعمل عليه واشنطن يشمل حل النقاط الحدودية الـ13 المختلف عليها بين البلدين، وتعزيز انتشار الـ"يونيفيل" جنوب لبنان، ونشر قوات الجيش اللبناني عند الحدود، والتزام "حزب الله" عدم الاقتراب من جنوب الليطاني لمسافة محددة، مما يضمن ابتعاد عناصر الحزب عن حدود إسرائيل.

لكن بومنصف اعتبر أن الأحاديث عن تراجع "حزب الله" ثمانية كيلومترات عن الحدود هي "كلام إسرائيلي تبرر تل أبيب من خلاله عدم التصعيد أكثر في لبنان"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الحزب "يقوم اليوم بانسحابات تكتيكية بعد الاغتيالات الأخيرة التي طاولت قادته وآلمته، لكنه لا ينفذ انسحاباً شاملاً إلى مسافة ثمانية كيلومترات".

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في قطاع غزة، يتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بصورة شبه يومية. وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من الجانبين أعقب استهداف إسرائيل قيادياً بارزاً في الحزب.

وكثيراً ما كرر "حزب الله" على لسان كبار مسؤوليه أن وقف هجماته من جنوب لبنان ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيما دفع التصعيد عشرات آلاف السكان على جانبي الحدود إلى الفرار من منازلهم.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط