ملخص
معلوم أن "حزب الله" يمتلك أسلحة "جيش متوسط الحجم"، مستنداً إلى كمية الصواريخ التي في حوزته ونوعيتها، وتعد تقارير عدة أنه الأكثر تسليحاً في العالم، لأن لديه مخزوناً كبيراً ومتنوعاً من صواريخ المدفعية غير الموجهة، فضلاً عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والسفن، مستفيداً من الدعم الإيراني.
فهل الحزب قادر على استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية المهمة شمال إسرائيل؟
بعد تصاعد التوترات الإقليمية وزيادة إسرائيل وتيرة استهدافها واغتيالاتها قادة من "حماس" و"حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني"، ارتفع منسوب الحديث عن احتمال اندلاع مواجهة بين الحزب والجيش الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان، بخاصة بعد الضربة التي تلقاها عبر اغتيال الرجل الثاني في تنظيمه، فؤاد شكر، في بيته في الضاحية الجنوبية، معقله ومنطقة بيئته الحاضنة، وأعلن أمينه العام حسن نصرالله بعد العملية أننا "لم نذهب إلى التصعيد عندما قتلوا قادة لنا أو مدنيين، أما العدوان على الضاحية يجب أن يرى بعين مختلفة"، مضيفاً أن "ردنا آت قوياً ومؤثراً وما زالت بيننا وبينهم الأيام والليالي والميدان"، ومشيراً إلى أن المواجهة تجاوزت مرحلة الإسناد وتحولت إلى معركة كبرى وسيكون الرد جدياً وحقيقياً ومدروساً.
قوة "حزب الله"
معلوم أن "حزب الله" يمتلك أسلحة "جيش متوسط الحجم"، مستنداً إلى كمية الصواريخ التي في حوزته ونوعيتها، وتعد تقارير عدة أنه الأكثر تسليحاً في العالم، لأن لديه مخزوناً كبيراً ومتنوعاً من صواريخ المدفعية غير الموجهة، فضلاً عن الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للدبابات والسفن، مستفيداً من الدعم الإيراني. وتقول وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في كتاب "حقائق العالم" إن عدد مقاتلي "حزب الله" كان يقدر عام 2022 بنحو 45 ألف مقاتل من بينهم نحو 20 ألفاً يعملون بدوام كامل و25 ألفاً من جنود الاحتياط.
ووفقاً لموقع "ميليتري ووتش" العسكري ضمن تقرير نشر في يناير (كانون الثاني) الماضي، فإن "حزب الله" يمتلك فئة جديدة من الصواريخ المضادة للدبابات تشبه صواريخ منظومتي "سبايك" الإسرائيلية و"جافلين" الأميركية اللتين تجمعان بين استخدام الرؤوس الحربية المشحونة الترادفية والقدرة على الاشتباك مع الدروع العليا للأهداف، لتعظيم قدرتها على هزيمة دروع المركبات. ولا تحتاج الصواريخ بصورة خاصة إلى خط رؤية مباشر، وتستخدم أجهزة استشعار كهروضوئية للوصول إلى أهدافها، واكتسبت هذه الصواريخ شهرتها بعد استعمالها في الحرب الأوكرانية.
ويشير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، وهو مركز أبحاث مستقل وغير ربحي مقره في العاصمة الأميركية واشنطن، إلى أنه ينظر إلى ترسانة "حزب الله" من الصواريخ والقذائف على أنها "الرادع الأساس ضد العمل العسكري الإسرائيلي"، ويقول دانيال بايمان زميل بارز في المركز، ضمن مقالة له نشرت في "اندبندنت عربية" في ديسمبر (كانون الأول) 2023، "وهم (عدد كبير من الإسرائيليين) يخشون أن يهاجم (حزب الله)، إسرائيل أيضاً، مستخدماً ترسانته الصاروخية الأكبر حجماً ومقاتليه الأكثر مهارة لشن هجوم أكثر تدميراً على الشمال".
أيضاً كشفت تقارير إعلامية أخيراً عن أن "الحزب" عزز قدرته بشبكة أنفاق ومخابئ في جنوب لبنان لإيواء وحدات المدفعية المتنقلة من بين الأصول الأخرى بأمان من الضربات الجوية الإسرائيلية. وكانت صحيفة "يسرائيل هيوم" نقلت عن خبراء في مركز "ألما" للدراسات الأمنية أن "حزب الله" تمكن بمساعدة إيران وكوريا الشمالية منذ 18 عاماً من تشييد أنفاق هجومية واستراتيجية كثيفة ومعقدة.
وفي مايو (أيار) الماضي أعلن الحزب عن أسلحة يستخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل على خلفية حرب غزة، ومنها صواريخ جو-أرض، وأطلقها من مسيرة على أحد المواقع الإسرائيلية، وذلك بعد يوم من استهدافه قاعدة عسكرية غرب مدينة طبريا، في هجوم كبير وصف بأنه أعمق ضربة داخل الأراضي الإسرائيلية، حينها. وأثار استخدام الحزب صواريخ S5 مخاوف إسرائيلية من تطور الأسلحة الهجومية، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها "حزب الله" طائرة مسيرة مسلحة بالصواريخ، بدلاً من المتفجرات التي كثيراً ما استخدمتها الجماعة اللبنانية منذ أشهر.
يذكر أنه في مايو 2023 وتحت اسم "سنعبر"، نفذ "حزب الله" مناورة عسكرية في بلدة عرمتى (جنوب) على بعد 20 كيلومتراً من "الخط الأزرق" (هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان من جهة أخرى)، وبحضور وسائل إعلام محلية ودولية، وقال رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين حينها "شاهدتم اليوم جزءاً رمزياً من جهوزية المقاومة"، ووجه تهديداً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالقول "إذا فكرتم في توسيع عدوانكم للنيل من المعادلات التي صنعناها بدمائنا وقدرتنا، فسنكون جاهزين لنمطركم بصواريخنا الدقيقة وكل أسلحتنا، وستشهدون أياماً سوداً لم تروا لها مثيلاً"، وأضاف "لا ضرورة لعرض الصواريخ الدقيقة، لأن العدو سيرى فعلها في قلب كيانه إذا ارتكب أي حماقة يتجاوز فيها قواعد اللعبة".
فهل سيرد "الحزب" الآن؟ وهل لديه القدرة على استهداف العمق الإسرائيلي؟
استراتيجية "الصبر والتأني"
وفقاً لتقارير عدة تصدر عن إعلامه أو الإعلام المقرب منه، أنه إضافة إلى ترسانته الصاروخية فهو اكتسب خبرات قتالية كبيرة من بعد حرب يوليو (تموز) 2006. لكنه يتبع استراتيجية معينة في الردع والدفاع قوامها "الصبر والتأني"، والتأخر في الرد ليس ضعفاً أو تراجعاً، فهو يأخذ بالاعتبار العوامل الداخلية والصراعات الإقليمية التي قد تؤثر في قراره في شأن الرد أو التهدئة، وهو يقيم مدى استعداده لخوض مواجهة عسكرية جديدة. وصحيح أن "حزب الله" يلعب دوراً محورياً في الصراع الإقليمي بالشرق الأوسط، لكنه ليس سراً أنه يعد أداة رئيسة لإيران في تنفيذ استراتيجياتها الإقليمية، إذ يمثل ذراعاً عسكرية وسياسية لها في لبنان والمنطقة بصورة عامة. ويعمل كجزء من "محور المقاومة" الذي يضم إلى طهران ودمشق الفصائل الشيعية المدعومة إيرانياً في اليمن والعراق، وحركات أخرى في المنطقة، مما يجعله جزءاً من جبهة أوسع تسعى إلى مواجهة النفوذ الغربي والإسرائيلي في الشرق الأوسط. من هنا ينظر إلى الحزب ليس كمجرد تنظيم عسكري، بل كقوة سياسية مؤثرة في لبنان، ويتحكم في جزء كبير من السياسة اللبنانية ويستخدم هذا النفوذ لتعزيز مصالحه ومصالح إيران في المنطقة.
أما عن عدم رد فوري على إسرائيل على رغم امتلاكه خبرات قتالية واسعة وقدرات عسكرية قوية، فإن الرد يرتكز على عوامل معقدة عديدة، منها أنه يدرك تماماً أن الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة، ستكون نتائجها مدمرة على لبنان والمنطقة. وعلى رغم قدراته القتالية فإن الحزب يعي أن إسرائيل تمتلك قوة عسكرية ضخمة ودعماً دولياً كبيراً، مما يجعل أي مواجهة واسعة معها محفوفة بالأخطار. لذلك هو يتبنى سياسة الردع ويحرص على عدم الانجرار إلى حرب شاملة. وبما أنه جزء من النسيج السياسي اللبناني فهو لديه حتماً مصالح وأهداف داخلية يجب مراعاتها، وأي مواجهة واسعة مع إسرائيل قد تؤدي إلى تدمير واسع النطاق للبنية التحتية في لبنان وتفاقم الوضع الاقتصادي الهش بالفعل، وهو لا يريد أن يتحمل مسؤولية إدخال البلد في حالة من الفوضى والدمار. علماً أن المعارضة اللبنانية وبعضاً من الرأي العام يتهمونه بذلك. والنقطة الأهم أن قرار الرد أو الامتناع عنه يعتمد على توجيهات طهران، التي تأخذ بالاعتبار الأوضاع الإقليمية والدولية الأوسع. وقد تكون لدى إيران حسابات تتعلق بتوقيت الرد وكيفيته لضمان تحقيق أقصى قدر من الفائدة الاستراتيجية في نزاعاتها مع الولايات المتحدة وحلفائها.
وكان لافتاً في هذا الشأن ما أشارت إليه صحيفة "همدلي" الإيرانية إلى أن إيران ربما تكون قد "علقت ثأرها" من إسرائيل، مشيرة إلى تصريحات وزير الخارجية بالإنابة علي باقري كني الذي لمح إلى وجود بدائل عن الرد المباشر، وأنه يجب استخدام الأدوات الأخرى في الرد على تل أبيب. ولفتت الصحيفة الإيرانية إلى أن خطأ حسابياً واحداً من أطراف الصراع قد يجرها جميعاً إلى حرب شاملة وواسعة النطاق، مشيرة إلى احتمال أن تقوم إسرائيل بهجوم استباقي أو تباشر بالرد على إيران بعد هجوم طهران المحتمل، مهما كان نطاقه وسعته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
نقاط استراتيجية في شمال إسرائيل
في حين يرى مراقبون أنه على رغم الكشف عن بعض الأسلحة المستخدمة بين الخصمين، فإنهما يحتفظان ببعض السرية، لا سيما الحزب الذي يكشف بين حين وآخر عن أسلحة جديدة يستخدمها لاستهداف مواقع إسرائيلية، ومع الأخذ بالاعتبار كل "قوة" الحزب واستراتيجيته، ما القواعد العسكرية المهمة والنقاط الاستراتيجية في شمال إسرائيل التي من المحتمل أن تتعرض لاستهدافاته؟
توجد في شمال إسرائيل نقاط عدة استراتيجية يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية، ومن أبرز هذه النقاط:
-منطقة الجليل، وتعد هذه المنطقة بخاصة الجليل الأعلى، ذات أهمية استراتيجية نظراً إلى موقعها الجغرافي القريب من الحدود اللبنانية، وتضاريسها الوعرة التي يمكن أن تكون مفيدة من الناحية الدفاعية.
-مدينة حيفا، تعد حيفا واحدة من أكبر المدن في شمال إسرائيل وتحوي ميناءً بحرياً رئيساً، ومناطق صناعية مهمة. وتعد حيفا منطقة استراتيجية بسبب مينائها الحيوي، الذي يعد من أكبر الموانئ في إسرائيل، ويستخدم لأغراض عسكرية وتجارية على حد سواء. كذلك توجد في حيفا مصانع للبتروكيماويات ومحطات لتوليد الطاقة ومنشآت حيوية، تعد ذات أهمية استراتيجية، إضافة إلى مطارها الذي يقع في وسط المدينة، ويبعد عن لبنان نحو 32 كيلومتراً. ولا يحوي هذا المطار طائرات مقاتلة أو مروحيات، لكن بعض المواقع اعتبره من ضمن المطارات التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي.
-مرتفعات الجولان، تحتل هذه المنطقة أهمية استراتيجية نظراً إلى إطلالتها على الحدود السورية وموقعها المرتفع الذي يوفر ميزة عسكرية في المراقبة والدفاع. وعلى رغم أنها ليست في شمال إسرائيل المباشر، فإن السيطرة على مرتفعات الجولان تعد استراتيجية لأنها توفر رؤية وإمكانية للتحكم في مناطق واسعة في شمال إسرائيل وجنوب لبنان، وتوجد هناك عديد من القواعد العسكرية ومنصات الرادار.
-المستوطنات الحدودية، مثل كريات شمونة وميتولا، وتقعان على الحدود اللبنانية وتعتبران نقاط تماس مباشرة مع لبنان، ومن الأهداف المحتملة نظراً إلى قربهما من لبنان وسكانه المدنيين، مما يجعلهما أهدافاً محتملة لأي صراع. إضافة إلى شبكة الطرق السريعة والجسور التي تربط بين المناطق الشمالية والمناطق الوسطى والجنوبية لإسرائيل، وأهمها الطريق السريع شارع 90 وهو أطول الطرق، بطول يبلغ نحو 480 كيلومتراً، ويمتد من المطلة والحدود الشمالية مع لبنان مروراً بالجانب الغربي من بحيرة طبريا عبر وادي نهر الأردن، وعلى طول الضفة الغربية للبحر الميت، وصولاً إلى أم الرشراش وعلى الحدود الجنوبية مع مصر والبحر الأحمر، ويعد شرياناً حيوياً لنقل القوات والإمدادات.
وتنتشر في الشمال الإسرائيلي قواعد ومواقع عسكرية استراتيجية، تستخدم لمراقبة الحدود والاستجابة السريعة لأي تهديدات، وتجعل من شمال إسرائيل منطقة ذات أهمية كبيرة في أي سياق أمني أو عسكري، كما توجد معسكرات ووحدات للجيش الإسرائيلي منتشرة في الجليل، منها وحدات المشاة والمدفعية، ومواقع الدفاع الجوي التي تشمل بطاريات صواريخ القبة الحديدية، ومواقع الرادارات التي تعد هدفاً رئيساً لـ"حزب الله".
-قاعدة "رمات ديفيد" الجوية
تقع قرب مدينة حيفا، وهي واحدة من أهم القواعد الجوية في إسرائيل. وتستخدم بصورة رئيسة للطائرات المقاتلة وتعد مركزاً لعمليات جوية متعددة، وتبعد عن لبنان 49 كيلومتراً تقريباً، وهي قاعدة جوية عملياتية لسلاح الجو الإسرائيلي، وتقع قرب "كيبوتس رمات ديفيد" (جنوب شرقي مدينة حيفا)، وهي القاعدة الجوية الوحيدة في المنطقة الشمالية، ولذلك تلقب بـ"سلاح الجو الشمالي". وتعد القاعدة الكبرى في المنطقة الشمالية وواحدة من ثلاث قواعد جوية رئيسة في إسرائيل، وتحتل موقعاً استراتيجياً قرب خطوط المواجهة الإسرائيلية مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.
-قاعدة "روش هنيكرا"
تقع في أقصى شمال إسرائيل، قرب نقطة التقاء الحدود الإسرائيلية - اللبنانية على الساحل، وتعد مركزاً لمراقبة الحدود الشمالية وتتحكم في التحركات عبر معبر "روش هنيكرا"، وتتمركز فيها قوات خاصة ووحدات هندسية.
-قاعدة "زرعيت"
تقع قرب قرية زرعيت على الحدود اللبنانية، وتعد مركزاً للوحدات التي ترصد الحدود وتحافظ على الأمن في المنطقة، وتوجد فيها وحدات استطلاع متقدمة وأنظمة مراقبة حديثة.
-قاعدة "أفيفيم"
هي قاعدة عسكرية تقع قرب مستوطنة "أفيفيم" في الجليل الأعلى، شمال إسرائيل، قرب الحدود اللبنانية، مما يجعلها في موقع استراتيجي حساس. وتعد القاعدة نقطة تجمع لقوات المدفعية الإسرائيلية ووحدات المشاة التي تعمل على تأمين المنطقة الحدودية مع لبنان. وتستخدم لدعم العمليات العسكرية ومراقبة الحدود، بخاصة في مواجهة التهديدات المحتملة من "حزب الله". وتلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الأمن في شمال إسرائيل حيث توجد وحدات مدفعية ثقيلة تعمل على تقديم الدعم الناري للقوات المنتشرة على طول الحدود، كما أنها تستخدم كنقطة انطلاق للوحدات التي تقوم بدوريات على الحدود.
-موقع "هار دوف"
(مزارع شبعا)، يقع في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، ويعد هذا الموقع من أحد أكثر المواقع حساسية، إذ توجد وحدات من النخبة ووحدات الاستطلاع التي تعمل في ظل موقع له تضاريس صعبة، لمراقبة الحدود والسيطرة على المنطقة.
-موقع الجليل الغربي
يقع على طول الحدود الشمالية في الجليل، وتوجد فيه وحدات من لواء "غولاني"، ويشكل خط الدفاع الأول في المنطقة الشمالية الغربية لإسرائيل.
-موقع القنيطرة
يقع في الجولان، قرب الحدود مع لبنان وسوريا، توجد فيه وحدات مدفعية وفرق استطلاع، ويعد جزءاً من النظام الدفاعي الأوسع على الحدود الشمالية لإسرائيل.
قاعدة "ميرون"
في فبراير (شباط) الماضي أعلن "حزب الله" قصف قاعدة "ميرون" الإسرائيلية للمراقبة الجوية في جبل الجرمق بالجليل الأعلى، رداً على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مدينة بعلبك (شرق لبنان) حينها، مما أدى إلى إصابة قسم من تجهيزاتها وتدميرها بالكامل، وفقاً لبيان الحزب.
وأقر الجيش الإسرائيلي بتضرر القاعدة حينها. وقاعدة "ميرون" هي قاعدة عسكرية تقع على قمة جبل الجرمق (جبل ميرون) الذي يبلغ ارتفاعه 1205 أمتار عن سطح البحر، وتبعد عن الحدود مع لبنان نحو سبعة كيلومترات. وتعد ركناً رئيساً في الجهود العسكرية الإسرائيلية لمراقبة وتنظيم وتنسيق وإدارة كامل العمليات الجوية باتجاه سوريا ولبنان وتركيا وقبرص والقسم الشمالي من الحوض الشرقي للبحر المتوسط. وتشكل القاعدة مركزاً رئيساً لعمليات التشويش الإلكتروني بالاتجاهات المذكورة، ويعمل فيها عدد من نخبة الضباط والجنود الإسرائيليين. وتعرف بأنها "عين إسرائيل في الشمال"، ومن أبرز مهامها كشف محاولات التسلل الجوي فوق إسرائيل والدول المجاورة، والإنذار المبكر لمصلحة الدفاع الجوي والمهام التشغيلية المختلفة. وتعد جزءاً من منظومة التحكم الجوي، وتشرف بصورة روتينية على الحركة الجوية العسكرية والمدنية فوق إسرائيل، ويعمل فيها مراقبون مدنيون للحركة الجوية.
القبة الحديدية
وتعد القبة الحديدية أساساً للدفاع عن إسرائيل، وقد أنفقت الحكومة الأميركية أكثر من 2.9 مليار دولار على البرنامج، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس. وقال الجيش الإسرائيلي إن النظام حقق نسبة نجاح بلغت 95.6 في المئة خلال إطلاق الصواريخ من قبل حركة "الجهاد الإسلامي" العام الماضي، لذلك إذا تغلب "حزب الله" على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، فإنه سيشكل خطراً كبيراً على حياة العسكريين والمدنيين الإسرائيليين، وفقاً لما نقلته شبكة "سي أن أن".